كانت تتفحص أحد الكتب التي كانت على مكتبه، عندما خرج من وراء ستارٍ يقسم الغرفة نصفين، و هو يمسح شعره المبلل.استدارت إليه بعد أن شعرت باقترابه، فوجدته في سروال و قميص مريحين سوداوي اللون يجعلان بشرته البيضاء تبدوا أكثر بياضا، و ابتسامة لطيفة تعلو شفتيه.
وضع المنشفة جانبا، ثم رفع خصلات شعره عن جبينه، وهو يراقب وردة، وهي تعيد الكتاب إلى مكانه.
- إذا.. بماذا أخبرتي قمر الزمان؟أجابت وهي ترتب الكتب على مكتبه،
- أخبرته عن ظهوره المفاجئ في غرفتي، ثم اختفاءه.
أ لم يستغرب من الأمر.الفتت إليه ثم أومأت،
- بلى. بل و قد شحب وجهه. لكن فضّلت أن أبقي أمر الجنية سرا.
- لا أظن أن باله سيرتاح ما لم يعرف ما الذي حدث معه بالضبط.
- تماما. لم يرتح لي بال أيضا إلا عندما علمت ما الذي حدث حقا.اكتفى بإيماءة ثم ابتسم وهو ينظر إليها لمدة في صمت، فعقدت حاجبيها و ابتسامة صغيرة تعلو ثغرها.
- لماذا.. تنظر إلي هكذا؟افتر ثغره عن ضحكة مكتومة، و عض على شفته السفلى لحظة خفض عينيه، ثم حك رأسه قبل أن يقول،
- فقط.. أ علم أن الأمر قد يبدوا لك تافها لكن.. أظن أن قمر.. معجب بك.أشاحت بنظرها بعيدا وهي تضحك في صمت،
- ربما يعجبه ما أبدوا عليه! لكن لا أظنه سيعجب بمن أكون حقا.هز رأسه مستوعبا ثم استفهم كمن تذكر شيئا،
- أ سبق لي أن أخبرتك أنني معجب بما تبدين عليه، و كذلك معجب جدا بمن تكونين؟اتسعت ضحكتها وهي تتأمل عينيه، ثم قالت بنبرة مرحة،
- أجل. أظنك أبديت إعجابك مرارا!ثم أضافت في تردد، وهي تنظر إلى ابتسامته اللطيفة،
- و على ذكر كل هذا.. و أعلم أيضا أن الأمر.. قد يبدوا تافها.. لكن..رفع تاج حاجبيه منتظرا منها بقية الحديث،
- أظن أن بدر البدور.. معجبة بك. أو ربما تحبك، فلقد كانت تعرفك منذ صغرها.تقلصت ابتسامته، و تغير استغرابه إلى ذهول،
- ما الذي يجعلك.. تظنين ذلك؟
- أ حقا لم تشعر أو تلاحظ أي شيء؟
- لا!ثم أضاف بعد أن شرد لبرهة،
- ربما!
- عليك أن تحدثها يا تاج.ابتلع ريقها في هدوء و القلق بدأ يتسلل الى تعابير وجهه،
- ماذا.. أقول لها؟فتحت شفتاها المحتارتان،
- الحقيقة.. لا أدري. لكنها لا تزال صبية صغيرة، و قد.. يجرحها تجاهلك لمشاعرها.
أنت تقرأ
الأميرة و الجني
Romanceرواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة في مقابلة الأمير "قمر الزمان"، شاب وسيم بديع الجمال، استيقظت في منتصف إحدى الليالي لتجده نائما بجانبها، على سريرها. شاب حرَّك قلبها بحسنه و...