آنسة اللقلق وسيد دولارات ..

1.3K 37 4
                                    

تلك الشمس بخيوطها الذهبية اللامعه تنشر الضوء وتعكس لمعانها على زُرقة المياه ، رغم جمالها إلا أنها تنشر الحر بالأرجاء حتى يصبح السائر تحتها كما لو أنه سكب عليه دلو ماء . أسير الآن مع تلك الحراره التي تنصهر بجسدي فتشعل داخلي ، بالرغم من أنه يوم صيفي عادي كأي يوم إلا أن لهيبه لم أعتده !

يا له من صباح حقا! أاااه لا أعلم بما تفكر أمي ؟ ما هذا الطلب الذي تطلبه وتقول تَحِنُ للماضي ؟ وترسلني لسوق بمحاله القذره تبا ! .وكأن المدينه خلت من طلبها ذاك إلا هذا السوق ؟! .إنها تتعمد أن تجعلني أكتشف هذه الأماكن بما تحويها من ازدحام بهؤلاء الأشخاص ، ومع تلك الأصوات التي تعلو من حناجرهم ليجعلوا من حولهم يقبلون على محالهم ما هذا التخلف؟.. !

الان بعد دخولي له لا أجد طلب أمي . إذا لم أجده سأجن ربما لأنه عندها سيكون قدومي بلا فائده وتضييع لوقتي الثمين.

سرت بذاك الشارع الضيق الذي لا يتسع إلا لشخص واحد من المارة، لكن الجميع متكدس ويتسابقون للمرور، إلى أن وصلت أخيرا لساحة كبيرة تملؤها المحلات المتنوعة حتى، تقاطع خلوتي و تذمري هذا مع نفسي، و بوقاحة تقتحم عقلي بكلماتها و تتمركز داخل أفكاري، عندما سمعت حديثها مع بائع في الجوار.

اقتربت منها وو قفت منجذبا لأستمع لتناسق تعابيرها مع تعبيرها .

كانت ترتدي ذاك الرداء الطويل لتغطي منحنيات جسدها، وتمسك بطرفه بيدها و تضع طرفه لتغطي نصف وجهها . لتظهر فقط تلك العينين الواسعتين السوداوتان كبحر أسود .

تقف أمامه وتتحدث حتى أن من حولها ذهل لتناسق كلامها وحسن اختيارها للكلمات و أمامها بائع الزيتون .

أكل هذا فقط لبضع زيتونات !!!!!

لا أعلم فعلا من هو البائع هنا و من هو المشتري !؟ لولا أنه هو من يتواجد داخل الدكان لاعتقدت أنها هي البائعة . إنها غريبة ! لكنها فعلا بارعة لتجذب انتباهي بكلامها فقط .

" سيدي هل تقول أن هذا الزيتون الأخضر المر ب 15 دراهم؟"

البائع : " لقد قلت لك هذا ثلاث مرات ، هل علي إعادته سيدتي ؟"

" غريب ؟؟ و الأسود ذو الغلاف الجاف الحلو بكم ؟"

البائع : " حسنا هذا يكون ب 20 درهم "

" حسنا لكن لما الأسود أغلى من الأخضر ؟ هل لأنه حلو يا ترى ؟؟"

البائع :" طبعا ، وهل ستشترين المر لأنه أرخص ؟ الحلو لأنه حلو هو الأغلى"

" ممممممم فعلا لكننا نشتري الجودة هنا لا الحلاوة سيدي . و الغداء أهم شيء من شروط غلائه هو جودته ومدى كونه مفيدا . أليس صحيح ؟"

لاحظت نظراتها للفتاة التي بجانبها و ترافقها دون قول أي كلمة و التي أشارت لها فقط برأسها و بصحة كلامها ، لم أفهم في بادئ الأمر ما تحاول وصوله لكن البائع كان يبتسم ابتسامة غريبة و كأنه على وشك الانهيار أمامها . هل يعرفها مسبقا يا ترى ؟

Why Would We Get Married?       لِمَ سنتزوج ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن