ستكبر،ستتزوج من امرأة لا تعني لك شيئا تقريبا، غير كونها تستجيب لشروط المرأة النمطيّة الوفية، ابنة العائلة المحافظة،التي تستطيع تنظيفَ البيت و تربية الاولاد بالاضافة الى تلبية رغبتك في الفِراش كلّ ليلة،رغبتكَ التي ستذبلُ سريعًا حين ترى زوجتك تتحوّل الى كتلة بشرية غير واضحة المعالم.
ستكبرينَ أيضًا، و تتزوجين رجلاً لا يمتّ بصِلة لك. ستتركين حبيبكِ يترنّحُ وحيدًا، لترضي العائلة و المجتمع. سيقوم زوجُكِ بارضاء كل متطلّباتك، و متطلّباتهم،من بيت و سيارة و بهرجٍ اجتماعي، و يأتيكِ ليلاً، لعشرة دقائق، ثمّ يتلمّظ و يغطّ في نومٍ عميقٍ غير عابئ بك. سيتحوّل بعد فترةٍ وجيزةٍ الى كتلة من الجليد البارد، لا يرى فيكِ غير شريكةٍ فرضتها سيرورة الأمور، في اطار عقد زواج-شركة.
ستكبرون جميعًا، و تفرحون حين تحصلون على عملٍ، و تلهثون كالخرفان وراء السيارة و القرض السكنيّ و عُلب الحليب و الحفّاظات و لوازم مدرسة أبنائكم تليها الجامعة، ثمّ تغرقون في عيادات الأطبّاء و حُقن البنسلين و حبوب ضغط الدم و الكوليسترول للتحول في نهاية الأمر الى أجسام مترهّلة مقيتة، ثم تكتشفون، في نهاية المطافِ ،متأخّرين، أنّكم أمْضيتم حياتكم تتبعون السّراب، و أنّكم تركتُم جميع التفاصيل الرّائعة التي تحوي في ثناياها حياتكم الحقيقيّة، التي لم تعيشوها.
ثمّ ترحلون، و يلفّكم النسيان،جميعًا.
أنت تقرأ
جَسدٌ يُجيدُ الحِواراتِ الصَامتَة.
Short Story#القصه-القصيره #واقع مبنيه علي احداث واقعيه ------*-----------*----------*---------*-------*aya يحكى بأنّ فتاة شعرت بالغضب لعدم تحقق ما تتمنى وفي يوم ميلادها في تمام الساعة الحادية عشر وإحدى عشر دقيقة تمنت الموت وماتت! في الحقيقة أنا أيضاً تمنيت أ...