رمقت و بسرعة الباب الذي فتح خلفي لأجدها تقف هناك وهي تمسك الهاتف بيدها ............ هاتف مروان ، ودموعها تتساقط كحبات الرمل المتدفقة في الساعة الرملية .. حينها غمرتني مشاعر دافئة لا أعلم كيف أصفها ، كانت معطرة بمسكها الفائح فور اقترابها بخطوات مني وهي حافية القدمين و غطاء رأسها يكاد يسقط للخلف ، وبتهور تمسك الهاتف وتضعه فوق أذنها وشفتاها ترتجفان محاولة إمساك صرخاتها ربما ، أو أنين بكائها ربما .
وقفت تواجهني وأنا لا أحرك و هاتفي في أذني ايضا، لأسألها عبر الهاتف و أنا أنظر إليها أمامي :
_ هل سمعت كل شيء ؟ ...
لم تجب لكن دموعها أجابت .... صمتُّ بدوري وأنا أمسك الهاتف بغضب منها ومني ومن كل شيء حولنا ثم أخيراً سمعتها تقول بصوت مرتجف :
- رورو ، أين رورو ؟ تعال إلى هنا هيا....صدمت حينها ، هل يعقل انني أنا من تناديه رورو ؟ هل يعقل أن القط الان هو أنا ؟ هي تحدق لي قطعا لكنها تنادي رورو !
أربكتني وجعلتني مشوشا ، وكأنني لا أفهم حقا ما يدور ببالها الان ، وكأنني لا أعرفها مطلقا .
لكنها في المقابل رفعت يدها لتقول :
- تعال أريد منك أن تأخذ هذه الورقة لرواد ( وهي تحدق لرواد مباشرة)
أنا حقا لا افهم ما يجري ، لأتفاجأ بمرور شيء بالقرب من قدمي ، لأجد القط رورو يركض باتجاهها وهي تنحني له و تعلق تلك الورقة المنكمشة في قلادة رقبته و تقول له :
- خذها له أرجوك لعله يسامحني .....اقترب القط مني بخطوات بطيئة وكأنه لا يطيق الاقتراب اكثر ، لأنحني بدوري وأنا مرتبك لما تفعل أمامي و أخذ الورقة من رقبته و أفتحها بخوف شديد مما سأجده كتب عليها . لأتفاجأ :
- لا شيء كتب بها...
رفعت نظري لأجدها مباشرة تقترب مني وهي مازالت لا توقف دموعها وتمسح كالطفل وجهها المحمر وتقول لي :
- بما أنني هنا الان فلا داعي لأكتب ذلك ، فلقد سمعتني أقولها - سامحني- ....دهشت من طريقتها ، و جعلتني كالطفل أمامها مره أخرى و دموعي هذه المره ستسقط دون توقف ، لكنني حجبت وجهي عنها و أسقطته أرضا و انا أضع يدي بخجل على رأسها أمامي و أسحب غطاء رأسها لأستر ما ظهر من خصلات شعرها المنسجمة مع بعضها رغم أنها غير مرتبة ثم قلت بصوت منخفض لأهمس لها بمسامعها اسفلي :
- لا عليك ، فتاة اللقلق لا تحتاج مسامحتي لها ، بل انا من يحتاج مسامحتك لي.....كنت أشعر بها وهي منهمكة بمسح عينيها التي تطيب حرارة من بكائها ، ثم ردت بهمس ايضا قائلة وهي تضع يدها فوق راسها ايضا وفوق يدي :
- آسفة لأنني أجعلك تعاني فوق معاناتك ، وآسفة لأنني عوض ان اهتم بك جعلتك تقلق علي أكثر....
شعرت حينها بأنني سأنفجر أمامها منهارا بمشاعري و للحظات لم افكر ولاول مره بخطواتي قبل القيام بها ، أمسكت يدها تلك وبقوة ، رفعتها فوق كتفي و انحنيت أحملها بين ذراعي وأقول لها :
_ أنت حافية القدمين ولا يجب ان تكوني كذلك ، ستأذين نفسك هكذا ، لنعدك للغرفة ....كانت هي خجلة أكثر مما سبق لكنها ايضا لم تعترض ولاول مرة على اقترابي منها و تركتني أحملها ، لكنها ضغطت بيدها على كتفي تنبهني أنها تريد قول شيء :
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...