آلفصـل آلسـآدس

58 16 2
                                    

أنا علي قيد الحياة مرة أخري ...
إستيقظت من تحت فراشي الدافئ ثم أنزلت قدماي من فوق الفراش حتي لمست أرضية الغرفة فرفعتها فوراً
" أين جواربي ؟ "
" دائما ما يختفي من قدمي عندما أستيقظ و أن كان حظي ليس سيئا فسأجد جورب واحد فقط من أجل قدم واحده "
غطست تحت سريري للبحث عنهم و لكن بالفعل وجدت واحدة فقط .
" حسناً ... لا مشكله "
ذهبت إلي المطبخ لاحضر فطوري
في هذا الطقس الرائع لا يوجد شئ أفضل من ساندوتش جبن سائح و معه قهوة بالبن .
أكلت الفطور بشهية مفتوحة و كبيرة و أستمتعت بذلك ، لو كانت أمي هنا لكانت اطعمتي عصيدة ساخنة كما تفعل عادتاً.
بعد ذلك نهضت و معي الصحون و اتجه لغسلها ، تظنون أنها ممله ولكني أحب غسل الصحون بالفعل ، أنها تصفي ذهني !
" انتهيت "
قلت ذلك و انا أبتسم بانتصار لاني انتهيت أخيراً .
بعدها جلست علي الاريكة و أنا أفكر في ما الذي افعله اليوم ... لا يمكنك الجلوس صامتاً تارك نفسكَ بين متاهات عقلك الباطن لكي يبتلعك شئً فشئ .
خطر علي بالي شئ و هو منظر السماء الصافية و تحتها البحر الصافي الازرق .
قفزت من علي اريكتي و ذهبت لاحضار حقيبت الرحلات الخاصة بي .
أحضرتها بالفعل ...
" ماذا ساضع فيها؟،ماذا عن مربة الفراولة وبعض التوست المحمص مع اللوان الماء و دفتر رسمي؟ "
كنت سعيدة بتلك الفكرة حقيقي ...
ساستنشق ذلك الهواء الطلق العابر مع رسم صورة لتثبت في ذاكرتي و قلبي .
أرتديت بنطال بني غامق و معطف لونه كافيه ..
أحب إرتداء اللون البني بدرجاته في فصل الشتاء.
خرجت من المنزل و اسرعت للذهاب لرحلتي الصغيرة مع نفسي فقط ..
بعد نصف ساعة،كنت واقفة و أمامي الشاطئ ...
نزلت من علي ادراج الاسلالم و خلعت حذائي .. عندما لمست أصابع قدمي الرمال قشعر بدني .. أنه أكثر شئ اكرهه في ذلك العالم ،صرت اقفز و اقفز و لست أسير! حتي وصلت لبقعة أعجبتني فخرجت من حقيبتي مفرش لونه وردي فوضعته علي الرمال و بعدها جلست فوقه .
ظل الهواء العليل يعبث في خصلات شعري السوداء تلك و في الواقع مستمتعة بذلك.
لا أحد هنا غيري علي الشاطئ تقريباً،أخرجت هاتفي من جيبي و أخترت أغنية ما من ما أحبه .
أنها مشاهد رائعة للرسم ...
عندما مسكت بفرشاتي شعرت بأحد يخبط علي كتفي من الخلف، لذلك التففت له.
نظر لي وقال:
" لقد علمت بأنكِ لستِ غريبة "
لعنته بالفعل في أعماقي أنه الفتي البندقي من المقهي ...
قال:
" ما الذي تفعلينه هنا ؟ "
نظرت له و كان كاللوحة المرسومة أمامي ..أردت أن ارسمه بالفعل، الشمس الساقطة علي بؤبؤ عيناه و شعره المنفتح في الشمس مع خصولاته الصفراء الذهبية و البنية ...
شعرت بأني أطلت النظر لوقت طويل عليه
" هل يمكنني الجلوس؟ "
أومأت بالموافقة و هو جلس بجانبي .
" ما أسمك؟ "
قاطعني سؤاله عن غوص فرشاتي في الماء
قلت:
" توشار "
تمتم و اعاد قول اسمي بصوت منخفض
قاطعته وقلت:
" أنه غريب أعلم لا عليكَ "
نفاني القول و قال:
" أنه جميل و لم أسمع به من قبل "
كلماته الصغيرة تلك جعلت فؤادي يرقص و حوله الفراشات،كان أول شخص يقول لي أنه رائع غير أمي و جدتي.
أبتسمت بالفعل من سماعي تلك الكلمات و هو أيضاً بادلني الابتسامة
عم الصمت بعد ذلك لمدة دقائق ليست كبيرة ولكن صوته جعل الصمت يتلاشي.
"الا تريدين معرفة أسمي؟"
نظرت له وقلت:
"ما أسمك؟"
شعرت بأني كالروبوت الآن،ضحك و قال:
" ليام "
لقد هبطت توقعاتي فانا أردت ان يكون اسمه براون لانه بندقي ما ...
لم يكون علي وجهي اي تعبير بالرغم من انني اتحدث الي نفسي الان، شعرت باني احبطته فقلت:
"أنه لطيف ليام"
أبتسم وقال:
"أشكركِ توشار"
"و لكن ما الذي تفعليه هنا؟"
فكرت قليلاً وقلت:
" انا ارسم و احاول الاسترخاء قليلاً "
تفاجئ و قال:
"تحبين الرسم؟"
أومأت بالموافقة
"هل يمكنني أن أري رسوماتك توشار؟"
أعطته دفتري و هو أمسكه و ظل يتصفح رسوماتي بدقة قوية،شعرت بالتوتر و كأن أحد يقيمني ...
بعد فترة أنتهي ليام من مشاهدة دفتري،أغلقه و نظر إلي وقال:
"أنها بالماء صحيح؟"
جاوبته وقلت:
"نعم"
أبتسم و بعدها وقف و صفق لي بحماس وقال:
"حقاً أنها رائعة توشار!"
لا أعلم ولكن أنا سعيدة بذلك،قد أبدو غبية ولكن لم يقل لي أحد كلمات لطيفة هكذا من قبل ...و مر وقت كثير عندما تحدثت مع أحد ما، يمكن انها سنين مرت علي حالتي الوحيدة تلك ...
أشكرك أيها الشتاء لأنك دعوتني إلي هذا المقهي.

شـتآء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن