. الفصل الثالث .

1K 105 43
                                    


خرجت أميرة الجان من المجلس و خلفها تاج يتبعها، لكن سرعان ما توقف الإثنان عند الباب، لحظة انحنى الحارسان للأميرة.

طلبت لمار قائلة،
- سأخرج لبعض الوقت، و سآخذ معي تاج.

قال أحد الحارسين دون أن يرفع عينيه عن الأرض،
- سنرافقك يا مولاتي.
- لا عليكما. لن أبتعد كثيرا، كما أن تاج سيرافقني.

وقبل أن يتمكن الحارس من فتح شفتيه و ينطق بما لديه من كلام، اسرعت لمار باتجاه باب عظيم منقوش، أحد مصرعيه الفضية مفتوح، يكشف عن السماء و أضوائها، انبثق من ظهرها جناحان ضخمان شديدا البياض، أشبه بجناحي حمام، نشرتهما ثم رفعت بهما جسدها، و طارت لتخرج من القصر، فلحق بها تاج، و بقي خلفها إلى أن ابتعدا عن أنظر الحرس.

التفتت إليه لمار ثم قالت،
- خذني إلى البرج.

ابتسم لها، ثم أسرع و تقدمها، متجها نحو قصر الملك ورد شاه.

.....

رفع الستارة التي تغطي باب الشرفة المفتوح، و دخل الغرفة، فوجد الصبية في مكانها، نائمة.

دخلت لمار من بعده، لتجده يقف في منتصف الطريق نحو السرير.
تقدمت نحوه مستغربة،
- ماذا بك؟!

وقفت بجانبه، ألقت نظرة على الجسد النائم أمامهما، ثم التفتت إليه لترى على ملامح وجهه ما يشبه القلق و انشغال البال، إلا أنها لم تكن متأكدة من الأمر الذي يزعجه.
همست،
- تاج؟

التفت إليها كالمتفاجئ، ثم قالت،
- لا بد.. و أن الأمر أصبح صعبا عليك الآن.. أكثر من ذي قبل.
- أي.. أمر؟!
- عقاب ملك الجان و سجنه لك. لو كنت حرا لكان بإمكنك-

قاطعها قائلا وهو يراقب الحسناء النائمة أمامهما،
- لا يهم. ما حدث قد حدث.

وقفت في صمت لمدة تراقب تعابير وجهه الثابتة، و التي اهتزت مرارا، لتكشف عن تشوش، و اضطراب. ثم أخيرا إلتفتت إلى الفراش أمامها، رفعت جناحيها و طارت باتجاهه، ثم حطت بجانبه و دنت من الفاتنة الراقدة فوقه.
ارتسمت ابتسامة إعجاب على محياها، ثم التفتت إلى تاج.
- أ لا تعرف من تكون حقا؟!

هز رأسه نفيا و هو يتقدم نحو السرير بخطوات متمهلة،
- لا أعرف عنها شيئا.
- إنها أميرة جزائر و بحور السبعة قصور. وردة الجنة.

عقد حاجبيه،
- ابنة الملك ورد شاه؟!
- صحيح.
- و ما الذي تفعله أميرة ابنة ملك، في غرفة برج مهجور؟!
- من يدري!

ثم أضافت بعد سكوت وهي تتفحص وجه وردة،
- إنها حقا بديعة الجمال.

ثم أكملت بعد أن رفعت نظرها إلى الواقف أمامها،
- لكن قمر الزمان أجمل بكثير!

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن