الحفل الأخير بيننا ...!

241 17 0
                                    


كانت جنان تقف أمامنا ليرنّ هاتفها فجأة و تتراجع للخلف منفردة ، هل يعقل أنه هو ، خطيبها ؟
شعرت بشعور غريب ونظراتي لا تفارقها عن بعد وأذناي تحاولان ما أمكن استراق السمع رغم أن مروان يقف أمامي ودون توقف يتحدث .

كانت ملامحها قلقة وهي على الهاتف ، ربما لديها مشاكل معه ؟ أو ربما هي خطبة تحت ظروف ما ؟ هي حتما ليست سعيدة معه . فوجهها الان وهي تتحدث رغم أنه يبدو هادئ إلا انني أعلم انها قلقة من شيء .

كانت جنان منهمكة على الهاتف وترد :
_ نعم أعطه له رجاءا ، لا مشكلة . ففي كل الأحوال هي معلومات ليست بسرية على الأسرة ، لكن لدي طلب منك . لا تخبري رواد بالأمر حتى أطلب منك ذلك ، لأنه لابد من الانتظار للوقت المناسب . جيد ، شكرا لعملك الجهيد .

ثم بعدها توجهت نظراتهما لتتصادم من ذلك البعد ، لتعلوها جنان حيرة لما ستقوله تاليا له .

رواد بعد انتظاره عودة جنان بعد انهاء المكالمة :
_ هل هو خطيبك ؟ هل هناك مشكلة معه ؟

جنان بتفكير وسهوة :
_ اها .

ابتسم رواد خفية ، وكأنه حقا ينتظر الفرصة المناسبة مع جنان .
ليبدأ الحفل و يدخل مروان لاستقبال الضيوف ، في حين جنان تضل واقفة مع رواد وحدهما لتقول له فجأه :
_ رواد ؟ ما أخبار عمك ؟ هل هو بخير ؟ لقد كان بيننا سوء فهم أخر مرة ، و أنا حقا لم أتعمد ذلك .

ابتسم لها رواد قائلا :
_ لا عليك ، هو حاد الطباع بعض الشيء ، لكنه طيب القلب ويحب الجميع ، هو فقط متأثر مؤخرا بسوء أحوالهم المادية . فقد خسر كل شيء بالأردن ، و ترك العمل الذي بدأه هناك مع أحدهم ، لينتهي الأمر به في النهاية تحت ضغط الديون . لكنني سويت الأمر كله ، لنبدأ صفحة جديدة و يكون جزءا من اسرتنا .
ابتسمت جنان له ، ابتسامة منيرة ، جعلت من قلب رواد يدق بسرعة لها لترد :
_ جيد انه تم تسوية الأمر ، لأن عادل هو أهم شيء في هذه العلاقة ، فهو طفل وعليه عدم التأثر بما جرى بين أفراد العائلة . هو متأثر جدا بك ويعتبرك قدوة له بدل والده . لذا اتمنى أن تكون خير قدوة له دائما .

كانت كلماتها تشق قلبه بانسيابية وتتربع هناك أكثر فأكثر لتوهج مشاعره نحوها ، حتى قطع حبل هذا الحنين للماضي الذي بدا للحظة ، برنة هاتف جنان :
_ ألو ؟ عبد الله ! كيف أحوالك ؟ لقد انتظرت اتصالك سابقا وخشيت أن يكون هناك مكروه ؟ اين أنت الان ؟ أاااه فهمت ، أرجو لك رحلة سالمة ، و أتمنى حقا أن تصل ولو متأخرا للحفل ، فمروان و الأسرة تسأل عنك منذ وصولي من دونك .

اسود وجه رواد أمامها . و أصبح لا يطيق سماع الحديث أكثر . ليبتعد عنها ليس لكونه يراعي خصوصيتها مع خطيبها في الحديث، بل لأن قلبه بدأت تملؤه الرغبة الجامحة في تملكها عوض خطيبها . رغبة تعيد له ذكرى فقدانها و المه الذي مازال يذبح ما تبقى من شرايين قلبه النابض لها .

Why Would We Get Married?       لِمَ سنتزوج ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن