لقد دق جرس الباب مرة أخرى . هذه الليلة منذ وصولي كانت كارثية . مابل ما يحدث لي منذ وصولي لباريس وكأن كل شيء لا يرغب بي.
نظرت هذه المرة من ثقب الباب فبدة بوجهه الغاضب الحانق ، فتحته ببطء و نظرت إله و أنا أعلم أنه سيقول شيئا سيئا من وجهه الذي يتمالك بالكاد نفسه من الصراخ... و فجأة :" أنت ! ماذا فعلت بليزا ؟ من تحسبين نفسك حقا ؟ ...."
كنت انظر لها ..بوجهها الهادئ ....وأنا اشتعل من الداخل لتصرفاتها الغريبه وبرودها : لم تتصرفين بهذا الغرور ؟ تحسبين نفسك وكأنه فوق الجميع ومن خولك لا شيء......هل صفع فتاة تتطرق ببالك هكذا بلا سبب....وطردها خارجا بالجو البارد ... هو ....شيء تفتخرين به ..للخظات اعتقدت انك اصبحت افضل لكن ما رأيته وما سمعته من ليزا بدل رأيي .....انت كما انت يا انسة اللقلق...... ...هي امامي تنظر لي ولا تتكلم فقط تستمع وكأنها تخاول اثارتي بهدوئها استدرت لاتركها خلفي ....
حسن لقد افرغ ما لديه هنا واستدار بلا مبالات لمشاعري بعد اسماعي لكلماته الجارحة ، التي إن سمعها أحد ما قد يعتقد أنني فتاة سوء ومجردة من كل الاخلاق و الطيبة الانسانية .. تراجعت وأنا اعيد ترتيب كل كلماته الجارحة و أغلق الباب وحينها قال ما لم يكن عليه قوله أبدا . توقف في اخر الرواق بعيد حيث لا أرى سوى ظهره و قالها :"لقد أدخلت ليزا لغرفتي لترتاح . أنت ؟ هل تحسبين حقا نفسك خطيبتي ؟ هل لأننا لعبنا اللعبة لأيام ، صدقتها اليوم ؟ " وبصوت أعلى ارتد في كل الرواق :" استفيقي من احلامك " .
حينها أحسست بقشعريرة في بدني وعيناي اتسعتا و اكتستا بطبقة شفافة بلورية جعلتني أحس أكثر بالضيق في قلبي الذي أمسك عليه بيدي وبدأت أربت عليه لكي لا يصرخ ....
اغلقت الباب وكلي رغبة في البكاء لكنني لم استطع . فلدي مقابلة مساءا وعلي التحضير لها . لكنني فعلا باسوء حالاتي النفسية ولا أعلم ما يجري . فأحيانا الصمت و عدم الرد هو خير ما قد يفعله الانسان رغم أن الامر قاس جدا.
رواد وهو يعود لغرفته وغضبه لم ينطفئ بعد .
كانت الساعة السادسة صباحا .
عاد ليتفقد ليزا التي تنام على سريره ، و ارتدى بعدها ملابسه وتوجه إلى مقهى الفندق ليجلس بكأس القهوى يتأمل النافذة الزجاجية حتى أصبحت الساعة الثامنة ليرن هاتفه . و كان المتصل أحمد :" صباح الخير يا عريس! ههههه ، كيف صباحك ؟ هل نلتقي عند الاستقبال لنزور الشركة ؟"
رواد :" نعم أنا أنتظركم في المقهى، انزلا لنتناول الفطور ونتوجه للشركة"
احمد :" جيد .. قادمان''جلست أنتظر وأنا أحتسي القهوة الى أن وصل محمد وباتريك . جلسنا نحن الثلاثة، وبدآ بالسؤال باتربك:"اذا كيف اميرتك يا رواد ؟"
تجاهلت كلامه ملتفا للجهة الاخرى ، فنظر محمد لي :" هههههه اظنه متحرق لرؤيتها ولرؤية جمالها ، هو خجول " .
وقفت حينها واستدرت :" هيا تأخرنا عن الشركه وكفاكما لهوا لدينا عمل كثير " .
نظر باتريك لمحمد بابتسامة مكر :" وها هو رواد الجدي يظهر محمد هيا بسرعه والا خصم من الراتب"
محمد :" لكن جنان ؟ ألن تذهب معنا ؟ فهي لم ترى الشركة قبلا !"
تجاهلت كلامه و توجهت مباشرة إلى خارج الفندق حيث ينتظرنا السائق بالسيارة.
وبعدها ، وفي الطريق كنت أفكر بتلك الفتاة ، انسة اللقلق ، لم عاملت ليزا بتلك القسوة ؟؟ هل تحقد عليها لهذه الدرجة ؟ غريبة حقا؟ بعد هجوم ليزا عليها في منزلي بالمغرب ترد عليها ب ... ......
في الليلة السابقة وبالتحديد عند 3:00 صباحا . كان الهدوء الذي يسبق العاصفة .
كنت أجلس بالغرفة أمسك احدى رواياتي التي احبها واحتسي كوب شاي ساخن والنوم لم يزرني طوال الليلة . وكأنني كنت اعلم أنه سيحدث ما حدث . حين سمعت صوت نواح بالخارج قريب من غرفتي وفي جناحنا .نهضت لأتفقد ما يجري ...تقدمت وفتحت الباب لأرى ليزا على الأرض مرتمية في اخر الرواق أمام غرفة جنان بملابسها التي تصل لفوق ركبتها الشديدة البياض وهي تهدي وتقول كلام : " أنت أيتها البدوية الحمقاء ....خطفتي رواد مني واستطعتي خداعه ...انت مجرد بدوية حذقة ....رواااااااد تعال و أنقدني من هذه العربية القذرة التي ..."... قاطعتها :" ليزا !! مع هذه الملابس و الرائحه الكريهة التي تفوح منك...انت ؟؟ هل شربتي ؟ هل أنت ثملة ؟ " اقتربت منها ركضا و حاولت اسنادها لتنهض وهنا بدأت تقول :" تلك العربية السخيفة صفعتني في خدي أنظر وقالت لي كلاما جارحا كما أخر مرة ، وضربتني ورمتني خارجا هنا بالبرد، حتى أنني طلبت منها أن أدخل لاستريح بغرفتها لكنها رفضت و شتمتني بكلامها العربي ثم قالت لي ، اذهبي إلى حبيبك السابق لعله يدخلك . لقد أردت الاعتذار منها لما حدث بمنزلك اخر مرة ، لكن أنظر .... هأ ... هأ... هأ ...(شهيق و فواق من شدة سكرها ) لقد عاملتني بوحشية . تلك الغبية من تحسب نفسها ؟ "
وقبل ان اغلق الباب نظرت لي قائلة :" أرجوك خد حقي منها عدني بذلك " ثم نامت بعدما وضعتها على سريري وأنا أغلي من الداخل لما فعلته تلك اللقلق بصديقة طفولتي.
عدت لمكاني و أنا أسمع بكاء ليزا من الغرفة وهي تشتم جنان على ما فعلته بها . كنت أجلس و أعصابي تحترق أمام النافذة أتفقد فقط شروق الشمس عند السادسة وهناك توجهت لأخبرها بما كنت أريد إخبارها به دوما ولم استطع . وعدت بعدها تاركا إياها بذلك الوجه البارد الذي لا يعبر عن شيء . وها هي الساعة الان 12 زوالا ونحن نتوجه عائدين من الشركة للفنذق.
محمد :" إذا هل اتصت بجنان ؟"
رواد :" لما أفعل ؟"
باتريك هل نسيت ؟ لديها لقاء المساء ! وعلينا الخروج لتناول الغداء جميعا وبعدها نأخدها في جولة في المدينة ، قبل توجهنا للجامعة معها"
رواد بغضب :" لا لم تخبرني شيء عن برنامجها الجامعي . ولا يهمي أمرها الان"
محمد مستغرب :" هل تشاجرتما ليلة البارحة ؟ مستحيل ! ليلتها الأولى بضيافتك وتتشاجر معها ؟ وهي فتاة لم تخر قط من بلدها وتفارق والديها ؟"
نظرت لمحمد وأنا أتذكر فعلا أنها مرتها الأولى التي تبتعد فيها عن أهلها ، و أنها في عهدتي مهما حدث . لذا حاولت نسيان ما حدث تلك الليلة و معاملتها كما لم يحدث شيء لكن .........
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...