مينفعش يا تقوىٰ، لازم توافقي... العُمر بيجري بيكِ والناس هتبدأ تتكلم عليكِ.
= وأنا؟ محدش فكر فيا! محدش فكر في اللِ حصلي... حتى لو وافقت أقعد مع العريس ده، هفهمه ازاي؟ تفتكري هيصدقني؟ مش هقدر، أنا قررت أفضل كده ومش هتجوز أبدًا...
من امتى الكلام ده؟
= من ساعة اللِ حصل..
ومامتك هتقوليلها ازاي؟
= ماما! لا لا متعرفش حاجة..
هي متعرفش؟!
= لا... لا.. متعرفش... ومش هتعرف...
بس لازم تعرف...
= مش عاوزة أشوفها مكسورة، أنا سكت عن حقي علشانها، أمي مش هتستحمل صدمات تاني، كفاية موت أبويا وأختي في يوم واحد..
حاولي بس تقعدي مع العريس ده، يمكن هو خير ليكِ، وجايز يقتنع بكلامك ويصدقك زي ما بيحصل في الروايات وتعيشوا في تبات ونبات وتخلفوا صبيان وبنات..
=رحمة ممكن تبطلي هبل وتبطلي شُغل الروايات العبيطة اللِ كلت دماغك دي؛ علشان مفيش زيها في الواقع..
مهي الروايات من الواقع..
= واقع اي اللِ فيه حاجات مش منطقية، اعقلي بقَ وشوفي الواقع واللِ بيحصل فيه.
طيب... يعني خلاص مش موافقة؟
= لا.. ويلا بقَ علشان بننام بدري.
نفسي تحترميني مرة.
= هششششش، يلا من هنا.
..........
يعني يا تقوى مش موافقة؟
= لا يا ماما، أنا قُلت لحضرتك قبل كده كذا مرة إني مش عاوزة أتجوز..
ليه يا بنتي؟ لو عليا ف أنا أيامي في الدنيا معدودة، وعاوزة أتطمن عليكِ قبل ما أموت.
= بعد الشر عليكِ يا ماما، متقوليش كده، ربنا يباركلي في عُمرِك.
ريحيني يا بنتي، ووافقي، ادي نفسك فُرصة.
= مش أنتِ عاوزة تشوفيني مبسوطة؟
ومش عاوزة حاجة غير كده.
= خلاص سبيني أعمل اللِ أنا عاوزاه.
لو موافقتيش تقعدي معاه، تبقي لا بنتي ولا أعرفك..
= ماما لو سمحتِ، أنا... مش عاوزة كده..
لا.. الموضوع ميتسكتش عليه، في ايه؟ بقالك ٣ سنين مخلصة كليتك، واللِ قدك اتجوزوا ومعاهم بدل العيل اتنين وتلاتة، وأنتِ بتطفشيلي العرسان وفاكرة نفسك عندك عشرين سنة وبتتأمري، أنا تعبت منك ومن عنادك، أنا هجيب عمك يتصرف معاكِ...
= لا.. لا... بلاش عمي..
يبقَ تسمعي كلامي...
= هو غصب وخلاص.
أيوا غصب، واتفضلي اجهزي، أنا اديت الناس ميعاد النهاردة بالليل.
= ليه يا ماما؟
ده آخر كلام عندي، انا حطيتك قدام الأمر الواقع، وكان هييجي النهاردة سواء وافقي ولا موافقتيش...
.................
مُصيبة يا رحمة.... مُصيبة
= في اي؟ انطقي بسُرعة..
العريس جاي بالليل، ومش عارفة أعمل اي، أنا خايفة، امي حطتني قُدام الأمر الواقع..
= هتعملي اي طيب؟
هطفشه، أنا مش هستحمل، تعالي اقعدي معايا، متسبينيش، أنا خايفة أوي..
= حاضر يا حبيبتي، أنا جاية، اهدي بس..
-متتأخريش علشان خاطري..
................
جه برا...
= خايفة أوي، مش عارفة اتصرف ازاي؟ أطفشه ولا أهبب اي؟
اهدي بس، اقرأي قرآن بس وكله هيبقى تمام...
= مش عاوزة أخرج، خليه يمشي...
بطلي هبل، يلا اخرجي...
" خايفة، لا خايفة اي، أنا هموت من الرُعب، أنا مش عارفة اعمل اي، ولا أتصرف ازاي، هل الشخص ده هيتقبلني بعيوبي، هل هيفهمني، هل هيكون عوض ربنا ليه، ولا هيكون جهنم اللِ هتحرقني، كان نفسي أكون زيي زي أي بنت في اليوم ده مبسوطة إنها هتكون عروسة، بس أنا حصل معايا العكس، اتنهدت براحة وقرأت قرآن وأنا خارجة، احساس غريب حاسة بيه لأول مرة مش عارفة أحدده، مش فاهماه، أنا..... قطع تفكيري صوت والدتي وهي بتنادي عليا، لو كانوا عملوا جايزة لأكتر شخص خايف ومتوتر كُنت هفوز بيها في اللحظة دي، خرجت وعيوني في الأرض، ضربات قلبي سريعة أوي، حاسة إن قلبي هيخرج من بين ضلوعي، خرجت وغمضت عيني.. ١..٢...٣، هدوء فظيع في المكان، سامعة صوت نفس كل الموجودين، كنت شايلة صينية العصير، فجأة سمعت صوت شخص.... الصوت ده مش غريب عليا، أنا متأكدة إني سمعته"
ازيك يا آنسة تقوى....
" بصيت لمصدر الصوت، شُفت وش آخر شخص ممكن أتوقع إنه يكون هو العريس، محستش غير وإيدي بترتعش ووقعت صينية العصير على الأرض، غمضت عيني بسرعة، حلم... أكيد ده حلم، حطيت إيدي على وداني وقعدت أصرخ بأعلى صوتي "
= حيواااااان، ابعد عني، يا مامااااا، لاااااااا...... يااااارب...... لااااااا
تقوى مالك؟! اهدي محصلش حاجة..
= أنا بحلم صح؟ رحمة قوليلي إني ف حلم...
في اي؟ افتكرتي اي؟
= شُفته يا رحمة، شُفت الحيوان اللِ اغتصبني...
مين؟ فين؟
= د.. دد.. ده، هو ده.. جاي ليه؟ هقتله..
* بتقولي اي؟ واغتصاب ايه؟ فهميني...
اهدي بس يا طنط وهنفهم حضرتك كل حاجة..
* أهدى اي؟! أنا عاوزة أعرف كل حاجة...
= فاكرني يا أستاذ يا جامعي يا مُحترم، فاكر عملت فيا إيه؟ والله العظيم ما هسيبك إلا لما أوديك في داهية، عملتلك إيه أنا؟ ذنبي إيه؟
تقوى أنا آسف والله، غصب عني، كنت بحبك..
= أنت شيء عار على الحُب، ملعون أبو الحُب اللِ يعمل كده..
* تقوى في ايه؟ فهميني...
= آسفة يا ماما إني معرفتكيش حاجة زي كده، محبتش أشوفك مكسورة، أنا اتظلمت يا أمي، أنا مليش ذنب...
* كسرتيني أكتر لما خبيتي عني...ربنا يسامحك يا بنتي...
= ماما؟!
* اسمعي يا بنتي، محدش هيقبل يتجوزك غيره، وافقي عليه وريحيني..
= لو كان آخر يوم في عمري، عمري ما هوافق بيه..
صدقيني أنا اتغيرت، ومُستعد أعمل أي حاجة علشان تسامحيني...
= لما إبليس يسلم هبقى أسامحك....
* مش هتتجوزي غيره..
= أتجوزه؟! مش فاكرة لما كُنت في السكن وكل يوم وأنا بكلمك في التليفون بكون معيطة، حتى عمرك ما سألتيني كنت بعيط ليه، أنا أقولك ليه، بسببه هو، مكنش بيبطل يضايقني ويحاول يكلمني بأي طريقة، من قذارته عرض عليا يديني الإمتحانات مُقابل نفسي ولما رفضت هددني يسقطني وسقطت بالفعل، فاكرة لما قعدت أكتر من أسبوع مش بكلمك في التليفون، كان بسبب اللِ عمله فيا، عمري ما أنسى اليوم ده، واللِ ساعده أكتر واحدة كانت بتقولي يا عوض ربنا ليا، محدش وقف جمبي غير رحمة، أنا اتكسرت يا أمي، مش هقدر اتجوز حد أناني زيه، أنا حتى لو شبهته بالحيوانات هبقى بظلمهم، وبعد كل ده هتآمني عليا معاه...
* محدش هيداري فضيحتك غيره..
=نا ضحية، أنا المظلوم مش الظالم، أدفع تمن ظلمه ليا ليه؟ عاوزين تيجوا عليا تاني ليه؟.
* وافقي علشان خاطري، أنا أيامي في الدنيا معدودة.... أنا... أنا... آااااااه..
= ماما! رحمة اطلبي الإسعاف بسرعة....
........................
طمني يا دكتور والدتي عاملة ايه؟
= حالتها متطمنش للأسف، ادعيلها..
