تلك الليلة كانت من الليالي التي لن أنسى أنني ضحكت فيها حتى وصل ضحكي مسامع الجيران ...... لقد كانت جنان فتاة اللقلق تلك ، لا تعلم حقا مدى السعادة التي خالجتني عندما ........... سمعتها و تابعت طريقة تفكيرها البريية تلك ............... كنت حقا مذهولا بحذاقتها و طريقة دفاعها عن نفسها دونما إخفائها غضبها أو استيائها الواضح مني في تصرفاتها ...... هذا أشعرني بأنني حقا لا أضيع وقتي ولا حياتي بكوني هذه اللحظة معها ، بل أستفيد و أفيدها معي ..... الآن وانا أفكر ، أظن أنني أخطأت حين ظننت أنها ترمقني نظرات الشفقة ، فربما على الاعتذار لحساسيتي المفرطة هذه ، وهي ........ لم تترك لي الخيار سوى لفعل ذلك ......... :" جنان آسف ، لنبدأ صفحة جديدة من هذه الليلة"
اندهشت ، حقا لم أتوقع منه الاعتذار . كان في وسط حديثه عن الاقتصاد العالمي المنهار و ..... فجأة يعتذر مني ؟ هذا حقا ينم عن مدى تأنيب ضميره له ربما ؟ أو لأنه أيقن أخيرا انه كان على خطأ و لا يمكنه مجاراتي ؟ أو لأنها خطة أخرى منه ليستهدفني ؟ لا أعلم حقا ؟ ............. كل ما أعلمه أنني ...............
مددت يدي له وقلت بروح رياضية :" بما أنك أيقنت أخيرا خطأك و اعتذرت ، فانا أقبل اعتذارك بشرط .............. أن يكون صادقا منك و أن لا يعاد الخطأ مرة اخرى ، و إلا فهو متقصد منك "
ضحك هو ومد يده ايضا ليقول :"................................."
لكن قبل أن نصل لهذه اللحظة ، لقد مضت ليلة كاملة من الرشق بالكلمات و الاستفزاز المتبادل ................ و التي بدأتها انا ب :" أنا .............................. أحبــــــ.................."
صمتُّ مع تعجبي له وهو لا يأبه لما أقول و أنا أحدق إليه وهو يحدث نفسه و يتمتم باحتجاج لتصرفات أمه التي ينعتها بالطفولية ...................... تبا إنه حتى لا يعلم أنه الطفل بتصرفه هذا ..... ثم حدق إلي مباشرة وقال بكلام سريع وكأنه ..... لا يطيق البقاء في هذا الوضع :" ماذا كنت تقولين ؟ هل حدثتني ؟"
تبا ........... هو حتى لم يستمع إلي..... رددت غير آبهة له و أنا أنهض من فراشي و أتجه نحو مكتبي الصغير :" لا شيء ، كنت سأقول ......... أحب القراءة قبل النوم .."
رد هو بعقل منشغل في التفكير مرة أخرى :" أه ...... جيد هذا أفضل لك "
جنان :" أعلم ....... هو أفضل من الدوران حول نفسي كالمجانين في الغرفة "
رواد يرفع رأسه ويتوقف من الدوران وكأنه لم ينتبه لأفعاله :" ماذا ؟ أفضل الجنون على الجلوس في نفس الغرفة مع فتاة اللقلق "
جنان تضحك :" وكأنني أنا من يفضل رؤية وجهك ... غبي دولارات "
رواد يقطب حاجبيه محدقاً لها جالسة تفتح كتابها :" ههه والله الاغبياء هم من يحتاجون قراءة قصة قبل النوم "
أنت تقرأ
Why Would We Get Married? لِمَ سنتزوج ؟؟
Randomكانت هي فتية عنيدةً بلسانهآ الذي تجاوز بفلسفته سنها الصغير بسنوات ....بينما كانَ شاباً وسيماً فيه شيء من الغرور بنظرته الثاقبة وادعائه النضج رغم طفولةِ قلبه... كانت بدايتهما حبة زيتون ...ثم كآنا اللقلق الذكي والثعلب الماكر ، كانا كمنافسين يتسابقانِ...