آلفصـل آلرآبع

59 16 1
                                    

" لقدت عدت "
قلت ذلك ثم القيت بمفاتيحي علي الطاولة و أيضاً القيت نفسي علي الاريكة .
يبدو بأن النهار طويلاً اليوم ...
" ملل "
سمعت صوت كائني الابيض و كأنه يوقظني و يقول:
" افيقي توشار... عليك الذهاب لاعطاء الفتي ماله فلا تعلمي كيف يحتاجه "
"يمكن أن تكون والدته مريضة و هو من يكلف بها ، او يمكن ان يكون فقير و يحتاجها ليدفع تكاليف جامعته و منزله او لاطعام جدته المصابة بالسرطان أو ..."
وقفت و صرخت فجأة و انا أحاول ان اتلاشاه من عقلي
قلت:
" ستبكيني من شدة حزن تخيلك "
صفعت خداي مرتين وقلت بشجاعة و طاقة :
" هيا توشار لنذهب "
أخذت مفاتيحي و خرجت من المنزل و ذهبت ...
لكن لماذا توقفت قدماي عن السير ! ؟
كان علي صفع نفسي مرة أخري لاني ذهبت مجدداً بدون المال ...
أرجعت رأسي الي الوراء بطريقة تجعل رقبتاي تنكسر حقاً ثم رجعت الي المنزل لاخذ المال ...
بعد دقائق كنت أمام المقهي أخيراً وبعد عناء طويل ...
دخلت و انا اتمني عدم عودتي إلي هناك مرة أخري .
ذهبت باتجاهه و انا أراه يحضر لطلب شخص ما مع ابتسامته تلك ...
قلت بملل:
" هااي _ مرحباً مجدداً "
نظر إلي وقال:
" هل نسيتي شئ هنا ؟ "
قلت:
" لقد نسيت ان ادفع لك ثمن الوجبة "
نفي مسرعاً وقال:
" لا لا _انها مجانية "
تسائلت متعجبة:
" مجانية ولماذا ؟ هل تبيع طعامك بدون مال ؟ "
ضحك وقال:
"لا أنها هدية "
قلت بسخرية:
" هل أنتَ حبيبي؟ "
توسعت عيناه و قال منصدما:
" المعذرة !! "
قلت:
" يعني لا ...لذا أنت لست حبيبي لتهديني وجبة انا من طلبها بنفسي .."
مددت يدي و انا ممسكة بالمال و قلت:
" تفضل ...و أشكرك علي الطعام "
اخذها بالفعل مني و هو مازال متعجب .
و لكني خرجت منتصرة ...
انا :1
هو :1
" تعادل ...نعم ! "
أخيراً اتاحت لي الفرصة بالذهاب لمنزلي و الأستمتاع بمسلسلي .
دخلت للمنزل مرة أخري و بعدها ذهبت لتغير ملابسي لملابس مريحة منزلية .
القيت بجسدي علي فراشي ثم غرقت تحت بطانيتي اللطيفة ..
أنها الشئ الذي يحتويني في كل مرة .
أمسكت بهاتفي و بحثت علي لينك لاشاهد به مسلسلي ، فكنت أتمني حصولي علي حاسوب متنقل كما يسمي "لاب توب" ولكن لا أملك سوي هاتفي و أنه صغير و أيضاً صديقي العزيز .
أخيراً وجدت موقعي الرائع ، إبتسمت باشراق و انا أسمع بداية المسلسل ...
كن بعد فترة ما و كان فراشي في حالة فوضي بالفعل و انا أصبحت نائمة رأساً علي عقب و شعري مبعثر و فوضوي و أخيراً عيناي نظرت للساعة و اصبحت ال12 ليلاً.
هذا مع يحدث مع مسلسل يأخذ وقتك و يدخل قائمة المفضلات بالنسبة لكِ ..
اغلقت هاتفي مع بعض نظرات الوداع لمسلسلي و نظرت الي فراشي ...
يمكن القول بأني محظوظة لاني أعيش وحدي الآن ...
جميع أكياس المقرمشات الفارغة ملقيه علي فراشي ، و الكثير من علب المشروبات الغازيّة مرصصة علي الأرض .
و ضعت يدي علي جبهتي و انا أصرخ بالفعل في داخلي بأن علي تنظيف الغرفة و الآن .
مع تغير غطاء الفراش و أيضاً كنس الغرفة و القاء تلك القمامه اصبحت غرفتي نظيفة الآن ..
نظرت إلي نافذتي و وجدت القمر منيراً ، اثارني ذلك فتح النافذة لذلك فتحتها .
أصبحت اتنفس ذلك النسيم الليلي العليل المريح للأعصاب و نظرت للسماء فوجدتها ممتلئة بالنجوم التي تشع اضائة و اظهاراً .
أعتقد بانها تظهر أكثر في فصل الشتاء ...

شـتآء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن