الفصل السابع والعشرين

1K 38 0
                                    

الفصل السابع والعشرين
وحدة.. فرح
فتحت أم سعد الباب وتراجعت بسعادة وهي ترى تيم يدخل رغم تأخر الوقت فقالت "تيم بيه، مرحباً بعودتك"
تحرك إلى الداخل وقال "أين تميم؟"
قالت المرأة "بغرفة الآنسة زينة كان يبكي كثيرا ولم ينم إلا منذ قليل معها"
كاد يتقدم إلى الأعلى عندما خرجت جميلة من مكتبها والسعادة على وجهها ونادته "تيم حبيبي، أخيرا عدت"
توقف على أول درجة من السلم لحظة قبل أن يلتفت إليها وهي تسرع الخطى إليه فنزل من على الدرجة بينما أحاطت هي وجهه بكفيها وهي تقول بسعادة
"حبيبي، كنت أعلم أنك ستراجع نفسك وتعود إلي وإلى بيتك، أخيرا عدت إلى بيتك وأمك"
أنزل يداها من على وجهه وهو ينظر إليها بنظرته الحادة وقال "هذا ليس بيتي لأعود إليه، هذا بيتك أنتِ جميلة هانم وقد أخبرتك رأي مسبقاً وهو لن يتغير"
ذهبت ابتسامتها وهي لا تفهم وهو يبتعد من أمامها فقالت "ماذا تعني؟ أليس هذا البيت الذي عشت به عمرك كله؟"
أشعل سيجارة وقال "بلى، عشت عندما كنت أظن أني ابن هذا البيت وليس مجرد شخص مدين مطالب بالسداد"
اقتربت منه وقالت "لا تيم لست مدين بأي شيء وأنا لا أريد أي شيء أنا أريدك أنت وأختك فقط، تيم أنت ابن هذا البيت كل مكان هنا يشهد على ذلك أنت ابني أنا"
حدق بها وقال "ابنك هو فادي وليس أنا، فادي هو من اختاره قلبك ليخاف عليه ويحميه ويتمنى سعادته، لن نعيد ما كان عمتي"
كاد يتابع تحركه للأعلى ولكنها قالت "لا تيم أنت أيضا ابني الذي أخاف عليه وأتمنى سعادته، هل تشك بذلك تيم؟"
توقف وقال  "لم أعد أعلم عمتي، حقا لم أعد أعلم ماذا أمثل بالنسبة لكِ؟ هل أنا ابنك حقا كما تقولين، أم مجرد طفل يتيم أشفقتِ عليه هو وأخته والتمست من وراءهم ثواب كفالة اليتيم؟ من أنا بالنسبة لكِ لأني لم أعد أجد مسمي لم بيننا، هل أنتِ أمي التي تسعد لسعادتي وتحزن لحزني؟ إذن لماذا اخترتِ أن أترك زوجتي التي تعلمين أنها أصبحت الحياة بالنسبة لي وفضلتِ هذا الشاب الفاسد على سعادتي وراحتي وراحة أولادي؟"
قالت من بين دموعها "لأنها لا تليق بك إنها فتاة لا.."
صرخ بغضب "كفى، إنها أشرف امرأة عرفتها هل تعلمين لماذا؟ لأن علي ليس ابنها ولا ابني، نعم لم يكن بيني وبينها أي شيء بيوم ما، كانت بكر عذراء يا عمتي ونسبت الطفل لنفسها وعاشت تحمل عار ليس عارها وخطأ ليس خطأها، أتعلمين لماذا عمتي؟ لأن علي ابن أختها وكانت تظن أنه ابني ولكنه ابن تميم عمتي ابن أخي توأم روحي، هل ما زلتِ تظنين أنها فتاة من الشارع بلا شرف ولا تليق برجل مثلي عرفها وهو سكير لا يعي من الواقع إلا عيون بريئة تحمل خوف وفزع ظلت تطاردني حتى رأيتها وعرفتها وتذكرت الحقيقة، نعم عمتي هذه هي الحقيقة، إنه أنا الذي لا يليق بها لأني لم أدرك مشاعرها تجاهي وحبها لي ولابني"
سقطت جميلة على أقرب مقعد وقد صدمتها الحقيقة بينما أطفأ هو السيجارة واتجه إلى السلم مرة أخرى واتجه إلى غرفة زينة ودق الباب ودخل كانت نائمة فلم يوقظها وإنما حمل ابنه وتحرك إلى الخارج ونزل فرأته جميلة فنهضت وقالت بقلب ينبض ألم وحسرة وندم
“ تيم، إلى أين"
نظر إليها وقال "إلى البيت الذي أجد به الحب والحنان الذي لم أجده هنا"
كانت قد وقفت أمامه وقالت "لا تيم هي لا تحبك مثلي لم تضحي بشبابها وعمرها من أجلكم مثلي، لم ترفض الرجال من أجلكم هي لن تمنحك ما منحته لك"
قال بحزن "نعم هي لن تمنحني ما منحتِه أنتِ لي اليوم من كسرة قلبي وأنتِ من طردها من حياتي ووضعتِ نفسك بيني وبينها فاختارتك أنتِ من أجلي فهي لم تختار كسرة قلبي عمتي ولكن أنتِ من أدميتني حتى الموت مرة واثنان حتى اكتفيت"
تراجعت وقالت بفزع "لا إنها كاذبة أنا لم أطردها وإنما هي التي ساومتني وطلبت مني أموال مقابل رحيلها وأنا فعلت تيم لأني عرفت أنها لا تريد إلا الأموال"
هز رأسه نفيا وقال وهو يخرج ورقة من جيبه "هل تعنين ذلك الشيك؟ لقد تركتيه أنتِ على المائدة وهي لم تأخذه لأنها ليست تلك الفتاة التي تريدين إقناعي بها"
ترك الشيك ليسقط بالهواء إلى الأرض ثم التفت خارجاً وجميلة لا تصدق أنها فعلت ذلك وبدلا من أن تستعيده فقدته إلى الأبد.
عاد إلى سيارته وما زال ابنه بين أحضانه واستند إلى المقعد دون أن يعرف ماذا يفعل فالألم الذي يعتصر قلبه كان يمنعه من أن يجيد التفكير وقد أدرك أن عمته فقدت السيطرة على نفسها ولم تعد تعرف الصواب من الخطأ.
****
مرت الأيام ولم يفقد اتصاله بأخته وقد اكتمل الإعداد إلى الزفاف وتحولت حياته إلى ساعات تمر بدون معني وترددت أغنية أم كلثوم
"نسيت النوم وأحلامه، نسيت لياليه وأيامه بعيد عنك حياتي عذاب ما تبعدنيش بعيد عنك ما ليش غير الدموع أحباب معاها بعيش بعيد عنك، غـَالبني الشوق وغلبني وليل البعد دوبني ومهما البعد حيرني ومهما السهد سهرني لا طول بعدك يغيرني ولا الايام بتبعدني بعيد عنك"
قبل ليلة الزفاف اتجهت زينة إليه بالفيلا التي لم يعد يتركها اتجهت زينة إليه بالمكتب، كان تميم يلعب أمامه وهو شارد الذهن ينظر إلى صورة حبيبته التي حصل عليها وهي معه بالسخنة
“ تيم"
اعتدل وقد أعادته زينة من أحلامه البعيدة إليها فنهض واتجه إليها كما فعلت وقبلها بحنان وقال "أهلا بالعروسة ما هذه المفاجأة هل لديك وقت لتأتي إلي؟"
قالت بصدق "وقتي كله ملك لك يا تيم"
ابتسم بحزن واضح وقال "وماذا تبقي لزوجك إذن؟"
ابتعد من أمامها ولكنها لحقت به وقالت "هل عثرت على ديمة؟"
حدق بها بعيون احمرت من عدم النوم وتحلقت من الإرهاق لعدم الراحة ثم قال "لا، لم أجدها زينة أخبريها أني لم أجدها ربما تقر عينها"
وابتعد ولكن زينة أمسكت ذراعه وأوقفته وقالت "عمتك بالفراش تيم لم تتحمل بعدك، وربما ندمت على ما فعلت"
التفت إليها وحدق بوجهها لحظة ثم ابتعد وقال "جميلة أقوى من المرض ستهزمه وستعود صدقيني أما الندم فليس من خصالها، وإن فعلت فلن تندم على ديمة لأنها أرادت ذلك"
قالت بغضب "ما بالك تيم لقد ظننت أنك عدت إلينا وعاد إليك حنانك، لكنك الآن نفس الشخص يا تيم ليست ديمة أول امرأة بالحياة ولا آخرهم ، فماذا حدث؟"
قال بغضب مكتوم بقلبه المجروح "اسألي جميلة فهي أرادت ذلك أرادت تيم الذي أصبح بلا قلب ورفضت تيم الذي عرف طريق قلبه وأعاده لصدره هي أماتت قلبي يا زينة وأحيت مكانه رجل يعيش بلا معنى للحياة حوله وأضاعت الحب الوحيد بحياتي، نعم زينة ديمة أول وآخر امرأة بحياتي كما هو مصطفى بالنسبة لكِ أوليس كذلك؟ أليس هذا هو الحب الذي احتفظ هو به بقلبه سنوات لك هي أيضا فعلت ذلك يا زينة"
ابتعد من أمامها ولكن زينة قالت بحزن على أخيها "انت تتحدث عن الحب يا تيم؟"
هز رأسه وقال "نعم يا زينة أنا أتحدث عن الحب، أنا بشر يا زينة ولي قلب وجد ما كان يفتقده طوال عمره حب صادق ونابع من القلب حب برئ من كل الاتهامات التي لوثته بها عمتك، ويوم أن وجدته هي حطمته بغرورها وكبرياءها وأنانيتها فماذا تنتظرين مني اليوم يا زينة؟"
اقتربت منه وقالت "وكيف تثق بحبها لك؟"
نظر لأخته وقال "وهل هناك دليل أكبر من أنها تحتفظ بنفسها لي أنا وحدي خمس سنوات وهي تعلم أني حلم بعيد المنال؟ أو تحمل عار أختها من أجل ابن ليس ابنها لمجرد أنها ظنت أنه جزء مني، أو أنها رحلت من أجل سعادتي واختارت أن تضحي بنفسها من أجلي ، نعم زينة هي لا قبلها ولا بعدها وأنا أحبها يا زينة أحبها وأضيع بدونها أضيع بدونها"
أسرعت الدموع من عيون زينة وهي تضغط بيدها على ذراع أخيها وقالت بحزن وألم "أنا آسفة تيم ولكن ألا أمل بأن تصل إليها أنا أخاف عليها"
أبعد وجهه عن أخته وقال "لا تقلقي عليها فزوجتي شجاعة وربما من الأفضل بقائها بعيدة هذه الأيام حتى أنتهي من وجدي، فهو لم ينس ما فعلته به"
قالت زينة "وعمتك"
لم يرد فأكملت "من أجلي تيم لابد أن تأتي، أنت دواءها بدونك لن تنهض من الفراش"
قال "آسف زينة لن يمكنني أن أفعل لا يمكنني أن أفتح جراح جديدة فما زالت القديمة مفتوحة ولن أزيد عمقها أكثر"
أخفضت وجهها وقالت "لن تتحمل الوحدة من بعد رحيلي"
لم يرد والأفكار تدور برأسه، فمن كل الأوجه أصبحت حياته صعبة ومعقدة ومليئة بالمشاكل التي أرهقته فلم يعد يريد إلا أحضانها حتى ينسى معها كل شيء ..
****
وأخيراً ذلك اليوم الذي انتظره مصطفى وزينة ولا يمكن وصف السعادة التي كان يشعر بها كلاهما، رغم أن الحزن طغى على زينة لأن الفراق الذي بين أخيها وعمتها يجعل حياتها صعبة بدونها ولكن ربما وجود مصطفى بجوارها منحها القوة على تقبل الأمر
انتقلت خواتم الزواج إلى اليد اليسرى وسط تصفيق الحضور، بينما ابتعد هو إلى مكان بعيد عن الحضور وعيونه تجول بالقاعة وذهنه شارد وحاول ألا يواجه نظرات جميلة التي ابتعدت هي الأخرى وقد بدا الحزن على ملامحها واختزن الجميع آهات الألم والحزن بالغرف المظلمة داخل قلوبهم ولم يطلقوا إلا ابتسامة زائفة تخدع الموجودين.
احتضنت جميلة زينة وهي تقول "ألف مبروك حبيبتي"
لم تستطع أن تمنع دموعها وهي تقول "الله يبارك بكِ عمتي"
لم تنطق بكلمة أخرى وهي تحتضن مصطفى ثم تحركت مبتعدة ولولا حضور رجال الأعمال لمجاملة جميلة لذهبت دون أن يشعر بها أحد لقد أدركت أنها اليوم أصبحت وحيدة وستعود إلى البيت خالية الوفاض لا تملك إلا جماد حولها، لقد ذهبت ابنتها ورحلت، وتيم، آه مما أصابها من فراقه هي من فعلت بنفسها ذلك؛ خسرته إلى الأبد ولم يعد باستطاعتها أن تعيده إلى أحضانها، لقد قايضت الذي هو أدني بالذي هو خير فخسرت كل شيء.
سمعت صوت تعرفه يقول" بالطبع لم أتوقع دعوتك، كما لم أتوقع دعوة تيم لي"
التفت لتنظر إلى أدهم بدهشة وربما سعادة لوجوده الآن فكم كانت بحاجة إليه، قابلتها ابتسامته الجميلة وقال وهو يرى دهشتها
" لم يمكنني أن أرفض أي فرصة أكون بها بجوارك جميلة"
وأخيرا أمكنها أن تستوعب الأمر وقالت "كيف عرفت؟"
ضحك وقال "وهل أمر كهذا يمكن أن تتركه السوشيال ميديا، لا تبدين كما اعتدتك جميلتي ماذا بكِ؟ هل تشعرين بالأم التي تفقد ابنتها أخيراً؟"
أبعدت وجهها وقد تذكرت أحزانها فقالت "أرجوك أدهم"
قال "ترجوني لماذا؟ هل تريدين أن أذهب؟"
قالت بسرعة ودون تفكير "لا، أقصد"
ولم تكمل فقال بحنان "إذن تحدثي وكلي آذان صاغية"
اقترب منه عمار وقال "لم يظهر أي أحد حتى الآن مستر تيم"
زاغت عيونه بين عمته وزينة وزوجها وتميم الذى استقر بين أيادي أم سعد وبجوارها رجل من رجاله وقال
"وهذا ما يزيد من قلقي يا عمار وجدي لابد أن يظهر"
قال عمار "حضرتك أخبرتني أنه الآن يسعى وراء المدام وهي بخير ولن يصل إليها فلماذا القلق الآن؟"
وضع سيجارته بفمه وأشعلها وقال "لا أعلم، لا أشعر بالخير وسكوت وجدي هذا كالذي يسبق العاصفة"
قال عمار "ربما اكتفى بعودة فادي وقرر الاستسلام"
نظر إليه وقال "ليس وجدي من يستسلم خاصة أنه ما زال بحاجة إلى الأموال"
هز عمار رأسه موافقا وقال "نعم معك حق علينا بالانتظار" 
نظر أدهم إلى جميلة وقال "وهل رحلت الفتاة؟"
أبعدت جميلة وجهها وقالت "نعم"
تراجع أدهم وقال "كيف تفعلين ذلك يا جميلة؟"
نظرت إليه بغضب وقالت "كان لابد أن أفعل وأنا أرى ابني يضيع مني؟"
قال "وظننتِ أنها سبب ضياعه؟ كيف تفكرين جميلة ألم تدركي ماذا تعني ديمة بالنسبة له رغم أنه أخبرك أنها الحياة بالنسبة له؟ ألم تهتمي لقلبه أو مشاعره؟ إنه لن يعود إليكِ خاصة وهو يعلم أنكِ سبب فراقه عمن أحب"
قالت محاولة أن تقنع نفسها ببراءتها "إنه ليس حب وإنما غش وخداع أنا التي طلبت منها أن تتقرب منه وأن تملأ حياته"
قال بجدية "وهل وافقت؟"
لم ترد فأمسكها من ذراعها وقال بقوة "جميلة هل الفتاة وافقت؟"
احمر وجهها وحاولت أن تهرب بنظراتها منه ولكن بالنهاية ثبتت عيونها وقالت "لا، رفضت ووقتها اعترفت بكل شيء وأخبرتني بالليلة الملعونة التي عرفته فيها"
لم تذهب ملامحه الغاضبة وقال "ومع ذلك أبعدتِ المرأة الوحيدة الصادقة والتي أحبت ابنك بالفعل وعاشت من أجله وفعلت كل ما فعلته؟ المرأة التي أحبها حقاً أبعدتها عن حياته؟ كيف طاوعك قلبك أن تكسري قلب ابنك؟ هو محق أنتِ ادميتي قلبه حتى الموت يا جميلة إنه لم يفقد فقط أم أولاده وإنما حب عمره وتنتظرين أن يعود إليكِ كيف يكون ذلك؟"
تجمعت الدموع بعينيها وقالت بضعف "لا أعرف يا أدهم أنا لم أعد أعرف إلا أني أريد أولادي، اليوم ضاعوا مني ولم أعد أرغب بالحياة بدونهم، الموت أهون لي من أن أعيش وحيدة بدون حبهم لا يمكن أن يتخيل أحد ما أشعر به الآن"
قربها منه أدهم وقال بحنان "أعيدي له قلبه إذن وقتها سيغفر لكِ أي شيء"
رفعت عيونها إليه فابتسم وقال "نعم حبيبتي داوي قلبه، أنتِ وليس سواكِ وقتها لن يتذكر إلا أنكِ كنت الدواء لجراحه وسيسامحك لأن من عرف الحب لا يمكنه أن يكره"
مسحت دمعتها الشاردة وقالت "وهل ديمة ستسامحني رغم ما قلته لها وفعلته معها؟"
ربت على يدها وقال "ديمة قبل أن تكون زوجة وحبيبة هي أم وتعلم إحساسك ومدركة سبب ما فعلته وبمجرد أن تطلبي منها العودة ستفعل، لأنها صادقة بمشاعرها ليس فقط لتيم وإنما لكِ ولزينة، لقد صنعت من نفسها أم وهي ليست كذلك وأجادت الدور أفضل من الأم الحقيقة باعترافكم جميعا"
أخفضت رأسها وهي تعلم أنه على حق لقد كانت كذلك بالفعل واقتنعت أن عليها إعادة تلك الفتاة ليس فقط لابنها وإنما لها هي نفسها فالآن زال غضبها منها، وشعرت أنها أخطأت بحقها وأنها لا تستحق منها كل ذلك
ساد جو من السعادة على العروسين والموجودين إلى أن وصل الأمر إلى نهايته والتف الأصدقاء حولهم للتهنئة وجميلة تقف بجوار زينة وأدهم يراقبها من بعيد، بينما وقف تيم بجوار مصطفى واهتز هاتفه بجيبه فأخرجه، كانت رسالة من رقم يعرفه
“ زينة يا تيم انتبه إليها وأنت أيضاً"
ابتعد قليلا ودارت عيونه بالمكان وتملكه القلق واخترق الأصدقاء ليقف أمام أخته وانتبهت جميلة لنظراته التي تجول بالمكان، وفجأة، اندفعت ديمة من وسط الموجودين وهي تصرخ
"تيم، احذر يا تيم"
كانت جميلة قد رأت تلك البندقية الموجهة إلى هدف غير محدد وارتبك الجميع من صراخ ديمة التي ما أن وصلت إلى ذراعي زوجها حتى كانت جميلة هي الأخرى قد أحاطت بزينة لتستدير بها ويسمع الجميع صوت طلقات نارية مختلطة بالموسيقى والصرخات المتعالية..
يتبع...

رواية الليلة الملعونة    بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن