سَـبـبـيـن مُـختـلفيـن

398 38 197
                                    

" امسكي يدي و لاَ تخافي ساُمسك بِخاصتكِ ، ساسير معكِ الطريق كُلهُ و لكن عديني أن تُسامحيني اذا تركتكِ فِي نِهايتهُ "

التاسع عشر مِن شهر فبراير عام ١٩٩٤
الساعة العاشرة صباحًا
غوانغجو ، كوريا

استقامت تنظر لهُ بِصدمة ، دارات بِعيناها خلفهُ لعلها تري ابمُمرضة تحمل طفلها و هو فقط أخطأ أو يمزح لاَ تعلم .

هي فِي موقف لا تُحسد عليهُ حقًا ؛ فَبِالامس وضعت طفليها التي وجدت صُعوبة فِي حملها بِهما ، كانت تُحضر نفسها لِلموت بسبب جسدها الهزيل هذا و لكنها نجت .

لم يعش لها طفلًا ، جميعهم ماتوا فِي احشاءها قبل أن يري النور ، جسدها لم يكن اهلًا لِحمل جنينًا بِدخلها ، كُل مرة يتم الجنين شهرهُ الثالث ثم يُجهض .

لاَ تستطيع استيعاب الأمر ، هل حقًا المرة التي استطاعت فِيها أن تستمر فِي حملها ثُم تحصل علي طفلين لاَ واحد تعويضًا عن ما خسرت ؛ تفقد واحدًا مِنهم هكذا ؟

اقتربت مِنهُ تُمسك ياقتهُ بِتعب ، عيناه التي كانت تعلمها أكثر مِن اي شخص فِي هذا العلم باتت مُختلفة بِنسبة لها ، لاَ تستطيع فِهمها و كأنهُ شخصًا غريب عليها .

" أخبرني انكَ تمزح و سَاُسامحك ، أخبرني فقط أن هذا ليسَ إلا خيال و لم يحدث أي شئ مِن هذا "

وضعتَ رأسهُ علي صَدرهُ تَبكي بِحرقة علي طِفلهَا التي فقدتَهُ ، استكفي هو بِالنظر لاي شئ عداهَا .

كيف سَيُواجهَا ؟ كيف سَيُخبرها انهُ هو مَن اضاعهُ بِنفسهُ ، انهُ كان اناني فكر فِي نفسهُ و فَضلهَا علي ابنهُ فلذة كَبدهُ .

" سامحيني ، لم استطيع حِمايتهُ "

هو نادم أشد الندم علي ما فعلهُ ، يعلم جيدًا انهُ أخطأ و لكن لقد فات الاوان علي تصليح خطأهُ .

دمعة ساخنة هَربتَ مِن مُقلتيهُ بينما هي بللت قَمِيصهُ بسبب بُكاءهَا ، خارتَ قُواهَا فجأةً ، هي حقًا مُتعبة بسبب العملية و أيضًا ما حدث .

ابتعد عنهُ تَجلس حيثُ كانتَ بدون حتي إن تنظر لهُ ، قلبهَا يُخبرهَا أن ابنهَا مازل هُنا ، أنهُ الان يحتاج لهَا و يبكي كي تأتي اليهُ و تُطمئنهُ .

واقف ينظر لهَا و بِيدهُ طِفلهُ النائم فِي سلام ، قربهُ مِن صدرهُ ثُم قَبلهُ بِرقة تُنافي القسوة التي تقبع فِي داخلهُ .

مد يدهُ لهَا لِيذهبا مِن هذا المكان الي شهد علي سَعَادتهم و المهم ، دخلت هُنا حامل فِي اثنان لِتخرج معهَا واحدًا فقط .

كَهْفُ الظَّلاَمِ ...!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن