اقبلي اعتذاري

362 23 1
                                    

رواد ودقات قلبه تتسارع لتتوقف :" من ؟ من المتحدث؟" 

" إنها الشرطة ،........................................... نحن جد آسفون ................... "

لحظتها شعرت وكأنما توقف قلبي عن النبض وكأن ما حولي سكن وتوقف عن الحركه كل شيء أمامي يمر ببطئ وكأن الزمن توقف ، محمد وباتريك ينظران لي بانتظار أن اطمئنهما وأنا بحالة إغماء جزئي وكأنني دخلت اللاوعي أرى ما حولي لكن لا أشعر بشيء وعقلي هناك يجول بعيدا بزوايا ذاكرتي أتذكر وجهها وابتسامة أمسك الهاتف وجسدي تجمد تماما أكتفي بالاستماع ...وعقلي لا يريد ذلك وقدماي توقف الدم بالجريان بهما ..لا أعلم  ما بداخلي خوف ! ندم  على كلام قلته لطفلة بريئة امتلكت جرئة الكبار ..!....الى أن أيقضني كلام الشرطي وهو يكمل ... :

" نحن جد آسفون ..على اتصالنا المفاجئ ، نريد إعلامك أن هناك موظف   قام بشغب في الشركة وقد قمنا بتهدئة الامور لحين عودتك ..."

رواد ( يقفل الخط) ويترك الهاتف ليسقط أرضا  وتطير شضاياه في كل مكان من حوله في الحديقة ويتنفس بسرعة وهو يتصبب عرقا من الخوف .... والرعب ....كان محمد وباتريك يتتبعانني بناظريهما وهما يترقبان ما سأقوله ...أخذت نفسا عميقا ووقفت  قائلا... :" علينا إيجادها الان...وبأي طريقه...هي لا تعلم أي شيء عن هذا المكان ...."

انطلقت وتبعني صديقاي ،حاولت أن أفهم عقلها وأعرف أين ستتواجد ثم . .خطر لي ذاك المكان أسرعت وأنا على أمل أن أجدها حيث وصلت بعقلي...وبعد مدة ليست بالكثير وصلت المكان دخلت لأبحث عنها على أحدى الطاولات لعلي أجدها وكما توقعت كانت هناك تجلس وأمامها كتب متنوعه ...مكانها المفضل والذي ترتاح به المكتبه لكن لم ذهبت للجامعه وحدها !! أظن أنها غاضبة غريب حقا وكأنني اصبحت أفهمها وأفهم ما تفكر به ...تقلب أوراق الكتاب برقة ولا تزيح ناظريها عنها ..وكأنها دخلت نطاق آخر ....

نعم كانت هناك و أنا في الخلف . لم أستطع التقدم إليها . لم أستطع الاقتراب خشية مقاطعة سكينة قلبها. وخشية جعلها أكثر استياءا مني عند رؤيتها لي . لذا تراجعت للخلف بعيدا و جلست على أحد الطاولات خلفها أراقب غروب الشمس الذي يداعب يديها التي تناعم أوراق ذلك الكتاب و الذي هو الاسعد بتشبعه بنفحات عطرها المسكي . كنت أنا تعبا من شدة ركضي في كل الاتجاهات بحثا عنها . رفعت يدي أمسح العرق من على جبيني الساخن الملتهب. لكنني لم أزحزح ناظري من عليها. لا أعلم ، أخذتني في لحظة لعالم جميل هادئ و به كل شيء جميل لم تلحظه عيناي من قبل ليبرز الآن وأمامي بقوة. 

بعد نصف ساعة  نهضت من مكانها لتتجول بين رفوف كتب المكتبة . وأنا خلفها أراقبها من الجانب الآخر خلف الكتب التي بدت وكأنها جند تقف للترحيب بالملكة التي تربعت على أكتافهم بنعومة وتمسح على وجوههم بيديها الرقيقتين حتى ................ ما هذا ؟ غريب ؟ قاطعت لوحتي الفنية بشراسة و قبح ...... تلك الكدمة الزرقاء على يدها و التي عهدتها  بانسجام  بلون بشرتها المسمر قليلا كلون الحليب بنكهة القهوة الخفيفة . 

Why Would We Get Married?       لِمَ سنتزوج ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن