الفصل الخامس
ذكريات
وصل أدهم أخيراً إلى المشفى الذي به حبيبته وتحرك فوراً إلى مكتب المدير الذي كان صديقه ودفعته، رحب به بحرارة ثم قال "وكيف حال العمل معك؟"
ابتسم وقال "بخير، كنت أريد أن أعرف حالة مدام جميلة المحمدي، وصلت عندكم منذ أيام بحادث خطير"
نظر إليه صديقه وقال "يمكنني أن أعرف فقط أعطيني بعض الوقت"
تحرك أدهم مع الدكتور المتابع لحالة جميلة إلى غرفة العناية وهو يتحدث معه عن حالتها حتى رآها أمامه جسد بلا روح، شعر بألم ينبض بقلبه فقال محاولا إظهار غير ما بداخله
“ والمخ سليم؟"
أجاب الطبيب" نعم إصابة الرأس لم تكن خطيرة هي فقط إصابة العمود الفقري"
نظر إليه وقال "أخبرتك أني سأتابع هذا الأمر بنفسي فهو تخصصي"
هز رأسه وأكمل أدهم "يمكنك أن تذهب سأبقى معها قليلاً"
أشار الطبيب بيده وقال "آه بالطبع تفضل"
وابتعد بينما اقترب هو من الفراش وتابع حركة جهاز النبض وضربات القلب ذلك القلب الذي كان يتمنى أن يناله بيوم ما، لم يكن يظن أنه مازال يعشقها إلا عندما رآها والآن وهي تكاد تفر من بين يديه اقترب من وجهها ومرر أصابعه عليه وقد أعادته الذكريات إلى حبه ومشاعره الدفينة، قال
"مازلتِ جميلة كأول مرة رأيتك بها، جميلة أنا مازلت أحبك ولا أتمنى من الدنيا سواكِ، هل يمكن أن يحن قلبك لي بيومٍ ما؟ يمكنني أن أنتظرك لآخر العمر حبيبتي ولن استسلم مرة أخرى فقط عودي إلي الحياة هناك من ينتظرك ويحتاج إليكِ"
أمسك يدها دون أن يشعر ورفعها إلى فمه وقبلها برقة وكاد يتركها لولا أن شدت اليد علي يده فأدرك الأمر فهتف "جميلة، جميلة هل تسمعيني؟ من فضلك اضغطي على يدي لأعرف"
ضغطت مرة أخرى ثم تشنجت يدها بين يديه وتغيرت رنات الجهاز فقال بصوت مرتفع "أيتها الممرضة أريد حقنة.. بسرعة من فضلك الحالة تتشنج "
ولكن الممرضة رفضت وأسرعت تطلب الطبيب المعالج الذي أكد على كلام أدهم وناوله الحقنة وقام هو باللازم وانتظر الجميع أن تهدأ التشنجات.
تحرك تيم مبتعدا من أمامها تاركا إياها دون أدنى اهتمام بينما لاحظ هو حركة غير عادية عند حجرة العناية والممرضة تسرع مبتعدة فحاول أن يفهم أي شئ، بينما اصطدمت الممرضة بديمة وكادت توقعها وهي تستند على عصاها فالتفتت إليها وقالت
"آسفة يا آنسة"
أوقفتها ديمة وقالت "ماذا حدث يا أمل؟"
قالت بسرعة "مدام جميلة أصيبت بالتشنجات، لابد من الطبيب"
أنت تقرأ
رواية الليلة الملعونة بقلمي داليا السيد
Romanceليلة واحدة، ليلة دمرت حياتها وألقت على عاتقها مسؤوليات لم تكن فتاة بالساعة عشر يمكنها أن تتحملها وكل ذلك بسبب ذلك الرجل، اليوم وبعد خمس سنوات على تلك الليلة الملعونة تقابله تصطدم به بوجه آخر وجه من القسوة والكره والكبرياء والرفض لأي امرأة بحياته، ال...