يقود سيارته بسرعة متوسطة وهو ينظر إلى ساعته كل دقيقتين ليتبين منها الوقت، وصل إلى البناية التي يقع بها منزله وخرج مسرعاً.. ليقف بواب العمارة الذي انتفض له عند رؤيته وحياه بلباقة : أهلًا يا بيهحياه برأسه وهو يقذف إليه المفاتيح : اركن السيارة من فضلك
صعد السلم سريعا في خطوات رشيقة لم يبذل بها مجهود..ودلف إلى شقته في خطوات سريعة ومتلاحقة وأول ما فعله هو تشغيل اللاب توب الخاص به ، خلع سترته وحذائه سريعا وجلس ينتظر إلى أن فتح الجهاز. لينقر على أيقونة الماسنجر وهو يدعو أن تكون لازالت موجودة. نظر إلى ساعته ليجد أن موعد خروجها باقي عليه خمس دقائق . سجل دخوله ليفاجئ بكم الرسائل التي أمامه وكُلها منها .. "تسأل عن أحواله كالعادة ..وتريد أن تعلم أين هو ؟! ولماذا لا يجيب ،ولماذا لم يقم بتنزيل الفصل الجديد بموعده ؟" خفق قلبه بشدة عند رؤيته لآخر رسالة ،التي تخبره بها أنها تشعر بالقلق من غيابه هذا. نظر إلى المتصلين ..ليجدها غير متصلة فنقر على اسمها ليبعث برسالة إليها ، يخبرها بأن لا تقلق وأنه سيقابلها في موعدهم اليومي غداً. فوجئ بها تجيبه : أين كنت يا أستاذ؟
ابتسم براحة وأسند ظهره على الأريكة وسحب اللاب ليضعه على ركبتيه وأبتسم وهو يكتب : مساء الخير، كيف حالك؟
- الحمد الله ،كيف حالك أنت؟ وما هذا الغياب الطويل؟
- أنا بخير والحمد الله ، و آسف لأني أقلقتك معي، للأسف طرأ أمر هام جعلني أُسافر إلى البلد ، ولذلك لم أكن أستطيع أن ألقاكِ
-لا يهم ،المهم أنك بخير والحمد الله .
ابتسم بسعادة حقيقية ،ليكتب سريعاً:تهمك صحتي وأني بخير؟.
-لا يهمني أن أقرأ الفصل الجديد .
انقلب وجهه ، ليبتسم مرة أُخرى عند رؤيته لوجه أنمي مبتسم بإغاظة . أردفت بعده : أنت أخي، وأكيد يهمني أن تكون بخير .
صمت لا يعلم بما يجيبها، حاول تكرارًا أن يفهمها أنها باتت لديه أكثر من صديقة تعرف عليها عن طريق المنتدى الذي ينشر به رواياته.. خربشته التي ينفس عن طريقها ما يعتمل بداخل صدره ، تعرف عليها بهدوء وتبادلا المراسلات ليتطور الوضع إلى محادثات الماسنجر اليومية، وإضافته عندها على الفيس بوك، يعلم عنها كل شيء ورأى صورها التي تزين ملفها الشخصي، شعر بالانجذاب يقوده اليها، ثم تطور الانجذاب إلى شَيْءٍ آخر لم يكن يفهمه في بادئ الأمر، ولكن عند انقطاع النت عندها ذات مرة وعدم تواجدها في موعدهم اليومي ، شعر بفراغ كبير بحياته ليفهم أن انجذابه تطور إلى حب من طرفه ولكن من طرفها مازال الأمر بحيز الصداقة والأُخوة ، ولا يعلم كيف يُبلغها بالأمر؟!! انتبه من أفكاره على صوت جرس التنبيه والشاشة تهتز ليجفل ثم يبتسم: أين أنت؟
أنت تقرأ
سلسلة حكايا القلوب .. الجزء الاول رواية " امير ليلى "
Romanceاقترب منها ثانية فحاولت الصراخ بقوة، محاولتها الفاشلة في الصراخ أيقظت ما تبقى من عقله الذي كاد أن يذهب مع الألم المبرح الذي يشعر به ، وقف بكل قوته واندفع ناحيته ليسحبه من أكتافه بقوة راميًا به إلى الحائط ليصطدم به الآخر قويًا، لكمة مرتين بقوة...