« ....
ما بيدي إلا عشقك ، فماذا أفعل يا عزيزتي ؟
طويلا همت في الشوارع ، لعلي أجدك يا محبوبتي .
«أغلقت مذكرتي و تركتها على مكتبي . كنت فقط أعيش ، وربما لا ، من يعلم !
توجهت للقاعة و جلست أمام الجميع وهم يحدقون إليّ بأعين حانية في انتظار كلمات الترحيب و التأنيب على تقصيرهم في العمل . ربما كنت في الماضي كذلك ، حازماً ، قاسي ، غير مبالي بمشاعر الغير ، أريد فقط ان أصل إلى النتيجة التي توجب علي وصولها . كنت فقط أحثهم بالقوة على العمل ثم العمل ثم العمل دون مراعاة لأي شيء آخر. أما الان ، فقد أصبحت آلة عمل دون مشاعر ، تقوم فقط بطحن كل من يقف أمامها دون توقف ، لعلي بذلك أنسى ما طرزته حياتي السابقة من ألم في داخلي.كنت أنانياً فقط ودون شروط أو سبب يذكر .
فتح أحدهم فمه ليقول في تردد بعد طول الصمت :
_ سيد رواد مرحبا بعودتك ، نحن حقا جد مسرورين لوجودك بيننا مرة أخرى و ...قاطعه بكلماته الباردة :
_ هل تريد أن أحكي لك حتى عن قصة حياتي بالتفصيل وتسمعها ؟ فربما نتسلى قليلا اليوم بعد طول غياب !
ردّ الرجل الجالس محرجا لإجابة رواد القاسية :
_ أنا حقا فقط أردت أن أعبر عن مدى فرحنا جميــ..._ اترك فرحك لنفسك وحزنك لنفسك ، و آتني بنتائج العمل بغيابي
بنظرات متبادلة بين الجالسين :
_ حسنا سيد رواد ، هذه نتائج آخر شراكتنا التي قبل سنة فقط أتمناها مع احدى الشركات الوطنية والمشروع بتفاصيله في الملف أمامك ، وهذه ( الصور في الشاشة الكبيرة تظهر) صور المشروع الذي هو لتسويق خدماتنا على نطاق عالمي طبعا ، وقد ساهمت نائبة المدير السابقة ، السيدة جنان في تسهيل هذه الشراكة قبل رحيلها ، وهي من أعطت أساسيات الشراكة الاولية ، لكن مع الاسف لم ( ونظر الجميع باتجاه رواد الجالس مدققا في الملف أمامه ) ...رواد يرفع رأسه بنظرات حادة :
_ لم ... ؟ هل تتوقع مني أن أكمل لك حتى حديثك ؟؟ كيف تنوون تسويق الخدمات وحتى جملة واحدة في اجتماع مغلق من المدير لا تستطيعون إكمالها ؟؟؟ هل تهزؤون بي ؟ ( صرخ بوجه الرجل ) هل تريد مني أن أتركك تستمر في العمل هنا ؟ اذا اعمل يا سيد ، نحن لسنا هنا في مدرسة لتعليم الحمقى كيف يقومون بعملهم !صمت الجميع في خوف . ثم تنهد رواد وتراجع للخلف متكئا على كرسيه بعدم راحة ، و تابع قائلا :
_ انتهى الاجتماع لليوم . لينصرف الجميع، و لتعيدوا كتابة ملف المشروع فهو اسوء ما قرأت بحياتي المهنية ، هل هذا مفهوم !بعد انسحاب الجميع من القاعة ، لم يحرك رواد من مكانه وبقي متجمدا حتى دخول الكاتبة خديجة :
_ سيدي ، هناك اتصال من المستشار التجاري يقول انه سيكون له موعد معك بالغد ، ايضا المساء لديك اجتماع لمجلس ال ...قاطعها بتعب مشيرا بيده أن تتوقف . بعد صمت دام لثوان :
_ ألغي كل ما في المساء لصباح الغد مع الابقاء على مواعيد الغد كلها . أنا مغادر الان ، لا أريد اي رسائل أو اتصالات على هاتفي الخاص ، مفهوم ؟
خديجة : نعم سيدي مفهوم ( بابتسامة دافئة أمام بروده )
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...