الحب الأول

368 22 2
                                    

11


كانت تلك صدمة هي آخر شخص بالعالم أردتُ أن تعلم بماضيَّ ذاك....

نظرت لها بحزمٍ تام :" و إن كنتُ أنا حقا قد حدثَ لي ذلك........هل أنتِ حقا ............................. تحبينه ؟ "

جنان ببرود :" وان كنتُ كذلك....أليس هذا خاصا بي ...؟"

تراجعت نظراتُ رواد وبغضب ردَّ عليها :" نعم ، ولا شأن لي به لكن....أنا لن اسامحكِ على فتحكِ لدرجي ذاك...وقراءتك لما به ..والان دعيني وحدي ...أريد النوم..."

... وقفت لتذهب  وقبلها وبنبراتٍ غاضبة منه لم تعهدها جنان

 :" سأخبركِ بشيء..إياكِ ثم إياكِ أن تنظري لي تلك النظراتِ المشفقة بسبب ما قرأتِه.. هل فهمتي..؟؟ ..."

لتخرج بعدها  من الغرفة دون قول شيء وتجلسَ على الأريكة تفكر بعمق ...وتتذكرَ ما حدث قبل يوم ........

كان يجلسُ هناك على المكتب متجاهلا لي..يكتبُ بين أوراقه المبعثرة تلك..يرافق ذلك سعال متكرر ومنذ الصباح أظن الزكام ازداد علي أخذ الدواء له ...اتجهتُ للمكتب لأعطيه له فهو الآن زوجي ومسؤوليتي أيضا،  كان  نائما بهدوء وضعت يدي على جبته لأرى...حرارته مرتفعة جدا وكأن جبهته تغلي..!  ليسألني مفاجئ لي :" هل تحبينه حقا....!"

ويردد كلاما منه ما هو مفهوم والآخر تمتمات لا تفهم ...إلى أن فاجئني بذلك حقا بدأ...هو يبكي كطفل وديع ....ويردد لي :" أمي أريد أن ألعب بالكرة مع الأولاد ...اسمحي لي ...اااه عاد الألم .."

تلك الهلوسات اخافتني حقا ..عن ماذا يتحدث !! اي ألم .....! ....

ثم يردد:" أخفيته هنا بدرجي  ..."

يتحدث عني ..! وبكاءه ذاك أيعقل أنه يخفي سرا بذاك الدرج..... بعدها هدأ وغفى..أمّا أنا اتجهتُ للمكتب هناك لأرى عليه ذاك المفتاح الصغير امسكتـُه بيدي لأنظر لذاك الدرج المقفل .. محدقة به ....ألا بأس بفتحه...!  بالنهاية هو زوجي ولا ضير إن فتحته  ...

وضعت المفتاح بالقفل وأفتحه ببطئ مع دقات قلبي المتضاربه لأرى أمامي.....ذاك المغلف ومعه كتاب كان يبدو عليه أنه مذكرات...فتحت صفحاته لأقرأ...صفحة تلو الاخرى  .....لاأصدق حقا أيعقل أن ماضيه مؤلم هكذا..!!!

"...كنت بالعاشره حين أظلمت الدنيا بعينيّ وعلمتُ بأمره ...كنتُ أموت بكل ليلة مع ذاك الألم الذي لم يفارقني....ألم ...صداع حاد..وأنفاسي التي أردتُ استنشاقها كغيري ... معاناتي بدأت بفقدان كل شيء بأنقى أيام طفولتي......مع ذلك لم يكن هذا ألمي أنا....سأموت قريبا ...لم يبقى لي الكثير..."

ما هذا الذي أقرأه قلبت الصفحة الاخرى ل..:" أجلس بهذه الغرفة ...وأرى خوف أمي وحزنها ..أبي الذي وقف عاجزا مع فعله الكثير لأجلي فقط أتمنى أن اعيش كغيري فقط لاجلهما لتعود الابتسامة لوجههما حينها سأنفذ لهما كل ما يطلبان فقد عانيا ... لكن لا مجال ... أنا حقا لم أعد أريد العيش أعلم جيدا أنني سأموت ولكن أريد يوما واحدا بحياتي بلا ألم..أن اكون كغيري ... أن اخرج للعالم .... أن ألعب مع من بسني....أن احلم...!.. كل ما أنتظره هو .......الموووووت........"

Why Would We Get Married?       لِمَ سنتزوج ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن