الفصل الاول

4.1K 50 4
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
يلا نبدأ على بركة الله

الفصل الأول

تحرش

"أخبرتكِ من فترة أن تستعدي للرحيل فلماذا لم تفعلي؟ ألا تفهمين؟"

نظرت اليه ديمة ابنة الثانية والعشرين عاماً عاشتهم في أشكال مختلفة ومتنوعة من القسوة والحرمان، الألم والحزن، وتلونت بها الحياة بكل الألوان حتى ضاقت بها الحياة وظنت أن الموت هو ملجأها ولكن كلما نظرت إلى علي طفلها الصغير تبتسم وكأنها تستمد قوتها من ابتسامته التي لم تجد لها مثيل هو الونيس الوحيد لها بعد أن فقدت جدها الذى رباها هي وأختها الكبرى التي لحقت به بعد عدة أعوام تاركة خلفها هماً لا يمكن أن يحمله سوى تلك الفتاة ديمة..

قالت بضعف حاولت كثيرا أن تستبدله بالقوة ولكن من أين لها بالقوة والحياة بأقدارها المختلفة قد استنفذت كل قواها

“ يا عم ذكي أنت تعلم أني أعمل جاهدة للحصول على أموال كي أدفع لك الإيجار ولكن ظروفي وقلة العمل تستنفد كل أموالي ثم الوقت تأخر الآن ولا يصح تواجدك هكذا"

رد بغضب واضح وهي تعلم سببه، فليست الأموال هي مبتغاه وإنما كم من مرة حاول التحرش بها ولكنها كانت تفر منه بصعوبة ولم تعرف كيف تخبر الناس والجميع أصلا يفترون عليها بالباطل بسببه مما يلقيه عليها من افتراءات ..

دفع جسده إلى الداخل فتراجعت وأدركت أنه بطريقه لمحاولة جديدة، تراجعت وهي تقول" لا تفعل وإلا سأصرخ و.."

صفع الباب بقدمة وبدت ابتسامة شرسة على وجهه وهو يقول" وماذا يا أم العيون الزرقاء تلك العيون تجنني وأكاد لا أكف عن رؤيتها نهار ليل، هذا هو الوقت المناسب حتى لا يضايقنا أحد، الليل وآخره يا جميل، لو توقفتِ عن المماطلة سأترك لكِ الشقة ولن أطالبكِ بأي مال فقط بعض من اللين واللطف وابتسامة أو لمسة وربما قبلة و.."

كانت تتراجع وهو يتقدم تجاهها بشهوة واضحة بعينيه وبخوف واضح على وجهها، كانت عيونها تجول بالمكان بحثاً عن أي مفر وهي تقول بفزع

" ابتعد واخرج وإلا .."

كان قد اقترب وانقض عليها ولكنها تراجعت إلى اليمين فاندفع يصطدم بالمائدة التي تحطمت تحت ثقله وسقطت به على الأرض، رأت علي الصغير يتقدم الى باب الغرفة الوحيدة بالشقة وهو يفرك عينه من النوم وقد فزع من الصوت ووقف يناديها

“ ماما، ماما"

كان ذكي قد سقط بالمنتصف بينها وبين علي ذي الأعوام الأربعة فانتابها الفزع على الطفل وأسرعت تحاول الوصول إليه ولكن ذكي استعاد توازنه ونهض وبعض الدماء على طرف فمه مسحه بكم قميصه بغضب وقد احمرت عينيه وهو يحول نظره بينها وبين الطفل الذي بدأ الفزع بعينيه وهي تشير إليه وتقول

رواية الليلة الملعونة    بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن