....وقفت على قدمي وبادلتها نظرات الغضب .. لكنني متأكد أنها لا تريد الزواج بي، إذا لما غيرت قرارها ! هل قبلت الان فقط لتجعلني اضحوكه وقد ركعت أمامها معتقدا نفسي الأكثر دهاءا ؟ التفت لهم كان الجميع سعيدا باستثناء أمي، التي كانت ترمقني بنظرات غاضبه مستنكرة ما فعلت . أظنني ورطت نفسي وهي لن تسامحني هذه المرة. الليلة في المنزل ستكون كعاصفة مدمرة من التأنيب وكل شيء . علي التفكير بشيء لأخرج نفسي سالما الليلة ..
جلسنا بعدها وقدمت لنا العصير ثم عدنا للبيت ومباشرة ذهبت مسرعا لغرفتي لأتجنب المواجهة مع أمي .
وبعد اغتسالي خرجت وأخذت مجيئا و ذهابا في الغرفة المظلمة وبنور مصباح المكتب فقط أفكر و أتخبط بين أحداث اليوم. قامت بهزيمتي مرتين وبالنهاية سأتزوجها ! أسوء بداية لي بهذه البلاد ونهاية ، مستحيل لن تنتهي الأمور كما تفكر هي ستندم قريبا ،
ثم فجأة بوسط الظلمة فتح الباب ببطئ شديد وقفت أمامي ل..
" رواد كيف تفعل ذلك ؟ تقدم لوحة مزيفة لعروسك المستقبليه مع علمك بذلك ! ما هذا التهور .. ما هذا التصرف الطفولي !..
وقفت أمامها وأخرجت تلك الكلمات بهدوء :
"أمي لقد تقصدت فعل ذلك "
أطرقت ناظرة لي بدهشة ممزوجة بحيرة :
" تقصدت ذلك كيف! هل تحاول التملص مما فعلت ؟"
رواد:"لا ، ولكن بما انك مدحتي ذكائها .. وحنكتها وحكمتها أردت اختبار ذلك بعيني ، لذا قدمت لها اللوحة وأثبتت انها تستحق ذاك المديح "
نظرت إلي تتفحص كلماتي الواثقه لم أحرك ساكنا ابتسمت بعدها :
"مممم
bonne idée
(فكرة ذكية )
وبكلامك ذاك يبدو ان العروس أعجبتك، إذا جهز نفسك غدا لديك مشاوير كثيرة لأجل التجهيز لحفل الخطوبة
bonne nuit (تصبح على خير) "
اااه أصبح الأمر جديا بالفعل والسبب آنسة اللقلق تلك ، كل تصرفاتها تجعلني أكرهها أكثر فأكثر ،لقد قبلت طلب الزواج لتغيضني و تنتقم . إن الأمر فعلا يغضبني .
استلقيت على السرير وعقلي عالق بأحداث اليوم بتلك الفتاة و بحفل الخطبه . حتى أنني غفوت دون ادراك مني لأستيقظ بالصباح على صوت مزعج ، صوت هاتفي. أمسكته لأرد عليه وتكون المفاجأة :
" رواد لقد وصلنا المطار ساعه وسنصل لك أنا ومحمد "
هما ؟!! لا أصدق لا ينقصني سوى تواجدتها للسخرية مني ؟
كنت أنا في تلك الأثناء أجهز فطور الصباح الباكر لأبي فهو يستيقض لصلاة الفجر وبعدها يتوجه لمحله "بازار" للعمل . كنت أنا من يجهز الأكل بالمنزل وخصوصا أكل والدي ، لأنه يحب أن يأكل مما تجهزه يداي . كنت ربما المفضلة لديه في المنزل ، وربما هذه غطرسة مني ، لكن لطالما شعرت هكذا حتى لو لم يكن الأمر كذلك .
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...