الفصل العشرون
طلقة
لم يستطع قائد السيارة أن يتبعه وإنما اصطدم بالحاجز الصخري بقوة لتتحطم السيارة عليه وينطلق تيم بسيارته بثبات دون أن يتوقف بينما أطلقت هي أنفاسها وهي تنظر إلى الخلف ثم قالت
“ من هؤلاء؟"
قال "بالتأكيد رجال وجدي أو من يعمل معه"
قالت بخوف وقد فكرت بفزع "تيم الأولاد"
كان يفكر مثلها تماماً فقال "أعلم"
انطلق إلى البيت بسرعة غير مبالي بأي قواعد للمرور، إلى أن وصلا البيت ولم تنتظره هي وإنما أسرعت إلى الداخل رغم أن وجود رجاله طمأنه قليلا ولكنها انطلقت إلى غرفتهم لتراهم يلعبون في سعادة فأسرعت إليهم تحتضنهم بقوة ودموع الخوف تغرق وجهها.
تبعها ووقف أمام الغرفة واطمأن هو الآخر والتقط أنفاسه ثم قال "لا داع للخروج من البيت هذه الأيام"
هزت رأسها وهي تعلم أنه على حق، نظرت إليه وقالت "زينة وعمتي"
هز رأسه واتجه إلى غرفة زينة ودق الباب وفتح فلم يجدها فأخرج هاتفه واتصل بها فأجابت "أهلا تيم أين كنتم بالصباح؟"
نفخ وقال "أين أنتِ زينة؟"
قالت باستغراب "مع مصطفى نشاهد بعض الموبيليا، هل حدث شيء؟"
قال "لا حبيبتي أين مصطفى؟"
منحت مصطفى الهاتف فقال تيم "مصطفى اسمعني جيدا"
ثم أخبره بالأمر وطلب منه الحذر والحرص، اتصل بعمته ولكن هاتفها كان مغلق، اتصل بالشركة ولكنهم أخبروه أنها لم تصل بعد، تملكه القلق وقبل أن يتصل بأحد رجالها رن هاتفه برقم غريب فأجاب على الفور وقد تملكه الخوف
“ أهلا تيم اشتقت إليك"
عرف صوت وجدي فقال "أهلا وجدي"
قال وجدي "من الرائع أنك عرفت صوتي"
قال بقلق "ماذا تريد؟"
ضحك وقال "كثير يا تيم أنا أريد الكثير"
قال بغضب "ليس لك أي شيء عندي"
قال وجدي بجدية "ولكن أنت لك عندي يا تيم"
أدرك تيم الأمر وفهم فأغمض عيونه ومرر يده بشعره وقد انقبض قلبه لضياع عمته منه.
عاد وجدي يقول "بم أنك كشفت الصفقة فكان لابد من لعبة جديدة ولكن مضمونة وليس أفضل من رأس اللعبة حتي تنال الاهتمام"
قبض على الهاتف بقوة وأبعده عن أذنه وهو يشعر بغضب لا حدود له ثم عاد وأعاد الهاتف وقال "ماذا تريد وجدي؟"
قال ببرود "حقي وحق ابني بكل المجموعة"
ثار بغضب "ليس لك أي حق أيها الجبان"
أكمل وجدي "إذن لا تبحث عن عمتك"
قال بنفس الغضب "لن تمس طرفها بسوء هل تفهم"
خرجت ديمة على صوته والفزع يتملكها وقد حاولت أن تفهم وسمعته "جميلة المحمدي ليست رهان يا وجدي ولن تكون لأنك لو فعلت ستخسر كثير"
ضحك وجدي وقال "لنكمل الرهان إذن ونرى من سيفوز بالنهاية"
قال بتحد "تمام يا وجدي سأصل إليك ووقتها لن أرحمك ولا تلوم إلا نفسك"
وأغلق الهاتف وصرخ بقوة "اللعنة"
قالت بخوف "لا تخبرني أنه وصل لعمتي"
قال بغضب "بلى ولكني سأجعله يندم ولن أرحمه فقط أصل إليه"
وضعت يدها على فمها لتكتم صرخة خوف وألم ولم ترد بينما تحرك إلى مكتبه حيث اتصل بعمار وطلب منه مضاعفة الحماية على الفيلا.
عاد مصطفى بزينة وقد انهارت عندما عرفت بما حدث لعمتها وحاولت ديمة أن تبدو قوية وظل ثلاثتهم ينتظرون أي أخبار.
وصل عمار وخرج تيم إليه فقال عمار "السائق أخبرنا أن إطلاق النار كان بالقرب من .. ولولا انفجار إطار السيارة لما استطاعوا الوصول لمدام جميلة"
ابتعد تيم ولكن عمار أكمل "لقد نظفنا المكان قبل وصول الشرطة وهذا الهاتف وجد بالمكان"
أسرع إليه تيم وخطف الهاتف من يده ولكنه بالطبع كان مغلق فقال "وما الفائدة منه"
تقدمت ديمة منه ووقفت أمامه "هل يمكن أن أحصل عليه؟"
نظر إليها بدهشة فقالت "يمكنني أن آتيك بكل المعلومات الموجودة عليه فقط امنحني بعض الوقت"
قال بجدية "ليس أمامنا وقت تعلمين ذلك"
هزت رأسها فمد إليها بالهاتف وتركها لتقوم بأكثر شيء تجيده وزينة تحاول أن تتماسك وعمار يتناقش معه بالمكان الذي يمكن أن تكون به عمته
رن هاتف تيم مرة أخرى برقم آخر فأجاب "ماذا؟"
أجاب وجدي "جميلة تريد أن تسمع صوتك قبل أن ترحل إلى جهنم"
قال "جهنم هذه لأمثالك أيها الكلب"
سمع صوت جميلة "تيم"
هتف "عمتي"
أسرعت زينة إليه وأحاط مصطفى كتفيها بحنان أجابت جميلة "تعلم أني كنت دائما أفكر بمشروع فهل تتذكر؟"
ضاقت عيونه ثم قال "متى؟"
قالت "منذ خمس سنوات بجوار العزبة لا تنسى ديمة فهي تعلم ماذا تفعل"
ابتعد صوتها وعاد وجدي يقول "أحب الذكريات يا تيم، عشرة مليون بحسابي الذي سأرسل لك رقمه خلال أربع وعشرين ساعة وإلا ستنضم عمتك للذكريات هي الأخرى"
لم يستطع أن يرد حيث أغلق وجدي الهاتف وتملكه الغضب عندما سمعها تناديه
"تيم"
أسرع إليها الجميع وهي توصل الهاتف بجهاز اللاب وركع بجوارها وهي تشير إلى رسائل ومواقع مسجلة وأشارت إلى أحدهم وقالت
“ هذه آخر رسالة وهذا آخر موقع على الجي بي إس ومسجل على الهاتف برسالة"
انتبه جيدا إلى الموقع ثم قال "المشروع، مزرعة الدواجن كنا نريد إقامتها بجوار عزبة..، ديمة أريد خريطة لذلك المكان عمتي قالت أنكِ تعرفين ما تفعلين"
نظرت إليه بدون فهم ولكنها حصلت له على خريطة للموقع، تفحصتها جيدا ثم انتبهت وقالت
“ انتظر، ألا تذكر ما رأيناه أمس على موقع الشركة التي اخترقتها"
نظر إليها بدهشة وقال "وما دخل هذا بذاك يا ديمة؟"
قالت بحماس "هذا المستودع كان من ضمن ممتلكاتها أنا ما زلت أذكر الاسم، انتظر سأدخل على السيستم"
وبالفعل دخلت وبحثت إلى أن أشارت وقالت "هذا هو، عمتي هناك، هناك أرض زراعية بجوار هذا المكان وهذا المكان به مزرعة دواجن هنا، عمتك هناك يا تيم"
نهض وقال "ربما تكوني على صواب وربما لا، ولكني لا أملك إلا أن أتبع خطاكِ، أرسلي لي الموقع على هاتفي، هيا عمار اجمع الرجال ودعنا نذهب ليس أمامنا وقت"
نظر إليها وقال "أعلم أن الأولاد بأمان معكِ أليس كذلك؟"
هزت رأسها بالإيجاب فانطلق إلى الخارج دون تردد بين رجاله وانطلق بسيارته وخلفه الرجال، هبط الليل قبل أن يصل إلى المكان وبالطبع لم يكن من السهل الوصول إلى حيث أشار الموقع بين الأراضي الزراعية ولكن كما أخبرته ديمة بحث عن المزرعة ومنها وصل إلى المستودع.
أوقف الجميع سيارتهم ونزلوا وهو على رأسهم وأخرجوا أسلحتهم وحدد تيم خطوات الجميع وتفرقوا متسترين بظلام الليل.
تحرك برجاله بين الأراضي الزراعية وحاولوا القضاء على الحراسة بدون طلق ناري لكسب أكبر وقت قبل الهجوم على المكان.
تحركت ديمة إلى غرفة الأولاد وقد شعرت بالقلق وما زالت تحتفظ بالهاتف واللاب وما أن جلست حتى وصلت رسالة على الهاتف الذي وجده رجال تيم ففتحتها
“ ناصر أريدك بفيلا جميلة من الخارج"
اتسعت عيونها وأدركت أنهم بالطريق إليهم فأسرعت تأخذ الأولاد ونزلت إلى زينة ومصطفى وأخبرتهم بالأمر، اتصل مصطفي بالشرطة ليخبرهم بوجود لصوص يحاولون اقتحام الفيلا، بينما لم توافق هي على انتظار الشرطة وإنما أسرعت بالأولاد إلى المطبخ ومنه إلى الباب الخلفي وتبعتها زينة ومصطفى وما أن وصلا إلى الباب الخلفي حتى سمعا صوت سيارات باتجاه الفيلا فلم تتوقف وهي تنطلق للخارج وبيدها الأولاد دون أن تفكر لحظة بتركهم، ابتعدوا تماما عن الفيلا و اختفوا بين الفيلات القريبة رغم هدوء المكان.
استطاع تيم ورجاله القضاء على الحراسة الخارجية وأسرع يبحث عن مدخل للمستودع حيث وجد جانب خشبي منزوع فحشر جسده به إلى أن دخل وتبعه عمار ورأى عمته المربوطة بأحد الكراسي ورجلين يجلسان سوياً وكلاهما مشغول بهاتفه فتسلل تيم وعمار وانقضوا على الرجال بقوة.
اشتعل الغضب بوجدي عندما أرسل أحد رجاله متسللاً داخل الفيلا ثم عاد إليه ليخبره أن لا أحد بالداخل فأدرك أنهم هربوا جميعا فانصرف مع رجاله يبحثون حول الفيلا دون يأس
قضى تيم وعمار على الرجلين ثم أسرع إلى عمته ليفك الرباط وما أن انتهى حتى ساعدها على الوقوف وأزال رباط فمها فهتفت باسمه وهي تحتضنه بقوة وهو يقول
“ عمتي أنتِ بخير؟"
هزت رأسها وهي تتأمل ملامحه من بين دموعها وقالت "نعم حبيبي"
جذبها وقال "هيا لابد أن نذهب، عمار؛ وجدي بالتأكيد يخطط لشيء آخر انتبه"
أجاب عمار "حاضر مستر تيم"
ما أن تحرك حتى رأي أحد الرجال المصابين يصوب مسدسه تجاه عمته فدفعها بعيدا وأطلق الرجل رصاصته كما فعل تيم وسط صرخات جميلة.
يتبع...
أنت تقرأ
رواية الليلة الملعونة بقلمي داليا السيد
Romanceليلة واحدة، ليلة دمرت حياتها وألقت على عاتقها مسؤوليات لم تكن فتاة بالساعة عشر يمكنها أن تتحملها وكل ذلك بسبب ذلك الرجل، اليوم وبعد خمس سنوات على تلك الليلة الملعونة تقابله تصطدم به بوجه آخر وجه من القسوة والكره والكبرياء والرفض لأي امرأة بحياته، ال...