رواية : لم سنتزوج ؟
فصل : لا اسمح لأحد بلمسي***** أتمنى ان لا تنسو النجوم للفصول التي تقرؤوها لتشجيعنا ^^
*********
عند الرابعة و النصف صباحا في أول ليلة لجنان في باريس :" .... و الحمد لله رب العالمين . ربي اهدنا وعافنا وقنا من وسوسات الشيطان في الدنيا و عذاب النار في الاخرة أنت مجيب الدعاء يا رب . أمين ... لقد نويت باذن الله صيام اليوم بنية الأجر العظيم "
قامت وجلست تتلو القراءات بصوتها الضعيف المجهد، حتى أصبحت الشمس مشرقة ليحين وقت المواجهة و تسمع جرس الباب يدق . كانت تعلم أنه هو ، كانت تنتظر مجيئه طبعا ، لكنها كانت تفكر أكثر مما تفكر في العادة كيف ستتعامل مع الموقف ، أو بالأحرى مع غضبه و هيجانه.
استنشقت الهواء بشهيق امتلأت رئتاها به ثم أوقفت تنفسها وهي تفتح الباب له ......... و من ثم ................. بدأ الأمر ، ليستمر لمدة دقيقة كاملة عصفت فيها كلماته وجهها ، لتنتهي بكلمة منها تسترد تنفسها بها وهي :" آسفة " .......
بعدها اسودت الصورة أمامها ثم أغلقت الباب وهي تمسك على قلبها وتربت عليه ليهدأ و لا يرمي دموعها خارجا . عادت لتجلس في مكانها فوق السجاد و أمامها القرآن تتأمله لتقع عينيها على كلمتين جعلتا منها تدفقا لكل السكينة :" و بشر الصابرين"
بعد ساعة من مراجعتها لأوراق ما ستناقشه اليوم و البرنامج .. دقت الساعة الثامنة لتقف وترتدي ملابسها وتهم بالخروج وبيدها محفضتها التي بها بعض الأورو المصرف الذي يكفي لتستقل سيارة تاكسي لا غير و الباقي أوراق غير مصرفة بالدرهم المغربي ، و مذكرتها التي بها تسجل أرقام الهواتف و الملاحظات الهامة ...
خرجت و أغلقت الباب خلفها و توجهت نحو الاستقبال لتجد فتاة هناك أعلمتها بأنها ستذهب و تعود مساءا إن سأل عنها أحد من الأصدقاء ، ثم غادرت من باب الفندق الكبير .
أحسست ببرودة الجو وكأنها ستمطر المساء ، لكن تلك البرودة لم تزعجني ، بل كانت تعكس برودة قلبي في أول صباح لي بباريس مدينة الانوار التي أظلم صباحها بوجهي اليوم عند قوله تلك الكلمات .
تنهدت و بدأت أتساءل من اين أبدأ الان ؟ كنت تائهة في أفكاري و في مكاني رغم أنني مازلت أمام باب الفندق ولم أبتعد حتى مترا واحدا .
تراجعت و أخدت نفسا عميقا ثم ............. بدأت أتمشى مع المارة حيث لا أحد يأبه بوجود الاخر ، الكل يركض جريا لأعماله و على الهواتف أو يسد أذنه منشغلا عن العالم من حوله ، لكن أنا .. لم أكن مثلهم ، أنا كنت ممن تاه وسط الغرابة و الوحدة التي لا يراها ا
أصحابها بل أراها أنا و أغرق بها .
تماشيت مع الأمر أنا ايضا و أخذت مذكرتي و حاولت اشغال نفسي بتسجيل الأماكن التي تبدو لي جيدة و مهمة ، أو ربما غريبة عن عالمي . حتى صدمت به . . . كان مسرعا و ينادي على أحدهم ، لا أعلم . كانت عيناه زرقاوان ووجهه أصفر ، كان فرنسيا لكن لكنته غريبة عن الفرنسيين ، ربما هو من أصول غير فرنسية ، إسبانية أو إيطالية ربما . صدمني ولم ينتبه لخطواته وسط الزحام ، انحنيت لأخذ مذكرتي من على الأرض لأجده يقف فوقي يبتسم ويقول :" آسف لم أنتبه سيدتي ، أتركيني أساعدك ".
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...