. الفصل العشرون .

635 86 105
                                    


خرجت من الغار قبل طلوع الفجر، و هي تتلفت يمينا و يسارا، لكن صوتا مؤلوفا جعلها تستدير.

- أمسكي.

كان يقف بالقرب من حصانه، يمسك بتفاحة و يلوح بها. و ما ان تعانقت نظراتهما، حتى رمى التفاحة بالتجاهها، فأسرعت و أمسكت بها كالمتفاجئة.

نقلت عينيها بينه و بين التفاحة في يدها، ثم سارت بالتجاهه مستفهمة،
- ماذا تفعل هنا بالخارج؟ يجب أن تريح جسدك.

ابتسم لها و هو يمضغ لقمة أخذها من الثمرة في يده،
- لا بأس. أشعر بتحسن الآن. كما يجب علينا أن ننطلق بعد قليل.
- لا يمكننا أن نستمر في السير و أنت على هذه لحال.
- أنا بخير!

تنهدت وهي تتفحص وجهه الشاحب، ثم قالت بنبرة قلقة،
- تبدوا مرهقا يا تاج. عيناك متعبتان، و شفتاك..

توقفت عن الكلام، لحظة توقفت عيناها عند ثغره، فرمشت بضع مرات و ارتبكت نظراتها، ثم ابتلعت ريقها و هي تحك رأسها.
- يابستان. شفتاك. و لا أظنك.. تقوى على المسير.

ثم استدارت، و بخطوات سريعة، اتجهت نحو الغار. لكنها توقفت في منتصف الطريق، عندما سمعت صوته الهادئ يقول،
- أنا أحمل مشاعر تجاهك يا وردة.

سمعت صوت قدميه تتحركان باتجاهها، فالتفتت إليه في تردد واضح.

ابتلعت ريقها وهي تبادل نظراته المتوترة، بنظراتها المرتبكة.
- أنا معجب بك يا وردة.

نظفت حلقها،
- أنا.. أنا-

قاطعها تساقط قطرات من الماء على رأسها، وجهها، و ملابسها، فرفعت عينيها إلى السماء.

همست،
- انها تمطر.

أعادت انتباهها إلى تاج، فوجدته يتفحص السماء، التي بدأت تمطر فجأة، مطرا قليلا، سرعان ما أصبح غزيرا.

التفت إلى الأحصنة، ثم إلى الأميرة، بعد أن شعر بالماء يبلل ملابسه.
- سأخذ الأحصنة إلى حيث لا يهطل عليها المطر.

أسرعت نحوه وهي تقول،
- أدخل إلى الغار، سأتكلف بالأمر.
- لا عليك.
- لكنك مصاب!

أمسك بكتفيها و ضغط عليهما بلطف،
- أنا بخير. هيا، ادخلي وحسب.

أومأت أخيرا، ثم أسرعت و دخلت الغار، تاركة إياه خلفها يقود الفرسين نحو شجرة أضخم.

خلعت سلهامها، ساسته ثم وضعته أرضا. ثم مسحت الماء عن شعرها و أعادت تصفيفه سريعا، و هي تسير نحو المدخل.
طلت برأسها قليلا، فبدى لها تاج يجري مسرعا نحو الغار.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن