لم أكن كاره ، أو حتى غاضب لكونها فاجأتني بوجودها في العمل ..... أنا حقا كنت ولدرجة كبيرة في أعماق خبايا هذا القلب الذي أحمله .............................. سأطير فرحا ..... لِمَ ؟ لا أعلم حقا ...
لكنني في النهاية فضلتُ الصراخ بوجهها و قول تلك الكلمات المعتادة لأعبر عن موقف كان أي رجل متزوج قد يعبر عنه بتلك الطريقة و في ظل تلك الضروف .......
الغريب هو أنها لا تأبه هذه اللحظة لكل هذا ....... هي فقط تتجول وبذهول في غرفتي تكتشف جدرانها ، المكتب ، الديكور ، خزانة الكتب و أريكة النوم الفخمة بالجانب ...... حتى أنها فتحت باب الحمام وتاهت بداخله تاركة إياي خلفها أتحدث بالمثل متظاهرا كوني ذلك الزوج الغاضب الذي صدم بزوجته في يوم عمله الأول بالمغرب أمام باقي المساهمين وفي غرفة الاجتماع و هي تدخل معلنة أنها نائبة الرئيس العام أمامي ببساطة و سذاجة متجاهلة كوني زوجها أمام الجميع هناك .
لن أخفي عنكم أنه في تلك اللحظة شعرت بطعنة حادة في صدري ....................... و أنا أرمقها بتلك النظرة ........... لا أعلم ماذا تكون .......... كنت أحاول إمساك نفسي ........... في بادئ الأمر كنتُ سأنفجر هناك أمام الجميع ......لكن سرعان ما تغيرت مشاعري إلى ابتسامة لم استطع إلا جاهداً اخفاءها أمام المتواجدين و خاصة هي ... التي تقف أمامي مباشرة في آخر طاولة الاجتماع ... ترمقني بنظرة تائهة كأنه تم تلقينها تلك الكلمات لتقولها أمام الجميع و ينتهي كل شيء بعدها ......... لكن ..................... لم يكن الأمر بتلك البساطة الشديدة في عالمنا .............. عالم الأعمال ...
جنان :
"السلام عليكم ، أنا أدعى جنان ، و أنا هنا كمساهمة بنسبة 25 في المئة من أسهم الشركة ، أتيت اليوم بصفتي نائب المدير العام للشركة ... أتمنى أن نتوافق في العمل و أن تتقبلوا وجودي معكم ولا تبخلوا عليّ بخبرتكم في هذا المجال "
كانت الساعة الرابعة زوالا ، أعتقد أن الحرارة كانت تصل الثلاثين بالخارج ، لكنها في تلك اللحظة قد وصلت المئة في جسدي و أنا أحدق بها وهي تقف امامنا و الجميع يهمس تحت الطاولات قائلا :" من هذه الطفلة التي أرسلها والد رواد لتحل نائبة عنه ؟؟؟ هل يعقل أنها ابنة ذلك المساهم المجهول ؟"
....................... أنا حقا .................. مصدوم .......... كيف لها ........... عدم إخباري ؟
لم أجد وقتا للحديث حتى و أجيبها لينهال عليها باقي المساهمين بالأسئلة الشائكة و التي تعبر ليس لدرجتي أنا عن استغرابهم و عدم تقبلهم للأمر :
" ما هذا ؟ طفلة تكون مديرة عامة لأعمالنا ؟ هل يهزأ بنا والدك سيد رواد ؟'
" كم عمرك يا فتاه ؟ هل تقربين السيد المدير ؟"
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...