الفصل الرابع والثلاثون ج٢

6.9K 126 3
                                    

تمشط شعرها أمام المرآة وتنظر لنفسها بثقة اعتادت عليها، تبتسم بفرح لا تعلم سببه ولكنها تشعر به، فذلك الاتصال الذي أيقظها من نومها وصوته المليء بالمكر وهو يخبرها أن تكف عن النوم فالساعة تجاوزت الواحدة ظهرًا، جعلاها تنهض جالسه بفراشها وهي تنظر من حولها وتهمس: كيف عرفت أني نائمة؟!


ضحك بمرح وقال: صوتك المخملي تامي، هيا انهضي فأنا انتظرك بالأسفل


رمشت بعينيها وقالت: يلزمني الكثير من الوقت لأستطيع مقابلتك !!


استمعت إلى ضحكته الماكرة ونبرة السخرية التي تشبع صوته بها وهو يقول: لا ترهقي نفسك تامي فأنا سأراك في القريب العاجل وأنت نائمة


شعرت بوجنتيها تحمران خجلاً لتهمس من بين أسنانها: وقح.


ضحك باستمتاع وقال بهدوء: هيا أمامك نصف ساعة على الأكثر فهذا هو الوقت الذي أستطيع أن أتحمل خالد بك به.


ضحكت بقوة لتهمس بتحذير: إياك وأن تغضبه وائل .


قال بهدوء ولكنها شعرت باختلاف مزاجه: من أجلك فقط يا تامي، هيا لا تتأخري .


وها هي أنهت حمامها وارتدت ملابسها، مشطت شعرها وتركته على سجيته، نظرت لنفسها مرة أخرى وهي تعدل من وضع خصلات غرتها فجذبتها لمعة خاتمه العريض ببنصرها الأيمن تنفست بقوة وهي تشعر بأنها حلقة وصل قوية بينهما !!


ابتسمت باتساع وهي تتذكر حنقه البارحة عندما انتقت ذلك الخاتم الأقل من العادي من وجهة نظره، الرائع من وجهة نظرها هي، فهي شعرت به يلائمها منذ الوهلة الأولى التي وقع نظرها عليه، بل أنه حاول إقناعها بأكثر من خاتم أخر لتهز رأسها رافضة وهي تصر على اقتناء ذلك الخاتم الذهبي بفصوصه البيضاء المصفوفة على الجانبين وكأنها حراس تحمي أحجاره اللامعة بلونها الأحمر الغني تشكل ورود حمراء تقع بمنتصف الخاتم تشع ببريق قوي يخطف الأنفاس ماثل بريق عينيها التي تألقت بتحدي خاص وهي تنظر إليه بغرور وتضع الخاتم بيدها لتجربه!


رفعت عيناها إليه وهي تنظر ببراءة: إلا يعجبك ذوقي؟!


ابتسم من بين أسنانه: إنه جميل تامي ولكن..


صمت عن الحديث الخافت بينهما لتنظر إليه مستفهمة فأكمل: انتقي شيء آخر يليق بزوجة ابن الوزير.


لوت شفتيها بامتعاض وقالت بحنق: لا يهمني ذلك الأمر


أتبعت بنبرة باردة: أنا انتقي دبلة سأضعها بأصبعي ومعنى أنها تناسبني فهي تناسب ابنة أحمد الخشاب


نظرت إليه بقوة وقالت بكبرياء: أم أنك ترى أن ابنة احمد الخشاب لا تليق لك؟!


رمش بعينيه وشعرت بتغيره ليهمس بخفوت: إذا لم تكن تليق بي لماذا أنا هنا، برأيك؟

سلسلة حكايا القلوب .. الجزء الاول  رواية " امير ليلى " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن