كانت هي تقف قربي تلاصقني بشعرها الداكن السواد يداعب الهواء رغما عني ...رائتحها تلك اللحظة بدت لي كزهرة ربيع تنشر عطرها بالارجاء..ودموعها التي تنساب امامي كم وددت لو لامست وجهها لأمسحها..ان اغرق مدة بجمال عينيها وان تبادلني تلك النظرات من الماضي البعيد ...اردت للوقت ان يتوقف علينا فقط لأشبع ناظري من جمالها الذي اشتقت له....ومن انفاسها التي تحرك نبضات قلبي ...
كانت تلاعب الطفل بدموع ممزوجة بابتسامة طفلة أبت أن تواريها عمن حوالي ...وابتسامتها الماكرة رغم اختلاطها بدموعها مع تلك النبرة التي كلمت ليزا بها لم تتغير ...لازالت هي ذاتها جنان الحذقة ...
جنان توجه كلامها ل ليزا : يبدو ان كل من بماضي ملأوا المكان اليوم ؟
ليزا:
- هههه فعلا ذاك الماضي البعيد لازلت تذكرينه صح !جنان بابتسامة لم تزلها رغم تعمد ل ليزا لإثارتها :
- بالطبع ، فكل ما يمر بحياتي يعلق بمكان ما بذاكرتي مهما كان، لكن ما سر زيارتك ليس حبا لي ؟
ليزا :
- ربما شوق لرؤيتك كيف اصبحتي بعد هذه المدة خاصة ان الجميع يترقب عودتك، وكما ترين ها قد عدتُ للبلاد منذ مدة .جنان :
- أعلم ، واسباب عودتك كثيرة كما هو ظاهر .
كانت الفتاتان تتكلمان بابتسامة لِألا يلحظ احد نظراتهما المخفية خلف الابتسامة الماكرة لكل منهما ، إلا أن رواد ابتسم خفية وهو لا يزال يغطيها بسترته لتتقدم فاطمة حاملة غطاءا إلاّ انه كان يتطاير ولا يصل لرأس جنان ..وبحركة لم يتوقعها احد سحب رواد الغطاء من يد فاطمة ليترك السترة تستقر على رأس جنان وهو تحتها يقابلها بنظراته الجريئة ليغطي شعرها بالغطاء ودون ظهور جزء من شعرها ويبتسم لها وهي مدهشة :
- لا اريد لاي احد ان يرى خصلات شعرك التي لم ارها انا حتى ....
ثم اقترب بعدها من الطفل قبله على رأسه وهمس قربه لتسمعه جنان فقط :
- شكرا لك ايها المشاغب الصغير.توردت وجنتي جنان لحظتها ليقاطع ذلك مروان :
- جنان امي تنتظرك هيا لنذهب للبيت.اتجهت جنان للسيارة برفقة فاطمة ورواد تائه بها وحدها لا يفارقها بنظراته المشتاقه ليركب سيارته مع الاصدقاء بسعادة بدت على وجهه ،
باترك : - ما سر هذه الابتسامة التي لم نرها على وجهك منذ زمن !
محمد يتقصد التلاعب بكلامه : وكأنك اليوم وجدت كنزا ما فقدته !
شغل رواد السيارة : ممم يمكنكما قول ذلك ،وجدت كنزي بعد طول انتظار.
بالمقعد الخلفي حيث تنظر ليزا لرواد من المرآة بوجهه المشع مع تلك الابتسامة والفرحة التي لم يكن ليخفيها لو حاول حتى ...لتعبس لذلك ولتلتفت لجنان التي تجلس بالسيارة المجاورة لتلاحظ جنان نظراتها لها بتلك اللحظة ....
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...