الفصل الحادي عشر
عودة
اتسعت عينيها عندما أخرج مسدسه ولم يتردد وهو يصوبه تجاهها وأطلق بدون أن يرمش له جفن لتخترق الرصاصة كتفها الأيسر كالنار تحرق لحمها فتصرخ من الألم فينتزع تميم من بين ذراعيها ويتركها ويستدير ذاهبا
لكنها لم تستسلم ويدها الأخرى تلمس رجل الأمن الملقى بجوارها وتري مسدسه أمامها فألتقطه ورفعته بيد مرتجفة تجاه الرجل الذي كان يبتعد ولا تعلم كيف سحبت زر الأمان كما ترى بالأفلام ولم تفكر وإنما أطلقت على ظهره بعيدا عن يده التي تمسك بتميم وهي تغلق عينيها وترتد إلى الخلف ولا تعرف ما إذا كانت قد فعلت الصواب أم لا، سمعت صوت ارتطام شيء بالأرض وصراخ الطفل المستمر ففتحت عينيها والألم يزداد بذراعها والدماء غطت ملابسها فرأت الرجل وقد سقط على الأرض وتميم يجلس بجواره وهو يبكي وينادى
" دي .. دي.."
زحفت إلى الطفل دون أن تقو على الوقوف من الألم وقد بدأت تشعر بدوار يتملكها وصلت إلى تميم وحاولت أن تبتسم له وبصعوبة أخرجت هاتفها من جيبها وأدارت رقم زينة التي كانت مع مصطفى ولكنها أجابت على الفور فهتفت ديمة بصعوبة
“ زينة اتصلي بتيم والشرطة .. الفيلا بخطر..تميم.. و.."
ولم تكمل وقد فقدت الوعي ولم تعد تشعر بأي شيء
عندما فتحت عيونها سمعت صوتاً يناديها "مدام ديمة هل تسمعيني؟"
فتحت عينيها وكأنها تعود من سفر بعيد وأنفاسها تلهث من التعب، فرأت أحد الأطباء ينظر إليها وبعض الرجال لا تعرفهم من خلفه وغرفة بدا أنها بالمشفى سمعت الطبيب يقول
"مدام ديمة أنت بخير؟"
هزت رأسها وهي تشعر بألم بكتفها الأيسر وقالت "نعم، ولكن أين أنا؟"
ابتسم وقال "أكيد بالمشفى"
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تتذكر ما حدث فأغلقت عيونها ربما تمنع الذكريات القريبة ولكنها لم تستطع ففتحت عينيها وقالت
"تميم أين هو؟"
نظر الطبيب إليها بتساؤل وقال "تميم؟"
اقترب الرجل الذي يقف خلفه وقال "بخير مدام، أنا رئيس نيابة.. وأريد أن أعرف ماذا حدث بالضبط "
نظرت إليه ولم يمكنها إلا أن حكت له ما حدث فقال "شجاعة أهنئك عليها مدام، لولا ما فعلتِه لذهب الطفل"
قالت "وباقي الموجودين ماذا حدث لهم؟"
قال "أم سعد أصيبت برأسها بجرح عميق أفقدها الوعي ورجال الأمن ما بين مصاب وفاقد للوعي أما المربية فاختفت، تقريبا بالاتفاق مع الرجل ومدام جميلة بخير كانت بعيدة عن الأحداث، هذا الرجل مدام هل رأيته من قبل؟ ولماذا رفضتِ منحه الطفل"
أنت تقرأ
رواية الليلة الملعونة بقلمي داليا السيد
Romanceليلة واحدة، ليلة دمرت حياتها وألقت على عاتقها مسؤوليات لم تكن فتاة بالساعة عشر يمكنها أن تتحملها وكل ذلك بسبب ذلك الرجل، اليوم وبعد خمس سنوات على تلك الليلة الملعونة تقابله تصطدم به بوجه آخر وجه من القسوة والكره والكبرياء والرفض لأي امرأة بحياته، ال...