انتهى كل شيء الان... سطرتُ آخر كلماتي لإنهاء فصول قصتنا التي لم ولن تكتمل يوما.... لعل دموعي بهذه اللحظة تشهد على ذلك....وتشهد ضعفي مع هذا القلب الذي تكسر اشلاءاً مراراً، لكن هذه المرة لملمت شتات نفسي لربما بصعوبة وألم....لعل هذا القلب من البداية كان كالزجاج هشاً قاومته ليبقى صامداً لكنه انكسر بلحظة رغم مقاومته لسنوات طويلة ....ولعله يوما لن يعود كما كان.
تجلس جنان تواري دموعها وهي تتابعه بنظراتها مع جرح ترك بقلبها وكأنما ثقب عميقا ....بعد اختفائه بدأت هذه الدموع تنهال كشلال على المكتب ...جنان الفتاة التي لطالما ملكت عينين حادتين واثقتين واجهت بهما الحياة استكانت هذه المرة عن قوتهما لتفتح المجال لدموعها لتخرج معلنة انكسارها.....وألمها...ألم حاولت كثيرا تجنبه بالابتعاد وعدم المواجهة ...ألم لم تعدته لانها حكّمت عقلها وقاومت رقة قلبها لتبدو هي القوية أمام الجميع ولتواجه الحياة بذلك...
هل عليّ دائما التحمل والصبر ؟ لِمَ عدتُ ؟ هل حقا ظننتُ انه سينتظرني! ألهذه الدرجة وصلتُ بغبائي لأجده أمامي برفقتها هي، لا يتحرك إلاّ وهي معه ! هل عليَّ ان أُجرح دائما لأصبح أقوى !
هذه الدموع التي تنهمر الان اكرهها ، لانها تظهر ضعفي وقلة حيلتي ،أشعر وكأنما قلبي يحترق ...اريد البكاء على صدرك أبي...أريد ان أرتمي بحضنك وابكي طويلا ، لعلي حقا لن اجد مثلك يا أبي...
استمرت جنان بالبكاء لتمسح بعدها دموعها :
- لا ، لن اضعف الان ..( تتذكر رواد وطريقة حديثه مع ليزا ، كلمات ليزا ) هو لم يهتم لأمري ومضى معها ...ولربما نسيني لذا سأفعل المثل فهو لا يستحق هذا الالم الذي يعتصرني بسببه .
بلحظة شرودها بكل ما فات مع نظرات الحزن وتوهانها بكل ما حولها تنبهت لهاتفها وهو يرن لتقف مشدوهة قلقة :
- ماذا ؟؟ بأي مشفى .! حسنا انا قادمة.
اغلقت الخط لتسرع من فورها للسيارة متجهة للمشفى لتصل وتجد مروان ينتظرها :
- مروان ماذا حدث ! هل أمي بخير ؟مروان :
- نعم لا تقلقي ارتفع عندها السكر وعالجت الامر ..وهي الان بخير والحمد لله .أسرعت جنان لتدخل اليها بلهفة وقلق، نظرت فاطمة اليها وهي بجانب والدتها تطمئنها :
- لا داعي للقلق هي الان نائمة .
جنان تمسك يدها :
- أمي أنا اسفة في الايام السابقة انشغلت عنك بالعمل .نظر مروان لفاطمة ملاحظين تورم عينيها واحمرارهما رغم محاولات جنان اخفاء ذلك ...اسدلت فاطمة رأسها تتفحصها :
- جنان ،أنتِ بخير؟تبدو عيناكِ متورمتين ، بكِ شيء !جنان :
- نعم فقظ دخل الغبار بهما وانا بالطريق.اقترب مروان منها وهو متقينٌ انها كالعادة تكتم ما بداخلها :
- لكن لا اراكِ بخير .جنان وهي تتجنب النظر له وانما علقت نظراتها بعيدا :
- لا داعي لذلك أنا أخبرتك أني بخير ان اردت التصديق ام لا لك الحرية .
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...