. الفصل العاشر .

717 93 29
                                    


أمسك تاج الخنجر بكلتا يديه، ثم أحكم قبضتيه وهو يركز نظره عليه، فبدأ بالتوهج، و بدى و كأنه خنجر مصنوع من نور. ثم أخيرا رماه في النافورة، فسبب ذلك ظهور دوامات شبه دائرية لبضع ثوان. و ما أن ركدت المياه، حتى ظهرت صورة السلطان ورد شاه و قائد الجنود في مجلس القصر، و سُمِع صوتهما وهما يتحدثان.

قال مرزوان و هو مطأطأ الرأس كالمذنب أمام الملك،
- لم يجد الجنود أثرا للأميرة في المدينة كلها. أظنها ابتعدت عن قلب السبعة قصور يا مولاي.

صاح السلطان في انفعال، و القلق المختلط بالغضب يسيطر على تعابير وجهه،
- مستحيل! لا يمكنها أن تبتعد كثيرا عن المدينة في ليلة واحدة! أرسل جنودك مجددا للبحث عنها. لا بد و أنها تختبئ في مكان ما.
- لقد بحثنا في كل ركن يا مولاي. لا بد و أن هناك من ساعدها على الهرب.

وقف الملك عن مجلسه ثم تقدم نحو قائد الجنود و هو عاقد الحاجبين،
- و من قد يساعدها؟!
- لا أعلم يا مولاي. لكن هناك أمر مريب قد حدث ليلة أمس.
- أفصح يا مرزوان.

ابتلع ريقه في صمت قبل أن يجيب بنبرة مترددة،
- ليلة أمس.. فقد جميع حرس القصر.. وعيهم فجأة.

ازدادت حيرة الملك،
- فقدوا وعيهم؟!
- استجوبتهم جميعا هذا الصباح يا مولاي، فأخبرني بعضهم.. أنهم لا يذكرون ما حدث. و البعض الآخر قالوا بأنهم شاهدوا زملاءهم يسقطون أرضا أمام أعينهم، و كأن أرواحهم.. خرجت من أجسادهم. ثم بعد ذلك شعروا بشيء كرغبة قاتلة في النوم تعتريهم، ففشلت أقدامهم عن حملهم، ثم سقطوا أرضا و أغمي عليهم كذلك.

تقدم السلطان نحو احدى الأرائك، ثم جلس كالمصدوم،
- مستحيل! ما تقوله مستحيل!
- أظن أن شخصا.. ما.. دبر الأمر، خدر الحرس جميعا، و أخرج الأميرة من البرج، ثم من القصر.
- لكن من؟!
- لا أدري يا مولاي!
- أ لن يكون أحد الحرس؟!
- و هل تشك في أحدهم يا مولاي؟

هز رأسه نفيا بعد تفكير، ثم قال،
- لا بد و أن من ساعد وردة مجموعة، و ليس شخصا واحدا.
- فكرت في ذلك أيضا يا مولاي.

تنهد السلطان في استسلام،
- لا أفهم! لماذا تهرب وردة؟! و مع من؟!

فتح شفتيه كالمذهول و اتسعت عيناه،
- أظنني أعرف سبب هروبها يا مولاي.
- ما الذي تعرفه يا مرزوان؟

تقدم نحو الملك بخطوات متأنية، وهو يفسر قائلا،
- طلبت مني الأميرة بالأمس أن أرسل في طلب أمير الغبراء الغربية قمر الزمان.
- قمر الزمان ابن الملك شهرمان؟!
- أجل يا مولاي. قالت بأنه هو الشاب صاحب الخاتم، الذي ظهر على سريرها في غرفة البرج تلك الليلة.

رفع سبابته و إبهامه ليتحسس ذقنه وهو يرفع حاجبا،
- اذا فأنت تقول بأن وردة الجنة قد تكون الآن في طريقها إلى الغبراء، لتقابل الأمير قمر الزمان؟
- أظن ذلك يا مولاي.
- أ لم تطلب منك، او تخبرك بأي شيء آخر؟
- لا شيء آخر يا مولاي.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن