جنان تخبرني أنها أغلقت أبواب قلبها نهائيا بوجهي ، هي الان أتت لتسطر الحد الفاصل بيننا ، حداً يدعى " أنت فقط ورقة من الماضي أحرقتها، ولن أعود يما إليها ".
تذكرت انني يومها لم أخبرها أنني أحبها ، هي كانت الأشجع ، لقد قالتها لي دون تردد ذلك اليوم ، كانت تكافح وتتركها للحظة الأخيرة لتعترف لي ، لكنني كنت اشجع منها لأرفض حبها مباشرة بوجهها و أسقط كرامتها ارضا و التي لطالما اعتزت بها أمامي .
تذكرت أنني حقا قد تجاوزت حد اللا عودة ، لكنني سأبقى أحاول حتى آخر دقيقة تجمعني معها .تنهد رواد بعمق و ضرب بيده على حافتي الكرسي ثم قام من مكانه متوجها لمكتبه ، وفي الممر توقف على صوت ضحكة مكتومة من الجانب ، ليتوقف متفاجئاً بجنان وهي وسط جمع من الموظفين وهم يعبرون لها عن اشتياقهم للعمل معها ويستعلمون عن مستجداتها . ابتسم دون وعي منه مع نفسه وهو يحدق إليها من مكانه بعيدا ، ثم تقدم ورأسه منحن للأرض في طريقه للمكتب .
جلس هناك وأخذ أخيرا في خلوته التي لا يقاطعه فيها أحد زوالا ، ثم أخرج مذكرته بهدوء و فتحها على آخر صفحة كتبت فيها كلماته الدفينة بعمق في خاطره :"
ما بيدي إلا عشقك ، فماذا أفعل يا عزيزتي
همت في الشوارع ، لعلي أجدك يا محبوبتيتاهت أفكاري بين السماء و الأرض لكني أعود وأستقر على صورتك أمامي
في خيالي و من حولي أجدك تتجولين ، و أتبع العطر المسكي خاصتك بهيامتبدو لي الحياة كجبل عالي ، لا رغبة لي في تسلقه لكن
فقط هي روحك التي تستقر بداخلي تجعلني مجنونا و ساكنحتى أستنشق هواء الشجاعة إلى الغباء و أرتمي من أعالي القمم
لعلي في يوم وللحظة ، قد ألامس قلبك وأضمه رغم اللممما بيدي إلا عشقك ، فماذا أفعل يا عزيزتي
همت في الشوارع ، لعلي أجدك يا محبوبتيحتى الأسف الذي أملكه أصبح خجلا لمواجهتك
وأنفاسي تنسحب للخلف كلما تقاطعت مع أنفاسكفهل تراك يوما تحنين لعالمي الحزين وتعودين وحدك
لأنني لم أعد أحتمل قلبي الذي يرفض كل حب إلا حبك"
كانت آثار الدموع و السيل الجارف قد محت ، أو تكاد تمحوا الأحرف على الصفحة لكن قلبه مازال يقرأها وما زال يحفظها بصورها يوم كتابتها ، وهو اليوم الذي زار فيه باريس ، عاصمة الأنوار المظلمة .
بعد دقائق من جلوسه هناك متأملا نفسه الوحيدة رنّ هاتفه المحمول على المكتب ، ليكسر هاجز الخيال الذي نسجه له عقله بعد قراءة تلك الاسطر :
_ نعم ؟_ سيدي لقد وجدناه ، على العنوان السابق ، فهل يناسبك إن كانت رحلته غدا ؟
رواد بعد تفكير عميق :
_ نعم ، ليكن على أول رحلة طائرة بالغد ._ حسن سيدي .
أقفل الخط وهو يعلم أنه لن يكون بالأمر الهين عليه وعلى أهله الامر بالغد ، لكنه يتأمل ولو قليلا عودة الماضي السعيد لعائلته التي عانت كثيرا منه ، ولا يريدها أن تعاني أكثر كما حاله الان .
في بيت العائلة دخل رواد غرفته وهو شارد يفكر ويحضّر نفسه للقاء القريب بعد ساعات ، تقدم لأحد ادراج مكتبه ليخرج الصورة ويجلس وهو يحدق بها لتنعش ذاكرته ويعود للخلف ......
كنت حينها بالثالثة عشر من عمري اذكر أن أبي طلب مني يومها أن احضر كتابه من مكتبه.......ذهبت لهناك وبدأت بالبحث فلمحتُ درج أبي الذي لطالما احكم اغلاقه وكان لدي فضول لما به ولسبب حرص أبي على اغلاقه ، فتحته ببطئ شديد وعلى وسع تام ل .....لأجد أمامي تلك الصورة تراجعت للخلف وجلست على الكرسي لأمعن النظر بمن فيها كان .....أبي ومعه شخص آخر لكن من هذا . ! ...ادرتُ الصورة للخلف لأقرأ الاسم لكن كيف هذااا!!
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...