. الفصل الخامس .

819 87 7
                                    


وقف سلطان الجان عن عرشه، ثم قال بعد صمت،
- لا بد لكما أن تعاقبا.

تقدم تاج خطوتين مترددتين نحو السلطان، نظف حلقه ثم قال و صوته المرتعش يفضح مشاعره المرتبكة،
- مولاي..

أشار له الملك بيده،
- أفصح يا تاج.
- ماذا لو.. اجتمعت الأميرة وردة.. بالأمير قمر الزمان؟

عقد سلطان الجان حاجبيه، نزل الدرج، ثم وقف أمام تاج قبل أن يسأل،
- ماذا لو اجتمعا؟

تلعثم تاج وهو يحاول شرح اقتراحه للملك،
- أقصد أنه.. إذا ما تمكنا.. من الجمع بينهما.. نكون.. قد.. أصلحنا ما تسببنا فيه.. من مشكل.

أضافت لمار على كلامه متوسلة، وهي تسرع نحوهما،
- سنصلح ما تسببنا فيه من قلق و حيرة للأميرين، و نجمع بينهما، فهلا تسمح لنا و تسامحنا؟ أتوسل إليك يا أبي.

نقل الملك نظراته بينهما في صمت لمدة، ثم سأل أخيرا،
- و كيف ستصلحان الأمر؟

اقتربت لمار من والدها قبل أن تجيبه،
- سنجد طريقة-

قاطعها والدها بنبرة قاسية،
- ستجدان طريقة؟! متى ستجدان طريقة؟!

أمسكت الأميرة بذراع السلطان بلطف، ثم قالت،
- أرجوك أبي! ثق بي هذه المرة وحسب. ثق بتاج! سنجد طريقة. امنحنا بعض الوقت وحسب.
- كيف أثق بكِ و قد خالفتي أمري مرارا؟

ثم التفت إلى تاج وهو يرمقه بنظرات حادة،
- و كيف أثق بمن سرق مني من قبل؟!

خفض تاج بصره و ضغط على شفتيه، ثم طأطأ رأسه كالمذنب.

قالت لمار مصرة على اقتراحها،
- سنجد حلا. امنحنا فرصة أرجوك يا أبي. أتوسل إليك.

أغلق السلطان عينيه لمدة، و لم يفتحهما حتى زفر و أراح صدره.
- كم من الوقت تحتاجان؟

رفع تاج رأسه ليكشف عن ملامحه المذهولة، و ارتسمت سيماء الارتياح و الاطمئنان على محيا الأميرة، و اتسعت ابتسامتها فأشرق وجهها، ثم ارتمت في حضن والدها وضمته إليها بحرارة.
- شكرا لك يا أبي! شكرا لك! لن أنسى لطفك ما حييت.

ربت السلطان على ظهر ابنته، ثم أمسك بكتفيها و أبعدها عن صدره برفق. ضغط قليلا بيديه على كتفيها، وهو يتفحص عينيها بنظراته الجادة.
- احذري أن تصنعي مشاكل أخرى يا لمار.
- لا تقلق يا أبي.

اكتفى بإيماة بعد أن بادلها النظرات طويلا، فأومأت له كذلك، ثم التفتت إلى تاج متبسم لعلها تطمئنه، فبادلها بابتسامة صغيرة مرتبكة.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن