أجلسُ مكبل القدمين و اليدين أمامها . نظراتها تلك ستقتلني . لابد أنني سأموت على هذا النحو بسببها لا بسبب المرض .....
كنت أبتلع ما تبقى من لعاب فمي ، و أحاول جاهداً الترنح للجانب لأترك لجسدها مساحة كافية ، لكنني فعلا لا أستطيع السيطرة على أنفاسي ، وزفيري يسمع من قوته بشكل لا يعقل ..... لقد أصبحت مكشوفا أمامها .... لابد وأنها تعلم سبب تسارع دقات قلبي وهي بهذا القرب تنحني نحوي ... لابد أن أنفاسي قد نقلت لها بهمسات في أذنها عن حقيقة مشاعري ...
سرعان ما اشتدت الحرارة في المكان ، و بدأتُ أتعرق وهي بالأسفل تحدق خجولة بوجه منحني إلى صدري ....... كان الجميع يتأرجح مع تأرجح الحافلة ، سوانا أنا و هي .... كنا ثابتين لأنه و ببساطة كنا نقف في الجانب الأكثر ازدحاما للحافلة ....
كنا في طريق العودة لمنزلنا ..........
ولأول مرة أركب هذه الوسيلة العجيبة في المغرب ، بلد فعلا أفكر الان بسؤال واحد عنه ، ألا وهو كم عدد سكان نسمته ؟ ولما كلهم هنا معي في نفس الحافلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ازدحام لا يصدق فعلا ، خلف موقفا لا أحسد عليه الان أمامها ......
لكن وفي نفس الوقت كنت أفكر ، لعلي بتفكيري أنسى ولو قليلا حرجي أمامها و انجذابي الشديد إليها .... فيما كنت أفكر ؟ لا أذكر بالتحديد ، كنت أتذكر و أعيد التذكر ، لعل تلك اللحظة تطبع بذاكرتي إلى الأبد ولا أنساها ..... و أنا أنظر إلى ذلك الوجه الباكي كالطفلة ووجهها المطبوخ من الحمرة و حرارة الأنين ........ كانت تقف أمامنا نحن الاثنان بعد دخول ابن عمها مروان وهو مساعد البروفيسور الذي سيشرف على حالتي ......
كانت تقف بصمت في الجانب و أنا كنت أشتعل لأحرق المكان بأكمله و تبا للباقي .....
أم رواد :" بني هذا هو الشخص الذي أوصت جنان من أجل قدومه لحالتك ، مروان طالب طب نابغة و مساعد البروفيسور الذي سيشرف على حالتك و من حسن حظنا انه .................. يقرب جنان"
رواد يضحك من فعل الصدمة :" ههههههه تقولين هذا الرضيع ..... هو ..... من ...... سيشرف ... على ..... حالتي ......؟؟؟ ....... هذا ............. على ............ جتثي ..... "
أم رواد :" هل تعرف السيد مروان ابن عم جنان ؟ اظن أنك سبق والتقيت به في منزل عائلة جنان البارحة ؟ "
رواد بغضب يكبحه أمام الجميع :" نعم تعرفت عليه بالخطأ ، لكنني لم أكن أعرف أنه المشرف على حالتي "
جنان تقدمت لتقترب من رواد و تقول بصوت مبحوح :" آسفة لقد علمت ( رواد يحدق جانبيا لها والغضب يأكل ملامحه كلما نطقت كلمة أخرى ) أنك مريض يوم مرضك لقد كنت ...... "
قاطعتها . لم يكن عليها التحدث أكثر و الشرح ، لانها فقط ........ :" أنت محض كاذبة .. أصمتي "
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...