الفصل الثالث والثلاثين

1.8K 53 27
                                    

الفصل الثالث والثلاثين والأخير
قلب
انطلق بالسيارة ثم أعاد الاتصال عندما أجابه صوت غريب يقول "ألو"
نظر إلى الهاتف ليتأكد أنه اتصل بها ثم عاد ليرد "ألو، من يتحدث أين زوجتي؟"
أجاب الرجل "إنها سقطت بالشارع فاقدة للوعي ونحن نحاول إفاقتها أو أخذها للمشفى"
انقبض قلبه وتملكه الفزع فقد كان يعلم أن قلبها الضعيف لا يتحمل تلك الانفعالات كما أخبره الطبيب أن الإصابة أثرت على عضلة القلب وبحاجة للراحة النفسية والجسدية
ضغط على دواسة البنزين بجنون بعد أن أخبره الرجل بمكانها وهو يشعر بألم لا حدود له من أجلها.
تلقاها الطبيب منه وتوقف خارج غرفة الاستقبال وقد شحب وجهه وتملكه القلق حتى كاد يقضي عليه، وصلته رسالة فتحها فوجدها من عمته تطمئن عليهم وتردد قبل أن يرد بأنهم بخير فهو يعلم أن عمته تمضي أجازة زواج مع أدهم وبالطبع لن يخبرها بما يضايقها.
خرج الطبيب فأسرع إليه بلهفة وقال "ماذا أصابها يا دكتور؟"
قال بهدوء "هي بخير من الواضح أنها أجهدت نفسها ومن الواضح أن لديها إصابة بالقلب فلم يتحمل قلبها المجهود ولابد ألا تفعل فهي بحاجة للراحة"
هز رأسه وهو يمرر يده بشعره وقال "نعم أعلم وكيف حالها الآن؟"
قال الطبيب "بخير ولكنها تحتاج للراحة سواء هنا أو بالبيت"
داعب لحيته وقال بذهن مشغول "هل يمكن أن نعود للبيت"
قال الطبيب "نعم الأمر بسيط لكن لابد من الراحة حتى تنهي شفاؤها"
هز رأسه وقال "حاضر، هل يمكن أن أراها؟"
قال "نعم تفضل"
دخل ورآها وعلى وجهها جهاز للنفس فشعر بالألم يزداد داخل صدره فهو سبب ألمها وأحزانها، منذ عرفته ولم ينالها منه إلا الحزن والألم، متى يمكنه أن يسعدها؟
مرر أصابعه على يدها ففتحت عيونها وهي تشعر براحة بعد الألم الذي اجتاحها فرأته أمامها، أبعدت وجهها وأغلقت عيونها التي ابتلت بالدموع ولكنه انحنى عليها وقال
"كفى ديمة، أرجوكِ كفى أنا لا أتحمل كل ذلك"
لم ترد ولم تنظر إليه فقال "ديمة لم يحدث شيء مما تظنين، الأمر كله ليس كما ظننتِ صدقيني"
أيضا لم ترد لم تعد ترغب في الكلام أو الحوار وأدرك هو ذلك فلم يكثر من الكلمات وظل بجانبها بصمت إلى أن سمح لهم الطبيب بالخروج. ظلت طوال الطريق تستند رأسها على زجاج النافذة دون أن تنظر إليه أو تتحدث وهو يراقبها بنظرات كلها خوف وألم من أجلها ورغبة في الدفاع عن نفسه وتبرير ما حدث..
ما أن نزلت من السيارة حتى حملها بين ذراعيه فقالت بغضب "لا اتركني، وابتعد عني"
ولكنه لم يعبأ بكلماتها وهو يدخل بها إلى غرفتها وتبعتها مونيكا بقلق، وضعها بالفراش وقال
"مونيكا ساعدي المدام بتغيير ملابسها فهي بحاجة للراحة"
أجابت المرأة "حاضر مستر تيم"
ثم تركها وخرج بينما غيرت ملابسها واغتسلت مع مونيكا وعادت إلى الفراش وذهنها مشغول بأمر واحد ولابد أن تحققه
أطمئن على الأولاد وجهز لها بعض الطعام الصحي ثم عاد إليها وقد أعادتها مونيكا إلى الفراش وخرجت عندما دخل هو، بينما أبعدت هي وجهها عنه
وضع الطعام واتجه إليها جلس بجوارها على الفراش وأمسك يدها وقال "حبيبي ما زال غاضبا"
أبعدت يدها فابتسم وقال "لم أكن أعلم أن الغيرة تفعل كل ذلك"
نظرت إليه بحدة وغضب فابتسم وقال "أحب حتى وجهك الغاضب"
أبعدت وجهها فقال "ديمة اسمعيني، لابد أن تسمعيني لأن ما برأسك الجميل هذا غير صحيح"
عادت تنظر إليه بنفس الغضب فواجه نظراتها وقال "نعم غير صحيح ليس بيني وبين جاكي أي شيء أخبرتك بذلك من قبل، أعلم ما رأيته اليوم ولكن عليك أن تفهمي ما حدث أولا قبل أن تغضبي"
قالت "لا أريد أن أسمع، أنا أريد شيء واحد"
صمت لحظة وهو يجول بنظراته بعينيها ثم قال "وما هو؟"
أبعدت عيونها وقد عاد قلبها يدق بقوة مرة أخرى ولكنها قالت بإصرار "الطلاق، لن أعيش مع رجل لا يريدني، وإنما يريد مربية لأولاده"
تراجع من كلماتها ثم ردد الكلمات "طلاق؟ مربية لأولادي!؟ ديمة هل تسمعين نفسك أي طلاق الذي تتحدثين عنه أنا لن أترككِ أبداً هل تفهمين؟ ومربية لأولادي هذه انتهينا منها منذ وقت كاف أما اليوم فلابد أن تسمعي قبل أن تتهوري"
نظرت إليه وقالت بحدة "أتهور؟ هل تظن أنني بعد أن رأيتك بأحضان تلك المرأة التي هي امرأتك كما قالت يمكنني ألا أتهور؟"
ثم نفضت الغطاء ونهضت مبتعدة عنه ولكنه نفخ بضيق ونهض متجها إليها ووقف خلفها وقال
"ليست امرأتي يا ديمة أنا أكرر الكلمات كالببغاء وأنتِ لا تسمعين"
التفتت إليه بعيون كلها غضب ممتزج بألم ومحلى بالدموع وقالت "لأني رأيت والعين تغني عن الإذن بتلك المواقف يا باش مهندس، لست بحاجة لأن أسمع، الآن أدركت سبب بعدك عني بالطبع فأنت لست بحاجة لزوجة طالما لديك عشيقة وتعيش نزواتك كما تحب"
قبض أصابعه بقوة وقد تملكه الغضب ولكنه قال "كفى ديمة، تعلمين أني لست كذلك وبعدي عنكِ كان من أجلك من أجل قلبك الذي لا يتحمل كما حدث اليوم وليس لأن لدي امرأة أخرى أو أن لي نزوات، اسمعيني جيدا ما حدث اليوم لم يكن يعنى أي شيء لأن جاكي لا تمثل لي أي شيء ليس اليوم ولكن من قبل أن تظهري بحياتي ولم يعد لدي أي كلمات أخرى"
ثم تركها وخرج تاركاً إياها في حزن وغضب وألم لا تدري متى يمكن أن ينتهي، جلست على أقرب مقعد وهي لا تعرف ماذا يمكنها أن تفعل وهل تصدقه؟ ولكن ماذا عما رأته اليوم؟ وهل يمكنها أن تتجاوز عن الأمر؟
لم تراه إلا بالصباح وهي تضع تميم بمكان إفطاره ولم ينظر إليها أو يتحدث ولا هي وكأنما تحولت هي إلى المتهمة وهو البريء.
خرج علي للسائق لتوصيله إلى المدرسة وأخذت مونيكا تميم إلى الحديقة وظل كلا منهما على المائدة والصمت يلفهم إلى أن قررت هي أن تنهض ولكنه أمسك معصمها وقال
"ديمة انتظري"
توقفت دون أن تذهب أو تنظر إليه ولم تبعد يدها فوقف أمامها وقال "ألن ننتهي مما كان؟"
لم تنظر إليه وقالت "أخبرتك بما أريد"
رفع وجهها إليه وقد تغيرت نبرة صوتها فقال وهو يتأمل عيونها التي لا يرتوي من جمالها
“ديمة أنا أحبك، أحب جنونك وغضبك، أعشق غيرتك، ديمة أنا لم أحب امرأة سواكِ"
ترقرقت الدموع بعينيها وابتعدت وقالت "وجاكي؟ وما رأيته بالأمس؟"
أحاط كتفيها بيديه وقال بصدق "كنت أخبرها أن لا مكان بحياتي إلا لامرأة واحدة، وأقنعتها أننا مجرد أصدقاء وعليها أن تبدأ حياتها بعيدا عني فاقتنعت بحزن ولكنها فجأة ألقت نفسها بأحضاني لتدخلي أنتِ بذات اللحظة وكأنكم متفقتان"
لم ترد فأعادها أمامه فقالت "وأنت تعتقد أني أصدق أن جاكي اقتنعت أن تتركك؟ بالطبع لا أنت تخدعني يا تيم أليس كذلك؟ بدليل أنك تركتني وحدي بالأيام السابقة وكأني لست زوجتك وكأنك لا رغبة لك بي وبوجودي"
ابتسم ومسح دموعها بحنان وقال "يا زوجتي المجنونة أنا لم أرغب بحياتي كلها إلا بوجودك معي كم مرة أشرح لكِ سبب بعدي؟ دكتور أدهم أخبرني أن قلبك ما زال بحاجة للراحة وعدم المجهود وأشار من بعيد إلى ما فهمته أنا وبالطبع كان لابد أن أنفذ تعليماته وألا أعرضك لأي مجهود حتى ولو كان على حساب نفسي، وقاومت قربك حبيبتي دون أن أمتلكك أو أقرب لك فقط من أجلك، أقسم حبيبتي أني تعمدت أن أغرق بالعمل حتى يمكنني أن أقاوم رغبتي بأن آخذك بين ذراعي كزوج عاشق متشوق لأحضان زوجته وقد ظننت أنكِ بعد عدة أيام ستكونين بخير ووقتها يمكنني أن أنال ما حرمت منه"
ظلت تنظر إليه دون أن ترد فعاد يقول وهو يقربها منه بحنان "ديمة هل تريدين الطلاق حقاً؟"
أخفضت وجهها وقالت بصوت يكاد لا يسمع  "ربما كان وجودي عائقا في طريق سعادتك"
رفع وجهها إليه مرة أخرى وقال "السعادة بنظرة لعيونك حبيبتي، بضمة من ذراعيكِ، بابتسامة من بين شفتيكِ، أنا أتلهف لحنانك وقربك لا لغضبك وبعدك"
ضاعت في كلماته التي لم تجد رد يناسبها زاد قربه وقال بهمس "أخبريني أنكِ لن تتركيني وأنكِ تريديني مثلما أعشقك ولا أريد سواكِ"
التقط شفتيها بحب وحنان ولم تقاومه وإنما منحته شفتيها بحب مماثل وتركت جسدها بين ذراعيه وهي تشعر أن تلك القبلة تسلبها أحزانها وأوجاعها وتعيد إليها سعادتها، أبعد شفتيه ولكنه لم يبعد وجهه عنها وهو يهمس
“حبيبي ما زال غاضباً؟"
هزت رأسها نفياً وقد احمر وجهها وتلاحقت أنفاسها فقال "أريد أن أتأكد"
أخفضت عيونها ولكنه قرب شفتيه من وجنتيها وقبلها برقة وقال "تغارين علي ديمة؟"
أغمضت عيونها ويدها تتسرب إلي عنقه وتحيطه بحنان وهي تقول "وكيف لا وأنت حب عمري تيم، أنا أغير عليك من عيون كل النساء ومن العمل الذي يأخذك مني أغار حتى من أحضانك لأولادنا أغار عليك حتى من نفسي، تيم أنا لم أعرف سواك فتحت عيوني عليك وأغلقت قلبي بحبك، أنا لم أر رجلا سواك، وعشت سنواتي أحلم بك، أنت فارس أحلامي الذي كنت أراه بالنوم واليقظة لم أرد بحياتي كلها إلا أن أكون لك ومعك حتى ولو لم أنل قلبك يكفيني وجودي بجوارك فهذا يعني الحياة لي تيم أنت الحياة حبيبي ولا حياة بدونك"
جذبها إليه بقوة وقد اكتفى بكلماتها وجعلته يشعر بسعادة لم يشعر بها إلا وهي معه همس وهو يدفن رأسه بين شعرها
“أعددت لنا رحلة لكل دول أوروبا من الغد وأنهيت أعمالي بالأيام السابقة كي نستمتع سويا حبيبتي"
ابتعدت بدهشة وقالت "رحلة نحن سنذهب برحلة؟ حقا تيم؟"
أحاط وجهها براحتيه وقال بحنان "شهر عسل حبيبة قلب تيم أنا وأنتِ والأولاد بعيدا عن كل شيء لأمتعك حبيبتي وأعوضك عن كل ما مر بكِ وأنتِ بعيدة عني"
قبلت راحة يده وهي تضع يدها على يده وقالت "عوضي هو وجودك معي حبيبي فأنا لا أريد سوى ذلك"
ضمها إليه مرة أخرى بسعادة وقال "وأنا معكِ إلى آخر العمر حبيبتي"
****
تحركت الخادمة إلى المائدة لتكمل الحلويات الموضوعة عليها ثم دخلت فتاة في السابعة عشر وقالت
“ هل انتهيتِ يا منى؟ لقد قارب الجميع على الوصول"
نظرت إليها منى وقالت "نعم يا آنسة مدام جميلة أخبرتني أن هذا يكفي"
قالت الفتاة "أين الماي فاي؟ علي يحبه أحضريه لقد طلبته بنفسي أمس"
أجابت منى "حاضر آنسة رؤى"
سمعت رؤى سيارة تدخل الفيلا فأسرعت إلى الخارج لترى مي تنزل من السيارة وتسرع إليها لتحتضنها ونزلت زينة هي الأخرى ومصطفى يتبعها ويحيطها بذراعه بحب دام طوال عشرين عاماً لم يقل يوما واحدا، ابتسمت زينة ورؤى تقبلها وتقول
"وأخيرا يا زوزو تأخرتم جدا، أين فهد؟"
سلمت على مصطفى والجميع يتجه إلى الداخل وزينة وتقول "ذهب للقاء خاله بالمطار"
ابتسمت رؤى وغمزت إلى مي وقالت "خاله أم بنت خاله؟"
ضحكت البنات وما أن دخل الجميع حتى رأوا جميلة تنزل من غرفتها ورغم تقدم السنوات بها إلا أن جمالها ما زال يأسر قلب أدهم الذي أثبت حبه لها وجعلها تنسى سنوات الحرمان ونالت رؤى ابنتها الوحيدة لتعيد لها أجمل إحساس بالعالم الأمومة
احتضنت زينة عمتها وقالت "كل سنة وحضرتك طيبة عمتي"
ابتسمت جميلة وقالت "وأنت بخير يا حبيبتي أين فهد؟ كيف حالك يا مصطفى؟"
قبل مصطفى وجنتيها وقال "بخير عمتي، كل عام وحضرتك بخير، فهد ذهب للقاء تيم بالمطار"
جلس الجميع بينما انفردت الفتاتان ببعضهما البعض وقبل أن تنطق إحداهما كانت السيارة الأخرى تدخل الفيلا فأسرعت الفتاتان إلى الخارج بسعادة وقد توقفت السيارة وخلفها سيارة أخرى يقودها عمار
نزل فهد وتبعه تيم الذي فتح لزوجته وأحاطها بذراعه بحب كان الجميع يحسدهم عليه، ابتسمت ورؤى تسرع إليها وتحتضنها فقد كانت علاقتهم عن طريق النت رائعة وتبعتها مي بنفس الحضن بينما رحب مصطفى بتيم بحرارة وكذلك زينة التي احتضنت أخاها بحب وأخيرا التقى علي برؤى التي احمر وجهها بلقائه وقد كان صورة من تميم والده الأصلي أما تميم فقد كان يشبه تيم وقد زاغت عيونه بحثا عن فتاته مي وكأن الشباب ترفض أن يدخل غريب بينهم
أما ياسمين فقد كانت ديمة الصغيرة بنفس عيونها وشعرها الأسود وقد خطفها فهد منذ أن كانت طفلة صغيرة وقد استسلمت له وهو شاب يشبه مصطفى بعيونه العسلية وشعره البني الناعم ولكن له شخصية خاله تيم وقد تولى فرع شركة تيم بمصر مع علي الذي كان يأتي كثيرا ليتابع الأمور بنفسه
تحدث الجميع مع ديمة لخطوبة البنات قبل أن تعود لمصر ولم تجد أفضل من هذه المناسبة للحديث عن رغبة أولادها ورغبة فهد
كان اليوم رائعا أمضاه الجميع بين الابتسامات والكلمات السعيدة وتهنئة بعيد ميلاد العمة وأخيراً انفردت بزوجها بالحديقة وهو ينظر إليها فقالت
"هذا المكان يذكرني بيوم ذلك الرجل"
التفت إليها وأحاطها بذراعه وقال "نعم حبيبتي يوم أن ردعتيه برصاصة بظهره"
ضحكت وهي تريح يديها على صدره ونظرت بعيونه ثم قالت "نعم، تيم أعتقد أنه آن الأوان كي تفاتحهم بالموضوع أليس كذلك؟"
فكر قليلا قبل أن يقول "وهل تظنين أن مصطفى وأدهم سيوافقون؟ البنات ما زالت صغيرة"
داعبت وجهه بأصابعها وقالت "كنت بعمرهم يوم أحببتك حبيبي"
أخذ يدها وقبلها وقال "نعم حبيبتي، لم يمكنكِ نسيان تلك الليلة الملعونة التي فرقتنا بعد أن عرفتنا"
ابتسمت وقالت "الآن لا أريد أن أذكر إلا أنها كانت سبب في أني عرفتك وأحببتك ولم أندم يوما تيم على حبك"
ضمها إليه بحنان وقال "ولا أنا حبيبتي بل نسيت عمري الذي عشته بدونك ولا أذكر إلا عمري الذي قضيته معكِ"
ابتعدت وقالت "والآن علينا أن نكمل المسيرة علي يريد رؤى، وتميم يريد مي، وعلى فكرة هناك أمر آخر"
أبعدها قليلاً وقال "ماذا؟"
قالت بابتسامة تأخذه دوماً "فهد، يريد ياسمين"
ابتعد وهو يحدق بها ثم أخرج سيجارة وأشعلها فقالت "ماذا بك؟"
التفت إليها وقال "أليست صغيرة؟ ثم هذا يعني أن تقيم معه هنا، ولكن هل هي موافقة أصلاً"
ابتسمت وهي تعلم أن ياسمين هي المقربة إليه فقالت "أعتقد أن فهد وعلي متفقان على ذلك الفرع الجديد عندنا بالخارج وهذا يعني أنه سيأتي ليقيم عندنا، وعلى فكرة ابنتك تريده هو ابن عمتها ولن تجد من يخاف عليها أكثر منه خاصة إذا كان يحبها"
حدق بعيونها ثم قال "علي جاد بذلك المشروع إذن؟ بالتأكيد أنتِ من شجعه شركة برمجيات هو ابن أمه أليس كذلك؟"
ضحكت بدلال وقالت "بالتأكيد حبيبي كما هو تميم ابن أبوه فهو يكاد يكون مسؤول عن كل شيء عندك وأنت بنفسك اعترفت بذلك"
قال وهو ينفخ الدخان "أنتِ أعددتِ كل شيء مع الأولاد أليس كذلك؟"
ابتسمت وقالت "لم يكونوا ليفعلوا أي شيء دون موافقتك وهم الآن بانتظار قرارك حبيبي"
صمت قليلا ثم قال "البنات موافقة."
