الفصل الواحد و عشرون

23 9 2
                                    

طقس اليوم مشمس قليلاً فقد حان وقت مغادرة الشتاء.
ما جعلني أحبه هو هدوئه و عاصفته المريحة و هطول امطاره الصريحة.
فدائما كان المفضل إلي و سيظل هكذا.
،
قابلت اليوم ليام في منتصف طريقي للذهاب الي البقالة ولكنه تظاهر بعدم رؤيتي بلا سبب!
الامر بالفعل ازعجني كثيراً لانه تجاهلني.
لا أعلم ماذا حدث له ولكن لماذا تظاهر بعد رؤيتي؟
لذلك أنا ارتدي ملابسي الآن للذهاب إليه لاعلم ماذا يحدث.
لقد أرتديت فستان لونه سماوي دافئ و جعلت شعري الاسود مُنسدل ثم أرتديت معطفي الابيض و حذائي و غادرت.
بعد دقائق من السير علي أقدامي اصبحت أمام المقهي اناظره.
كما كان عليه مسبقاً، دائما مزدحم.
دخلت المقهي و كنت اقف انظر في كل مكان بحثاً عن ليام.
وجدته يقدم طلب أحد ما و كنت ساتجه نحوه ولكنِ أوقفت عن السير لأني وجدت تلك الفتاة مرة آخري، كانت تمزح معه و يضحكون سوياً قد بدو انهم أصدقاء او أحباء!
ذلك المشهد آلم قلبي و شعرت بأني الطرف الثاني بهذه العلاقة و لكن منطقياً هو لا يعلم أنِ أكن له مشاعر الحب في فؤادي.
ونحن حتماً معارف أو ربما أصدقاء لذلك علي بالتقدم.
كنت اضغط علي انامل يداي و انا اتقدم و حتما اسمع اصوات انفاسي المتوترة الصاخبة.
قلت بصوت هامس:
"ليام ... هل يمكن أن اتحدث معك لدقائق"
كان سيتحدث ولكن قاطعته تلك الفتاة قائله:
"اوه انتِ مجدداً من نادتني بصاحبة هوس الاميرة صحيح؟"
ضحكت وقالت:
" لماذا اتيتي مجدداً؟"
نظر ليام لها وقال:
"ديانا هل يمكنك التوقف الآن؟"
نظر الي وقال:
"حسناً توشار انتظريني لدقائق"
غادر ليام و تركني مع تلك الديانا ظننت أنها ستصمت ولكنها لم تفعل فتحمحمت قائلة:
"ولكن لديك لسان طويل توشار،تعلمتي فن الرد الآن"
رفعت حاجباي وتعجبت وقلت:
"ماذا تقصدين؟"
وجدتها ترفع يداها وتلمس شعري باناملها وهي تبتسم وتقول:
"اين ذهب اللون البرتقالي؟"
شعرت بشئ ما خبط عقلي،لا أعلم ما الذي حدث ولكن شعرت بأن علي الهرب إلي بعيد.
خرجت من المقهي جارية وانا ابكي.
لماذا أتيت إلي هنا و ايضاً بجانب ليام؟تلك الفتاة التي دمرت ثقتي بنفسي و حبي للحياة،تلك الفتاة التي جعلتني خائفة من البشر و دائما ما أهرب من الخوف بأنهم سيتركوني كما فعلت!
لماذا هي الان؟
لماذا مجدداً؟،حتي بعد ان اصبحنا أصدقاء لعشر سنوات،حتي بعد أن تنمرت علي و كسرتني،حتي الان!.
وقفت من الجري ووجدت نفسي في مكان هاديئ مليئ بالاشجار فقط.
جلست تحت ظل شجرة ما و احتضنت جسدي و أنا أبكي.
بالرغم من علمي أنه أصبح من الماضي و أنِ نفسي الان ليست نفسي التي بالأمس ولكن انا خائفة،خائفه من السير وحدي مرة اخري.
وسط انعدامي في البكاء وجدت يد شخص ما تداعب شعري مع صوت هادئ ومريح:
"توشار"
رفعت رأسي إليه وأنا أعلم جيداً أنه ليام.
كلما أفكر به ولو كنت احتاج الي مساعده أراه امامي بلا تردد،فبحق السماء لماذا تكون أنا تلك الفتاة التي تنقذها دائما ليام؟!
وجدت نفسي تقفذ بين ذراعيه باكيه.
"لماذا تكون أنتَ دائما؟"

شـتآء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن