الفصل الخامس

6.1K 189 4
                                    

- هل نامت ؟


ابتسمت لتطمئنه قليلا ورتبت على كتفه وتنهدت بتعب : نعم أخيرًا غفت عيناها


ولوت شفتيها ساخرة : وكالعادة تسأل عن ليلى


عقد حاجبيه بتوتر لتسأله : ألم يجيبك عمها إلى الآن ؟


زفر بضيق : تكلمت معه اليوم ، وردد نفس الكلام ، أنه يحاول معها أن تأتى لترى أمي ،ولكنها رفضت .


ابتسم :أتعلمين أنها تشبه أمي إلى حد كبير ؟


نظرت اليه مدهوشة : هل رأيتها ؟


تغضن وجهه بحزن طفيف : نعم أتت مع عمها إلى المشفى وعندما رأت أمي ، انصرفت وهى تبكى ...خرجت وراءها لأتكلم معها ولكنى لم أستطع، وعمها ترجانى بنظراته أن أنتظر قليلا .


زمت شفتيها غاضبة : لماذا تتعامل مع أمي بهذا الجفاء والجحود ؟


نظر لها بقوة : إيناس ، أمي نفسها اقرت لنا بأنها اخطئت بحق ليلى كثيرا ثم ليس الآن وقت النقاش ، أريد أن أذهب لأراها وأتكلم معها ، فهى فرصة أمي الوحيدة للنجاة


عقدت حاجبيها ونمى على وجهها الكره نحو هذه الغير شقيقة : هل ستأتين معى ؟


هزت رأسها نافية بقوة ليقترب منها ويحاوط كتفيها بذراعه :إيناس ، لم تعودى طفله لهذا التعبير الواضح على وجهك ، ليلى أخت لنا وتقبلى تواجدها فى حياتنا من أجل أمي على الأقل


***


خطت بأول خطواتها داخل حديقة الفيلا فى الصباح الباكر لتجده أمامها واقف بجانب السيارة وينظر إليها بنظرته


الثاقبة ، عقدت حاجبيها بضيق وأشاحت بنظرها بعيدًا عنه ، لا تعلم لماذا تشعر بالضيق من نظراته التي تشعر بأنها تخترقها..؟


يشعرها بأنه يريد أن يتسلل إلى داخلها ويعلم خفايا شخصيتها وهذا يجعلها تنفر منه ، مرت خمس أيام منذ أول مقابله لها معه وهى تشعر بالغضب منه فهو من اخذ مكان العم منصور ذلك الرجل كبير السن الوقور الحنون كان يذكرها بوالدها ، كان يشعر بها متى كانت حزينة ويتجاذب معها حديث مضحك يجعلها تشعر بالسعادة ، كان يصر فى أوقات كثيرة أن يقلها إلى منزلها ، وخاصة أن سيادة السفير كان يوصيه بذلك ،كم تألمت عندما مرض وأخذ اجازة ورشح بدلًا منه هذا الشاب صغير السن ، الذى يلقى عليها بنظرات لا تفهم معناها ولكنها تشعر بخطرها .


تنبهت على صوته الفخم : صباح الخير أستاذه ليلى .


ابتسمت بتكلف وهى تفكر كيف يجعل صوته بهذه الفخامة شديدة التأثير لتلوح له بيدها محيه : صباح الخير عبد الرحمن.


اتسعت ابتسامته وهو يركن بجسده على هيكل السيارة باسترخاء ويحول نظراته عنها لتجز على أسنانها وتنصرف من أمامه بقوة وهى تدق الأرض بقدميها

سلسلة حكايا القلوب .. الجزء الاول  رواية " امير ليلى " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن