. الفصل الثاني و الثلاثين .

529 65 36
                                    


كانت تتفحص أحد الكتب التي كانت على مكتبه، عندما خرج من وراء ستارٍ يقسم الغرفة نصفين، و هو يمسح شعره المبلل.

استدارت إليه بعد أن شعرت باقترابه، فوجدته في سروال و قميص مريحين سوداوي اللون يجعلان بشرته البيضاء تبدوا أكثر بياضا، و ابتسامة لطيفة تعلو شفتيه.

وضع المنشفة جانبا، ثم رفع خصلات شعره عن جبينه، وهو يراقب وردة، وهي تعيد الكتاب إلى مكانه.
- إذا.. بماذا أخبرتي قمر الزمان؟

أجابت وهي ترتب الكتب على مكتبه،
- أخبرته عن ظهوره المفاجئ في غرفتي، ثم اختفاءه.
أ لم يستغرب من الأمر.

الفتت إليه ثم أومأت،
- بلى. بل و قد شحب وجهه. لكن فضّلت أن أبقي أمر الجنية سرا.
- لا أظن أن باله سيرتاح ما لم يعرف ما الذي حدث معه بالضبط.
- تماما. لم يرتح لي بال أيضا إلا عندما علمت ما الذي حدث حقا.

اكتفى بإيماءة ثم ابتسم وهو ينظر إليها لمدة في صمت، فعقدت حاجبيها و ابتسامة صغيرة تعلو ثغرها.
- لماذا.. تنظر إلي هكذا؟

افتر ثغره عن ضحكة مكتومة، و عض على شفته السفلى لحظة خفض عينيه، ثم حك رأسه قبل أن يقول،
- فقط.. أ علم أن الأمر قد يبدوا لك تافها لكن.. أظن أن قمر.. معجب بك.

أشاحت بنظرها بعيدا وهي تضحك في صمت،
- ربما يعجبه ما أبدوا عليه! لكن لا أظنه سيعجب بمن أكون حقا.

هز رأسه مستوعبا ثم استفهم كمن تذكر شيئا،
- أ سبق لي أن أخبرتك أنني معجب بما تبدين عليه، و كذلك معجب جدا بمن تكونين؟

اتسعت ضحكتها وهي تتأمل عينيه، ثم قالت بنبرة مرحة،
- أجل. أظنك أبديت إعجابك مرارا!

ثم أضافت في تردد، وهي تنظر إلى ابتسامته اللطيفة،
- و على ذكر كل هذا.. و أعلم أيضا أن الأمر.. قد يبدوا تافها.. لكن..

رفع تاج حاجبيه منتظرا منها بقية الحديث،
- أظن أن بدر البدور.. معجبة بك. أو ربما تحبك، فلقد كانت تعرفك منذ صغرها.

تقلصت ابتسامته، و تغير استغرابه إلى ذهول،
- ما الذي يجعلك.. تظنين ذلك؟
- أ حقا لم تشعر أو تلاحظ أي شيء؟
- لا!

ثم أضاف بعد أن شرد لبرهة،
- ربما!
- عليك أن تحدثها يا تاج.

ابتلع ريقها في هدوء و القلق بدأ يتسلل الى تعابير وجهه،
- ماذا.. أقول لها؟

فتحت شفتاها المحتارتان،
- الحقيقة.. لا أدري. لكنها لا تزال صبية صغيرة، و قد.. يجرحها تجاهلك لمشاعرها.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن