يوماً بعد يوم.

323 21 0
                                    


ألمي كشعلة رضيعة تكبر مع الزمن  لم أعد أفكر  باليوم والغد ، لعلي أنسى نفسي و هكذا أنساك.
لذا كلما جلست وحيدا غرقت في نوم عميق ، كمخدر يعلم أنه بالحلم سيغدو حي فقط .
لكنني أصبحت مدمن صورك على طرقات هذا الزمن ، فما نفع النسيان و الكتمان ، بحياتي او مماتي لن تتركني ، لانني سقطت عميقا ، وقد لا أعود للسطح و أشاهد غيرها.
لم كلما سألت نفسي لا تجيب؟
لم حياتي توقفت عند إحساس ألم فراقك؟.
آخر ما كتب بتاريخ : 11-05-2009

كان هناك في حياتي فتاة ذكية حتى الطيش تدعى جنان و اسمها كان رنانا في الحي وأيضا في عالمنا الصغير الذي جمعنا نحن الاثنان بقوة القدر.
و لانها ابنة أعز صديق لأبي ، تم التخطيط لزواجنا ، كانت ورغم كل المحاولات الجاهدة منا لتعطيل هذا الزواج و افساده ، كانت خطبتي منها محض صدفة بقدوم حبيبتي السابقة .
حينها أصبحنا ، وهي بالأخص، أكثر اصرارا على رفض هذا الزواج دون جرح عائلتينا . لكن ، و لن أقول مع الأسف، لم يتم إقامة حفل زفاف لنا مبهر كما تم التخطيط، بل فقط تزوجنا مع مشاعر حزن شديدة لجنان اثر فقدانها لوالدها .
ومرة أخرى ، هذه الفتاة ، تحملت بمنزل واحد وتحت سقف واحد عشنا سويا ، و تحملتني بحياتي العصيبة وماضي المشحون بالغضب على نفسي العليلة  و التي كانت لا تزال كذلك تعاني في صمت ، حتى سقوطي في دوامة المرض اللعين مرة أخرى .
كانت تبتسم و تغضب، تبكي وتكتم ألمها حتى المرض أيضا، لم تكن الفتاة المتكاملة ، لكنها كانت الفتاة التي أحببت في النهاية و أحبتني لدرجة أنه في يوم اخترت الابتعاد عنها ، اختارت هي الاعتراف بحبها  لي.

بعدها مرت سنوات الضياع لكلينا ، كل منا عاش حياته بحثا عن نصف آخر غير بعضنا . لكن وفي يوم أيضا التقينا في موطن الحنين لتعود الذكريات الدافئة المحفورة بداخلنا .
كانت حينها مشاعرنا قد بدت أكثر نضج ، لكنها أصبحت ربما أكثر جبنا مما كانت عليه بالماضي، حتى أخفاها كل منا خلف جدار الواجب اتجاه العائلة أو الدين أو العمل. لذا عقولنا تشوشت وقلوبنا تخللها الضياع و الفراغ . ولم تعد إلا أكثر تعلقا بذكريات ربما كان من المفروض علينا نسيانها .

عادل :_ سأسترجعها من أجلك يا أخي . رغم انها لا تعجبني كثيرا و ليست من نوعي .

رواد يعانقه مبتسما بحرارة ثم وهو يربت على ظهره الصغير بحنان يهمس له:
_ ربما حان الوقت لأتحلى بالشجاعة و اتركها ترحل .
عانقه بقوة حينها عادل وهو يعلم عمق كلمات رواد .

بعد مضي مدة ليست بقصيرة على الحفل الأخير. حفل خطبة مروان .
أمسك الآن صور الطفل بيدي بابتسامة لوجهه المشاغب الصغير و الذي يشبه أباه مروان . وهي قد طبع خلفها تاريخ الأسبوع الفائت :   28-06-2015 ضحكت من سرعة الزمن من حولي وببطئه في حياتي. كنت أجلس أمامه و اتأمل وجهه مباشرة قربي . كان شابا يافعا بحق ... ليشعرني بكوني حقا قد فاتني الكثير .

Why Would We Get Married?       لِمَ سنتزوج ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن