الفصل الثامن والعشرين
إصابات
ما أقساها تلك الأقدار دائما ما تلقينا ببحر الاختبار وتسد أمامنا أبواب النجاة، وتنتظر ردود قلوبنا وتحملنا للألم والأحزان ولكن وقت البلاء تتساقط قوانا كقطرات الأمطار تصطدم بسطح الأرض وتتناثر في ضياع
للحظة لم يستوعب ما حدث وهو يتلقاها بين يديه وهي تندفع نحوه بكل قوتها وتصرخ باسمه، ولكن ما أن وصلت إليه حتى اتسعت عيونها وفتحت فمها تحاول أن تلفظ اسمه ولكنها لم تستطع وهي تسقط بين ذراعيه وتسقط به على الأرض وهو يناديها
“ ديمة، ديمة ماذا حدث؟ ديمة أجيبي؟"
رأى الدماء تسيل من أسفلها فأدرك ما حدث فصرخ بقوة "لا، لا ديمة لماذا؟ لماذا فعلتِ ذلك؟ كان لابد أن أكون أنا لا أنتِ، ديمة أجيبي ولا تتركيني، ليس الآن، ليس بعد أن وجدت معكِ الحياة، ديمة عودي أرجوكِ"
فتحت عيونها بصعوبة من الألم وقالت" أنا أ..ح..ب..ك ول.. م أ..ح.. ب و..لن أ..ح..ب س..واك"
ثم أغمضت عيونها لترحل إلى عالم من الظلام لا ترى به إلا أختها وتميم وكلاهما يبتسم لها من بعيد ولكن لا أحد منهم يتحدث إليها.
صرخ بقوة باسمها وجذبها إلى أحضانه وهو لا يصدق أنها تتركه بينما سمع صراخ زينة فالتفت لتكتمل مصيبته عندما رأى زينة تحتضن جميلة وتصرخ باسمها والدماء تلطخ فستانها الأبيض فلم يجد إلا أن يصرخ هو الآخر بقوة باسم عمته
أسرع بين المرأتين والتمريض يسرع بهما إلى العمليات ولم يتوقف عند باب العمليات وقد حاول التمريض إيقافه ولكنه صرخ بهم وهو يبعدهم عنه
"ابتعدوا عني لن أتركهم اتركوني لابد أن أذهب معهم"
أمسكه مصطفى وأدهم بقوة وأدهم يقول "كفى يا تيم كفى ما تفعله يعطلهم عن إنقاذهم"
قال وهو يحاول تخليص نفسه منهم "إذن اتركوني لأكون معهم، مكاني معهم كان لابد أن أكون أنا لا هي لابد أن أكون معها لا يمكنني أن أقف هنا وهي بعيدة عني لن أفقدها مرة أخري، اتركني يا دكتور أرجوك إنهم أمي وزوجتي لا أملك القوة على تركهم دعني أذهب معهم"
أشفق أدهم عليه ولكنه لم يتركه وقال "لا يمكنك أن تفعل شئ بالداخل ووجودك سيعيق الأطباء عليك بالهدوء والدعاء من أجلهم، لن يفديهم أي شيء مما تفعله الآن اهدأ يا تيم واستعد نفسك"
أدرك أن الرجل على حق فكف عن المقاومة وقد وهنت عضلاته وراحت الرؤية من عيونه المغرقة بالدموع، أبعد أيادي الرجلين بقوة عنه وابتعد إلى الحائط وضربه بيده بقوة ربما توقف ما يشعر به بداخله.
اتجه إليه أدهم وقال "لقد أدركت أنها أخطأت بحقك وأرادت أن تعيد إليك زوجتك كي تعيدك إليها فسامحها يا بني لقد كانت أم تخشى من ضياع ابنها"
أسند رأسه إلى قبضته التي تلتصق بالحائط وزاد ألمه من كلمات أدهم ولم يرد وهو لا يعرف إلا أنه سامحها دون شك واليوم بل الآن يدرك أنه لا يمكنه أن يعيش بدون أياً من تلك المرأتين.
سمع نحيب أخته التي تلوث بياض فستانها بالدماء الحمراء، وسمعها تقول "ضحت من أجلي، لو ماتت لن أسامح نفسي"
التفت إليها ورأي مصطفى يحاول تهدئتها تراجع أدهم وزينة تترك زوجها وتتجه إلى تيم وتقف أمامه وقد تلطخ وجهها بمساحيق التجميل التي اختلطت بدموعها ورسمت صورة من الحزن والألم على وجهها.
نظرت إليه وقالت "إنها لم تفقد صوابها كما قلت، لقد ضحت بنفسها من أجلي، أنا تعبت من كل ذلك لو ماتت عمتي فمن سيبقى لنا يا تيم؟ لقد كانت هي كل شيء لنا، إلى متى سيظل ذلك الرجل يهدد حياتنا؟ إلى متى يا تيم؟ لقد دمر عمتي وديمة فمن تبقى سواي أنا وأنت"
حدق بها وهو يستوعب كلماتها بينما أحاط بها زوجها "كفى يا زينة إنه لا يلام على ما حدث وجدي رجل لا يعرف الرحمة"
نظرت إليه بغضب وقالت "وأخي أيضا أصبح لا يعرف الرحمة وها نحن نفقد أعز الناس إلينا بسبب القسوة"
تراجع من كلمات أخته بينما قال مصطفى "زينة"
لم تتراجع وقالت "ماذا كان سيحدث لو منحوه الأموال التي أرادها ربما ابتعد عن حياتنا وتركنا كما كنا بدلا من الدمار الذي نحياه الآن، ولكن كيف يتنازل تيم بيه عن كبرياؤه ويتنازل ملبيا رغبات خصمه، بل وترك حربه مع خصمه وانقلب إلى حرب مع أقرب الناس إلينا حتى خسرناها، هل ارتحت الآن يا تيم؟ لقد طلبت هي الموت لأنها لم تعد تريد الحياة بدونك، أنت السبب نعم أنت من دفعها للموت"
جذب مصطفى زينة بقوة وهو يقول "زينة كفى لا أحد السبب إنه القدر ولابد أن نقبل أحكام الله لا أن نلقى بها على بعض"
زاد بكائها حتى جذبها إلى أحضانه بقوة
بينما تابعها تيم بقلب محروق من النار التي بثتها زينة بكلماتها في أوصاله حتى تسللت كلماتها إلى عقله الذي احتار وتساءل هل هو حقا السبب؟
لم يتحمل كلمات أخته أكثر من ذلك فاندفع إلى خارج المشفى وهو يحاول أن يوقف نزيف قلبه وانهمار الأحزان وإبعاد صورة أقرب الناس إلى قلبه وهم بين الدماء من أمام عيونه، وكلما رفع يده أمام عيونه رأي دمائها التي تلوث يده فيغمض عيونه وهو يتذكر لحظاتهم القليلة سويا فهو حتى لم يتمتع معها بالحياة حرمته العمة منها بالأول وها هي الأقدار تحرمه منها بالآخر.
لفحه الهواء البارد ليعيده إلى الواقع وإلى أنه لابد أن يوقف ذلك الكلب حتى ولو كلفه الأمر حياته كي ينتقم منه لم فعل به وبأقرب الناس إلى قلبه.
وجد عمار ينزل من السيارة ويتجه إليه فقال "ماذا فعلت مع فادي؟ هل فقدت أثره؟"
قال عمار بقلق "لا، بالطبع لا، أخبرتك أن رجالي حوله وأنا لم أفعل به شيء وإنما للأسف هو فعل بنفسه"
ضاقت عيونه التي تلونت بالأحمر وقال "لا أفهم"
قال عمار بقلق واضح "لقد تعدى على رجلنا الذي يمنحه المخدرات والذي يعتبره صديقه وأخذ منه ما معه من كوك وتجرعه كله وعندما وصلت أنا كان قد انتهى"
مرر يده بشعره وقال "لن ينال أفضل من ذلك مصير فهو ابن وجدي، أرسله إلى الشقة التي عثرنا عليه بها وضع حوله بعض من المخدرات وامحو أي أثر لرجالنا واطلب منهم أن يختفوا تماماً تلك الأيام، واتصل بأصحابه القدامى وأبلغهم بأي شيء ليصلوا إليه ووقتها سيصلون إلى وجدي ونحن نصل إليه"
هز عمار رأسه وقال "ماذا ستفعل به؟"
اشتعل الغضب بعينه وقال "لن يكفيني فيه أي شيء لابد أن يلقى المصير الذي يستحقه، سأذيقه من الكأس الذي يستحقه ولو كان بيدي لألقيته بجهنم ولن أتردد لحظة"
عاد إلى الداخل وقد جلست زينة ومصطفى يقف بجوارها نظر إلى تيم "هل أنت بخير؟"
قال وهو يهرب من مواجهة زينة التي لم تنظر إليه "نعم لا تقلق كيف حالها؟"
هز مصطفى رأسه وقال "بخير لا تقلق، تيم لا تغضب من أختك هي لم تعني أي شيء مما قالت، أنت لا تعلم كم تحبك أنت وعمتك، أنتم كل حياتها يا تيم أنتم الأساس"
هز رأسه بحزن واضح وقال "لا يمكنني أن أغضب من ابنتي، زينة ابنتي يا مصطفى وربما كانت تحمل الكثير من الصواب بكلماتها ولكنها نست أن جميلة عمتي كما هي عمتها وأنها أمي كما هي أمها ومهما وصل حزني منها إلا أني لم أملك إلا أن أسامحها"
هز مصطفى رأسه وقال "نعم أعلم وهي تعلم ولكن ما حدث ليس بهين إنها أمها"
نظر إليه بنظرات تائهة وقال "وأمي وزوجتي يا دكتور"
ثم ابتعد دون أن ينتظر أي رد بينما عاد مصطفى إلى زوجته التي تاهت من الوجود وشعرت بيده تحيط بيدها وقال
"حبيبتي أنتِ بخير؟"
نظرت إليه وقالت "وكيف أكون بخير وهي ستموت بسببي؟"
قال بحنان "الموت واحد مهما تعددت الأسباب حبيبتي، ثم لماذا لا نتوقع أنها لن تموت وأن الله سيستجيب لدعواتنا ويعيدها إلينا"
قالت بانهيار "حتى لو عادت ذلك الكلب لن يتركها سيعيد الكرة مرة واثنان ولن يتوقف"
ضمها إليه وقال "الشرطة لن تتركه حبيبتي الضابط أخبرنا أنهم يقوموا بالتحريات اللازمة للقبض عليه"
ابتسمت بسخرية وقال "سيكون ذلك بعد أن نضيع جميعا يا مصطفى"
ربت عليها وقال "لن يحدث حبيبتي إن شاء الله لن يحدث"
ساد الصمت على الجميع ومر الوقت دون أن يشعروا به من شدة خوفهم وحزنهم، وأخيرا خرج أدهم فأسرع الثلاثة إليه وقد كانت ملامحه غير مطمئنة وقال
"جميلة حالتها صعبة جداً الجرح بمكان خطر بالرئة، ونزفت كثيراً ولم تفق حتى الآن ولا تستجيب للإفاقة"
هتفت زينة بحزن وخوف "وماذا يا دكتور، ما هو مصيرها؟ عمتي لن تموت أليس كذلك؟ هي لن تموت"
تراجع الجميع من كلماتها بينما قال أدهم "ليت الموت بيدنا يا ابنتي، نحن لا نملك إلا الدعاء لها قلوبنا جميعا تتألم من أجلها"
ثم نظر إلى تيم الذى كان يخشى أن يسأل عنها ولكنه قال "ديمة بغيبوبة أيضا يا تيم، الرصاصة كادت تصيب القلب ولكنها قطعت شريان رئيسي مما تسبب بنزيف داخلي أوقفه الأطباء بصعوبة وحالتها هي الأخرى صعبة لأن الأمر يؤثر على القلب ويضعفه"
اهتز جسده وتراجع وهو لا يعلم ماذا يعني كلامه هذا بينما أكمل أدهم "أنا لا أعرف ماذا يمكننا أن نفعل أكثر مما فعلنا ولكن الإصابات بالغة الصعوبة للاثنان"
انهارت زينة بالبكاء ليحتضنها زوجها بينما خيم الصمت على تيم ولم يجد أي كلمات تعبر عما يشعر به وهو ينظر إلى باب العمليات فحياته داخل تلك الغرفة، نعم قلبه وروحه بالداخل وكلاهما يضيعان منه، تراقصت ابتسامة جميلة أمامه منذ أن كان صغيراً هو وتميم وزينة وهي تلعب معهم وتحيطهم بحبها وحنانها وتسهر بجوارهم وقت الدراسة أو المرض، كبر ونسى أهله الحقيقية ولم يذكر سواها أحبها واحترمها وتعلم منها القوة والشجاعة، ولكن أين هي الشجاعة الآن وهو يسمع أنها ربما ترحل وتتركه؟
أما تلك العيون الزرقاء التي عشقها من قبل أن يعرف صاحبتها فقد خبى لمعانها وانطفأ بريقها، تراقصت نظرات الحب بعيونها أمامه وذراعيها التي أحاطته بالحب والحنان، ضحكتها، كلماتها، حنانها معه ومع أولاده حتى دموعها مرت أمامه وكأنها تعيده إلى الواقع، إنه على وشك أن يفقد الاثنان أمه وحبيبته فعاد جسده يرتجف بقوة وكأن صاعقة مسته لتدفعه إلى الخلف ليصطدم بالحائط بقوة دون أن يقوى على أن يوقف نفسه وخارت قواه ولم تقو قدمه على حمل جسده المثقل بأهوال أحزانه فوجد نفسه يسند رأسه إلى الحائط ويغمض عينيه وهو يحاول أن يستوعب فكرة أنه يفقد قلبه وروحه بوقت واحد
شعر بيد تلمس ذراعه وصوت مصطفى وأدهم يقولون "تيم، تيم أنت تسمعني؟"
ثم سمع زينة تصرخ بخوف "تيم، تيم ماذا أصابك تيم أجبني؟"
فتح عيونه أخيراً ورأى أخته أمامه فرفع يده المرتجفة بصعوبة إلى وجهها ولكنها ألقت نفسها بأحضانه وهي تنهار بالبكاء فأحاطها بقوة ولم يمكنه أن يمنع تلك الدموع من أن تتجرأ وتخرج من مقلتيه وهو يغلق عيونه بقوة والألم والخوف والحزم يملؤون كل كيانه، سمع زينة تقول من بين دموعها
"تيم لن يتركونا أليس كذلك؟ أخبرني أنهم لن يذهبوا لن أتحمل يا تيم لن أتحمل"
ضمها بقوة ربما يستمد منها بعض من القوة التي فرت منه وأخيرا أمكنه أن يجبر لسانه على أن يتحرك ويقول
"لا حبيبتي، إن شاء الله سيكونون بخير، ولن يتركونا"
وأخيرا أبعدها بحنان وقبل جبينها وقال "هم بحاجة لدعواتنا جميعا فهل يمكن أن تفعلي حبيبتي؟"
لأول مرة ترى دموع أخيها الذي كانت القسوة قناعه المفضل فأحاطت وجهه بيديها وقالت "أنا آسفة تيم، لم أدرك مقدار الألم الذي تشعر به ونسيت للحظة أنها أمك وكذلك زوجتك، ولكن لابد أن تعلم أني أحبك جدا تيم ولا يمكنني أن أفقدك أنت أيضا سامحني تيم فقد نسيت أنك أكثر ألماً مني"
أغمض عيونه مرة أخرى ثم فتحها وهو يمسك بيدي أخته ويقبلها ويقول "أنا بخير حبيبتي اطمئني"
أدركت أن ألمه أقوى من أن يتحدث عنه فاحترمت صمته وهزت رأسها فنظر إلى مصطفى الذي أحاط زوجته بذراعه وأبعدها قليلا بينما عاد أدهم إليه وقال
"هل أنت بخير؟"
مسح دموعه واستعاد نفسه وقال "نعم هل يمكن أن أراهم؟"
حدق به أدهم لحظة ثم هز رأسه وقال "سأسمح لك بالدخول ولكن أرجو ألا تطيل البقاء كلاهما لن تشعر بك"
لم يرد رغم ثقل الكلمات وهو يحمل جسده الذي أصبح يزن وزن الجبال وتقدم إلى الداخل وأدهم يقوده إلى مكانهم كانت كلا منهما بجانب، فنظر إلى جميلة التي سكن جسدها على الفراش والصمت يحيطها إلا من صوت الأجهزة فاقترب بأقدام مهزوزة إلى جوار الفراش ونظر إليها وقد شحب وجهها وذهبت الدماء منه وفقد قوته وابتسامته الجميلة.
أمسك يدها وقبلها بحزن وهمس "اخترتِ الموت وتركنا عمتي، كيف أمكنكِ أن تفعلي بنا ذلك؟ كيف تتركينا وأنت تعلمين أننا منذ أن عرفناكِ ولم نعرف سواكِ، عمتي أرجوك عودي إلي، أنا أحبك أقسم أني أحبك، ربما غضبت قليلا ولكن بالنهاية كان لابد أن تدركي أن لا مكان لي سوي أحضانك لأنك أمي، عمتي أنا أعلم أنكِ تسمعيني لذا أرجوكِ لا تتركيني الآن فأنا في أشد الاحتياج إليك، أنا أعلم أنكِ قوية وستنتصرين على إصابتك وستعودين لنا فليس لنا إلا قلبك وابتسامتك وحنانك، عمتي أنا أنتظرك وحقك أعدك أن أعيده إليكٌ ووجدي سيدفع الثمن غالياً أعدك بذلك"
قبل يدها واعتدل وهو يبحث عن قلبه حتى رآها وجسدها يفترش السرير ونفس الأجهزة تعمل بجوارها وتتصل بجسدها الرقيق، تحرك إليها، وكم كانت أنفاسه لا تكفيه فقد اختنقت بين دموعه التي لم يعد بإمكانه منعها ركع بجوارها وهو يمرر يده على وجهها الرقيق وقال بلوعة تكاد تميت قلبه
"حبيبتي، أنا هنا، هل تشعرين بي؟ ديمة أنا أعرف أني ظلمتك كثيرا ولكن صدقيني غصب عني لم أكن أعرف أني أحبك كل هذا الحب ولكن أنتِ أخرجتِ الحب من بين ضلوعي، أعدتِ قلبي للحياة، ديمة لا أعلم لماذا فعلتِ ذلك لأني لا أستحق أن تفعلي من أجلي، حياتك أغلى من ذلك بكثير، لقد تحملت بعدك عني وقبلت اختفائك كي أحميكِ فتأتين أنتِ لتتلقى الموت بدلا مني، لماذا حبيبتي لماذا؟ أنا ظننت أن الدنيا أخيراً صالحتني وقبلتني مع من منحتهم السعادة بوجودك والآن ترحلين هكذا وبسهولة؟ كيف طاوعك قلبك هذا على أن تفعلي بي ذلك؟ ديمة أرجوكِ عودي من أجلي أنا أحتاج إليكِ لأتعلم معكِ معني الحب والسعادة، ديمة أرجوكِ.."
فجأة صرخت الأجهزة بإنذار قوي ففزع دون أن يترك يدها ولكن أسرع التمريض إليها ومن قبلهم أدهم وبعض الأطباء وسحبهم أحدهم إلى الخلف دون أن يخرج وهو لا يدرك ما يحدث ولكن ما أن أمسك طبيب العناية بجهاز الصدمات الكهربائية حتى أدرك أنها ترحل من حياته فجأة كما ظهرت فجأة
يتبع...
أنت تقرأ
رواية الليلة الملعونة بقلمي داليا السيد
Romanceليلة واحدة، ليلة دمرت حياتها وألقت على عاتقها مسؤوليات لم تكن فتاة بالساعة عشر يمكنها أن تتحملها وكل ذلك بسبب ذلك الرجل، اليوم وبعد خمس سنوات على تلك الليلة الملعونة تقابله تصطدم به بوجه آخر وجه من القسوة والكره والكبرياء والرفض لأي امرأة بحياته، ال...