هزت رأسها وقالت "منذ أن كانوا أطفال حبيبي"
هز رأسه وأحاطها بذراعه وقال "حسنا من الأفضل أن تظل عائلتنا بدون غريب يقلق راحتنا هيا تعالي لنفاتح الجميع"
****
استنشقت رائحة اليود وتأملت منظر البحر أمامها من خلف نافذة غرفتها بالفندق بقرية العالمين ثم عادت تنظر إليه وهو بالفراش فاتجهت إليه وداعبت وجهه حتى فتح عيونه ثم ابتسم لها واعتدل وقال
"صباح العيون الجميلة"
ابتسمت وقالت "صباح الخير حبيبي أريد أن اتصل بالأولاد"
أحاط وجهها بيده وقال "لا أعتقد حبيبتي فكلا منهم الآن مع عروسته ولا مجال لوجودنا بينهم"
نهضت إلى النافذة وشردت وقد مرت السنوات لتصل بها إلى أن زوجت أبنائها وهي يوما لم تتخيل أن تكمل أصلاً مسيرتها بعلي ولكن اليوم فعلت
شعرت به يحيطها بذراعه ويجذبها إليه وينظر بعيونها وقال "نعم حبيبتي لقد انتهت مهمتنا واليوم نبدأ نحن حياتنا أنا وأنتِ فقط بدون أولاد فمنذ بدأت حياتنا ونحن لم نخلو ببعضنا أما الآن فكلا منا ملك للآخر فقط"
وضعت رأسها على صدره وقالت "أنا لك منذ أول لحظة رأيتك بها تيم ولم أعرف سواك ولا أريد إلا أن تنتهى حياتي وأنا معك"
شد عليها بحنان وقال "نعم حبيبتي أنا أيضا لا أريد إلا أنتِ معكِ عشت السعادة وعرفت معنى الحياة وبك أصبحت لي أسرة سعيدة لم أكن أظن أنها ستكون لي بأي يوم"
رفع وجهها إليه ونظر بعيونها وقال "أحبك ديمة أحببتك بكل ما فات من عمري وسأحبك بما تبقى لي منه يا قلب حياتي"
ابتسمت وقالت "وأنا الآن لا أريد من الدنيا أكثر من ذلك حبيبي أدامك الله بحياتي يا قلب حياتي إلى نهاية العمر"
والتقت الشفاه لتختم روايتي التي احترت مرارا في كتابة نهايتها، ولا أعلم ما إذا كانت نهاية جيدة ولكنها ربما تكون مختلفة ولكن المهم أنها نهاية سعيدة فيكفينا جميعا أحزان مما نقابلها بالواقع لذا نهرب منها إلى الخيال..
تمت بحمد الله
وبكدة نكون قفلنا رحلتنا مع ابطالنا ويا رب تكونوا سعداء برواياتي ساشاق اليكم جميعا وإلى لقدء جديد مع رواية جديدة
اكيد ستنتظروني
داليا السيد محمد

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 18, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رواية الليلة الملعونة    بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن