آلفصـل آلآخيـر

55 11 4
                                    

"ماذا؟ اغلقتي الخط في وجهها؟"
قال ليام ذلك وهو مصدوم قليلاً.
اومأت بالموافقة و انا أكمل طريقي.
وجدته ترك يداي و وقف وقال:
"مهلاً مهلاً، لماذا؟ أعتقد بأنها محقة"
نظر الي بتعجب وقال:
"الم تشتاقي إليها؟"
قلت بتسرع:
"بالطبع أفعل"
رد علي وهي يبتسم و يرفع حاجباه:
"إذا ماذا؟"
أخذت يداه و أنا أشده خلفي لاكمال الطريق و اقول:
"لا أعلم"
تحدث بصوته العميق ذلك:
"أنها والدتك، هي تعلم بالفعل الأفضل لكي، هي محقة، أن ذهبتي الي بلدتك، ستصبحين وسط عائلتك و اقاربك و ايضاً جيرانك، اما هنا فلا شئ، ليس لديك عمل للبقاء ولا اي شئ"
قلت بغضب قليل:
"بلي يوجد أنتَ"
نظر إلي و كانه يقول لا افهمكِ ثم توقفنا عن الحديث لدقائق حتي. وجدته يقول:
"يمكنني القدوم معكِ ولكن والدتك لا، عندما تمرض من سيقف بجانبها توشار؟"
نظرت له و عيناي تلمع مع بعض الحزن و الاشتياق.
قاطع ذلك وقال:
"هل أنتِ متفرغة يوم الجمعة في نهاية الأسبوع؟"
قلت:
"نعم"
قال بحماس:
"لنذهب اليها سوياً"
،
أشرقت الشمس بحلول فصل جديد معها أصوات العصافير المزقزقة فرحاً و ترحيباً بمولودها الجديد و هو الصيف.
تحتفل المدينة بحلوله بينما أنا أجهز حقيبتي للذهاب الي قريتي الريفية البسيطة و إلي منزلي و أمي مع ليام ذلك الفتي البندقي المشاغب.
وجدت هاتفي يرن و كان المتحدث ليام.
فتحت المكالمة لاري ماذا يريد:
"توشار انا اقف أمام منزلك مباشرتاً، اسرعي ارجوك فانا انتظر لمدة ثلاث ساعات"
نظرت الي نافذتي ووجدته يقف مستنداً علي عربة بيضاء اللون و هو يشير الي علي الساعة.
ضحكت قليلاً و خرجت له.
ليام:
"انتهيتي؟"
توشار:
"نعم"
فتح إلي باب السيارة فدخلت وهو ايضاً صعد.
كانت أول رحله بالسيارة لي مع ليام، كان وسيماً بالفعل ولم اشيح نظري عنه طوال الرحله.
بعد أربع ساعات من القيادة و أخيرا قد وصلنا.
منذ أول خطوات خطوتها إلي القرية بقدماي شعرت بذات الشئ.
رائحة الياسمين الابيض الذي ينبعث مع الرياح، تلك الحقول الخضراء في كل مكان، هواء لطيف يداعب شعركَ و رياح رائعة تصفي روحك من كل شئ.
ايضاً وجدت ذلك المخبز الصغير متواجد كما في السابق، رائحة الزبدة و القمح المحمص منتشرة به مجدداً.
البيوت الصغيرة تلك مازالت علي حالها.
ذلك أراح قلبي، وجدت ليام ايضاً مستمتع بالنظر الي المكان وهو يستنشق الهواء النقي ذلك.
قاطعته وقلت:
"هل نذهب؟"
اومأ بالموافقة ثم أخذ الحقائب و حملها و ذهب ورائي.
كنت اسير و في كل خطوة يذهب شئ منطفئ معي و تنير بي اشياء اخري.
بعد دقائق كنا نقف امام منزلي، سمعت صوت تنفيض الشرفات فكنت أعلم أنها أمي، ففي الواقع كلما تصبح متدايقه من شئ تفعل ذلك.
التففت للذهاب للشرفة و انا احاول عدم فعل أي أصوات سير أو اي شئ، ولكن ذلك الفتي البندقي... تبا لقد كان يسفر.
وجدت امي تخرج من باب المنزل قائلة بصوت عالي:
"من هنا؟ "
ليام:
"هايي توشار، انها والدتك"
كنت العن ذاتي لاني اخذته معي ولكن لم استطع فعل أي شئ بسبب احتضان أمي لي، لكد كتفتني بحنان عناقها ذلك.
لم استطع حبس دموعي تلك وانا ابادلها العناق بحب و اشتياق.
قد أتي المساء و كان ليام يساعد أمي في غسل صحون العشاء بعدما انتهينا منه.
انسجموا كثيراً معاً، فكان يمزح معها وهي ايضاً كانت تبادله المزاح و كانهم ابناء، لقد نست بأن لديها  ابنه.
ولكن الأمر رائع.
وجدتها تضحك وتقول لي:
"من أين لكِ بهذا الحبيب؟"
وقفت فجأة وانا بالفعل مصدومة مما قالته وبدأت اتلعثم واقول:
"لا، لم ... لا ... ليس حبيبي"
ضحكت لليام وقالت:
"اعانك الله عليها"
اتت باتجاهي وهي تمسك اذناي وتقول:
" كوني جيدة"
ذهبت بعدها وتركتنا سوياً.
أشرت لليام بالخروج وهو وافق و قد خرج معي الي حديقة منزلنا.
ليام:
"في الواقع هي تشبهك"
ليام:
"و ايضاً المكان رائع"
ابتسمت له وقلت:
"شكراً لكَ"
وضع يداه علي يداي وهو ينظر الي وقال:
"لا تقولي ذلك فانا أحبكِ"
نظرت له بتمعن وقلت:
"وأنا ايضاً"
ليام:
"لقد انتهي الشتاء، ذهب فصلك المفضل توشار"
نظرت الي السماء و انا ارفع رأسي و اقول:
"حسناً لا أعتقد أنني حزينة الآن"
نظرت له وقلت:
"كنت خائفة من ان يأتي و اكون وحيده ولكن لدي أمي و انتَ ليام"
مسك وجنتاي و هو يقرصهما وهو يضحك ويقول:
"اصبحنا عائلتك الان، لا أريد سماعك تقولين انكِ وحيده سوف اقتلك"
بعظها وجدته يقترب ثم قبل جبهتي وقال:
"اتمني أن يكون انتهي شتائكِ بخير توشار"

النهاية
بكتابة : سـندس اسـامة

شـتآء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن