الفصل السابع

5.7K 187 2
                                    

تنهدت وأتت بحاسوبها الخاص وفتحته ،تشعر بالحنين إلي محادثاته كم اشتاقت إلي نقاشاتهم والتحاور معه ،كم اشتاقت أن يسأل عنها وعن أحوالها ويهدئها ويطمئنها بأن الحياة مليئة بالأمل ويذكرها أن لا تيأس تريد أن تستشيره في أمر والدتها وهل تذهب إليها أم لا وفي خضم أفكارها وجدت رسالة تظهر لها منه : ليلى ،أنا عدت


لمعت عيناها ببريق خاطف وجلست و الابتسامة تزين شفتيها : أمير ، حمد لله على سلامتك.


__الله يسلمك ، كم أردت أن أعود لأحادثك وأتكلم معك.


__أنا الأخرى اشتقت إلي محادثتك .


نظر إلي شاشة الحاسوب بدهشه وهو يتأمل ما كتبته وتساءل هل بالفعل تقصده ، أم أنها مجرد بعضًا من الكلمات كتبتها بتسرع اجفل عندما اهتزت الشاشة أمامه وقرأ رسالتها : أمير ، أين ذهبت ؟


رد بهدوء : أنا هنا ليلى ، أخبريني كيف حالك ؟ وماذا حدث في غيابي؟ بالمناسبة أشكرك من كل قلبي على تنزيلك للفصول الأخيرة لروايتي أتعبتك معي.


عبست بوجهها بشكل طفولي : أمير من فضلك لا تغضبني ، لم أفعل شيئاً ثم انني فزت بأن قرأت النهاية قبل أي شخص أخر.


ابتسم وسألها : هل أعجبتك ؟


كتبت بسرعه : أنها رائعة أمير ، أنت كاتب متميز ، ومبدع .


اتسعت ابتسامته : بل أنت رائعة ليلى فتري كل شيء حولك رائع مثلك. ضحكت بسعادة لا تعلم مصدرها : أشكرك امير ، لا داعي للمجاملة.


تنهد وهو يفكر أنه لا يقصد أن يجاملها بل هو قال ما يشعر به تغاضى عن اكمال مسار هذا الحديث الذي يدفعه للبوح بمشاعره وتناقشا بمواضيع عديدة ليتذكر شيئاً فيسألها، وعيناه تلمع : أخبريني ، ما أحوالك بالعمل ؟


تنهدت بضيق : لا تذكرني ، أشعر بتعب فظيع كلما أتذكر العمل.


ابتسم : أتعلمين أنني إلى الآن لا أعلم أين تعملين وماذا تعملين ؟


__حقًا؟!


__نعم ، لم تذكري لي الأمر من قبل ، وأنا لم أسألك .


__أنا خريجة كلية التربية قسم لغة عربية.


__نعم أعلم ذلك فلطالما صححتِ لي أخطائي اللغوية والنحوية.


ضحكت بصوت هذه المرة: ظننتك استنتجت حينها أني أعمل كمدرسة.


__تعملين بأي مدرسة ؟


__لا ، أنا أعمل مدرسة خاصة لحفيدي السفير أحمد الخشاب ، هل تعرفه؟


__اه ، نعم سمعت عنه وقرأت عنه بالجرائد ، ولماذا لا تعملين بإحدى المدارس المنتشرة بأنحاء المحافظة ؟


عقدت حاجبيها لتتنهد بضيق : عمي رفض رفضًا قاطعًا ، وقال أنه لا يستسيغ هذه الفكرة ، ولكنه أتى لي بهذا العمل ، فهناك لا أشعر بأني أعمل بل أكون بنزهة مرحة مع طفلين من أجمل ما خلق الله.

سلسلة حكايا القلوب .. الجزء الاول  رواية " امير ليلى " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن