الفصل التاسع
اعتراف
اندمج تيم مع عمته في مراجعة أمور العمل بينما استأذنت زينة إلى غرفتها وذهنها مشوش بسبب صوت مصطفى، إذا كان قد أجاب اتصالها فلماذا لا تراه؟ وما نبرة الحزن التي كانت بصوته اليوم؟ ولماذا ابتعد عنها و
رن هاتفها فجأة ففزعت وسقط الهاتف على الفراش أمامها لترى نفس الرقم يتصل وبيد مرتجفة أمسكت به وأجابت
سمعته يقول "الو"
تلعثمت وترددت قبل أن تقول "ألو"
شعر بأن قلبه يعود إلى الحياة عندما سمع صوتها لم يخطأ إنها هي فقال "زينة هذا أنتِ أليس كذلك؟"
لا تعلم لماذا سقطت دموع من عينيها وهي تسمع صوته بينما عاد يقول "كم تمنيت أن تتصلي وكم انتظرت كل ليلة أن تفعلي"
دق قلبها بقوة ولكن لم يقو لسانها على النطق عندما عاد يقول لا يمكن أن تدركي ما أشعر به الآن لمجرد سماع صوتك"
أغلقت الهاتف ولم تقو على سماع المزيد ما زالت لا تعرفه ولا تدري ما الضعف الذي يتملكها تجاهه
عاد الهاتف يرن وترددت كثيرا قبل أن تجيب فسمعته يقول برجاء "زينة من فضلك لا تغلقي مرة أخرى، زينة اجيبي، أخبريني أنكِ لا تنفرين مني زينة أريد أن أسمع صوتك من فضلك"
كتمت بكاءها وحاولت أن تنطق فقالت "ماذا تريد مني؟"
أغلق عينيه من سعادته بصوتها ثم قال " الحياة بصوتك، صوتك أعادني الى الحياة فقد ظننت أني فقدت الحياة"
قالت "لماذا؟ هل مرضت فأنا لم أرك منذ كنت عندي بالمشفى"
تراجع بالفراش وقال "لا بل رحلت الحياة مني"
لم تفهم وقالت "لا أفهم"
أغمض عينيه بألم وقال "مات والدي الذي كان الحياة بالنسبة لي فقدته للأبد وقد كنت أستمد منه قوتي ففقدت الحياة ولم أعد أرغب بأي شيء حتى سمعت صوتك أعادني إلى الحياة"
شعرت بالحزن من أجله وفهمت سر غيابه فقالت "البقاء لله، أنا آسفة لم أكن أعرف هل والدتك موجودة"
قال "لا لم أرها ماتت بعد ولادتي بعدة أشهر وأبي كان كل من عرفت"
صمتت ولم ترد فقال "زينة"
قالت بدون مقدمات "هل أنت ذلك الطفل؟"
اعتدل بالفراش وصمت الاثنان لحظة قبل أن يقول بأمل في نجاح تلك المحاولة التي لا يملك سواها "زينة أنا.."
قالت تردد "هل أنت هو؟"
نهض بالغرفة بدون هدى وقال "بلى هو أنا، أنا ذلك الطفل الذى رآكِ بالمدرسة بضفائر جميلة وعيون رقيقة وابتسامة فاتنة، هو أنا ذلك الطفل الذي ظل سنوات يراقبك كل يوم والسيارة تأخذك وتعيدك، هو أنا زينة الطفل الذي كان ينام كل ليلة على صورتك ويستيقظ عليها ويحلم بها ويتساءل هل يمكن أن تكون له بأي يوم، نعم زينة هو أنا ولكني لم أعد ذلك الطفل ولا أنتِ تلك الفتاة وإنما أصبحت رجلا وأنتِ شابة فاتنة ولم يعد بإمكاني أن أظل أراقبكِ من بعيد حتى يأخذك أحد مني لم يعد بإمكاني زينة"
أنت تقرأ
رواية الليلة الملعونة بقلمي داليا السيد
Romanceليلة واحدة، ليلة دمرت حياتها وألقت على عاتقها مسؤوليات لم تكن فتاة بالساعة عشر يمكنها أن تتحملها وكل ذلك بسبب ذلك الرجل، اليوم وبعد خمس سنوات على تلك الليلة الملعونة تقابله تصطدم به بوجه آخر وجه من القسوة والكره والكبرياء والرفض لأي امرأة بحياته، ال...