وقف سلطان الجان عن عرشه، ثم قال بعد صمت،
- لا بد لكما أن تعاقبا.تقدم تاج خطوتين مترددتين نحو السلطان، نظف حلقه ثم قال و صوته المرتعش يفضح مشاعره المرتبكة،
- مولاي..أشار له الملك بيده،
- أفصح يا تاج.
- ماذا لو.. اجتمعت الأميرة وردة.. بالأمير قمر الزمان؟عقد سلطان الجان حاجبيه، نزل الدرج، ثم وقف أمام تاج قبل أن يسأل،
- ماذا لو اجتمعا؟تلعثم تاج وهو يحاول شرح اقتراحه للملك،
- أقصد أنه.. إذا ما تمكنا.. من الجمع بينهما.. نكون.. قد.. أصلحنا ما تسببنا فيه.. من مشكل.أضافت لمار على كلامه متوسلة، وهي تسرع نحوهما،
- سنصلح ما تسببنا فيه من قلق و حيرة للأميرين، و نجمع بينهما، فهلا تسمح لنا و تسامحنا؟ أتوسل إليك يا أبي.نقل الملك نظراته بينهما في صمت لمدة، ثم سأل أخيرا،
- و كيف ستصلحان الأمر؟اقتربت لمار من والدها قبل أن تجيبه،
- سنجد طريقة-قاطعها والدها بنبرة قاسية،
- ستجدان طريقة؟! متى ستجدان طريقة؟!أمسكت الأميرة بذراع السلطان بلطف، ثم قالت،
- أرجوك أبي! ثق بي هذه المرة وحسب. ثق بتاج! سنجد طريقة. امنحنا بعض الوقت وحسب.
- كيف أثق بكِ و قد خالفتي أمري مرارا؟ثم التفت إلى تاج وهو يرمقه بنظرات حادة،
- و كيف أثق بمن سرق مني من قبل؟!خفض تاج بصره و ضغط على شفتيه، ثم طأطأ رأسه كالمذنب.
قالت لمار مصرة على اقتراحها،
- سنجد حلا. امنحنا فرصة أرجوك يا أبي. أتوسل إليك.أغلق السلطان عينيه لمدة، و لم يفتحهما حتى زفر و أراح صدره.
- كم من الوقت تحتاجان؟رفع تاج رأسه ليكشف عن ملامحه المذهولة، و ارتسمت سيماء الارتياح و الاطمئنان على محيا الأميرة، و اتسعت ابتسامتها فأشرق وجهها، ثم ارتمت في حضن والدها وضمته إليها بحرارة.
- شكرا لك يا أبي! شكرا لك! لن أنسى لطفك ما حييت.ربت السلطان على ظهر ابنته، ثم أمسك بكتفيها و أبعدها عن صدره برفق. ضغط قليلا بيديه على كتفيها، وهو يتفحص عينيها بنظراته الجادة.
- احذري أن تصنعي مشاكل أخرى يا لمار.
- لا تقلق يا أبي.اكتفى بإيماة بعد أن بادلها النظرات طويلا، فأومأت له كذلك، ثم التفتت إلى تاج متبسم لعلها تطمئنه، فبادلها بابتسامة صغيرة مرتبكة.
أنت تقرأ
الأميرة و الجني
Romanceرواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة في مقابلة الأمير "قمر الزمان"، شاب وسيم بديع الجمال، استيقظت في منتصف إحدى الليالي لتجده نائما بجانبها، على سريرها. شاب حرَّك قلبها بحسنه و...