الفصل الثاني

1.5K 47 2
                                    

الفصل الثاني

حادث

عاد إلى منزله بعد يوم شاق ككل يوم كان يتعمد فيه أن يدفن نفسه بالعمل كي يتناسى همومه، قابلته المربية وقالت بتذمر وهي تعد نفسها للذهاب

"لا مستر تيم أنا لن يمكنني أن أقبل كل ذلك حضرتك تتأخر كثيراً والطفل مرض مرة أخرى وأنت لا ترد حتى على الهاتف، أنا لن أعود غداً"

تراجع أمام المرأة وقد كانت هذه المربية العشرين تقريبا خلال السنتان اللتان مضتا فقال "ولكن مدام ميريت أنتِ تحصلين مني على راتب كافِ لكل ذلك فما الجديد؟"

قالت بتأفف "أنا لا أريد أن أعمل اليوم كله مستر تيم وهذا الطفل بحاجة لأم ترعاه جيدا لا مجرد مربية إلى اللقاء مستر تيم ولا تنتظرني غداً"

تحرك إلى غرفة ابنه تميم اسمه على اسم أخيه، كان الطفل ينام بفراشه مازال طفلا صغيراً لم يأخذ من الحياة أي حنان أو حب، أمه لفظته دون ندم وهو الملام لأنه أساء الاختيار عندما فضل صوت العقل على القلب واختار مصلحته ونجاح العمل على نفسه، ولا حتى حب الأب لم ينجح في أن يمنحه إلى طفله فهو يتركه اليوم كله وتقريبا الطفل لا يراه إلا نادرا جدا يكاد لا يعرفه.

رفعه إلى أحضانه رغم أنه كان نائم وقبله وهو يضمه إلى صدره وقال "أعلم أني أنا أيضا أظلمك ولكن ليس بيدي شئ، لا أعلم ماذا أفعل؟ أعلم أنك تحتاج وجودي ولكن أنا لا أقوى على البقاء، أتعلم حبيبي نحن الاثنان بحاجة إلى الحب والحنان، حب الأهل والأقارب وأنا الذى تركت كل ذلك ولم أفكر إلا بنفسي، أناني نعم هي على حق. أنا شخص لا أستحق أي رحمة، ولكن غصب عني صدقني لم أقو على التواجد هناك وكل جدار يذكرني به"

تنهد وأغمض عيونه وهمس "كم أفتقدك تميم كم أشعر بالنقص بدونك تركتني وأنت تعلم أني لا أعرف كيف أعيش بدونك، ويريدون أن أبقى؟ كيف؟ كيف وأنا كنت أراك بكل مكان وأسمع صوتك من كل جهة؟ لا أستطيع تميم لا أستطيع العودة مجرد ذكرى موتك تعيدني إلى الخلف"

جلس على أقرب مقعد وهو يضم ابنه لأحضانه ولم يدري متى نام ولكنه فجأة رأى تميم يدخل من باب الغرفة، أراد أن ينهض إليه ولكنه أشار له بابتسامته المعهودة وقال بصوته الهادئ

“ لا تنهض حتى لا توقظه"

قال بلهفة "اشتقت إليك يا أخي"

لم تذهب ابتسامته وقال "لِم تركتني إذن؟"

أجاب تيم بدهشة "لم أفعل أنت الذى رحلت"

لم يتحرك وقال "أنا هناك أفضل، ولكن أنت لم تحسن التصرف يا أخي"

أشاح بوجهه وقال "تميم أنا لا أقوى على البقاء أريد أن آت معك"

لمعت عيون تميم وقال "وابنك وما يخصني من سيكون مسؤول عنهم؟"

رواية الليلة الملعونة    بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن