كانت تنظر لي بعيني طفلة مغمورتين بالدموع خائفة مما سأقوله وكأنها حقا تشعر بذلك ، أمسكت بي بلحظة وكأنها لا تريد ان تسمع مني ما سأقوله لتنطق :
_أحبك ...لكن حقا ، لا أريدها أن تبكي او تحزن، أعلم أنني استسلم تماما لقدري ، لكن أنا :
(وبعينين مغمضتين ) _آسف أنت .........طالق........
أنا آسف حقا جنان ...آسف لفعلي لذلك لانني بأعماق قلبي تمنيتُ لو قلتُ لك بدلا عنها أحبكِ ...لكن لا سبيل للرجعة ولا تراجع عما قررته ....( سيداتي سادتي ، لحظات وندخل سماء الولايات الامريكية المتحدة......... )
أجلس ها هنا بالطائرة بجانب النافذة حيث كانت هي تجلس من ايام برحلتنا لباريس ، اكثر خوفها ومزاحنا لحظتها .....غريبة هي الحياة تلف بنا لتغير احوالنا ، يوم نضحك ويوم نبكي ويوم نفترق ... ....وها أنا ها هنا قد تركت كل شيء حولي ....كل شيء ، لاقابل مصيري المحتم علي مواجهته .....
- رواد أنت بخير بني.....
-نعم أمي ، لا تقلقي أنا بحال جيدة للان.نزلت من الطائرة برفقة أمي ومحمد وباترك .....ثلاثتهم رافقوني بهذه الرحلة التي لربما تكون الاخيرة ......لعلي بداخلي حقا فقدت كل شيء وكل رغبة لي بالحياة .....لم ؟ ....ربما بسببها هي......
كنت اركب السيارة وهم حولي يتحدثون عن الاجراءات التي سأقوم بها للعملية لكن أنا كنت بينهم .....ولست بينهم......جسدي موجود وروحي تحلق بعيدا بين اليأس والاسى والخذلان .....كان وجهها أمامي مرسوماً بالافق لأبتسم بلا ارادة كطفل صغير .
وصلنا المشفى لتكون الاجراءات جاهزة بمتابعة أمي للبروفيسور الذي ارشدني له مروان، كان كل شيء جاهزا والسبب متابعة مروان للامور من المغرب ، ذاك الشاب فاق تصوراتي بعقله الراشد هو يشبهها كثيرا ورغم كل شيء لم يتركني بهذه المحنة تابع الامور عن بعد، تم تجهيزي لدخول العملية التي رفضتها بشدة وحينما قبلتها قمت بـ .....(يتنهد بحزن ...) بتركها هناك .. انهيت كل الامور العالقة ....
نقلت بالسرير لتلك الغرفة وأمي تتبعني بعيون خائفة ودموع تنهال على يدي التي لم تتركها الا حين رنّ هاتفها لتقف وترد وهي تتابع نظراتها لي ، ايعقل أنها.. !
كان الممرض يسحبني للغرفة و عيني باتجاه واحد وعقلي هناك بعيدا عندها هي ، ايمكن انها المتصل ! .. ربما او ..لكن هي........
يدخل رواد للغرفة وعقله يستعيد ذكريات ذاك اليوم ....جنان تقف بلا حراك بعد نطق رواد لتلك الجمله ..... : آسف أنت طالق.....
كانت كرصاصة دخلت قلبها وتمزقت من الداخل ........تقف بصدمة تامة وهو الاخر يتحاشى النظر لها لألا يضعف أمامها ومن الداخل يتقطع اشلاءا على قراره ذاك ...قرار اللاعودة ..الاستسلام... وتركها خلفه....
جنان بحالة صدمة تامة صامتة بلا حراك دموعها فقط من تتحدث ....وتخرج ما بداخلها من خذلان حرقة وألم...
وامام ذاك الغروب والسماء من فوقنا تكتسي اللون الاحمر ....كنت أقف أمامها وجسدي من الداخل يشتعل حرارة ومرارة لموقفي هذا وعينيّ تكبحان الدموع لتصدمني هي بجملتها مع صوت يرتجف من البكاء: لم !.
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...