كانت جنان تقف أمامنا ليرنّ هاتفها فجأة و تتراجع للخلف منفردة ، هل يعقل أنه هو ، خطيبها ؟
شعرت بشعور غريب ونظراتي لا تفارقها عن بعد وأذناي تحاولان ما أمكن استراق السمع رغم أن مروان يقف أمامي ودون توقف يتحدث .كانت ملامحها قلقة وهي على الهاتف ، ربما لديها مشاكل معه ؟ أو ربما هي خطبة تحت ظروف ما ؟ هي حتما ليست سعيدة معه . فوجهها الان وهي تتحدث رغم أنه يبدو هادئ إلا انني أعلم انها قلقة من شيء .
كانت جنان منهمكة على الهاتف وترد :
_ نعم أعطه له رجاءا ، لا مشكلة . ففي كل الأحوال هي معلومات ليست بسرية على الأسرة ، لكن لدي طلب منك . لا تخبري رواد بالأمر حتى أطلب منك ذلك ، لأنه لابد من الانتظار للوقت المناسب . جيد ، شكرا لعملك الجهيد .ثم بعدها توجهت نظراتهما لتتصادم من ذلك البعد ، لتعلوها جنان حيرة لما ستقوله تاليا له .
رواد بعد انتظاره عودة جنان بعد انهاء المكالمة :
_ هل هو خطيبك ؟ هل هناك مشكلة معه ؟جنان بتفكير وسهوة :
_ اها .ابتسم رواد خفية ، وكأنه حقا ينتظر الفرصة المناسبة مع جنان .
ليبدأ الحفل و يدخل مروان لاستقبال الضيوف ، في حين جنان تضل واقفة مع رواد وحدهما لتقول له فجأه :
_ رواد ؟ ما أخبار عمك ؟ هل هو بخير ؟ لقد كان بيننا سوء فهم أخر مرة ، و أنا حقا لم أتعمد ذلك .ابتسم لها رواد قائلا :
_ لا عليك ، هو حاد الطباع بعض الشيء ، لكنه طيب القلب ويحب الجميع ، هو فقط متأثر مؤخرا بسوء أحوالهم المادية . فقد خسر كل شيء بالأردن ، و ترك العمل الذي بدأه هناك مع أحدهم ، لينتهي الأمر به في النهاية تحت ضغط الديون . لكنني سويت الأمر كله ، لنبدأ صفحة جديدة و يكون جزءا من اسرتنا .
ابتسمت جنان له ، ابتسامة منيرة ، جعلت من قلب رواد يدق بسرعة لها لترد :
_ جيد انه تم تسوية الأمر ، لأن عادل هو أهم شيء في هذه العلاقة ، فهو طفل وعليه عدم التأثر بما جرى بين أفراد العائلة . هو متأثر جدا بك ويعتبرك قدوة له بدل والده . لذا اتمنى أن تكون خير قدوة له دائما .كانت كلماتها تشق قلبه بانسيابية وتتربع هناك أكثر فأكثر لتوهج مشاعره نحوها ، حتى قطع حبل هذا الحنين للماضي الذي بدا للحظة ، برنة هاتف جنان :
_ ألو ؟ عبد الله ! كيف أحوالك ؟ لقد انتظرت اتصالك سابقا وخشيت أن يكون هناك مكروه ؟ اين أنت الان ؟ أاااه فهمت ، أرجو لك رحلة سالمة ، و أتمنى حقا أن تصل ولو متأخرا للحفل ، فمروان و الأسرة تسأل عنك منذ وصولي من دونك .اسود وجه رواد أمامها . و أصبح لا يطيق سماع الحديث أكثر . ليبتعد عنها ليس لكونه يراعي خصوصيتها مع خطيبها في الحديث، بل لأن قلبه بدأت تملؤه الرغبة الجامحة في تملكها عوض خطيبها . رغبة تعيد له ذكرى فقدانها و المه الذي مازال يذبح ما تبقى من شرايين قلبه النابض لها .
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...