ارتعش بدني عندما سمعت نور يقول ذلك، شعرت بأختناق قليل و كأن سافقد الوعي، بدت الدموع تتجمع في عيناي وقلت بصوت مرتعش قليلاً:
" لا ليس هكذا ... أنا أحبهم "
أخذ مني القطة وقال:
"واضح الامر"
قال:
"وما الذي تريديه من هنا؟"
اشرت باصبعي نحو كيس من رمل القطط لقضاء حاجتها، وقلت:
"هذا الكيس الكرستالي و أيضاً طعام لها"
نظرت الي الشئ الذي كانت تلعب به سابقا وقلت:
"ساخذ هذه أيضاً لانها أحبتها"
وافق علي ما طلبته ثم ذهب لتحضيره.
بعد دقائق قد اتي ومعه تلك الاشياء، شكرته ثم اخذتهم منه و ذهبت فوراً دون قول الوداع.
نظرت للقطة وقلت لها:
"هل أنتِ سعيدة الآن؟ الكرة الوردية رائعة ... أنها تشبهك صغيرتي"
وقفت قليلاً حتي انتظر باص فارغ للذهاب للمنزل.
جلست علي أحد المقاعد لانتظار أحدهم للقدوم ...
ظل عقلي يتذكر ما حدث منذ عشر سنوات.
،
كنت اتيه من مدرستي الابتدائيه مع نور وهو أحد اصدقائي و جيراني في قريتنا الخضراء الصغيرة.
"لقد عدت أمي"
نظرت لها الأم وهي تمسح دموعها و تبتسم لها.
تسائل نور وقال:
"ما الذي يحدث خالتي؟ هل تبكين؟"
نظرت له توشار وقال بإبتسامة طفولية:
"لا نوري، الاميرات لا تبكي أبداً"
ضحكت والدتها وقالت:
"هذا صحيح"
جرت توشار وهي تمسك بيد نور وتقول:
"هيا لنبحث عن ميشو"
والدتها:
"لا عليك حبيبتي"
اتجهت توشار نحو والدتها وقالت:
"لماذا امي؟"
والدتها:
"أنه في المستشفى"
نظرت لها توشار وقالت:
" لماذا؟ "
والدتها:
ذلك الهر بحق ... ظل معنا منذ تسع سنوات ولم نتوقع يوماً انه سيمرض هكذا"
تعجبت توشار وقالت:
"ما الذي تعنيه؟"
والدتها:
تقولين عليه جدي ميشو؟ صحيح؟"
اومأت بالموافقة وقالت:
"نعم لانه كبير السن"
قالت الام:
"وماذا يحدث لكبار السن عندما يكبرون؟"
توشار:
"يمرضون؟"
اومأت الام بالموافقة وقالت:
"نعم صغيرتي ... قطنا الكبير مريض الان و سيأتي والدك به بعد قليل لنطمئن عليه،هيا اذهبي مع نور للعب حتي ياتي"
لم تكذب والدتي بالفعل ...وبعد ساعة تقريباً قد اتي والدي ومعه القط.
أخذته أمي من يداه يسرعة و ظلت تتحظث مع علي انفراد.
الام:
"كيف؟ عملية لهذا الصغير؟عل سيستحمل هذا الالم؟"
الاب:
"لقد قالوا ان حصاوي الكلة بالنسبة للقطط مرض مميت،حتي بعد العملية يمكنه الموت"
خرجت توشار وهي تجري لوالدها وتحتضن قدماه وتقول:
"لا أبي لا تفعل هذا ..."
والدها:
"توشار!ماذا تفعلين؟"
توشار:
"علينا عمل له تلك العملية"
نظر الاب للام وهو يعلم جيداً أن الاحتمال الاكبر لموته هو ذهابة للعملية تلك.
وافقت الام علي كلام ابنتها وقالت:
"عزيزي ...أيضاً لا يمكننا التضحية به و تعذيبه .. يمكن ان يموت بعدها بعامين بدون الم ..علينا فعلها"
مر بالفعل ثلاث أيام و ذهبوا ومعهم القط و هو يمء بصراخ مؤلم لجسده.
ودعته توشار ونور بدموعهم الصغيرة تلك و هو ودعهم بنظراته التي تتألم.
مر بالفعل ربع ساعة و خرج الطبيب البيتري و معه قماش ابيض،عندها اتجه الاب اليه وهو يعلم ما الذي حدث له.
معظم العمليات الجراحية للقطط غير ناجحة،من يموت بداخلها،من يموت بعدها بعدة ايام او سنة.
انهاروا الاطفال بالبكاء و هما يبكون حرقة علي ما حدث.
توشار:
"لا تجعلهم ياخذوه ابي...لا تفعل ذلك....اريد اللعب معه مرة اخري،لا تقلق سوف اهتم به اكثر ..."
،
استيقظت توشار من تلك الذكريات عندما سمعت سيدة عجوز تقول لها:
"الباص قد اتي يا فتاة ...الن تركبي؟"
شكرتها توشار ثم صعدت إلي الباص.
تنظر الي القط الصغير الذي في يداها و هي تبتسم وتقول:
"هل هو جدك؟"
"تبدو متشابها جداً له"
"لماذا تكون حياتكم صغيرة و أنتم أحسن بكثير من بشر تحملهم الحياة لنا؟"
أنت تقرأ
شـتآء
Short Story"فلتذهب لمرافقة توشار في الأجواء الشتوية البسيطة بداخل مقهاها الذي أصبح مفضل لديها مؤخرًا " "شـتآء" عندمـا يـاتي فصـلك المـفضـل بقلم: سـندس أسـآمـة بدأ النشر 1مـارس إنتهي النشر 18 مايو #5ثلج #9 مطر #12ش...