الفصل الثاني عشر

1.3K 42 9
                                    

الفصل الثاني عشر

أمل وذكرى

لم يستطع أدهم أن يظل هكذا دون أن يسمع صوتها أو يراها ويطمئن عليها لذا تردد قليلا قبل أن يجري اتصاله بها عندما أجابت، صمت قليلا قبل أن يرد

"أهلا جميلة أنا أدهم"

ارتبكت جميلة قبل أن ترد "أهلا دكتور أدهم كيف حالك؟"

نفخ بضيق وقد أدرك أنها ما زالت كما هي ولكنه قال "بخير كيف حالك أنتِ؟ هل ما زال الألم موجود؟"

شعرت بحرارة تسري بجسدها وهي تقول "لا، لقد ذهب وأشعر بتحسن كثير"

قال "هذا جميل"

صمت الاثنان إلى أن قال "جميلة أنا لدي مؤتمر بألمانيا بعد الغد وكنت أريد أن أراكِ قبل أذهب فهل ستقبلين بوجودي أم.."

ولم يكمل وقد فهمت ما يريد أن يقول وتذكرت أفكارها عن الوحدة بداية بزينة وانتهاء بتيم فلم تجد ما تقول فالتمست الصمت كحصن للنجاة من حيرتها بينما شعر هو بأمل من وراء صمتها وعدم هجومها الذي اعتاده فقال

“ ربما اطمئن عليكِ قبل أن أذهب لأني سأتغيب عدة أيام"

وأخيراً قالت "حسنا دكتور ربما تفحص جرحي قبل أن تذهب لربما احتاج لدواء جديد"

ابتسم وتنهد براحة وقال "أنا واثق أن جرحك أوشك على الشفاء جميلة فقط بحاجة إلى فرصة واحدة"

صمتت وقد فهمت كلماته فقال "سأمر عليكم غدا بنفس الموعد"

قالت بهدوء لا يناسب الصراع الذي يشتعل داخلها بين جراحها القديمة وبين ما يريده ذلك الرجل منها وبذلك التوقيت بالذات

"تمام، بانتظارك دكتور"

****

ما أن صعدت زينة إلى غرفتها حتى اتصلت بمصطفى الذي أجاب فأخبرته عما كان فقال بسعادة "أنا أشعر أني اقتربت من تحقيق حلمي زينة، لم يعد يبعدني عنكِ إلا القليل"

استلقت على الفراش وقالت بسعادة "نعم مصطفى وأنا الآن أشعر بالأمان بوجود عمتي إلى جواري أنا سعيدة جدا مصطفى"

قال "حبيبتي وأنا سعيدة بسعادتك"

****

شعر علي بالجوع وطلب منها بعض الطعام فقررت أن تذهب لإحضار طعام له وخرجت من غرفتها وما أن وصلت لنهاية الردهة حتي رأته يترنح أمامها وهو يمسك رأسه بيده ويكاد يسقط فأسرعت إليه وأمسكت بيده بقوة وهي تقول

"تيم بيه أنت بخير؟"

لم يرد لأنه لم يكن يسمعها من تلك الأصوات التي كانت ترن بأذنه، ساعدته على الوصول إلي غرفته بصعوبة وفتحت الباب وهي تشعر أنه لا يراها ولا يسمعها، ساندته إلى الفراش فسقط عليه وما زال يمسك برأسه وتذكرت ما أصابه بالسيارة فأسرعت إلى غرفتها وأحضرت مسكن الصداع وبعض الماء وعادت إليه جلست خلفه وهي ترفعه بصعوبة من كتفها المصاب إلى أن أرتفع نصفه الأعلى فأسندته على صدرها وهو ينادي باسم تميم، وضعت الحبة بفمه وتبعتها ببعض الماء الذي تساقط من فمه على ذقنه وصدره فشعر به وابتلع ما بفمه ليعود إلى الواقع وهو يفتح عيونه ليدرك أنه بغرفته وهي تجلس خلفه فانتفض مبتعدا وهو يراها تمسك بكوب الماء فقال

رواية الليلة الملعونة    بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن