الفصل السادس

1.2K 45 2
                                    

الفصل السادس

غضب

استسلم الطفل إلى أمه وتحرك بجانبها إلى الخارج متسترين بظلام الليل هاربين من مواجهة القدر الذي يهدد بانكشاف الأسرار التي يخفيها بين طيات الزمن ..

دخل مكتبه و الذكريات تدور حوله كدوامة تعصف به من كل جانب، تلك العيون يعرفها جيدا ولكنه لا يتذكر أين ومتى رآها، وهذا الطفل الذي أخذه بطريقته البريئة جعلته يريد أن ينظر إليه دون أن يمل أو يكل، غير الشبه بينه وبين أخيه تميم من تلك الفتاة؟ وماذا تخفى وراءها ؟

رن هاتفه فأخرجه كان فرانك الذي قال "مستر سيمون يريد رؤيتك مستر تيم"

ابتسم وهو يشعل سيجارته ويتجه الى النافذة وقال "الآن يريد أن يراني؟ وماذا أخبرته؟"

أجاب فرانك "أنك غير موجود بالمدينة"

دخن سيجارته وقال "وماذا؟"

قال فرانك "ترجاني أن أطلب منك وقف ما يحدث وهو على استعداد للتفاوض والتعويض"

نفخ الدخان وهو ينظر الى ظلام الليل أمامه وقال "ليس هناك عوض عن الأرواح فرانك، أهلي خط أحمر لن أسمح بتجاوزه، والرحمة ليست بقاموس حياتي وما فعله يستحق العقاب ولن أتراجع"

قال فرانك "تمام سيدي كما تشاء"

أغلق الهاتف وعاد إلى الظلام ليرى شبحا يتحرك بالحديقة فاقترب ليرى جيدا فأدرك من الذي يهرب متخفياً بالظلام.

****

بالصباح كانت جميلة ترقد بفراش جديد بغرفة عادية بعيدا عن العناية وزينة تبتسم بسعادة لنجاة عمتها، وقف الطبيب وقال

“ يوم معنا أو اثنين ثم تعودين لبيتك بسلام مدام"

قالت جميلة بضعف "شكرا لتعبك دكتور"

دق الباب وفتح لترى أدهم وهو يتقدم إلى الداخل بملابس الأطباء فاندهشت بينما لاحت ابتسامة على وجه أدهم الذي ما زال يحتفظ بوسامته رغم تقدمه بالعمر

قال "صباح الخير، الحمد لله على سلامتك"

كانت مندهشة لوجوده ولكنها قالت "شكراً دكتور أدهم"

عرفته زينة وقد تردد اسمه أمامها أمس ورأته مع الطبيب بينما قال أدهم "أراكِ أفضل بكثير فقط ما زال ظهرك بحاجة إلى العلاج كي يمكنكِ الوقوف على قدميك"

بدت جميلة قوية وهي تتلقى الأنباء عن مصيرها فقالت "وكيف سيكون ذلك؟"

قال الطبيب "دكتور أدهم أخصائي العظام والعمود الفقري لذا هو من سيتولى أمر علاجك مدام"

حدقت بأدهم بدون فهم بينما قال هو "دكتور وجدي صاحب المشفى صديقي وقد اتصل بي وأخبرني بالحالة وأنا أتيت لأكتشف أنه أنتِ"

رواية الليلة الملعونة    بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن