الفصل التاسع والثلاثون ج٣

6.2K 127 1
                                    

نظرت بتعجب إلى تلك الصينية الكبيرة التي وضعها أمامها لتقول بخفوت
: ما كل هذا امير ؟!
ابتسم بحنو وقال : أنه طعام من أجلكِ ليلتي .
ابتسمت برقة وقالت بحرج : ولكنه كثير جدًا .
ابتسم بمكر وقال : ليس كثيرًا فأنا أتناول ضعفه بمفردي
اتسعت عيناها بصدمة ليقهقه ضاحكًا على ملامح وجهها ويتبع بمرح : لا تخافي حبيبتي ، نعم أنا من هواة الطعام الجيد ولكني أحتسب ما اؤكله فأنا لابد أن أحافظ على وزني لأتمكن من القيام بعملي .
خفضت عيناها بحرج و آثرت الصمت ليقترب منها بخفة نمر ويضمها من خصرها إليه ، ثم يحملها ويجلسها على ساقيه ، تمسكت بكتفيه قويًا لتبتسم بشقاوة وتهمس : لقد اتفقنا على الطعام فقط .
عقد حاجبية بتساؤل مفتعل وقال : متى كان ذلك ؟!
ضحكت بخفة لتهمس ووجنتيها تتوردان بحمرة خفيفة : قبل أن تعد صينية الطعام .
أحنى رقبته سريعًا ليسرق من شفتيها قبلة خاطفة ويهمس وهو يدير عينيه على شفتيها ثم يرفعها لينظر إلى عمق حدقتيها مباشرة ويهمس : لا أذكر أنني عقدت أي اتفاقات أو التزمت بأي وعود أخرى .
تلمست ذقنه بأصابع مرتجفة لتهمس بخفوت : أيضايقك أمر الوعد هذا ؟!
تنفس بقوة ليهمس : يثير جنوني
رمشت بعينيها فأتبع بعد أن قبل أرنبة انفها برقة : ولكنه لا يضايقني .
نظرت له بتعجب وقالت : لا أفهم .
احتضن خدها بكفه العريض يلامس وجنتها بإبهامه في حنو : كل ما يرضيكِ يرضيني ليلى .
ابتسمت بحب سطع بعينيها ليتبع هو بخبث ارتسم في ابتسامة عينيه : لكن هذا لا يمنع أني سأجن بسبب ابتعادك عني .
رفت بعينيها مرات متتالية سريعًا ثم ازدردت لعابها ببطء أشعره بتوترها الذي تحاول أن تخفيه بخفضها لبصرها بعيدًا عنه ، وضع سباباته تحت ذقنها ليجبرها على النظر إليه ليهمس آمرًا : أخبريني ليلى ما الذي حدث بينك وبين فاطمة ؟
حركت رأسها بحركة عشوائية بمعنى لم يحدث شيئًا ليقول بصرامة : ليلى .
حاولت التملص من ذراعيه ليتمسك بها ويتبع بأمر مباشر صدح من كل انش في جسده : توقفي عن الهروب وأخبريني .
همست بصوت أبح حاولت بثه الثقة قدر ما استطاعت ولكنها فشلت : الأمر ليس فاطمة .
عقد حاجبيه بتعجب ونظر لها باستنكار لتهمس متبعه : إن الأمر خاص بي
أردفت سريعًا وهي تنظر إلى عينيه اللتين تحولتا إلى البني الداكن : بالطبع فاطمة كانت جزءًا رئيسيًا من ذلك الاحساس الذي يعتريني ولكن
شعرت بعقدة حاجبيه تزداد وهو يطبق فكيه بقوة متفاديًا أن ينبس بحرف واحدًا قبل أن تكمل حديثها فقالت وهي تتحاشى النظر إليه : أرجوك لا تغضب أمير .
سحب الهواء إلى صدره قويًا لتتبع : لا أريدك أن تغضب مني ، أعلم أنه شعور أخرق ولكني لا أستطيع التخلص منه .
ارتجفت شفتيه في محاولة منه للابتسام ليزفر بحنق لم يحاول التخلص منه ويقول من بين أسنانه : ما زلت منتظرًا ليلى لأسمع عن هذا الاحساس الذي يعتريك
تنفست أكثر من مرة لتسحب الهواء إلى صدرها بقوة مرة أخيرة ثم تهمس وهي تتحاشى النظر إلى عينيه : أنا خائفة من أنك تتركني يوم ما .
اتسعت عيناه بصدمة المت بملامحه ليدفعها بهدوء مبعدها عن قدميه وينهض واقفًا ، هم بالتحرك مبتعدًا عنها فتمسكت بساعده في توسل صادق وهمست : أرجوك أمير انتظر .
قبض كفيه بقوة فشعرت بعضلات ذراعه من تحت يدها تتقلص بغضب جرى بأوردته لتردد بنبرة أقرب إلى البكاء من صوتها الطبيعي : أرجوك أمير .
انتزع ساعده من يدها بصرامة شعت من عينيه وهو ينظر إليها من فوق كتفه ، جلس مبتعدًا عنها بأخر كرسي يقع في صالة بيتهما قريبًا من التلفاز المغلق فأطل الصمت عليهما معلنًا سطوته !!
فركت كفيها في توتر وهي تخفض بصرها عنه ، تعلم مدى غضبه منها ومدى جرحها له ، ولكنها لن تستطيع الآن التوقف لابد أن تبوح له بما ينغص عليها حياتها معه ، ما يقف بينهما حائلاً ولا تستطيع هدمه أو التغاضي عنه !!
ازدردت لعابها قويًا لتتحرك بخطوات بطيئة .. مبعثرة ..شاردة توقفت أمامه مباشرة وهي تنظر إلى الأسفل ، لا تدقق نظرها عليه ولكنها تنظر بعيدًا عن عينيه فهي تشعر بأنه يحرقها بمقلتيه الغاضبتين ، وقع نظرها على كفيه المتمسكتان بذراعي الكرسي ، يغرز أصابعه الطويلة بالأطراف الجلدية لذراعي الكرسي لدرجة أنها شعرت بأنامله ستمزقها غضبًا !!
جلست أمامه على ركبتيها بهدوء لتمد كفيها وتلمس أطراف أنامله بأصابعها في رقة أذابت سلامياته فأذهبت عنه غضبه ولكنه أبى الاذعان لمشاعره اتجاهها فأبعد كفيه عنها برسمية صعقتها !!
رفعت عيناها لتنظر إليه بذهول وهمست دون وعي منها : هل خسرتك بغبائي أمير ؟!
ساد الصمت بينهما للحظات مرت عليها كساعات طويلة ليهمس أخيرًا بصوت خال من نبرته الودودة : أنا انتظرت كما طلبت ليلى ومستعد لسماعك كما تريدين .
بللت شفتيها بتوتر أرهقها وهمت بالحديث ليؤمرها بقسوة : انهضي ليلى لا تجلسين أمامي هكذا .
نظرت من حولها بتبعثر لتهمس دون فهم : لماذا ، أنا لست متعبة من جلستي ؟!
أطبق فكيه بقوة ليشيح بعينيه بعيدًا عنها ويؤثر الصمت ، لمعت عيناها بادراك وهي تنظر لكفيه المضمومتين بقوة فابتسمت برقة وهي تنهض واقفة لتجلس فوق ساقيه كما كانت منذ فترة قليلة وتهمس : إذًا سأجلس جلستي المفضلة .
عقد ساعديه أمام صدره وحرك ساقيه بطريقة ما قاصدًا إرباكها فتنهض عنه ، لتتمسك هي بقبة قميصه و تضم نفسها إلى صدره وتهمس بحب خرج صادقًا .. قويًا .. مفعمًا بلهيب شفتيها من أثر المرض : لأستطيع الحديث معك دون الخوف من ردة فعلك .
نظر لها بتعجب ونيرانه العسلية تشتعل بقوة في حدقتيه لتهمس : أعلم أنك لن تأتي بردة فعل قاسية معي وأنا أتوسد صدرك أمير .
لمعت عيناه بتعجب حانق ليهمس بنبرة قاسية : لا أفهمك ليلى .
ابتسمت بألم وقالت : بل أنت الوحيد من يفهمني أمير ولكنك لا تريد أن تتأكد مما تعرفه مسبقًا .
زمجر بغضب فارتعشت وهي تحنى رأسها بعنقه .. قريبة من صدره فقال من بين أسنانه : لا تحمليني ما لا طاقة لي به ليلى .
رفعت رأسها لتنظر إليه وتهمس : هل أنا حمل لا طاقة لك به ؟!
نطق بهدوء وملامحه جامدة : بل ما تفعلينه الآن معي ، لا أفهمه ولن أتحمله كثيرًا فأنا كسائر البشر لدي مخزون من الصبر
أتبع بهدوء : وقد قارب على النفاذ ليلى .
تنفست بقوة وقالت : توقعت أن تكون فهمت سبب خوفي أمير .
صاح بقوة جفلتها : لا لم أفهم سبب خوفك مني
أتبع بنظرات جليديه اقشعر جسدها لها : كما لا أفهم الآن ما تفعلينه ، أتريدين قربي أم تبعديني عنك ليلى ؟!
ردت سريعًا : أريدك أمير .
لمعت عيناه بوميض قوي لم يؤثر في ملامح وجهه فأتبعت بعد أن بللت شفتيها سريعًا : بالطبع أريدك معي .. قريب مني ..نكمل حياتنا سويًا
تنهدت بقوة وهي تغمض عينيها وتهمس بصوت خرج من أعماقها : أحلم بأن أرزق بأطفال كثر منك ، نربيهما سويًا ، بأولاد يشبهونك و يحملون فخامتك وبنات يحملون هدوئي .
نظرت إليه : لقد حلمت بك كثيرًا أمير ، حلمت بأميري الخيالي يأتي على حصانه لينقذني من واقعي المرير ولكن لم انتبه أبدًا اني لست مناسبة لذاك الأمير البعيد !!
رمش بعينيه وهي تتبع : فالأمير الذي دخل حياتي ذو شخصية آسرة ، بذكاء حاد وخفة النمور
تنفست بقوة وقالت : أما أنا فلا أمتلك أيًا من مهارته .
هزت كتفيها بألم وأكملت : أنا حتى لا أستمتع بحس فكاهي لأجاري نكاتك التي تحمل فخامتك .
ضحكت بتعب : عندما تلمع عيناك بمكر أشعر بالتوتر يملأني وانظر من حولي لأفهم ما الخطأ الذي حدث لتلمع عيناك بتلك الطريقة ، والأدهى ما الذي فعلته لتومض عيناك بذاك الظفر المكلل بانتصار فيهما .
أدارت رأسها بعيدًا عنه لتتبع بصوت أبح خافت : عندما نتحدث سويًا أشعر بإرهاق ذهني لأني أريد أن اقنعك بأني أفهم حديثك منذ البداية وأنك لا تحتاج لأن تشرح لي مقصدك
ازدردت لعابها وهي تحني رأسها بحرج واذنيها تحتقن بقوة ، أبعدت خصلات شعرها الجانبية عن وجهها لتهمس : وعندما نقابل إحداهن من أولئك اللواتي يتمتعن بذكاء يماثل ذكاءك وغموض يماثل غموضك ، أشعر باني لا أناسبك البتة أمير ، أشعر بأني صفر على الشمال لا قيمة لي بالمكان فأريد أن اختبئ مبتعدة حتى لا أحرجك بتواجدي ، حتى لا ينظرون إلينا ويتهامسون لماذا اختراها هي دونًا عن البنات الأخريات ألا يرى أنها لا تناسبه ؟!
ترقرقت الدموع بعينيها لتنظر إليه وتردف بصوت مخنوق : وما يقلتني ببطء أنك إذا كنت غير منتبهًا الآن لهذا الاختلاف بيننا سيأتي عليك يوم وتنتبه إليه وحينها ستتركني !!
جز على أسنانه قو قويًا وهو يستمع إليها يزداد غضبًا وغيظًا من تلك التفاهات التي تتحدث عنها ، ويلعن هذا الغباء الذي يخيم على رأسها ، فكر قليلاً " أيمكنه أن يضربها على مؤخرة رأسها لعله يعود إلى العمل من جديد فتفكر بأسلوب صحيح بدلاً عن تلك الخرفات التي تتحدث عنها ؟"
نظر لها بغيظ وهو يفكر في أولئك الفتيات اللواتي أثاروا غيرتها لتلك الدرجة وأثاروا معها قلة ثقتها بنفسها ليشعر بغضبه يقارب على الانفجار عندما رأى دموعها تتجمع بكثافة في حدقتيها ،سقطت دمعة وحيدة بجانب عينها لتشق طريقها بأريحية تامة ساقطة عن ذقنها فتقع بتجويف ترقوتها ، رمش بعينيه وهو يتابع دمعتها الخائنة التي أربكت حواسه كلها بسقوطها
همست بنشيج مكتوم وحدقتيها تموج بأسئلة كثيرة لم يستطع تفسيرها: أتحبني حقًا ، أمير ؟
همس بصوت محشرج وهو يتابع دمعاتها التي أوشكت على الهطول : بالطبع ، أنا أعشقك ليلى .
شعر بارتجافها أمامه ، فنظر الى عمق حدقتيها اللتين ماجتا باضطراب جلي فاتسعت عيناه بادراك فوري ليهمس بتساؤل وهو يضغط أسنانه بقوة : أنتِ تتسألين حقا ليلى ؟
أتبع على الفور وهو يتحكم في فورة مشاعره الغاضبة : لم تسأليني كنوع من التدلل لأتغزل بكِ ، لم تسأليني لتمحي تلك الفجوة التي صنعتها بيننا عندما بدأت في حديثك ، بل تتسألين حقًا إذا كنت أحبك أم ﻻ ؟!
أحنت رأسها في خوف من تغير نبرته الدافئة والتي يحدثها بها دائمًا ، إلى تلك القوية الغاضبة رغم شعورها بأنه  يحاول التحكم في غضبه إلا أنها شعرت به .. شعرت بعضلاته النافرة من تحت قميصه القطني .. شعرت بدمائه التي اندفعت بقوة في أوردته فاحتنقت أذنيه باللون الأحمر القاني على الفور .. شعرت بفكه الذي تصلب رغمًا عنه وشعرت بضروسه التي يطحنها غيظًا وغضبًا منها ، ولكنها لا تستطيع حيال الأمر شيء فهي بالفعل تتساءل .. خوفها وتساؤلاتها هم من يبعدوها عنه .. يكبلوها ويتحكموا بها .. يعيدوها للوراء كلما حاولت الاقتراب منه !!
همس آمرًا بصوت حاد خفيض : ارفعي رأسك وتحدثي معي ليلى ، هل لا زلتِ تشكين بأمر حبي لك ؟!
هزت رأسها بالنفي لتهمس : لا أمير الأمر ليس كذلك ،
زفرت بقوة لتتبع بصوت مهزوز منعدم الثقة : أنا فقط اتساءل عن سر حبك لي دونًا عن الفتيات الأخرى ؟!
نهضت واقفة وابتعدت عنه خطوتين وهي تتبع باستسلام قفز بغضبه لذروته : فأنا لا أناسبك على الإطلاق .
همس لنفسه " تماسك أمير وتحكم بغضبك قدر ما استطاعت"
قال بهدوء في محاولة هشة منه للنقاش معها بأسلوب متحضر : ليلى أنتِ تعلمين أن الحب ﻻ أسباب له
لوت شفتيها بألم وقالت : ذلك في القصص الخيالية فقط ،
أتبعت بسخرية جلية : عندما يقابل الأمير الفتاه الفقيرة ويقع في حبها وينتهي الفيلم بعاشا في سعادة وهناء دائمًا .
تنفس بعمق وهو يلتقط فحوى حديثها ولكنه آثر الصمت وهو يعود بظهره إلى الوراء منتظرًا تكملة ما بداته ..
زفرت هواء صدرها كله لتهمس : لم اؤمن أبدًا بتلك القصص الخيالية .. كنت أحب قراءتها والاستمتاع بها العيش في تلك الأجواء الخيالية ولو لفترة قصيرة من الزمن ولكني كنت أعود للواقع وأنا أهمس لنفسي أنها خيال لن يتحقق أبدًا .
نظرت إليه لتضم كفيها إلى بعضهما وتهمس وهي تتحاشى النظر إليه : عندما قابلتك لم تكن أميرًا
ابتسمت برقة ماجت بملاحمها : بل كنت غفيرًا .. كنت سائق لدى السفير .. تعمل لديه مثلما أعمل أنا لديه .. نعم كان صديق لعمي المستشار ولكني كنت أعمل لديه .. شعرت بتشابهنا أو هكذا أوهمت نفسي بذاك التشابه .. أنت شاب فقير من عائلة متوسطة الحال .. حصلت على شهادة جامعية و لم تجد فرصة عمل مناسبة كأغلبيه الشباب في بلدنا هذا فاجتهدت وعملت سائقا خاصًا لعلية القوم ،
زفرت بقوة ووجهها يصفر تدريجيًا : لكن الآن ..
صمتت قليلاً وقالت : حقًا تزوجتني لأنك تريد ذلك أم لأنك تعهدت لي أنك ستجبرني على ما تريد وأنني لا أصلح أن  أكون ندًا لك ؟
قبض بكفيه قويًا على ذراعي الكرسي الجالس عليه وهو يستمع إليها ، ينتظر أن تكمل تلك الحماقات التي تملأ رأسها ، تكمل البوح بأفكارها الخاصة التي من الواضح جليًا أنه لم يستطع تحطيمها وأن يخلصها منها ، لم يستطع التغلب على عقدتها القديمة ولذا لا زلت تنتظر ابتعاده عنها !!
لعن فاطمة في سره فهي من أيقظت هواجسها بأكملها ليعاني هو معها ما يقارب الأسبوع
تمتم بخفوت " ألم أكتفي من تلك الحماقات بعد ؟! "
عقد حاجبيه بانزعاج وهو يرى الألم يلمع بحدقتيها وهي تخبره بعدم إيمانها بالقصص الخيالية وأن حياتها أجبرتها على عدم الثقة بها
ابتسم رغمًا عنه عندما ابتسمت وشعر بالترقب عندما عادت لبداية قصتهما الفعلية معًا ، لوى شفتيه بنزق وهو يؤكد لنفسه أن لا يغضب فليلته الحبيبة ستتحدث الآن بشيء سيذهب بكل تعقله إلى الجحيم ، تمتم عندما أنهت تساؤلها : وها قد حدث .
عقد ذراعيه أمام صدره ليهمس بمراوغه شعر أنها ستفيد الآن بدلاً من أن يخنقها بكفيه الحرتين : متى تعهدت لكِ بذاك العهد ليلى ؟
شحب وجهها على الفور لتهمس بخفوت : يوم عقد قران وليد وياسمين واتبعته بتأكيد أخر عندما تقابلنا في المتجر ، وزدت الأمر تأكيدًا عندنا بالبيت يوم قراءة الفاتحة .
همس بمكر والسخرية تسطع بعينيه : ما شاء الله ذاكرتك قوية للغاية ، ولكن جميع ما تكلمت عنه الآن لم يكن عهدًا ليلى كنت أهددك حتى تستمعي لي .. كنت أهددك حتى تكفي عن رمي كرهك لي بوجهي وتنظري إلي لتعلمي أنني لم أتغير ..
نطق بخفوت وهو يشعر بالغضب يمتلكه : بأنني هو أحببتك وسأظل أحبك مهما حدث .
نهض واقفًا وتحرك مبتعدًا ، نظرت إليه شعرت بألمه في حركة جسده المشدود .. بتلك النبرة المشروخة بصوته ، نعم تحكم بها قويًا ولكن ذاك الجزء الضئيل الذي تسلل إليها من صوته جعل قلبها ينقبض قويًا ، همست لتستبقيه : ولكنني ﻻ اليق بك أمير .
التفت إليها على الفور ليرفع حاجبيه بتعجب وعيناه تموج بتساؤل غاضب، بللت شفتيها وهمست : أنت أمير الخيّال .. لست ذاك الكاتب وﻻ ذاك السائق .. أنت سيادة الرائد العظيم صاحب المهمات الصعبة .. قابلت الكثير بحياتك أكثر مما أتوقعه أو أتخيله أنا ، ما الذي
هدر بها بنبره غاضبة ولكنها خافته ، ورغم خفوتها إلا أنها ارتعدت أمامه قويًا وهي تعود للخلف خطوتين : اصمتي ليلى .. أرجوكِ توقفي عن الحديث ولو للحظات
زفر قويًا ليتمتم بالاستغفار ثم يزفر هواء صدره بأكمله يعاود السيطرة على أعصابه وهو يتبع من بين أسنانه : نعم إنه أنا كل ما تحدثت عنه هو أنا ، بكل ما ذكرتيه فأنا أمتلك قلبًا واحدًا .. وروحًا واحدة ، ﻻ أعلم لمَ أحببتك أنتِ دونًا عن بنات حواء ولكنك تغلغلت إلى مسامي لدرجة أني أهملت عملي الخطر جدًا حتى اتقرب منك ، ﻻ أريد أن استمع مرة أخرى لأمر أنكِ لا تليقين بي فأنت الوحيدة التي تليق بي .. أنتِ نصفي الآخر ليلى وﻻ يوجد في هذا العالم من تماثلك بالنسبة إلي ، ثم من هؤلاء الذين يشعرونك بصغرك أمامهن ، ألا تنظري جيدًا في مرآتك ليلى ، ألا ترين ما أراه أنا بكِ ، تخلصي من تلك السخافات فأنا لا أرى من تشبهك في هذا الوجود ليلى ،
تقدم باتجاهها في خطوات هادئة ليوقفها أمامه وهمس لها بجانب اذنها بصوت يحمل حنانه وحبه لها : فأنتِ ليلتي
شمس دوارة شرقًا وغربًا تزين السموات
قمر منير جاء في ليلة البدر يشهد القبلات
بحر عريض بالطبقات مدرجًا ثائر الموجات
أجنحة عصفور في السما معلقًا يعزف النغمات
أغصان أشجار   الكروم ضفائر صنوف منوعة من الثمرات
خنساء شاردة العيون بطبعها وجه بديع منمنم القسمات (منقول)
شعر بدموعها قبل أن تسقط فقبل عينيها وهو يهمس لها : ﻻ تبكي حبيبتي ، أنا لا أحبك فقط يا ليلتي .. أنا أعشقك .
أتبع وهو ينظر إلى عينيها بهدوء : من أخبرك أنني أريد الزواج من إحداهن تنافسني ذكاءًا أو غموضًا ، أنا أريدك أنتِ بطيبة قلبك وحنانك المتفجر بعينيك .. أريدك أنتِ برقتك الفطرية وغيرتك الطفولية .. أريدك أنتِ لأعود من الخارج فتبتسمي لي ابتسامتك الرائعة فتنسيني كل هموم عملي وتحمليني إلى عالمك الأكثر من عادي .. أريدك   أنتِ فتحوليني معك لأنسان طبيعي وأنسى ذلك الخيّال بداخلي فأصبح أميرك أنتِ .
ابتسمت من بين دموعها وتعلقت برقبته لتجهش في البكاء وهي تتمسك به قويًا همست بصوت مخنوق : أحبك أمير ، بل أعشقك يا أميري الخيالي .
نثر قبلاته الكثيرة على صفحة وجهها برقة ، ضمها إلى صدره بقوة وهو يريد أن يزرعها بين ضلوعه رفع رأسها قليلا أمام وجهه ،وامتلك شفتيها في قبلة ساحقة أضاعت أنفاسها وهو يمرر يديه على ظهرها ، شعر بذوبانها بين ذراعيه ليهمس من بين قبلاته : ألا زلتِ تذكرين وعدي لكِ ؟!
لهثت برقة وهي تحاول أن تستجمع عقلها فهمست بشرود : أي وعد ؟!
لمعت عيناه بمكر تألق في حدقتيه المعتمتين ليهمس لها من بين شفتيها : ﻻ شيء ليلى ، فقط تذكري أنا أحبك .


*****

وضع الطفلين في الفراش ليدثرهما جيدًا ويتحرك مغادرًا الغرفة عائدًا إليها ، يعلم أنه سيجدها مستيقظة تنتظره ، فعيناها تحملان الكثير من الحديث والاسئلة التي لا يريد أن يجيبها عليها ،
تنفس بقوة ثم ابتسم وهو ينظر إليها تقف كعادتها تنظر إلى السماء من خلف النافذة تتأملها بحب وكأن غياتها تكمن هناك .
تنفست بقوة لتحبس رائحته داخل صدرها ثم تهمس دون أن تنظر إليه : الليلة مميزة فالقمر يزين سمائها منيرًا .. ساطعًا .. مكتملاً .. يحمل بريق افتقده منذ مدة طويلة .
تحرك إليها بخطوات هادئة ليحتضن خصرها بكفيه ويشدها من ظهرها إلى صدره فأراحت رأسها عليه ليهمس : أتحبين القمر منال ؟!
ابتسمت برقة وقالت : أشعر بصلة قوية بيننا فاطمئن كثيرًا عندما أراه يسطع بسمائه منيرًا ليلتي بأكملها !!
قبل رأسها ليهمس : أنتِ قمري منال ،  فليالي تضيئين حياتي بنورك وليالي أخرى تضنين علي بوجودك فتصبح مقفرة .. معتمة كسماء دون قمر.
ابتسمت بحب والفتت تنظر إليه : القمر لا يضيء بمفرده خالد ، بل يستمد نوره من الشمس .
ابتسم بخبث وقال : ومن أين تستمدين نورك منال ؟!
حركت ابهامها على ذقنه بحركة دائرية أضاءت حدقتيه : من شمسي الخاصة ، منك أنت خالد .
اقتربت منه بشفاهها لتقبله بلطف وتهمس امامها : أنت سراجي المنير .
ومضت حدقتيه بلون فيروزي أضاءهما ليهمس وهو يحنو عنقه مقتربًا من شفتيها ناظرًا إلى عينيها : من اليوم أعدك أني سأنير حياتك دائمًا يا منالي .
أوزعها قبلاته برقة تارة وبإلحاح تارة إلى ان حملها بين ذراعيه وهو يهمس ها بمكره المعتاد : لقد وعدتك بتعويض اليوم منال .
ضحكت بخفة وهي تتعلق برقبته وتهمس : عهدتك دومًا موفيًا لوعودك خالد .
اتسعت ابتسامته ليهمس قبل أن يعاود تقبيلها : ولن أخلف أبدًا يا منالي
زمجر بغضب وهو يستمع إلى رنة هاتفه تصدح بصوت مزعج همست برجاء فخم وهي تتمسك بكتفيه : تجاهله .
زفر بقوة وهو يبتعد عنها مرغمًا ليهمس من بين أسنانه : لا أستطيع .
نظر إلى شاشة هاتفه ليشتم بقهر وهو ينظر إليها بطرف عينه ثم يهمس وهو ينهض واقفًا : سأتلقى تلك المكالمة الخاصة بالعمل وأعود .
انحنى ليقبل رأسها ويهمس بلطف : انتظريني .
هم بالخروج فعليًا ليطل عليها مرة أخرى ويقول : لا تخلدي إلى النوم إلى أن أعود .
ابتسمت وهي تنظر إليه بتفحص ، لتستلقي جالسه اسندت ظهرها إلى الوسادات من خلفها وهي تشرد في تفكير عميق طل على وجهها تحاول أن تحلل ما يحدث مع خالد
تمتمت بخفوت : هناك أمرًا ما أشعر به جيدًا ولكن .
زفرت بضيق وهي تهز رأسها بعدم معرفة واضحة لترفع عيناها سريعًا وتنظر إليه يدلف مرة أخرى ولكن بروح مخالفة تمامًا لما كان عليه منذ قليل ،
ينظر إلى هاتفه بغضب كمن بحدقتيه اللتين ارتفعتا تنظر إليها فهالها تلك الحلقات السوداء التي تعلن عن غضبه الذي يزأر بداخله !!
تنفس بهدوء وهو يغمض عينيه ليبتسم مرة أخرى وهو يتحرك نحوها ، نظر إليها لتبتسم بسخرية وهي ترى حدقتيه الصافيتين وكان شيئًا لم يكن !!
تأملته وهي تهمس لنفسها " ستظل غامضًا .. صامتًا خالد .. منتظرًا مني أن أفك أحاجيك الكاملة "
رفعت حاجبها باعتداد وهي تبتسم باتساع والثقة تظفر بلمعة بنيتيها وهي تردد " وسأحلها كاملة إن شاء الله "
عقد حاجبيه بتعجب ليهمس لها بعد أن قبل وجنتها بخفة : ما سر تلك الابتسامة الواسعة ؟!
رفعت حاجبيها وقالت بمكر قصدته : سعيدة برجوعك إلي ،
صمتت لتتبع : امم ظننت أنك ستفعل مثل الليلة الماضية وستقضيها بمكتبك ناسيًا إياي كعادتك مؤخرًا .
ضحك بخفة ليضمها إليه ويهمس : آها ، هذا عتاب إذًا ؟!
ربتت على وجنته برقة وقالت بإغواء لم تتعمده : بل هذا تذكير حبيبي .
سحب الهواء إلى صدره ليهمس لها وهو يقبل شفتيها بنظراته : بمناسبة التذكير ، ذكريني هكذا ، أين كنا قبل أن تقاطعنا تلك المكالمة الحمقاء ؟
ضحكت برقة أثارت جنونه لتهمس وهي تتعلق برقبته : بكل سرور حبيبي .
***
 
غمغم بشيء لم تفهمه فقالت برقة : هل خلدت إلى النوم ويلي ؟!
تنحنح بصوت خافت ليهمس من بين تثائبه : لا أنا مستيقظ .
أتبع بصوت أعلى قليلاً : لقد وعدتك تامي أن اظل مستيقظًا معك طوال الليل .
تقلبت بفراشها لتهمس وهي تغمض عينيها : لا ترهق نفسك من أجلي وائل
أتبعت وهي تكتم تنهدها بداخلها : سأخلد إلى النوم أنا الأخرى بعد قليل .
عبس بتعب وقال وهو يرغم نفسه على التركيز من أجلها : توقفي عن دفعي لأن أغلق الهاتف فأنا لن أفعل .
ضحكت برقة وقالت : ستنام إذًا وانت تحدثني وستأتي فاتورة هاتفك بمبلغ يفوق ادخاراتك كاملة وحينها لن نتزوج .
ضحك بقوة وهو يستعيد تركيزه شيئًا فشيئًا ويهمس باستمتاع : لا تخافي سنتزوج يا ابنة السفير ولا دخل لكِ بادخاراتي أنها تفوق حجم مخيلتك .
عقدت حاجبيها لتساله بشقاوة : حقًا ؟!
صمت منتظرًا أن تتبع فهو أصبح يحفظ طريقة حديثها الممتعة : هل بالفعل أنت مليونيرًا كما يقولون .
جلجلت ضحكته في اذنها فابتسمت برقة وهي تتنهد تلك المرة بقوة وتصمت مستمتعة بتلك النغمات القوية المنبعثة منه ، تلك السعادة الصافية التي يبثها إليها فتنعم بدفئها في صوته ،همس متلاعبًا : بل مالتي مليونيرًا يا فاطمتي
أتبع بتهكم تميز به : إذا تريدين التأكد يمكنني اعطائك أرقام حساباتي المصرفية لتتأكدي منها .
عقدت حاجبيها بعدم فهم وقالت : ولماذا أريد أن أتأكد ، لا أرى فارقًا أن تكون مليونيرًا أو مليارديرًا حتى ، ماذا أفعل بأموالك من الأساس فأنا لدي عملي ولا أحتاج إليها على أي حال .
رفع حاجبيه وردد متعجبًا : عملك ؟!
هزت رأسها بالإيجاب وكانه سيراها : اه نعم سأستلمه في بداية العام الدراسي سأحاضر في الجامعة الأمريكية وأستكمل دراستي .
نطق بغضب كمن في نبراته وهو يعتدل جالسًا : تحاضرين في الجامعة ومن سمح لكِ بهذا ؟!
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت : سمح لي
أتبعت بلامبالاة : لم يسمح لي أحدًا أنا من سمحت لنفسي
سألته بتعجب صدح بصوتها : ما مشكلتك على أي حال لماذا أشعر بأنك غاضبًا ؟!
اتسعت عيناه بلهيب حارق وقال : لا تعلمين لماذا أنا غاضبًا ، هل تفهمين ما تقولينه فاطمة ، إذا سمحت لك بتلك الوظيفة ستعودين للبيت يوميًا ومن خلفك دستة من الشبان الراغبين بكِ ، بعضهم يغازلونك والبقية يأتون إلي طالبين يدك مني .
انفجرت ضاحكة رغمًا عنها لتهمس بلغتها الأصلية : على رسلك يا زوجي العزيز وكف عن هذا التعنت الشرقي الذي تحتكره أنت كاملاً ،
قال بغضب وهو يصرخ فعليًا : علام تضحكين ؟!
ابتسمت بسعادة حقيقية : سعيدة بغيرتك وائل .
رمش بعينيه ووجهه يشحب تدريجيًا لتحتقن اذنيه بقوة ويقول : ليست غيرة أنها مبدأ .
زمت شفتيها قليلاً لتهمس : اسمع وائل ، أنا لا أريد المشاجرة معك ، فهلا تحدثنا عن هذا الأمر في وقت لاحق ؟!
لوى شفتيه بضيق وقال : حسنًا تامي ولكن مبدئيًا لست موافقًا على ذاك العمل الذي تريدينه .
رددت بإصرار وهي تتثاءب : سنتكلم في وقت لاحق
همس بغل : اتفقنا ،
ابتسمت برقة وقالت : حسنًا من الواضح أني سأقول لك تصبح على خير يا زوجي العزيز .
استلقى على الفراش مرة أخرى لينظر إلى الوسادة بجانبه ويهمس : هل إذا طلبت منكِ أمرًا ما ستنفذينه من أجلي ؟!
رمشت بعينيها وقالت : ماذا تريد ويلي ؟!
همس بشغف صهر عسل حدقتيه : قبليني كما قبلتني قبل أن أسافر
ابتسمت برقة وقالت بإغواء : وكيف سأقبلك وأنت بعيدًا عني بكل تلك الأميال ؟!
همس بصوت اجش : فقط قبليني فاطمة كأنك تقبليني فعليًا وأنا سأشعر بها .
ابتسمت بحب وأغمضت عينيها لتقبله برقة كما فعلت لتتسع ابتسامتها وهي تسمع زفرته القوية ثم همس لها بصوت غلبته عاطفته : سأحترق بلهيبك تلك الأيام القليلة تامي .
همست وهي تشعر بالنعاس يحل عليها قويًا : عد لي سالمًا ويلي .
ابتسم برقة بدلت ملامحه ليهمس : بإذن الله يا فاطمتي .
همست بصوت ثقيل : تصبح على خير
فاتسعت ابتسامته وقال : ومن أهل الخير ، حدثيني في الغد عندما تستيقظين .
أغلقت الهاتف وهي تغمغم بأشياء لم يفهمها ليضع الهاتف فوق الوسادة بجانبه ويهمس : قريبًا ستكونين هنا بجانبي أنعم بدفء وجودك بمفردي تامي
أغمض عينيه وهو يهمس واعدًا نفسه : بل في القريب العاجل يا فاطمتي الشهية .

****


تنفست بعمق وهي تخطو إلى خارج باب شقتها لتشهق بعنف وهي تراه أمامها ، يقف بهدوء ومن الواضح أنه يرن جرس الباب على الشقة المقابلة لهما ، نظرت له بريبة وهي تتفحصه ، أول ما أتى لذهنها أنه لا يرتدي بدلته الرسمية التي تحمل اسمه كما رأته أول مرة ، ولا يرتدي ملابس غير رسمية كما رأته المرة الماضية بل يرتدي بنطلون أسود اللون خاص ببدلة رياضية استشفت هي أنه مقلد لأحدى الماركات الشهيرة وتي شيرت رمادي اللون ، قطنيًا زهيد الثمن من هذا النوع الذي يباع على عربات الباعة الجائلين !!
مطت شفتيها باستياء وعدلت من وضع جاكتها الجينز الذي تحمله على يدها لترتديه على فستانها القطني الخفيف ، إذا شعرت بالبرد ليلاً ، خرجت بعد تردد أصابها لوهله وأغلقت باب شقتهم خلفها ، همت بالحركة لتشعر بأنه ينظر إليها ، ابتسم بلباقة وقال بصوته الرخيم ذو اللكنة التي لم تنتبه إليها إلا الآن : صباح الخير .
رمشت بعينيها وهي تفكر جديًا في تجاهل صباحه المريب مثله ليفتح باب الشقة الأخرى وتظهر من خلفه فتاه طويلة .. ممشوقة القوام .. رقيقة الملامح تهمس بصوت أبح : اخبرتك من قبل عندما تريد النزول صباحًا لشراء الفطور ان تأخذ مفتاحك معك وتكف عن ايقاظي قبل موعدي كما تتعمد دومًا .
ضحك بخفة ليقول بصوت مثير ، أو هكذا شعرت هي : ومن سيتناول معي الفطور وأنتِ نائمة يا دودو .
هزت الأخرى كتفيها وهي تقول بمرح : هذه ليست مشكلتي .
صمتت فجأة وهي تنظر إلى تلك الواقفة بعيدا لتهمس بحرج : اوه المعذرة لم ألاحظك
هزت رأسها لها بالتحية : مرحبًا بكِ ، تفضلي .
أتبعت وهي تتمسك بالباب وتقف أمام اسما وتبتسم لها : نحن جيرانكم الجدد ،
أشارت على شقة اسما وقالت وهي تتيح له مجالاً ليدخل من جوارها : نقطن أمامكم مباشرة .
ابتسمت اسما بتوتر لتهمس : مرحبًا بكم .
أتبعت سريعا وهي تتحرك باتجاه السلم القريب من شقة تلك الفتاة الرقيقة : بعد اذنك .
ابتسمت الأخرى باتساع وقالت : تفضلي .
نزلت اسما الدرج بحنق ظهر في خطواتها وهي تسب رأسها الغبي فكرت " إذًا المرة الماضية لم يكن يتبعني كما ظننت كان يذهب إلى منزله هو الآخر "
لوت شفتيها وقالت لنفسها " لماذا أفسر دائمًا تصرفات البشر بطريقة خاطئة ؟! لماذا لا أملك ذاك الحدس الذي كان يملكه أبي ؟! لماذا لم أتوارثه كما ورثت كل شيء آخر من مسئوليات وديون وعائلة كبيرة تتعلق جميعها برقبتي
أنا" ؟ !
تمتمت بالاستغفار كثيرًا وهي تنهب درجات السلم بخطوات متسارعة ، لتزفر بحنق وهي تعلم جيدًا أن مزاجها السيء جدًا في الصباح سببه الرئيسي هو ، فتقلبه المزاجي أصبح كثيرًا الفترة الأخيرة و دائمًا دون أسباب حقيقة ، مرعوبة هي من هذا الحدس الذي يمتلكها وبلال في ذاك المزاج السوداوي !!
زفرت بضيق قويًا تلك المرة لتجمد أنفاسها وهي ترى تلك السيارة واقفة أمامها ، عقدت حاجبيها بتعجب وهي تتحرك بخطوات متعثرة وتنظر إلى السيارة من جميع جوانبا لعلها تكون مخطئة لترمق تلك السبحة زرقاء اللون المعلقة بمرآة السيارة الأمامية فتتأكد من جميع ظنونها .
همست بحيرة : ما الذي أتى به الآن ؟!
تحركت باتجاه السيارة لترتسم الدهشة على ملامحها وهي تنظر من زجاج السيارة فتجده نائمًا على مقعده بعد أن أعاد ظهره إلى الوراء !!
نظرت من حولها لتجد الشارع فارغ من المارة تقريبًا ، لفت حول هيكل السيارة وأصبحت مقابلة لزجاج نافذته هو ثم أحنت رأسها لتطرق الزجاج برقة ، لم ينتبه لطرقاتها فأعادت الطرق ولكن بقوة قليلاً تلك المرة إلى أن انتبه لها ،
انتفض جالسًا ليمسح وجهه بيديه ويفتح صمام أمان السيارة ثم يفتح الزجاج لينظر إليها ويهمس : تعالي اسما ، اركبي من فضلك .
همست بقلق فعلي : ماذا حدث ؟ هل قضيت ليلتك نائمًا هنا ؟!
أتبعت سريعًا دون أن تقوم بأي حركة : لماذا ؟!
تنفس بعمق وهو يفرك عينيه بأنامله في رقي : اركبي اسما وسنتحدث كثيرًا فأنا لن أذهب إلى العمل اليوم وأريدك أن تكوني معي !!
تمتمت بحبرة شديدة : لن تذهب إلى العمل !!
أتبعت : ولكن .
زفر قويًا ليقول بلهجة امرة : من فضلك اسماء ادخلي إلى السيارة .
انتفضت على قوة لهجته لتتمتم سريعًا : حسنًا سأفعل .
تحركت بالفعل لتفتح الباب وتدلف بجانبه لينطلق هو بالسيارة فورًا ، غافلان عن تلك العينين التي نظرت لهما في حيرة وترقب !!
...
ابتسمت بمرح وهو يدلف من الشرفة لتهمس : هل انتهى الفيلم ؟!
عقد حاجبيه بتساؤل : فيلم ، أي فيلم ؟!
ابتسمت دعاء برقة وقالت : ما كنت تشاهده من الشرفة يا أخي العزيز ، أتعجبك الفتاة إلى هذا الحد ؟!
نطق بقسوة لم يتعمدها : أية فتاة ؟!
رقصت حاجبيها بغيظ طفولي وقالت : جارتنا الحسناء ذات العيون الرمادية والشعر الأسود الحريري .
أشاح برأسه بعيدًا لتهمس هي بتساؤل ذكي : أهي نفسها فتاة المطعم التي أخبرتني عنها من قبل ؟!
اتسعت عيناه بقوة ليهمس من بين أسنانه : اصمتي أرجوكِ دعاء فأنا ليس في مزاج يسمح لي بالاستمتاع بمرحك الدائم .
لوت دعاء شفتيها في ضيق طفولي مفتعل لتهمس : لا تغضب يا أخي العزيز ، كنت سأخبرك عنها ولكن .
قاطعها بهدوء وهو يعود ليقف أمامها : ماذا بها ؟!
ابتسمت بتلاعب وقالت : أجبني أولاً هل هي فتاة المطعم ؟!
زفر بحنق تصدر ملامحه وقال بخفوت : نعم هي .
همست دعاء بمرح : ما شاء الله علي فطنة طوال عمري .
ابتسم رغمًا عنه ليقول ببرود : اه نعم ذكائك حاد يا فتاة
أتبع بقلة صبر : هيا تحدثي .
تنفست بقوة وقالت : انسى أمرها يا أيمن إنها مخطوبة مع الأسف .
ردد بدهشة : مخطوبة ؟!
أكمل بعدم فهم : ولكنها لم تكن ترتدي خاتمًا حينها .
مطت شفتيها بحيرة وقالت : لقد تمت خطبتها منذ وقت قريب على ذاك الشاب صاحب السيارة الفضية باهظة الثمن .
ابتسم بتفهم وهو يكتم ضيقه الذي لاح بعينيه لتبتسم هي برقة في وجهه وتقول : لا تغضب أيمن لم يكن لك نصيب بها .
ابتسم بلا مبالاة ليهمس : لم أقع في غرامها أختاه كنت أشعر بالشفقة نحوها فيومها كانت متوترة بشكل غريب وكأنها خائفة أن تأتي الفاتورة بم لا تملكه ،
زفر بقوة وقال : وأنا أكثر من يعرف هذا الشعور جيدًا .
ابتسمت برضا وقالت : هون على نفسك يا أخي
ابتسم بلا مبالاة كعادته ليهمس لها : أيقظيني قبل نزولك إلى عملك .
قبل جبهتها كما يفعل دومًا ليهمس :تصبحين على الف خير .
ضحكت برقة وهي تنظر إلى نور الشمس الساطعة التي تنير نصف صالة بيتهم لتهمس بصدق : حفظك الله لي يا أخي .

*******

تنفست بعمق لتهاجمها رائحته القريبة ففتحت عينيها وهي تنظر إليه بحب .. دفنت مقدمة أنفها في صدره الذي تتوسدة كقطة مدللة تماطأت برضا وهي تبتسم بعشق تفجر من عينيها
توردت وجنتيها بشرارات الخجل لتسبل جفنيها بحياء وتعاود دفن وجهها بجانب صدره العاري وهي تتذكر عاصفته التي أخذها بها ، ارتجفت رغمًا عنها وهي تتذكر تلك المشاعر القوية التي بثها إليها كلها مرة واحدة فضمت جسدها إليه بتلقائية وكأنه ملاذها الدائم ، ابتسمت وهو يشدد من ذراعيه اللذين يحاوطنها عندما شعر بارتجافها ، فأغمضت عينيها بحرج وهي تحاول أﻻ تتذكر ما حدث بينهما ،
ولكن هيهات فلقد تدفقت الذكريات إلى عقلها بسرعة جريان الدماء ، ابتسمت وهي تستعيد غزله الجريء الذي أمطرها به وهو يحملها إلى هنا ، شهقت بدهشة وهي تستمع إليه يغازلها صراحة وهو يضعها برقة فوق الفراش ليستلقي بجانبها ، حاولت الفكاك من بين ذراعيه ولكنه ضمها إلى صدره بقوة وهو يهمس لها بحبه ، قبل خصلات شعرها الثائرة .. وجنتيها وتابعها بقبلات عديدة التهم بها شفتيها ،
خرج اعتراضها واهيًا عندما شعرت به يتلاعب بسحاب فستانها الجانبي لترتجف بقوة وهي تشعر بموجة الهواء الباردة التي ارتطمت بجسدها الساخن ولكن تلك البرودة تبخرت عندما زرعها هو بين ضلوعه ، وجسده الحار يدفئ جسدها ، شعرت بغيمة من العسل تطفو بها ، وهو يأسر نظراتها بحدقتيه المتفجرتين ببحور عشقه عسلي اللون ، تنهدت وهو يلامسها ، يرفرف بقبلاته على كل انش من وجهها .. رقبتها .. اكتافها ، أغمضت عينيها وهي تشعر بذاك الدفء يشع من داخلها ، تلك الروعة التي تشعر بها تتدفق بعروقها فتشعل جسدها بهدوء مثير ، عضت شفتها السفلى بقوة وهي تمنع نفسها من التأوه باسمه ، ليفاجئها بقبلة قوية حملت إليها جنونه بها ، همس بجانب اذنها بصوت أجش ونبرة ملحة لم تخطئ في فهمها : لا تكبلي مشاعرك ليلى .
عضت شفتها مرة أخرى ليقبلها هو ثانية فهمست بصوت مليء بعاطفتها وهي تغمض عينيها بقوة : أمير
خيل إليها أنه يبتسم ولكنها تأكدت عندما تحدث بصوت عبق بسعادته : نعم يا مليكتي .
تعلقت برقبته قويًا وهي تشعر بانها تتشبث بوعيها بتلك الطريقة ولكن خفقات قلبها القوية اضاعت المتبقي من تعقلها وخاصة عندما أتى صوته بنبرة لم تسمعها منه من قبل هامسًا لها وهو يسند جبينه برأسها : افتحي عينيك حبيبتي .
تنفست بقوة وهي تقابل بحر عشقه ليضم جسدها إلى صدره بعنفوان ويهمس متبعًا : أعشقك ليلى .
تأوهت بخفوت وتشنج جسدها للحظات ليشبك أصابعه بأناملها ويضمها إليه وهو يلتقط تلك الدمعة التي فرت من جانب عينيها بشفتيه .
قبل جفنيها برقة ثم نظر إلى عمق عينيها فكتمت تنفسها بقوة وهي ترى نيران عشقه تحرق عسل عينيه فيصبح سائلاً استطاعت تذوقه بحلقها على الفور ،عندما هوي على شفتيها بقبلات ساحقة أسرت أنفاسها إلى صدره ، حرر شفتيها وهو يلهث بأنفاس ﻻهبه أحرقت وجنتيها فطردت ذاك الخواء الذي استوطن قلبها على مرور السنوات الماضية إلى غير رجعة وهي تشعر بأنها عادت إلى ملاذها في النهاية .
أسبلت جفنيها وهي تشعر بوجهها سينفجر من الخجل لتنقلب على جنبها وهي تريد أن تبتعد عن محيط صدره شدد من ذراعيه مرة أخرى عندما شعر بحركتها لتهمس لا إراديًا : اتركني أمير .
ابتسم وهو مغمض العينين ليفتح عينيه وهو يهمس : أبدًا .
تحاشت النظر إليه وهي تحاول الابتعاد عنه ليسحبها أكثر إليه ويهمس : توقفي .
دفن أنفه في رأسها وسحب نفسا عميقا تغلل لدمائه ليقبل رأسها بحنو وهمس : اشتقت إليكِ .
شهقت بحرج لتنطلق ضحكته قوية آسرة أسرتها اليه فهمس وهو يعتدل ليقابلها بجسده ويهمس من بين شفتيها ، وهو يشدها إليه : أحبك ليلتي.
***
زفر بقوة وهو يستلقى على ذاك المقعد المخصص للبحر ،في إحدى النوادي الواقعة على النيل والخاصة بصفوة المجتمع ، نظر إلى صفحة النيل الزرقاء من خلف نظارته الشمية ليتنفس بقوة ويرتشف بعضا من العصير الذي يحمله بيده
همس بملل : استرخي قليلاً من فضلك ، لماذا أشعر بأنك تجلسي على كرسي مصنوع من الشوك ؟!
مطت شفتيها باستياء لتهمس بصوت مخنوق : لأني لا أفهم ماذا نفعل هنا ؟!
أتبعت بتساؤل : لماذا نترك أعمالنا ونأتي إلى هنا ؟
أردفت بغضب بدأ في الظهور على ملامحها : بحق الله بلال لقد ابتعت ملابس لكلانا حتى نستطيع القدوم والجلوس هنا .
أتبعت بنزق : رغم أن فستاني كان يليق ولم أحبذ تغييره !!
زفر بقوة وقال بغضب : بالله عليك هل أنتِ غاضبة لأني ابتعت لكِ ملابس جديدة وطلبت منك أن تبدلي فستانك الذي لم يكن لائقًا بالمكان هنا !!
رفعت رأسها بكبرياء جريح وهي تنظر إليه من بين رموشها ، فقال بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدًا عنها :لقد خطرت لي فكرة ما عن الاستمتاع اسما وها أنتِ تفسدينها بأسئلتك وتوترك الذي لا أعلم سببه .
زمت شفتيها بضيق وقالت بعصبية : اسمع يا بك ، لست ساذجة لهذا الحد الذي لا أستطيع أن أفهم ما يدور من حولي .
أتبعت بصلابة : أنت مختلف منذ البارحة وأنا أريد أن أعلم السبب وراء تغيرك الذي يحدث كل يومين دون أسباب ظاهرة لي في الواقع .
قبض كفيه قويًا وآثر الصمت لتهمس : ما الذي أتى بك لتبيت أمام منزلي بلال ؟!
دام الصمت بينهما لدقيقة كاملة ليزفر بعدها بقوة ويهمس : لقد كنت أحتاج أن أتحدث معكِ ، كنت أريد أن استلقي بحضنك وأقص عليكِ همومي ، كنت أحتاجك بشدة اسما وإلى الآن أحتاجك
نظر إليها ليبتع بصدق: أحتاج لهذا الهدوء الذي تضفيه على عالمي وهذا الارتياح الذي أشعر به في قربك مني ،
تنفس بعمق ليهمس بصوت خافت ونبرة حزينة : أحتاج إلى سلامي الداخلي والذي لا أجده إلا معك .
همست بصوت أبح : لماذا لم تصعد إذًا ؟!
لوى شفتيه بخيبة أمل ظهرت بعينيه : ظللت لوقت طويل أدور بالسيارة إلى أن وصلت عندك ولم أشعر بالوقت وحين قررت أن أصعد إليكِ كانت الساعة تعدت الثانية فجرًا .
ابتسم بمرح حاول أن يبثه لصوته : وليس من اللائق أن أصعد إليكم في هذا الوقت فأنت لستِ بزوجتي بعد .
احتقن خديها بقوة لتهمس : حسنًا ، لا عليك أخبرني عما يضايقك ؟!
تنفس بعمق وقال مراوغًا : أتعلمين أنكِ تشبهين ليلى إلى حدٍ كبير ؟!
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت : أنا ؟!
هز رأسه بالإيجاب وقال : نعم نفس الحنان الذي ينبعث منها ونفس الطيبة التي تميز جميع تصرفاتها ، تحنو على الجميع بلا استثناء وتنسى نفسها في غمرة كل هذا .
زفر هواء صدره بأكمله ليهمس : كم اشتاق إليها وأشتاق لوجودها معنا بالبيت
ابتسمت برقة وهي تنظر لهذا الحنان الجارف الذي يغشي عينيه : أتشتاقها إلى هذا الحد ؟!
ابتسم بتعب وقل : ليلى لم تمكث معنا فترة كبيرة من الوقت فهي أختي من الأم وأنا لم أكن أعلم بوجودها إلا من فترة قريبة جدًا وعندما استقرت أخيرًا معنا أتى أميرها الساحر ليخطفها على حصانه ويرحل بها .
تمتمت بخجل : إنه يهيم بها حبًا .
عقد حاجبيه وعينه اليسرى ترف بقوة وقال بقسوة ظهرت رغمًا عنه بصوته : نعم أعلم وأعلم أيضًا أنها تحبه بالمقابل ولكني لا أستسيغ أن أعترف بهذا ولا استسيغه هو أيضًا !!
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت : لا تستسيغ أمير بك ، أنه كما يقال اسمًا على مسمى .
أطبق فكيه بحده وهو يشيح بوجهه بعيدًا يتأمل اشعة الشمس الذهبية التي تتلألأ على صفحة النيل الزرقاء فابتسمت برقة وقالت : أنت تغار على أختك من زوجها بلال ؟!
نظر لها من بين رموشه وقال : لماذا أشعر بالمرح يزين صوتك ؟!
انفجرت ضاحكة رغمًا عنها لتجبره على الابتسام وهو ينظر إلى وجهها الذي ذكره بها وهي طفلة صغيرة ، كانت تضحك بتلك الطريقة أيضًا عندما يفعل شيئا يبهجها ، نعم كانت شحيحة الضحكات ولكن عندما تطلق إحدى ضحكاتها كانت تنير الوجود من حولها ، لطالما أخبرها انها تشبه الشمس بضحكاتها وأنها كالقدر بعبوسها !!
نطق بصوت أبح والذكرى تلمع بحدقتيه قوية : لم تتغيرين البتة اسما ،
أتبع هامسا : لازلت كالشمس بضحكاتك وكالقدر بعبوسك .
احتقن وجهها بقوة وغصت بضحكتها لتنظر إليه بذهول وهي ترمش بعينيها ليبتسم بشقاوة ويهمس : نعم لازلت أذكر وأذكر أيضًا أن والدك كف عن المجيء بكِ الينا بعد أن سمعني وأنا أقولها لك . ِ
ابتسمت برقة وقالت وهي تخفض رأسها بحرج : لقد شعر بالخوف من وجودي معك ،
تنفست بقوة وأتبعت : لقد خاف أن يغويني ابن البك فأعشقه كتلك القصص الخيالية .
أخفض رأسه أمامها لينظر إلى عينيها ويهمس : وأنتِ ألم تعشقيني كتلك القصص الخيالية ؟!
ضحكت بخفة لتهمس بألم : لقد غفل الي عن جانب هام جدًا ، أنك لست بحاجة لأن تغويني بلال
نظرت إلى عمق عينيه لتهمس بصدق وهي تتغلب على خجلها بقوة : فأنا عشقتك دون أن تتحدث معي من الأساس .
لمعت عيناه بوميض قوي وهو يشعر بالحبور يملأه ، بتلك السعادة التي تشع من عينيها فتنتقل إليه تلقائيًا ، بسلامه الداخلي يعم عليه وهو يرى أنه ملاذها الدائم .. وحبيبها الأوحد .. رجلها الذي تمنته منذ صغرها وفازت به في النهاية كما يظن الآن !!
قال بصوت صادق شع من عينيه : وها أنا ذا مِلكٌ لكِ اسما ، حبيبك .. خطيبك وفي القريب العاجل سأصبح زوجك بإذن الله .

******

يدندن بسعادة وهو يستقبل المياه الباردة بترحاب وسعادة جديدة عليه ، إنه لم يشعر بهذا الاكتفاء من قبل ، تنفس بعمق وهو يغمر رأسه بزخات المياه المنهمرة من فوقه ، أغمض عينيه وهو يتذكر سعادته بها ، بحبه القوي لها وعاطفتها الجارفة نحوه ، لقد تحررت أخيرًا من تلك الهواجس التي كانت تسيطر عليها ، لقد نجح وقتل كل أشباحها وهو يمتلكها ، يزرعها بقلبه كما كان ينبغي عليه منذ البداية .
ابتسم بمكر وهو يغلق المياه ، ينشف جسده بقوة ثم يلتف بمنشفته الكبيرة ، ويغادر دورة المياه ليمشط شعره ويرش بعض قطرات من عطره المفضل إليها ، ثم يتحرك بخطوات سريعة إلى الداخل .
رمش بعينيه وهو ينظر إليها نائمة بين أغطية الفراش المبعثرة ، تحتضن إحدى الوسادات بين احدى ذراعيها ورأسها ، وتتمسك بطرف الغطاء بكفها الأخرى تظهر إحدى ساقيها من تحت الغطاء وكأنها شعرت به يتأملها فسحبتها للداخل ، همس عقله " أو شعرت بالبرد يا ذكي"
زم شفتيه وهو ينظر إلى مكيف الهواء ليغلقه وهو يتمتم : اكتفينا من المرض يا عزيزي .
استلقى بجانبها في خفة لينظر إليها عن قرب ،رفع حاجبيه وهو يكتشف أنها متمسكة بوسادته من تحت الغطاء وتضمها إلى صدرها ، غمغم بضيق وهو يشد الوسادة مبعدها عن طريقها : أعلم أنها وسادتي ولكن لا يحق لكِ أن تضميها إلى صدرك يا ليلتي .
تفوهت ببعض الأشياء غير الواضحة ليبتسم بحب وهو يتلاعب بخصلات شعرها ثم يسرق قبله من شفتيها فابتسمت برضا وهي تنقلب على جنبها الأخر موليه إليه ظهرها ، دثرها جيدًا بالغطاء رغمًا عنه ونهض مرة أخرى متجهًا لغرفة الملابس ، يرتدي ملابسه وهو يدندن بإحدى الأغنيات القديمة لعبد الوهاب ، تنفس بعمق وهو يتحرك بخفة يلملم أطباق الطعام والحلوى من حولهم ليضحك بسعادة وهو يتذكرها البارحة وهي تشهق بقوة بعينين متسعتين وتقول بدهشة وهي تربط حزام ذاك الروب الستاني الذي ارتدته عندما ذهب لأن يأتي ببعض الطعام من الخارج : لن نتناول الطعام في الفراش أمير .
وضع ما يحمله من أطباق على الكومود بجانبه ليشدها بقوة إليه ويعيدها إلى الفراش يجلسها بجانبه ويهمس : منذ الآن يا ليلتي سنفعل كل شيء بالفراش .
قبلها برقة ليهمس بصوت أجش : سنختزل البيت كله بالفراش ،
أتبع بمكر : إلا لو أحببت أن نعمم الفراش في جميع أنحاء البيت لا مانع لدي .
احتقن وجهها قويًا وشهقت بقوة وهي تحاول أن تتملص من بين ذراعيه فانفجر ضاحكا وهو يضمها إليه أكثر ويهمس : توقفي عن الهرب ليلى .
ابتسمت بخجل وقالت : لا أهرب ولكني لست معتادة منك على هذا الحديث أمير !!
قهقه ضحكا ليقول بخبث وهو يحملها ليجلسها في حضنه : اعتادي حبيبتي على القول والفعل أيضًا .
دفنت وجهها في رقبته هربًا من عينيه اللتين تلتهمان تفاصيلها ، قبل خصلات شعرها نزولاً إلى اذنها ، ضمها إليه أكثر وهمس : لم أؤذيك أليس كذلك ؟!
هزت رأسها نافية وهي ترتجف بين ذراعيه ليهمس : توقفي عن الارتجاف فإنه يسيء من حالتي أكثر.
ضحكت بخفة لتتمسك بكتفيه قويًا فقال وهو ينظر إلى روبها الستاني الملتفة به جيدًا : لماذا تربطينه بقوة هكذا ، أنه ملتصقا بك بشكل عجيب .
عقدت حاجبيها بتعجب ونظرت إليه متسائلة فأشار إلى عقدة الحزام الخاص بالروب والمسئول عن إغلاقه لتهمس : لقد ربطته كما اعتدت
مد أنامله ليفكه بخفه ويهمس : غيري عاداتك ليلى .
قبضت على يده بقوة وقالت ووجنتيها تتلونان بالأحمر القاني : توقف أمير أرجوك .
نظر إليها بتعجب وقال بصوت أجش : لماذا ؟!
ابتسمت برقة وقالت : ألم تأتي بالطعام لأنك تتضور جوعًا ؟!
ابتسم بمكر لمع بحدقتيه وقال : نعم أنا بالفعل جائع ،
همس أمام شفتيها : هل ستطعمينني بنفسك ؟!
ابتسمت بدلال وهي تنهض واقفة وتقرب الطاولة الصغيرة منهما وتضع عليها الأطباق ، جلست بجانبه و قالت : بالطبع سأطعمك بيدي أيضًا يا أميري الساحر .
باشرت في اطعامه بالفعل لتسأله بحيرة : إلى الآن لا أتذكر ما حدث الليلة الماضية وكيف بدلت ملابسي .
كح بخفة لتقول سريعًا وهي تشير إلى الدورق الموضوع على الكومود بجانبه : أتريد ماءًا؟!
هز برأسه نافيًا ليهمس بهدوء : بالطبع لن تتذكري كنت مصابة بالحمى .
نظرت إليه بتفحص وسألت مباشرة : أنت من بدل ملابسي أليس كذلك ؟!
ابتسم ابتسامته الجانبية التي تطير بصوابها ليهمس لها : نعم أعتقد اني لم أغفل أي قطعة كنت ترتدينها يا ليلى .
كحت بعنف وهي تغص بطعامها ليقفز واقفًا آتيًا بدورق المياه والكوب ويقول وهو يناولها الماء : تنفسي بهدوء واشربي قليلاً من الماء.
نفذت ما أمرها به ليقول من بين أسنانه : توقفي عن الحماقة .
قالت بحيرة وصوت محشرج من أثر السعال : لم أعهدك تتحدث هكذا من قبل .
ضحك بقوة وهو يجلس بجانبها : معكِ أنتِ سأصبح شخصًا آخرًا ثم لم أقُل شيئًا .
أخفضت بصرها وهي تشيح برأسها بعيدا تتحرك مبتعدة عنه ليقبض على ذراعها ويهمس : لم أرى شيئا كنت أغض بصري عنك .
حرك أطراف أنامله على ذراعها من تحت كمه الواسع وهو يتبع بصوت أجش : ليس من أجلكِ ولكن من أجلي فأنا لم أكن أتحمل أن أراك هكذا وبالطبع لن استغل مرضك أبدًا يا ليلتي .
احتقنت أذنيها بقوة لتبعد خصلات غرتها إلى خلف اذنها وتهمس : لم أقصد هذا ولكني محرجة من رؤيتك لي هكذا .
ابتسم بخبث لينظر إلى عينيها ويهمس : لن تكون المرة الأخيرة على أي حال .
زمت شفتيها لتنظر إليه بعتب فقهقه ضاحكا وقال من بين ضحكاته : لا أقصد أن أحرجك ولكنها الحقيقة الواقعة .
لوت شفتيها بعتب وقالت : توقف أمير أرجوك .
ابتسم بهدوء وعيناه تلمع بوميض قوي وهو يركز حدقتيه على طرف كتفها الذي ظهر من تحت هذا الروب الذي يثير جنونه ، رمشت بعينيها لتنظر إلى ما يحدق به هو لتتمسك بطرفي روبها المفتوح وتضمه عليها بحرج وتهمس : كيف حدث ذلك ؟!
لمعت حدقتيه بابتسامته الماكرة التي لا تصل إلى شفتيه وهو يرفع يده الأخرى بحزام روبها أمام عيناها ، شهقت بقوة وهي تضم الروب عليها جيدًا ، نهضت واقفة وهي تحاول أن تغلقه بعد أن سحبت الحزام من بين أصابعه وهمست بخفوت : أمير .
لمعت عيناه بعنفوان قوي ليهمس بصوت آمر : تعالي .
رمشت بعينيها مرات متتالية لتقترب ببطء منه، أزاح الطاولة من أمامه واكتنف خصرها بكفيه ،شدها إليه وهو يجلسها فوق ركبتيه ووجهها يقابله، نظر إليها بعينين متقديين بمشاعره الجارفة ، قربها إلى صدره أكثر واحنى عنقه وقبل اذنها بلطف ،همس وهو يمرر طرف سبابته على كتفها من فوق القماش الحريري : أريد أن أرى تلك الفراشة التي تزين كتفك .
احتقن وجهها فأصبح كثمرة الطماطم الناضجة ، فقبل طرف عنقها وهمس برجاء فخم : فقط كتفك ليلى .
حررت طرفي الروب قليلا فأظهرت جزءًا من مقدمة عنقها ، حركت كتفها برقة لم تتعمدها وهي تدفع القماش إلى التزحزح قليلاً فكشف عن تلك الفراشة التي تزين كتفها ، أطبق فكيه قويًا وهو ينظر إليها فيجدها غافلة عما تفعله به ، لملمت خصلاتها القصيرة عند كتفها الآخر لتدور بخصرها نصف دائرة موليه إليه كتفها ، تنفس بقوة وهو ينظر إلى نقش الحناء البديع يزين كتفها ببراعة مظهرًا نعومتها وبياض بشرتها الناصعة ، ضمها إليه قويًا ليحني رقبته ويقبلها بكثرة هامسًا لها بكلمات كثيرة كادت أن تفيض من صدره إن لم يقولها إليها !!
زفر قويًا وهو يضع الأطباق بالمغسلة مسيطرًا على أنفاسه القوية التي أحرقت صدره وهو يتذكرها ، ليبتسم باتساع وهو ينظر إلى ساعة يده : أعتقد أنه حان وقت الاستيقاظ يا ليلتي .
تحرك بخطوات سريعة عائدًا إليها ليوقفه أزيز تلك الماكينة الواقعة بغرفة مكتبه ، همس بعدم تصديق : غير معقول .
خطى بذهول للداخل لتتجمد ملامح وجهه وهو يرى تلك الأوراق تخرج من الماكينة والتي يعلم معناها جيدًا !!

*****

ركن سيارته وهو يسب بقوة لاعنًا كل شيء سيبعده عنها ، تنفس مرات متتاليه وهو يقبض كفيه بقوة على مقود السيارة مسيطرًا على أعصابه التي أوشكت على الانفلات !!
ترجل من سيارته ليضيق عينيه وهو ينظر إلى الواقف أمامه يبتسم ببرود توارثه عن أجداده يهمس بلغته الأصلية وهو يبتسم ابتسامته الساخرة : إذًا لقد استدعوك تلك المرة .
ردد بدهشة : تلك المرة ،
لمعت عيناه بوعيد قوي وقال : إذًا كانت هناك مرات سابقة خالد وحدسي كان صحيحًا .
ابتسم خالد بلامبالاة وقال : ومتى أخطئ حدسك أيها الأمير ؟!
اقترب منه بحدة وقال : لماذا لم تخبرني ؟!
ابتسم خالد بهدوء وقال : لأن الأوامر كانت واضحة وصريحة أن لا تعلم شيئًا وتستمتع بزفافك .
أتبع بمرح افتعله وهو ينظر إليه من بين رموشه بخبث وضح بزرقة حدقتيه : هل استمتعت أمير ؟!
نطق أمير من بين أسنانه ، وهو يقف بجانبه ينظر لذاك المبنى المهيب من أمامهما : اخرس من فضلك .
ضحك خالد بخفة وقال : دائمًا فخم يا أميرنا العزيز حتى عندما تريد توبيخ أحدهم تهمس بمن فضلك .
ابتسم امير رغمًا عنه وقال : تربية باشوات .
عقد الآخر حاجبيه بعدم فهم ليبتسم أمير بسخرية لمعت بحدقتيه :نحن نسميها هكذا يا خواجة ، تربية باشوات .
رفع خالد حاجبه إليه وهو ينظر اليه بطرف عينه ليضحك أمير بخفة فيضحك خالد معه ويهمس :اشتقت إليك عبد الرحمن .
اتسعت ابتسامة أمير ليهمس : وأنا الآخر اشتقت إليك يا بك .
سحب نفسًا عميقًا ليهمس خالد : حسنا هيا بنا .
أومأ أمير بالموافقة وهما يسيران سويًا نحو نهاية المطاف أو هكذا شعرا هما !!
      ***
  هل لازلتِ تبكين بنيتي ؟!
اتسعت عيناها بدهشة وهي تنظر للأخرى تضع اشيائها في حقيبة سفر كبيرة لتهمس بصوت مضطرب : ماذا تفعلين هنادي ؟!
انتبهت هنادي إلى وجودها لتبتسم بهدوء وتقول : أحزم حقيبتي أمي .
ازدردت السيدة لعابها بتوتر لتهمس بخفوت : لماذا ؟!
ردت هنادي بهدوء وهي تواصل ما تفعله : سنغادر أمي .
شحب وجه السيدة فوزية بقوة لتبتسم هنادي بتعب وتجلس أمامها على ركبتيها ، تحتضن كفيها بحنو وتقول : المعذرة أمي أثرت ريبتك رغمًا عني
أكملت وهي تفرك كفي السيدة بحنان : ثلاثتنا سنغادر ماما ، سنذهب لهشام
تهلل وجه السيدة بسعادة وقالت : هل وجدته ، هل علمت أين هو ؟!
نهضت هنادي واقفة لتقول بصلابة : لا ماما ولكني أعلم أين هو .
عقدت السيدة حاجبيها بتعجب لتتبع هنادي : هشام ذهب إلى البلدة ماما ، عاد ليكون بجوار والده وجده ،
أتبعت بثقة : أنا أعلم هشام جيدًا وأعلم طريق تصرفه عندما يكون غاضبًا .
تمسكت بحقيبتها جيدًا وقالت بعد أن زفرت بحزن : نعم أخطئت كثيرًا في الماضي ولكن الآن لن أفعل ، سأذهب إليه وأخبره أني لم أكن أهرب منه كما استنتج هو ، وأني كنت مخطئة في حقه فيما مضى رغم كل ما فعله من أجلي ، سأعتذر له وأتمنى أن يغفر لي ماما .
ابتسمت السيدة فوزية بتعب وقالت : المعذرة أنا الأخرى لقد ضغطت عليكما بقوة غير عابئة بما تشعران أنتما .
ابتسمت هنادي بحنو وقالت وهي تعاود الجلوس أمامها تحتضن كفيها مرة أخرى : لستِ المخطئة ماما بل نحن الاثنين ، كان هناك سوء فهم بيننا اتسع مع الوقت فالتهم كل ما بينا ولكني سأحله قريبًا جدًا .
ضغطت على أناملها برفق لتدعمها الأخرى بضغطة قوية فهمست هنادي بمرح افتعلته : هيا ستعاونك الداده في حزم حقائبك وسآتي أنا لأعاونك في ارتدائك ملابسك لنعود إلى ديارنا .
هزت السيدة فوزية بالموافقة وهي تنصرف لترفع هنادي رأسها في كبرياء وتهمس بإصرار اتقد بمقلتيها : ستستمع إلي هشام رغمًا عنك.

********

عقدت حاجبيها وهي تتحس المكان الفارغ بجانبها لتنهض ببطء وترتكز على مرفقيها تهمس بصوت مليء بالنعاس : خالد .
زفرت بقوة لتعدل من خصلاتها وتقول بتبرم بعد أن اكتشفت عدم وجوده : أين ذهبت خالد ؟!
فركت عينيها بطفولية كعادتها دومًا لتمط شفتيها باستياء من مغادرته المبكرة للبيت دون أن يوقظها !!
التقطت روبها الملقى بجانبها لترتديه وهي تقرر النهوض لترى الطفلين وتهاتف والدتها وتطمئن على المجنونة المسماة بشقيقتها وتستفهم منها عن سبب مشاجرتها مع خالد ومغادرتها غير المفهومة لها
أنهت حمامها وارتدت ملابسها ومشطت شعرها لتنظر إليه بتفحص وتقرر أنها ستأخذ موعد من مصفف الشعر الخاص بها لتنعم بقصة شعر جديدة لعلها تحسن ذاك المزاج السيء الذي تشعر به ،
رفعت حاجبيها وزمت شفتيها بتفكير لتتجه إلى هاتفها وتهمس : سأرسل الطفلين لماما وأهاتف فاطمة وأخبرها ان تأتي معي لعلني أستطيع أن أفهم ما يحدث بينها وبين خالد !!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تعبث بهاتفها وتقوم باتصالاتها !!

*****

رفت برموشها أكثر من مرة لتدير عينيها بالغرفة وهي ترفع رأسها قليلا ، تبحث عن مكان وجوده فهي تريد التأكد من عدم وجوده بالغرفة حتى لا يأسرها بين ذراعيه عندما تنهض كما فعل بها المرات الماضية !!
احتقنت وجنتيها قويًا وهي تشد الغطاء من حولها ، تبحث بعينيها عن ذاك الروب الذي كانت تلتف به سابقًا ، ابتسمت وهي تجد ضالتها ولكنه بعيد عنها قليلاً ، حاولت النهوض عن الفراش دون أن ينكشف انش واحد من جسدها ، تنفست بعمق وهي تقف على قدميها تربط حزام الروب حول خصرها بقوة وهي تلتفت برأسها باحثة عنه ، ازدردت لعابها وهي تتجه إلى غرفة الملابس وتطل براسها إلى الداخل ، تنفست بطبيعية وهي تتحرك باتجاه دورة المياه ، وتطرق بابها مرتين وهي تهمس بصوت خافت : أمير أنت هنا ؟!
زفرت بقوة وهي تفتح باب دورة المياه وتدلف إلى الداخل ، شهقت بانبهار وهي تنظر إلى تلك الشموع تضيء المكان بأكمله ، حوض الاستحمام مليء بالماء وبتلات الورود منثورة فوق المياه ، دمعت عيناها وهي تكتم شهقات فرحها بكفها وهي ترى قلب ورد احمر كبير يزين الحائط فوق حوض الاستحمام ، رائحة اللافندر تعبق بأرجاء دورة المياه ، روب الحمام معلق بمكانه ومعلق به كارت صغير وخطه المنمق يزينه بجملته التي صدحت بأذنيها رغم عدم تواجده " صباحك سكر يا ليلتي "
احتضنت الكارت بأناملها لتقبله بحب سطع بعينيها وتهمس : صباحك ورد يا أميري .
افلتت روبها ليسقط عنها فتندس بجسدها في مياه الحوض وهي تنعم باستحمام خيالي من صنع أميرها الحقيقي !!

*****

زفر قويًا وهو يقبض كفيه بقوة على مقود السيارة ، يطبق فكيه بحدة لمعت بحدقتيه ونظرات عينيه الصقريتين ، نظر من مرآة سيارته الأمامية
ليسب بصوت منخفض وهو يلمح تلك السيارة التي توقفت من خلفه ولكن بعد عدة سيارات ، شتم بنبرة خافتة لينتبه على الاشارة التي تحولت إلى اللون الاخضر فانطلق بسيارته مرة أخرى وهو يفكر فيما سيحدث ، غير مقتنع بالمرة ولكنه مجبر مع الأسف ، تمتم بقهر : أنها الأوامر !!
تنفس بقوة وهو يحاول أن يسيطر على غضبه وأعصابه حدث نفسه " اهدئ أمير ، أنت لست مبتدئًا وسيمر هذا الأمر كبقية الأمور "
أكمل " فقط أنت تحتاج إلى تركيزك العال وصفاء ذهنك "
أغمض عينيه ليبتسم بتلقائية وهو ينظر إلى منزله يلوح في الأفق من أمامه ، تنهد بقوة وهمس : ليلى .
سحب نفسا عميقًا وهو يركن سيارته أمام مدخل المنزل ليرتجل منها وهو يحمل باقة ورود كبيرة ويردد لنفسه : لن تكون غاضبة فأنا أعلم ذلك .
تلاعب بسلسلة مفاتيحه ليفتح الباب بسلاسة ويدلف إلى الداخل ، أغلق الباب جيدا ليقول بمرح وصوت مرتفع إلى حدٍ ما : ليلتي لقد أتيت .
عقد حاجبيه وهو يستمع إلى الصمت مجيبا اليه ليضع باقة الورد من بين يديه ويقول بنبرة أكثر ارتفاعًا وهو يتحرك إلى الداخل بالفعل : ليلى ، تحرر من سترته الرسمية ليحملها بين أنامله وهو يتجه إلى الداخل ليتوقف وهو يفتح عيناه على اتساعهما همس بذهول : ليلى
نظر إليها بدهشة ممزوجة بذهوله ، لم يحلم بها هكذا من قبل ليجدها أمامه هكذا فعليًا ، أدار عيناه عليها من اخمص قدميها ترتدي بهما صندل خفيف بكعب قصير إلى حدٍ ما فضي اللون ، رفع نظره على طول ساقيها المكشوفتان لأول ركبتيها يحملان نقش الحناء على إحداهما ، ليأتي فستانها القصير يحجب بقيتهما عنه ، تنفس بقوة وهو ينظر إلى فستانها المرسوم على جسدها بدقة مغرية ، بلونه الأحمر القاني وصدره الساقط يكشف عن أول نهديها بحمالتين رفيعتين فضيتين اللون ، ابتسم وهو ينظر إلى وجهها المحمر خجلاً بزينتها الرقيقة والتي حولتها لأمراه ناضجة أثارته بعنف !!
ابتسمت وهي تخفض بصرها في خجل ، تتقدم بخطوات بطيئة حملت الإثارة في طياتها لتهمس بصوت خافت : حمد لله على سلامتك .
تحركت لتحمل السترة عنه فأمسك ساعدها بلطف وهمس وهو يدير عينيه عليها : أنتِ حقيقية أم أنا أحلم وأنا يقظ .
ضحكت برقة لتدور على أطراف أصابعها وتهمس بدلال : ماذا ترى ؟!
ضحك بخفة ليهمس وهو يلقى بسترته أرضًا ويحتضن خصرها بكفيه : تفسيري أنا ، أنني مت وذهبت إلى الجنة .
عبست بطفوليه لتهمس بنزق :بعد الشر عليك توقف عن ذكر تلك السيرة الكئيبة .
ابتسم باتساع ولاح بعينيه نظرة حارت في تفسيرها لتهمس بخفوت : ما بالك حبيبي ؟!
رفع حاجبيه بدهشة وقال : ماذا قُلتِ ؟!
تعلقت برقبته لتهمس بدلال تعمدته : حبيبي .
تنفس بقوة ليهمس : أحبك ليلتي .
ابتعدت عنه ليتمسك بذراعيها قبل أن ينفلتا من حول عنقه وهمس : إلى أين ؟
قبضت على كفه لتشده معها وتقول : تعال.
تبعها وهو لازال مدهوشًا ، توقفت أمام مائدة الطعام فابتسم وهو ينظر إلى المائدة المعدة بإتقان ورقة انبعثت من طياتها كمن أعدتها ، زفر بقوة وهو يحتل مقعده الذي يترأس المائدة وقال بنبرته الحنون الفخمة : سلمت يداكِ حبيبتي .
رمشت بعينيها وشرارات الخجل تنتشر بقوة على خديها وهمست : حقًا أعجبتك ؟!
اتسعت ابتسامته وهو يلتقط كفها الملقاة على الطاولة ويرفعها إلى شفتيه ليقبلها برقة : بالتأكيد ، كل ما تفعلينه لا يعجبني فقط ، بل أقع في هواه على الفور .
ابتسم بهدوء ليرمقها من بين رموشه وقال : ظننتك ستغضبين
نظرت له عيناها تموج بالحيرة : لماذا ؟!
ابتسم بهدوء وشبك أصابعه بأناملها ليقول في خفوت : لأنك استيقظتِ ولم تجديني إلى جوارك .
كحت بحرج لتهمس بتوتر وتنظر بعيدًا عنه في خجل : لا لم أغضب تفهمت تلك الملاحظة التي علقتها بالوردة الحمراء التي وجدتها بجانب الفطور والتي تحمل ضرورة ذهابك إلى عملك .
ابتسمت برقة وقالت بصدق : أنا أتفهم ظروف عملك أمير .
ضغط على كفها برقة وقال : الطعام شهي للغاية ولكن لدي شيء أولاً لابد أن أعطيه لكِ .
نظرت له بتساؤل فنهض واقفًا لتتبعه هي على الفور وهي تراه يذهب حيث رمى سترته ويخرج منها غلاف مخملي ، ابتسم ليحملها من خصرها ويجلسها أمامه على طاولة المطبخ الرخامية ، حاولت أن تشد فستانها ليغطي ساقيها فضحك بخفة وقال : اتركية حبيبتي .
ابتسمت بخجل لتشهق بانبهار وهي ترى ذاك السوار الذي أخرجه من لفته المخملية وحمله أطراف أنامله أمامها : ما رأيك ؟!
ابتسمت برقة وقالت : رائع وفخم مثلك حبيبي .
ابتسم بحب سطع بملامحه ليحرك أنامله التي لا تحمل السوار على أول ركبتها بطريقة أثارت دمائها لتهمس بخجل : أمير .
همهم دون أن ينظر إليها وهو يلامس ساقها بحنو ليلف السوار حول آخر ساقها ويهمس : إنه يليق بك ليلى .
عضت شفتها برقة ليتبع وهو يرفع رأسه وينظر إليها : أنه سوار جدتي ورثته من بعدها أمي.
اتسعت عيناها بصدمة مزجت بذهولها ليتبع هو مفسرًا : بالطبع أجريت عليه بعض التعديلات من أجلك ، فهي أوصتني قبل موتها أن أهديه لمن ستملك قلبي وأخبرتني أن والدتي كانت ستفعل ذلك بنفسها لو كانت حية ترزق ، ولكن إنها مشيئة الله لألبسه لكِ أنا .
دمعت عيناها ليهمس بمكر : ستفسدين زينتك .
تعلقت برقبته قويًا لتضم نفسها إليه فيرتب على ظهرها همست وهي تنظر إليه بعينين دامعتين : أخبرني أنك بخير ،
نظر لها بتساؤل فتمسكت به قويًا وهي تمنع دموعها من الانهمار بصلابة أدهشته وتردد بإصرار : أخبرني أنك بخير أمير وأنك ستظل بخير معي وإلى جانبي .
نظر إلى عمق عينيها ليهمس بجدية : إذا وعدتك ليلى ستصدقينني
أتبع بتساؤل صدح بحدقتيه : ستثقين بي وبوعدي لكِ .
هزت رأسها سريعًا بالإيجاب وهي تهمس بصدق : بالطبع أمير .
همس وهو يضمها إلى صدره : ثقي بي ليلى فقط ثقي بي .
ابتسمت بأمل لمع ببنيتيها فابتسم هو بثقة بثها بقوة من داخل أعماقه وإيمانه بالله عز وجل ، ليهمس بمراوغة : لم أظن أنكِ سترتديه يوم صباحيتنا .
تلون وجهها بالأحمر القاني لتهمس : هل أعجبك ؟!
لمعت عيناه بوميض قوي : أنه رائع وخاصة أنه انتقائي الشخصي لكِ .
حملها من خصرها ليهمس بجانب اذنها : تخيلتك به مرارًا ولكن لم يرسمك خيالي بتلك الطلة البهية أبدًا .
أردف بخفوت وهو يوقفها أرضًا بين ذراعيه وبداخل ضلوعه : لساني يعجز على الوصف يا ليلتي ، حتى خيالي وقف أمامك كتلميذ صغير لازال يتعلم أبجديتك الجديدة عليه كليًا .
دفنت رأسها في صدره ليهمس متبعًا : ظلي هكذا وأنا أعدك أنه سيتعلم سريعًا جدًا .
ضحكت بخفة وهي تتمسك بقبة قميصه همست وهي لا تريد الابتعاد عنه : ألن تتناول الطعام لقد أعددته خصيصًا لك .
رفع رأسها لينظر إلى عمق عينيها وقال : لدي ما يشغلني عن الطعام
رمشت بعينيها وهي تنظر إليه بتساؤل ليبتسم ويهمس وهو يقبل شفتيها برقة ويعاود حملها من خصرها : أنه أنت ، أنت أكثر ما يهمني الآن ليلى
أتبع بنبرة شعرت بالقلق فيها ولكنها صمتت وهي تجنب هواجسها جانبًا : أنتِ ما يهمني ليلى ، فقط أنتِ .
          ***
تنفس بقوة وهو يغلق باب الفيلا من ورائه ، همس لنفسه : أمامك ليلة طويلة خالد .
زفر بقوة وهو ينظر إلى الصالة المعتمة من أمامه ليرهف سمعه وهو ينظر إلى الدور العلوي المظلم هو الآخر ، عقد حاجبيه بتعجب وهو ينظر في ساعة يده إنها لم تتعدى العاشرة تحرك بخطوات سريعًا ليصعد السلم ركضًا وهو يتساءل أين الطفلين
أجفل وهو يراها تقف أمامه أعلى السلم ، وكأنها خرجت من العدم ولكن بكامل بهائها .. ترتدي فستان أبيض يخفي بطنها المنتفخ ويظهر تفاصيل جسدها الأنثوية ببراعة جعلت قلبه يخفق بقوة ، ابتسمت برقة وهي تتقدم إليه بإغراء أنثوي تعمدته لتهمس وهي تقترب منه تتعلق برقبته وتقف على أطراف أصابعها الأمامية : كل عام وأنت معي .. بجانبي يا زوجي الحبيب .
احتضنها بقوة حتى تأوهت بخفوت ليفك أسر ذراعيه من حولها ويهمس بابتسامة متلاعبة : إذًا تذكرت ؟!
ابتسمت بمكر أنثوي وتره قليلاً لتهمس وهي تتلاعب بطرف سبابتها على ذقنه : ظننتني لن أتذكر خالد .
هز رأسه بالإيجاب فتنهدت بقوة وقالت : بل تذكرت ككل سنة ماضية كنت أتذكر عيد زواجنا وفي كل ليلة كنت أحتفل به بمفردي ،
ابتسم بهدوء وعيناه تتحول للأزرق الغامق ليهمس بجدية : تعالي منال ، لابد أن نتحدث سويًا .
عقدت حاجبيها بتعجب لتقول : حسنًا تعال إلى غرفتنا الطفليين ليس هنا اليوم .
ابتسم بهدوئه المعتاد وقال : أعلم وأعلم أنكِ ذهبت لصالون التجميل برفقة فاطمة ، لقد اتصلت بي واعتذرت عن تلك المشاجرة وأخبرتني أن لا أغضب
ضحكت بخفة وقالت : وبالطبع سامحتها .
رفع حاجبيه ليهمس بمكر سطع بعينيه : أنتِ تعلمين أن فاطمة تعتبر ابنتي البكر منال ، فهي قضت معي نصف عمرها تقريبًا .
اتبع بصدق وهو ينزل بجوارها السلم للأسفل : أتعلمين أنني أنظر إلى هنا وأتساءل هل سأظل إلى أن أراها عروس وأسلمها بيدي لذاك التعيس الذي سيأتي ويأخذها مني !!
ضحكت منال برقة وقالت وهي تتأبط ذراعه بحنان : بتلك الطريقة التي تعامل بها وائل بك أشك يا عزيزي أن ابنتنا ستتزوج من الأساس ، ستظل عزباء بسبب غيرتك الملكية خالد .
ضحك بقوة لينحني فجأة ويحملها بين ذراعيه لتطوق عنقه بذراعيها وتهمس : كنت انتظرها فقدمي لم أعد أستطع السير عليهما .
تنهدت بقوة لتقول بنوع من الشكوى : هذا الحمل أصبح ثقيلا علي للغاية
ضمها إلى صدره ليهمس بحب سطع في فيروزيتيه : تقومين لنا بالسلامة يا منالي .
ابتسمت برقة وقالت : بإذن الله لم يتبق الكثير فأنا اصبحت بمنتصف شهري السابع .
قال بجدية: متى موعد الطبيب ؟!
زمت شفتيها بتفكير وقالت : بعد غد بإذن الله .
ابتسم بأمل ليهمس برجاء لم تخطئ فهمه : سأذهب معكِ بإذن الله .
تمسكت برقبته قويًا لتقول بإصرار : بإذن الله ستظل معي خالد
تساءلت بحيرة : أليس كذلك ؟!
ضمها الى صدره وهو يخرج بها من باب المطبخ المطل على الحديقة : بالطبع يا منالي ، فإلى أين سأذهب أنت قدري حبيبتي .
قبل رأسها بلطف وهو ينزلها أرضًا أمامه هذا الكوخ المخصص لهما : أجمل قدر خصني الله به .
شهقت بانبهار وهي تنظر للكوخ معدًا ببالونات كثيرة والمصابيح الملونة الصغيرة منثورة على حائطه الخارجي بتناسق أذهلها ،الورود معلقة على بابها ومنثورة أرضًا في الممشى الرخامي المؤدي إلى باب الدخول إليه
ضمها من خصرها إلى صدره ليهمس : كنت أعددت لكِ كل هذا كمفاجأة وخاصة وأنا اشعر بأنك لا تتذكرين ولكن بفستانك هذا أكملتِ مفاجأتي وجعلتها مميزة .
التفتت إليه لتحتضن وجهه بكفيها وتهمس أمام شفتيه : أنت ما يميز حياتي بوجودك فيها خالدي .
ابتسم بحب شع من عينيه ليهمس : تعالِ ، أريد أن أريك شيئا .
ضحكت بخفة وهي تسير بجانبه يضمها من خصرها إليه فتسند رأسها بصدره وتهمس : أيوجد مفاجأة أخرى ؟!
هز رأسه بالإيجاب وهو يكتم تنفسه بداخله ويقول : أنها مفاجأة غير متوقعة !!

******
زمجر بغضب واضح ليقول : أريد ان أعلم سبب إغلاق الهاتف كل هذا الوقت تامي ،
ابتسمت وهي تنفس بهدوء : لقد فرغ شحنه وائل ولقد أخبرتك قبل أن أخرج أني سأذهب مع منال لصالون التجميل .
ضغط فكيه بقوة ليهمس من بين أسنانه : لا تخبريني بأنكِ قصصت شعرك .
ابتسمت بمرح لتهمس : لا ويلي لم أفعل ، منال هي من فعلت فعيد زواجها غدًا.
همس بمكر وصوته الأجش يفضح نواياه : العقبى لنا
أتبع سريعًا بمرح : ولكن دون أن تقصي شعرك
تلاعبت بخصلات شعرها وهي تستلقي للخلف تستند بظهرها لتلك الوسادات الضخمة الخاصة بأريكة غرفتها : أمعجب أنت بشعري ؟!
سحب نفسا طويلاً ليهمس بصوت أبح وهو يغمض عينيه : بل أهيم به جنونا ، لم أنتبه من قبل إلى أمر الشعر هذا ولكن معكِ الأمر مختلف فخصلاتك الغجرية بتموجاتها الرائعة تحملني معها إلى عالم خيالي خاص بك يا حوريتي الجميلة .
ضحكت بدلال لتهمس بنبرتها المغوية : أنت تغازلني يا ابن الوزير .
رفع حاجبيه بخبث وقال : بالطبع ليس لدي أحدًا آخرًا غيرك لأغازله
قالت بكبرياء وغيرتها تتقد في حدقتيها معلنه عن جموحها : ولن يكون .
ضحك بقوة فهمست بجدية ونبرة باردة أدهشته : لا أمزح وائل فأنا لا اقبل أي نوع من الكذب أو الخيانة .
أتبعت بصلابة : لا أطلب منك أن تعطيني تقريرًا وافيًا عن أعمالك أو يومك كيف قضيتيه ،
مطت شفتيها : لا لست متسلطة لهذا الحد !!
أردفت بحدة نبعت من صوتها : ولكني لا أقبل مجرد فكرة أن تكون هناك أخرى تحوم حولك .
انفجر ضاحكًا وهو يشعر باستمتاع غريب يتدفق إلى أوردته وهو يستمع إلى تلك النبرة المتسلطة في صوتها ، وتلك الغيرة المشتعلة تحرق حدقتيها فيرى الكراميل ذائبًا بهما ، جسدها متصلبًا بحدة وصلته جيدًا فيريد أن يضمها إلى صدره ليريها أنها الوحيدة في حياته ، وأن لا وجود لأخرى ستقترب منه وهي معه !!
عبست بطريقة يعرفها جيدًا لتصيح بغضب : لماذا تضحك يا باشمهندس ؟!
همس بتلاعب وهو يجيبها بنفس ردها البارحة عليه : سعيد بغيرتك علي تامي .
رفعت رأسها في كبرياء وقالت بابتسامة لمعت على شفتيها : إنها ليست غيرة أنه مبدأ .
ضحكا الاثنين سويا بقوة ليهمس : أحب مبدئك يا ابنة السفير ، هيا أخبريني عن يومك .
تنفست بقوة لترمش بعينيها وهي تسيطر على أعصابها بقوة وتلاعب بخصلاتها وتهمس : اشتقت إليك وائل .
شعر بقلبه يرقص طربًا ليهمس بنبرته الجشة وحدقتيه تلمعان بإغواء مذيب : فقط قبليني وستشعرين بأني بجوارك .
ضحكت برقة لتهمس بدلال : مستغل للفرص .
قهقه ضاحكًا وقال من بين رموشه : جدًا ، هيا أعطني قبلتي فلقد اشتقت إلى الكراميل تامي .
تنهدت بقوة وقالت : وأنا الأخرى اشتقت إلى قبلاتك يا ابن الوزير .
رفع حاجبيه بذهول ليهمس بجدية : أخبريني ما بالك تامي فانا بدأت اقلق بالفعل .
سيطرت على دموعها بقوة لتهمس بصلابة : لماذا تسألني دومًا عن حالي
قال بغضب سطع بصوته :لأني أشعر بكِ مختلفة ، أحدث   شيئًا ، والدك ضايقك ، تشاجرت مع والدتك ، شقيقتك بخير ،
لوى شفتيه بخفة وقال بمرح : قطعت علاقتك بخالد كما أتمنى .
ضحكت بقوة لتهمس : لا لم أقطع علاقتي بخالد وجميعنا بخير والحمد لله .
تنهدت بقوة مرة أخرى لتهمس : فقط أريدك هنا بجواري وائل .
نهض واقفًا رغمًا عنه وقال : سآتي في الغد .
ابتسمت بخفة وقالت : اهدئ يا ابن الوزير واهتم بعملك ،
أتبعت بدلال تعمدته : ليس من المعقول كلما تدللت عليك ستترك عملك وتأتي لي
ابتسم بمكر وقال : بل كلما تدللت علي يا فاطمتي سأترك العالم كله وآتي إليكِ ، أنتِ أغلى من أغلى شيء في الوجود تامي .
سحبت الهواء إلى صدرها ببطء وهي تشعر بأنه يحمل رائحته إليها ، وجوده بجانبها ، ابتسمت وهي تغمض عينيها فتراه أمامها بنظراته الماكرة وحدقتيه تلمعان بشراراتهما الذهبية همست دون وعي منها : ألا زلت تشتاق إلى الكراميل يا ابن الوزير ؟!
ابتسم بمكر لمع بحدقتيه ليهمس بصوت خافت : وهل أشعر بالارتواء أبدًا يا ابنة السفير ؟!

******
تمرغت بصدره لتهمس وهي تستلقي على بطنها وتنظر إليه ، ابتسمت وهي تشعر بطرف سبابته الذي يديره برقة فوق رسم الحناء الذي يزين أعلى ساعدها ، قالت بصوت خافت : لدي سؤال آخر
ابتسم بحنو وهمس بصوت أجش : اسألي حبيبتي
صمتت قليلاً لتهمس : كيف عرفت أنه أنا ؟!
عقد حاجبيه بدهشة لتردد : عندما رأيتني بحديقة فيلا السفير ، كيف علمت أنني ليلى التي تتحدث معها ؟!
تنهد بقوة ليقترب منها ويقول بخفة : ظننت أنكِ لن تسألي أو توصلتِ للإجابة ، لذا لم تسأليني عنها
هزت رأسها نافية وقالت بوضوح : لم أفكر فيها من قبل بل الآن الحديث هو من أثار فضولي .
استند على مرفقه ليسند رأسه وهو يعتدل جالسًا على جنبه مقابلاً لها وقال بمكر : ألم يثر فضولك لشيء آخر ؟!
ضحكت برقة لتقول بدلال وهي تشير برأسها نافية : أجبني أمير .
همس بتلاعب وهو يحرك أطراف أنامله على أول عنقها مزيحًا خصلات شعرها للخلف : بشرط .
همست بخجل وهي تهز رأسها بالإيجاب : حسنًا سأقبلك بعدها .
هز رأسه نافيا وقال ضاحكًا : لا ، لا اريد تلك المرة قبلة
كحت بحرج وقالت : أجبني فقط يا أمير أنت تعلم أنك ستحصل على ما تريد في أخر الأمر .
أشار لها بسبابته وقال : تذكري أنكِ وعدتني بتلبية ما أريده .
تنفست بقوة وقالت : سأتذكر لا تقلق .
اعتدل جالسًا مسندًا ظهره إلى الوسادات من خلفه ليفتح ذرعيه فتقترب هي بأريحيه وتجلس بينهما ، تريح ظهرها على صدره وتقبض على ساعديه الملتفتان حولها ، تنفس خصلاتها ليقبل أعلى رأسها فتعدل من وضع رأسها سامحة له بنثر قبلاته على جانب وجهها نزولاً لعنقها ، حتى استند بذقنه على كتفها ،تنهدت بقوة وهي تضم ساعديه لحضنها وتلتفت برأسه فتقابل وجنته فتقبله برقه عليها وتهمس : أحبك أمير .
ضمها إليه أكثر وهو يمتلك شفتيها بقوة ، ثم يهمس من بين أنفاسها : توقفي وإلا لن أتذكر ما كنت سأقوله .
ضحكت برقة وأشارت على فمها بمعنى الصمت ليتنفس بقوة ويقول : أتذكرين تلك المرة التي كنتِ غاضبة فيها من ياسمين لأنها وضعت صورة تضمكما أنتما الاثنين لملفها الشخصي على الفيس بوك
رفت بعينيها وقالت : اه نعم أذكر لقد أخبرتك بسبب غضبي يومها عندما تساءلت عن سبب استيائي فمعظم الفتيات تفعلن كياسمين ، فأخبرتك أني لا أحب أن أضع صوري على الانترنت
هز رأسه بالإيجاب فنظرت له بعدم فهم فابتسم برقة وقال : لقد رأيت الصورة ليلى ،
عقدت حاجبيها بتعجب ولاح تساؤل بحدقتيها فاتسعت ابتسامته وقال : لا لست ضمن لائحة اصدقاء ياسمين ولكن صفحة ياسمين الشخصية مفتوحة للجميع
هزت رأسها بتفهم ليتنهد هو بقوة ويقول وهو يقبل جانب رأسها : لقد احسنت اختيار الصورة فلقد أظهرت جمال عينيك بطريقة لم أتخيلها ،
أكمل وهو يشدد على ذراعيه من حولها : لم انفك أتخيل ملامحك منذ أن بدأنا نتحدث سويًا وقد قاربت مخيلتي لحد كبير ولكن لم أتخيل أنك ستكونين مبهرة بتلك الطريقة في الحقيقية .
تنفس بقوة وقال :عندما رأيتك عند السفير شعرت لوهلة أني أحلم بكِ كعادتي ولكن عندما تحدثت صفعني صوتك بقوة وهو يخبرني أنكِ حقيقية مجسدة أمامي فكنت أراقبك بلهفه طفل ضائع يبحث عن أمه .
ضحكت برقة فهمس بمكر : إنه تشبيه فقط فأنا ما أشعر به ناحيتك ينافي الآداب العامة .
انطلقت ضحكتها قوية لتقول من بينها : أصبحت ميؤوس منك أمير .
ضحك بقوة ليقول : من يحمل ذنبي الآن أليس أنتِ ، أذقتني الويل أيامًا بسبب أفكار حمقاء لا أساس لها .
قبلت وجنته بخفة وهمست : المعذرة حبيبي ،
أتبعت بتبرم : كف عن تذكيري بغبائي كل دقيقة.
رفع حاجبيه بدهشة لينظر إليها ويهمس : لا طبعًا كيف سأحصل على ما أريده إذا أنت توقفت عن الشعور بالذنب اتجاهي .
ابتسمت بدلال وقالت بشقاوة تعمدتها : لن تغلب أيها الأمير .
رفع رأسها وتنفس قويًا ليهمس : حسنًا الأمير يطالبك بوعدك له .
ابتسمت برقة وقالت : أؤمر حبيبي .
تملك المكر حدقتيه وهو يبتسم ابتسامته الجانبية : أريدك أن تغني لي .
احتقن وجهها قويًا لتهمس بعدم فهم وهي تتحرك مبتعدة عنه تجلس مقابله إليه : اغنيه .
هز رأسه بالإيجاب وقال وهو يشير بسبابته محذرًا : لقد وعدتني يا ليلتي .
تلعثمت لتهمس : ولكن .
تنفس بقوة واحتضن كفيها بيديه وهمس : هيا حبيبتي منذ أن سمعتك تلك المرة في المطبخ وأنا سأجن لاستمع إليكِ مرة أخرى .
تنفست بقوة وقالت : لكن لا تسخر مني .
ضحك بخفه وقال هو يرفع كفه اليسرى بجانب كتفه ويهمس بفخامة : أعدك .
ابتعدت عنه قليلاً وأغمضت عينيها لتهمس بصوتها الشجي :
طل وسألني إذا نيسان دق الباب
خبيت وجهي وطار البيت في وغاب
حبيت افتحله .. وعلى الحب اشرحله
طليت ما لاقيت غير الورد عن الباب
بعدك على بالي .. يا قمر الحلوين
يا زهرة تشرين .. يا دهب الغالي
بعدك على بالي .. يا حلو يا مغرور
يا حبق ومنتور .. على سطح العالي
اتسعت ابتسامته عندما غنت ما توقعه منها ابتسمت وهي تخفي عينيها عنه ليشدها إلى حضني ويهمس : أكملي وأنتِ قريبة من قلبي حتى أشعر بإحساسك الرائع يتدفق لأوردتي تلقائيًا
دفنت أنفها في صدره لتهمس : ألم تكتفي من صوتي النشاز ؟!
همس بعدم تصديق : أكتفي من غزلك العلني لي لا طبعًا .
رفعت رأسها في غضب طفولي وقالت : لم أتغزل بك إنها فيروز .
قال بمكر : فيروز من تتغزل بي .
زمت شفتيها بغضب ونظرت إليه من بين رموشها ليهمس متبعًا بخبث : وهي من بعثت لي الأغنية من قبل وأخبرتني أنها تتذكرها منذ الصابح وتسير تدندن بها .
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تشيح بوجهها عنه في دلال
ليضحك بقوة ويقول : لن تهربي من الوعد ليلى أكملي الاغنية من فضلك .
تنهدت بقوة وقالت : يومها حلمت بك ولذا تذكرت الأغنية في الصباح وظللت مسيطرًا علي بروحك طوال اليوم .
أتبعت وهي تقترب منه : كنت التفت من حولي لأرى عيناك تنظر لي واشم رائحتك من حولي واستمع إلى صوتك كدت أجن فكنت أهمس بها
حتى أطمئن طيفك أنك لم تغادرني أبدًا
نظرت إليه وهي تقابله بوجهها لتهمس مرة أخرى بصوتها الشجي :
بعدك على بالي .. يا قمر الحلوين
يا زهرة تشرين .. يا دهب الغالي
بعدك على بالي .. يا حلو يا مغرور
يا حبق ومنتور .. على سطح العالي
احتضن وجهها بكفيه ليهمس لها من بين أنفاسه الثائرة : أعشقك ليلتي .
***
وضع أمامها تلك الحقيبة التي اكتشف وجودها ليهمس : أريد أن أعلم سبب وجودها لديكِ .
عقدت حاجبيها بتعجب وقالت : لا أعلم حقًا أعتقد أنها ضمن الأشياء التي كانت تخص
صمتت ليكمل هو بعد أن زفر بقوة : باسم .
هزت رأسها بالإيجاب وقال : افتحيها .
فتحت الحقيبة بهدوء لتفرغها من كل شيء لتنظر إلى الأشياء بداخلها وقالت : ما تلك الأشياء ؟!
نطق من بين أسنانه : أنها اشيائي ، هدايا حصلت عليها بمرور السنوات .
هزت رأسها بتفهم وقالت : إذًا ،
أتبعت سائلة وهي تنظر إليه بحيرة : كيف وصلت هنا وماذا أتى بها إليه ؟!
سحب نفسا طويلاً لصدره ليقول وهو يأتي بشيء لم تتوصل إلى ماهيته في البداية ليناولها إياه فتتسع عيناها بصدمة وهي تنظر لدفترها بين يديه : هذا كان معهم .
رمشت بعينيها وهي تهز رأسها بعدم فهم فأتبع بهدوء : كان يعلم منذ البداية منال .
أردف بقهر حملته نبرته وهو يجلس إلى جوارها : للأسف كان يعلم .
شهقت بقوة وقالت بإجابة أكثر منها سؤال : لذا تقرب مني وتزوجني .
تنفس بقوة وقال بشرخ صدح جليًا في صوته : بل أعتقد انه وقع في حبكِ أيضًا منال ولكنه قرر أن يفوز بك طالما تؤامه الأحمق غير مبال بتلك الجميلة التي تهيم به حبًا .
احتقن وجهها بقوة لتهمس : إذًا قرات الدفتر بأكمله .
هز رأسه بالإيجاب وقال وهو يقبض كفيه بقوة : نعم ، ولم أملك إلا أن أحزن عليه بقوة وألعن غبائي أيضًا بنفس القوة ، ولكني طرت فرحًا وأنا أقرأ مشاعرك البريئة نحوي ،
ابتسم رغمًا عنه ليهمس وحدقتيه تلمعان ببريق أزرق غني : خفق قلبي بجنون وأنا أتخيلك تقصين على دفترك ما تشعرين به نحوي ، تفرحين برؤيتي وتنتظرينها ، تغضبين مني عندما اتجاهلك أو لا أعيرك اهتمامًا ولعنت نفسي مرارًا على أخطائي في تفسير نظراتك التي رمقتني بها كثيرًا
رمشت بعينيها ليهمس بغصة اخترقت أذنيها وهو ينظر إلى الأمام يتحاشى النظر إلى عينيها ، وكأنه يلوم نفسه بطريقة غير مباشرة على شيء فعله في الماضي لا تعلمه هي ، وكانت على حق بالفعل عندما استمعت إلى حديثه : نعم كنت أعلم أنكِ فتاة الحديقة منذ أول يوم رأيتك به في فيلا السفير وأنتِ تتأرجحين على تلك الارجوحة المنفردة ، تقفين متمسكة بالحبلين الطويلين المربوطين بالشجرة العتيقة التي تتوسط الحديقة وتضحكين بقوة ، تتناثر خصلات شعرك الطويلة جدًا من حولك فتحيطك بهالة تجبر كل من يراكِ يهيم بحبك منذ الوهلة الأولى .
دمعت عيناها فرفع رأسه وقال والذنب يتجلى على ملامحه : يومها قبض علي أباكِ متلبسا وأنا أنظر إليك بوله وفمي مفتوحًا على مصرعيه ،
تنفس بقوة وقال وهو ينظر إليها من بين رموشه : لن أنسى نظرة والدك أبدًا وهو يلومني بعينيه ويهمس لي بلباقة " أنه لا يأتي بأحدًا إلى منزله إلا الأشخاص ذوي الثقة الكاملة "
أخرج نفسًا لاهبًا من صدره وهو يكمل بعتب : وأنه رجل شرقي في كل الأحوال رزق ببنتين يخاف عليهما من الهواء الطائر .
هز كتفيه باستسلام وقال : لا أعلم هل كلمات والدك من عملت حائط صد بيننا أم شعوري بانجذابي القوي إليك هو من أخافني فأصبحت اتجاهلك ، أم تلك المبادئ التي رباني عليها والدي هي من كانت الحائل بيني وبينك
ابتسمت برقة وهي تقترب منه : هون عليك خالد ، إنه النصيب حبيبي .
ارتعش فكه بألم وقال وهو يقبض على كفيها بيديه ويهمس : لقد أجبرت نفسي على نسيانك منال ، أجبرت نفسي على عدم النظر إليكِ ، حتى عندما كان يحدثني عنكِ جاك ، كنت أتجاهل أنه يتحدث عن نفس الفتاة التي علقت بحدقتي من أول مرة رأيتها بها
تنفس بقوة وقال وهو يريح ظهره إلى الوراء ويضمها إليه ، يسند ذقنه فوق رأسها : عندما أتيت إلى الجامعة ذاك اليوم لم أستطع أن أمنع ساقي وأنا أذهب لرؤيتك
رفعت رأسها لتنظر إليه في دهشة ليقول بابتسامة ماكرة : نعم لن أكذب عليك وعلى نفسي ثانية ، سأحرر ذاك الجزء من ذكرياتي فأنت تستحقي أن تعرفيه ،
سحب نفسًا عميقًا وقال : نعم ذهبت لرؤيتك ، ذهبت لأرى كيف أصبحت هل بالفعل جميلة كما يصفك جاك ، أم أنتِ أقل من العادية وجاك يبالغ لأنه واقع في حبك لأذنيه ويكابر هو أيضًا
اتسعت ابتسامته لتشعر بدموعه لمع بعينيه كلؤلؤ فيروزي اللون وهو يكمل : خدعت نفسي وأنا أردد إليها طوال الطريق أنني ساجدك طبيعية كبقية الفتيات ، لست بمميزة .. ولا مبهرة ، لأصفع بقوة وأنا أراك ، لدرجة أني كتمت تنفسي دقيقتين كاملتين وأنا أتأملك بدقة من بين رموشي ، فلقد كنتِ مبهرة .. خيالية .. فائقة الجمال والوصف ، لم أتخيلك أبدًا هكذا
انهمرت دموعها بهدوء لتتمسك بقبة قميصه وتدفن أنفها في تجويف عنقه ليربت على ظهرها ويهمس متبعًا : لذا تحاشيت النظر إليك عندما انضممت إلى المجموعة وتجاهلت حديثك أيضًا ، إلى أن شعرت بقلبي سيقف من كثرة الخفقان لكِ والمطالبة بكِ فأجبرت نفسي على العودة وأنا أنا أهمس لنفسي أنها أصبحت زوجة أخيك وأنها لم ولن تكون أبدًا لك .
اعتدلت لتواجهه تحتضن وجهه بكفيها وتهمس بصدق شع من عينيها : بل أنا لك ، كل لك خالد ولن أكون لأحدًا آخر غيرك أبدًا .
نظر إليها بعشق جارف لتهمس مؤكده : أحببتك فيما مضى وسأحبك إلى النهاية خالد .
ابتسم بمكر شع من ابتسامته وخبث زرقاويتيه ليهمس : لن يكون هناك نهاية منال فقط بداية

*****

ابتسم بفخامة ليهمس لها بجانب اذنها : أرى أنكِ انتهيت يا ليلتي .
ابتسمت بتوتر وصله جيدًا من حركة أصابعها المرتعشة وهي ترتدي بقية حليها ، همست وهي تتحاشى لنظر إليه : ألا نستطيع عدم الذهاب ؟!
ابتسم بهدوء وهو ينظر إليها بعتب ويقول :اعتذري لمنال وأنا سأمضي وقتي معك هنا بالبيت
ضمها من خصرها إليه ليقبل رأسها ويهمس متبعًا : أنتِ تعلمين أن أكبر أماني أن أحظى بوقت طويل استمتع بدلالك وفراشي الوثير .
احتقنت وجنتيها بقوة ليلفها إليه يضغط على كتفيها بلطف ويهمس : ألا تثقي بي ليلى ؟!
ابتسمت بتوتر وقالت : أثق بك ولكن .
أمال رأسه إلى اليسار لينظر إليها فهمست بخفوت : هل أبدو جيده ؟!
اتسعت ابتسامته الماكرة ليهمس : أتريدين إجابة سؤالك عملية أم نظرية ليلى ؟!
ابتسمت برقة ليهمس وهو ينظر إلى عمق عينيها :بل رائعة يا ليلتي ، وازدت روعة بتلك الابتسامة الخلابة التي زينت ثغرك الشهي ،
أتبع بخبث تألق بعينيه : هلا سمحت لي بتذوقه ؟!
ابتسمت بخجل وهي تخفض بصرها عنه : توقف أمير أرجوك .
ضمها إليه بقوة لتهمس وهي تحاول التملص من بين ذراعيه : ستفسد زينتي وسنتأخر عن الحفل .
رفع حاجبه لها بتسلط وهو يحكم ذراعيه من حولها فقالت بدلال : سأعوضك يا أميري الغالي عندما نعود .
أشار برأسه موافقًا وقال : حسنًا موافق
أشار إليها بسبابته في تحذير باسم : ولكن تذكري أنكِ وعدتني .
فردت كفيها على كتفيه وقالت وهي تشد جسدها لتواجهه وتطبع قبلة على أول ذقنه : لن أنسى يا أميري .

*****

أطلق صفارة قوية وهو ينظر إليها بانبهار ليقول : لولا بطنك المنتفخ لخطفتك على أول طائرة وحظيت بشهر عسل جديد بمفردنا .
ضحكت بقوة وهي تربت على بطنها في حنو : أتمنى قط أن لا ألد اليوم .
ضحك بخفة وقال برجاء أثار حيرتها وهو يقترب منها : وأنا الآخر .
نظرت إليه بحيرة وهي تحاول أن تفك طلاسم حدقتيه المعتمتين بطريقة أثارت انتباهها ليبتسم باتساع وهو يتحرك من حولها بخفة نمر ويهمس لها بخبثه ونبرته الهادئة المطعمة بشقاوة صدحت من ملامحه: أحب هذا الفستان الذي ترتدين فهو يناسب هديتي إليك .
أخرج من جيبه علبة مخملية ليست بكبيرة ليخرج منها قلادة لمعت ماستها تحت أشعة الشمس التي تنير الغرفة من حولهما
شهقت بانبهار لتهمس : واااااو أنها رائعة خالد .
ابتسم بحب وقال : حقًا ، أعجبتك ؟!
ردت سريعًا وهي تتعلق برقبته وتقبل وجنتيه : بالطبع حبيبي .
دارت دون أن يطلب منها ليلبسها إياها برقة وهو يهمس لها : كل عام وأنتِ معي منال .
التفتت لتضمه إلى حضنها وقالت : وأنت معي حبيبي ، سيكون عيد زواج رائع أشعر بذلك .
ابتسم بلامبالاة ليهمس بخفوت وهو يزم شفتيه : أتمنى ذلك .
نظرت إليه بعدم فهم ليبتسم بطبيعية ويقول : إذا انتهيت هيا بنا فوالديك وفاطمة وصلوا ، وأمير وليلى على وصول .
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت : هل دعوتهما ؟!
هز رأسه بالإيجاب وقال : نعم دعوتهما ورجوت أمير ان يأتي من أجلك لأني أعلم بغلاة ليلى لديك .
ابتسمت برقة وقالت :شكرًا حبيبي إنها صديقتي الوحيدة .
ابتسم بهدوء وقال وهو رش بعضًا من قطرات عطرة: حسنًا ، هيا بنا .
تأبطت ذراعه ليسيرا بجانب بعض ، تتمسك بساعده قويًا فيضغط بكفه الأخرى على أناملها مطمئنًا نفسه بأنها هنا معه بجانبه
همس لنفسه "ستظل معك خالد وأنت ستظل بجانبها فلا داع إلى القلق "
...
ركن سيارته ليتنفس بقوة ويهمس : ليلى .
نظرت له وابتسمت برقة فقال : أريدك أن تعديني بشيء .
نظرت له بتفهم وقالت : بالطبع أمير أعدك باي شيء .
قال بهدوء وهو ينظر إليها بجدية : أريدك أن تستمعي إلي ، تثقي بي وتستمعي إلي ، مهما حدث .
رمشت بعينيها ونحت ذاك الشعور الخانق الذي هم بالسيطرة عليها لتهمس بجدية تألقت بعينيها : أعدك أمير .
هز رأسه بهدوء ليبتسم مطمئنًا وهو يرتجل من السيارة لتستوقفه جملتها وكأنها شعرت بما يجول في خاطره : لا إله إلا الله .
التفت إليها بعد ان أخرج إحدى ساقيه بالفعل خارج السيارة ، فهمست بصلابة أثارت دهشته : اعتني بنفسك لأجلي .
أتبعت سريعًا وهي تفتح باب سيارتها : لا إله إلا الله أمير .
ابتسم بحب لمع بحدقتيه : محمد رسول الله يا ليلتي .
ترجل بالفعل ليتحرك سريعًا ويقف أمام بابها ليكتنف كفها بيديه ويرفعه إلى شفتيه مقبلاً ، ابتسمت برقة وعيناها تلمعان بدموع أبت أن تذرفها لتهمس : حفظك الله لي أمير .
ضمها إلى صدره ليهمس : وحفظك لي يا أجمل حلم حققه الله لي .
انتبها على صوته الرخيم بلكنته القوية يهمس بخبث : اووه ، المعذرة لم أرى أني أقاطع شيئًا هامًا .
احتقن وجهها قويًا لتدفنه في صدر أمير الذى التفت إليه برأسه وقال : إذًا انصرف يا رجل فلقد تأكدت من أنك تقاطع أمرًا بالغ الأهمية .
انطلقت ضحكة خالد بقوة ليقول : مرحبًا بك أمير .
ابتعدت عنه قليلاً ليتمسك بها يضمها من خصرها إلى صدره ليصافح خالد بقوة ويهمس : مرحبًا بك أنت الآخر يا بك وكل عام وأنت بخير .
ابتسمت ليلى لتهمس بارتباك : مرحبًا خالد بك .
أتبعت بنبرة أكثر وضوحا : كل عام وأنت بخير أنت وأسرتك .
ابتسم بلطف وقال : وأنتِ بخير ليلى .
أشار لهما بالتقدم وقال : تفضلا .
اتسعت ابتسامتها وهي ترى منال التي نهضت لاستقبالها فتحركت باتجاهها لتضمها وهي تهنئها بذكرى زواجها السنوية ثم تصافح السفير بحرارة الذي رحب بها وبأمير ، وهنئهما بزواجهما هو وزوجته ، ترحيب الطفلين الحار أثار بهجتها وهي تضمهما إلى صدرها ويحدثاها عن المدرسة الجديدة التي الحقتهما منال بها .
ضحكت برقة على تعليقات أحمد الساخرة بطبيعته وابتسمت بحب إلى هنا التي تحدثها بهدوء وارستقراطية ورثتها من جدتها ، لتشعر بالبرودة تتملكها وهي تستمع إلى صوتها الساخر وهي تقول بمرح : أوه الأمير هنا ومعه ليلاه
أكملت وهي تتجه لتصافح أمير بطريقة رسمية أثارت انتباه ليلى : شرفتنا بقدومك أمير .
التفت إليها لتبتسم من بين اسنانها : وأنتِ الأخرى ليلى .
ابتسمت ليلى وهي ترفع رأسها بكبرياء وتهمس : مرحبًا بك فاطمة
أتبعت وهي تتحرك لتقف بجانب زوجها تتأبط ذراعه فيحاوط خصرها به فتتلمس قربه مقابلة الأخرى برأس مرفوعة وحدقتين تكللتا بالثقة : أين خطيبك ؟!
ابتسمت فاطمة بدهشة لمعت على ثغرها لتهمس بسخرية : مع الأسف ويلي لن يحضر فهو مسافر إلى الخارج لإنهاء إحدى الصفقات التي تخص عمله.
ابتسمت ليلى بلا مبالاه وقالت بلباقة : أعاده الله إليك سالمًا
ابتسمت فاطمة بأمل وقالت : آمين .
ابتسم بخفة وهو يرى ليلته الجديدة كليًا ليهمس لنفسه " تركيزك كاملاً يا سيادة الرائد "
أتبع بصرامة لنفسه " دون ليلى "
رفع نظره لينظر إلى خالد الذي أشار له برأسه فابتسم واحنى رأسه ليهمس لها : ليلى اذهبي مع الطفلين إلى الحديقة الداخلية
نظرت له بعدم فهم لتتألق حدقتيه بوعدها إليه فهزت رأسها بتفهم وقالت : والبقية.
قال بخفوت : سيأتون وراءك .
ازدردت لعابها وهي تقبض كفيها تسيطر على ارتجافها داخلها ، اتسعت ابتسامتها وقالت : أحمد ، هنا ألن ترياني العابكما والمسبح
ابتسمت بطريقتها الرقيقة فأذهلته وهي تقول : أخبرتني ماما بوجود مسبح كبير لديكم
انطلقا الطفلين على الفور معها وهما يحدثانها عن البيت الجديدة والعابهما ويصفان لها المسبح التفتت إليه قبل أن تختفي عن ناظريه لينظر إليها بأمل جلبه من أعماقه .

نظرت له بتفحص وقالت : ماذا يحدث ؟!
زفر بقوة وقال : فقط اصطحبي والديك واذهبي للباب الآخر منال ، ستلاقين جاك هناك اذهبوا معه .
زاغت حدقتيها لتشعر بألم حاد يضرب أسفل بطنها بقوة لتهمس : ماذا يحدث خالد ؟!
قبل كفيها ليهمس : لا داعي إلى القلق ، فأنا سأتبعكم على الفور فقط اذهبوا .
نظرت له بحيرة وحدقتيها تلمعان برجاء صامت فحثتها فاطمة من خلفها وهي تدفعها بلطف: هيا منال فلا داع لتضييع الوقت .
تحركت بالفعل في خطى بطيئة ليلتفت هو إلى أمير ويهمس له بتوتر تملكه : أتمنى ان ينجح جاك في إبعادهم .
قال أمير بصلابة : ستنجح الخطة بإذن الله.
انتبها على شهقة فاطمة فنظرا إلى اخر الحديقة ليروا ذاك البغيض يحمل أحمد والصغير يقاومه بكل ما أوتي من قوة ، همس أمير : تحركي الآن .
تنفست بقوة وهي تعدو مسرعة إلى الداخل وتعبث بأزرار هاتفها لتزم شفتيها بقوة وهي تلعن تلك الصافرة التي رنت في أذنها بدلاً عن صوت جاك العميق !!
توقف أمامهما ، يحيطه بضعة رجال ليس بكثيرين ليقول بسخرية تجلت في ملامحه : مرحبًا ثانية .
وقفا الاثنين متجاورين وأمير يمشط بعينيه المكان بحثا عن ليلى ، ليقول خالد بغضب لمع بأحداقه المعتمة : اتركه .
ابتسم أرون بمكر ورمى أحمد بلا مبالاة ليلتقطه خالد سريعًا وهو ينظر إليه بوعيد أثار ضحكات الاخر فهتف : ماذا ستفعل بي يا بك ؟!
أنزل خالد الولد بلطف وقال : اهدئ أحمد .
فقال أحمد بصلابه : أنا بخير دادي .
همس خالد وهو ينظر من خلفه : أين البقية ؟!
هم أحمد بالحديث ليرتفع صوت قميء من خلفه لأحدى رجال أرون : لقد استطاعوا الهروب سيدي .
زمجر أرون بقوة ليصرخ بغضب : كيف استطاعوا الهرب ؟!
ظهر من خلف أرون سيادة السفير بجرح بالغ في رأسه ليتبع ذاك الرجل بقهر : تشاغلنا بالسيد فقد أطلق النار على صامويل فأرداه قتيلاً وأصاب اثنين آخرين من الرجال وعندما استطعنا السيطرة عليه اكتشفنا هروبهن بإحدى السيارات
صرخ أرون بقوة ليقول بغضب : ايها الأغبياء اتبعن السيارة .
صدح صوت من خلفه قائلاً : اهدئ يا أخي تبعتهم إحدى السيارات بالفعل وسيأتون بهن قريبًا وخاصة أن من تقود السيارة خرقاء نوعًا ما .
زفر أمير بقوة ليتمتم بالدعاء أن تكون ليلته هي تلك الخرقاء ولكنه انتبه على الآخر يقول بهدوء : ولكن غايتك ليست بتلك السيارة .
أتبع ببطء وبرود قاتل : أنها هنا .
رفع أمير رأسه ليقول بصلابة : ماذا تريد ؟
أتبع وهو يبتسم ويضع يديه في جيبي بنطلونه : ها نحن ذا ، أنا والخواجة وأيضًا سيادة السفير انضم إلينا .
أتبع وهو يتحرك بخفة مقتربًا منه : أعتقد أن ثأرك عندنا .
لمعت عين أرون بوحشية وقال : بل ثأري عندها هي ، وعندما سأحصل عليها سأقتلكم بهدوء ولكني أريد أن أرى وجوهكم أولاً وانتم ترون ما سأفعله بها .
ضحك خالد بسخرية وبروده يحضر قويًا وقال : ألم تستيقظ بعد يا فتى ؟!
أتبع بنبرة جليدية يقشعر لها الأبدان : أنت مجرد هاو ونحن مُعلمان سنسحقك أنت ومن معك كلهم كما سحقناك من قبل .
أتبع خالد بلال مبالاة أيقظت حقد الآخر وأشعلت النيران في دمائه : لا تغتر بأولئك الفتية الذين تصحبهم معك فلا أنت ولا هم يستطيعون مواجهتنا !!
لمعت عين أرون بغضب ليزمجر بقوة وهو يشهر سلاحه ويصرخ بقوة : اقضوا عليهم .
كان أول من تحرك هو أمير وهو يحتضن سيادة السفير ويقفز به مبتعدًا بعيدًا عن مرمى الرصاص خلف المائدة الكبرى التي كان أعدها خالد للاحتفال ، في حين جذب خالد أحمد ليبتعد عن مرمى الرصاص خلف زاوية المبنى الرئيسي للفيلا ، نظر خالد إلى عيني أحمد الصغير ليهمس له بخفوت وهو يربت على رأسه : ظل هنا أحمد ولا تأتي خلفي
همس الصغير : ولكن دادي .
احتضن خالد وجه الصغير بكفيه ليقبل أعلى رأسه ويقول : استمع إلى يا صغيري ولا تتبعني .
هز الطفل رأسه بالإيجاب ليقول خالد بمرح حاول أن يطمئنه به : جود بوي
رفع أمير رأسه ليومأ له خالد بأن يطمان فزفر قويًا وهمس لسيادة السفير : لا تتحرك سيدي أرجوك ، فجرحك بالغ ولا نريد التضحية بسيادتك .
ابتسم السفير ليومأ برأسه موافقًا ، رفع أمير رأسه مرة أخرى ليومأ هو تلك المرة إلى خالد ثم يقفز واقفًا ، تحرك هو وخالد في تناغم لم يشعرا به وهما يطلقان النار على أهدافهم المحددة وخاصة بعد ما ارتعب الفتية وقائدهم المغوار وأصبحوا يتجنبون الظهور ، تحرك أمير ليتجه نحو باب الفيلا وخاصة بعد أن رأى أحدهم يحاول فتحه ليصيب ساقة ويسقطه أرضًا ، ضربه بمقدمة حذائه ليخلصه من سلاحه ويهمس له آمرًا : لا تتحرك من الأفضل لك .
شحب وجه الرجل بقوة ليضربه أمير بمسدسه على مؤخرة رأسه ويفقده وعيه ، احتمى بعامود الفيلا الاسطواني لينظر بدقة إلى الخارج فيبتسم وهو يلمح ذاك الخيال يطل أرضًا فيتحرك بخفة دائرًا حول العامود ويطلق النار على كف الآخر فيطير مسدسه ، لمعت عيناه بعنفوان قوي لينظر إلى خالد ويشير بأصابع كفه كاملة ، أومأ خالد برأسه ليشير بيديه بعلامة النصر ويتبعها بالإشارة برأسه لأمير ناحية اليمين ، تنفس أمير بقوة ليشير إليه خالد بالنفي ويشير على نفسه ويشير إليه في الاتجاه الآخر ، أومأ أمير بتفهم ليتحرك بالفعل ، راقبه خالد وهو يتحرك بخفة النمر يحمل مسدسين بيديه يحدد الهدف ويطلق النيران ، على السيقان او الأذرع لا يميل إلى قتلهم ولكن يربكهم ويفقدهم أسلحتهم كان يمتلك أسلوبًا لا يماثله احدا كما يطلقون عليه ، وكأنه خرج من إحدى الأساطير القديمة بطريقة حركته الفخمة وعفوه المرسوم على وجهه إذا امتثل الآخر للأوامر كما يطلب منه ،ابتسم خالد بلامبالاة وقال : أنه الأمير .
تنفس بعمق ليقول بسخريته المعهودة : لدينا بعض الحشرات لابد أن نتخلص منها .
...
صرخت بغضب وهي تغلق الباب من خلفها : أين أنت جاك ؟ أين أنت ؟!
نظرت إلى الهاتف بغضب لتقول : أرجوك أحب .
انتفضت بقوة وهي تسمع دوي الباب من خلفها وخاصة بعد أن رفسه أحدهم بقدمه ليهمس بخبث التمع بظفر عينه الوحيدة : مرحبًا يا حلوتي .
ارتجفت بعنف أمام عينيه لتتسع ابتسامته فتملأ وجهه القبيح بأكمله ليتبع بتهكم : أين ستهربين مني هذه المرة تومي ؟ أنا أحاصرك .
اقترب منها بخطى بطيئة وهو يتبع ببرود : ليس لكِ مفر مني .
رمشت بعينيها لترفع رأسها في كبرياء وقالت : بلى أرون لن تحصل علي أبدًا .
قهقه ضاحكًا ليقول وهو يحاصرها في زاوية الغرفة : وأين ستذهبين يا جميلتي .
قالت وهي ترمقه بجنون : سأذهب بك إلى الجحيم .
ابتسم بسخرية إلى أن رآها ترفع مسدس صغيرًا أمام وجهه ليهمس بتهكم : حقًا فاطمة هل ستطلقين علي النار ، بل سأقتلك لتذهب بتذكرة ذهاب فقط إلى الجحيم أري
صوبت بعدم تركيز وتحت رهبة خوفها منه لتمر الرصاصة طائشة من جنب اذنه لتتعالى ضحكاته لتضربه تلك المرة برصاصة أصابت كتفه الأيسر ، زمجر تلك المرة بغضب ليهجم عليها كالوحش الجريح ، ركضت مبتعدة عنه ليأسرها من خصرها بذراعه السليمة ، الصق ظهرها بصدره فرفست بقوة وهي تحاول أن تفك قيده من حولها فيكبلها وهو ينشر عليها بصماته ولعابه المقرف لتصرخ بقوة وهي تضربه برأسها للوراء ثم وتخمش أظافرها في ساعده وتتبعها بلكمة بمؤخرة مسدسها في ساعده الملفوف من حولها فيتأوه بقوة وهو يفلتها ، أسلمت ساقيها للريح وهي تجري مبتعدة إلى خارج الغرفة وهي تستمع إلى صراخة المتوعد لها .
هتفت برعب وهي تتجه للأسفل : أين أنتما ؟!
لتقف أمام باب الفيلا وهي تشعر بالرعب يمتلكها فهي من أغلقت ذاك الباب من خلفها ورمت المفتاح فوق دولاب الفضية بغرفة الطعام
هزت رأسها بتوتر وهي تفكر فيما ستفعل ومن أين أتى هذا الحقير من خلفها ، فكرت قليلاً لتتجه ركضًا إلى المطبخ فهو به باب مفتوح دائمًا وهي بغبائها نسيت أن تغلقه .
ركضت سريعًا لتتجمد الدماء في عروقها وهي تنظر إلى الباب المغلق وذاك الحيوان الآخر يقف يحمل ابتسامته البغيضة وينظر إليها بانتصار ، ابتسم وهو ينظر إلى ما خلفها لتشهق بفزع وهي ترى أرون يدلف من باب المطبخ ويهمس بوحشية أرعبتها : أخبرتك أن لا مفر لك مني هذه المرة تومي ولكنك لم تستمعي .
صرخت بقوة مناديه خالد وأمير وهي تشعر بنهايتها تقترب فالتصقت بالحائط من خلفها ليلمع لها حامل السكاكين من خلفه فتلمع عيناها بوميض قوي وهي تحاول أن تقترب منه دون أن يلاحظها
همس بغل وهو يقترب منها بخسة ضبع : اهدئ واستسلمي وأنا أعدك بأنك ستستمتعين معي .
تحركت سريعًا لتسحب إحدى السكاكين الكبرى من الحامل لتصيح بعنف : أنه إحدى أحلامك التي لن تتحقق .
ضحك ساخرًا وهو ينظر إلى ما بين يديها ويقول : كفي عن تصرفاتك الطفولية تامي فتلك لن تصيبني .
أشاحت بها في عنف ظهر بمقلتيها لتصيب منتصف صدره فيزأر بقوة وهو يشعر بحرقة النصل الحاد وهو يخترق جلده فيصيبه بجرح طولي طفيف أسأل بعضا من دمائه ليشتم بقوة وهو يقترب منها ، يصفعها بعنف ويهمس : لقد اكتفيت من المراوغة تامي ،
لوى ساعدها بقوة ليثنيه مضاعفًا وهو يلفها ليلامس ظهرها صدره ويهمس لها بحقد لمع بعينه الوحيدة : سأذيقك الجحيم ألوانًا تومي ، سأجعلك تتمنين الموت ولا تقربيه .
صرخت بقوة وهو يمزق ملابسها ، صرخت مناديه باسميهما دون جدوى ، رفسته بقوة ولكمته وخشمته كقطة جريحة دون أن تشعر بالخلاص قريبًا منها وهو يزداد بطشًا بها !!
...
ضرب الأخير من بين مجموعة الرجال الذين قدموا برفقة أرون ليهمس خالد بنزق : أين هو ذاك الحقير ؟!
تنفس أمير بقوة ليقول : لا أعلم ولكن اختفائه مريب .
أتبع بهدوء : اطمئن على أحمد وسيادة السفير حتى أكتشفت مكانه ، تعالت الصرخات من ورائهما ليهمسا سويًا وهما يركضان : فاطمة
توقف خالد عن الركض وهو يصوب باتجاه من يقف أمام باب المطبخ المطل على الحديقة فيريده قتيلا في حين ركض أمير بقوة إليه حاول التصويب عليه ليصرخ خالد : أنه مقاوم للرصاص أمير .
شتم أمير بقوة لاعنًا الزجاج ، ومقاومة الرصاص ليحمل خالد أحد الكراسي ويرميه عليه ، تشرخ الزجاج دون الانكسار  ليندفع أمير بجسده جسده قويًا مهشمًا إياه إلى قطع متناثرة صغيرة .
تحرك إلى الداخل والغضب يملأ خطواته ليسحب أرون من قفاه ويرميه بعيدًا ، همس بحدة : تحركي فاطمة .
لملمت ما تبقى من ملابسها لتتحرك مبتعدة بالفعل ، وهو يحمل أرون ليرميه مرة أخرى وهو يركله بقوة يسبه بعنف ليستقبله خالد فيكيل إليه اللكمات وهو يشعر بأن عقله سينفجر غضبًا ، رماه خالد ليستقبله أمير ممسكا إياه من قبة قميصه ليصدح صوتا من خلفهما آمرًا بقوة : اتركوه
.
التفتا الاثنين على الفور ليشحب وجه خالد بقوة وهو يرى أحمد وذاك الرجل يلف ساعده حول عنقه ويصوب مسدسه الى رأسه ردد بهدوء : اتركاه وإلا سأفجر رأسه أمامكما
أطبق أمير فكيه بقوة ليرمي بأرون كالخرقة البالية ليسقط عند قدمي ذاك الرجل الذي أعلن أنه أخيه منذ البداية
أتبع يعقوب : تخلصا من سلاحيكما أيضًا .
نظرا الى بعضهما ليرميا سلاحيهما بعيدًا ويقول أمير بصلابة : اترك الصغير .
ضحك الآخر وقال : اعذرني إنه تذكرة خروجنا من هنا .
صرخ خالد بعنف : اتركه
ابتسم الآخر بلا مبالاة ف وقال : لا يهمك في شيء هذا الصغير يا خواجة ، أنه طفل باسم وهو يهمنا كوالده ، أما أنت فسترزق بطفلين آخرين .
نظر خالد إلى عيني أحمد المضطربة ليقول بقوة : أنه ولدي اتركه .
ابتسم يعقوب بسخرية : إن الولد سر أبية خالد ومهما ربيته ليكون ولدك سيحمل صفات باسم دائمًا وأبدًا .
تنفس أمير بقوة ونظر إلى خالد ليومأ الآخر برأسه موافقًا فليتف أمير حول نفسه بخفة وهو يخرج مسدس من خلف ظهره وقبل أن يفكر يعقوب بأن يتحرك كانت رصاصة أمير تستقر براسه ترديه قتيلاً في الحال .
صرخ أحمد بفزع ليلتقيه خالد بين ذراعيه وهو يهمس له بلغته القريبة إليه : أنت بخير أحمد أنت مع دادي بخير لا تخف يا صغيري
زفر أمير بقوة ليسحب الهواء إلى صدره قويًا تحرك ويتأكد من موت يعقوب ليزفر بضيق ويقول : لا إله إلا الله .
نظر الى خالد متسائلاً ليومأ له خالد بأن لا يقلق فزفر قويًا وقال : سأطمئن على سيادة السفير .
انتبه على صوت السفير الذي أتى من خلفه يهمس بتعب : أنا بخير ولدي ، أين فاطمة أريد أن أطمئن عليها ؟
قال أمير بهدوء : إنها بخير عمي لا تقلق .
التفتا ثلاثتهم على صرخاتها التي أتت مدوية وهي تشير إليهم بيدها لتنطلق رصاصتين غادرتين تزهق أحدهما روحًا طاهرة بريئة روت بدمائها الحديقة !!

سلسلة حكايا القلوب .. الجزء الاول  رواية " امير ليلى " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن