فَـقَـدْ و إكَـتِسَـاب

262 31 133
                                    

" حصلتُ عليكِ و هذا ما يُسعدني و لكني اعلم أن هذِه السعادة لن تدوم طويلًا لأنني سَافقدكِ قريبًا "

بداية شهر نوفمبر عام ١٩٩٩
سيول ، كوريا
الساعة الثانية عشرة ظُهرًا

فِي رُدهة المَشفي البيضاء ؛ يسير ايابًا و ذهابًا عاقدًا يداهَ خلف ظَهرهُ ، القلق ظاهر علي مَلامِحهُ ، يُلقي بعض النَظرات القلقة علي باب غُرفة العمليات بين الحين والآخر.

وجه نظرهُ لِابنهُ الذِي غفي فجأة علي أحد الكرِاسي المُتواجدة فِي الرُدهة ، بِالتأكيد لقد سئم الانتظار ؛ فَهم هُنا مُنذُ اربع ساعات و الي الان لم تنتهي العملية .

كُل ما يدور فِي رأسهُ الان زوجتهُ التِي تضع طِفلهَا الثاني ، هذا الطِفل الذِي اخبرهَا الجميع انهُ سَيكون خطرًا علي حياتهَا و لكنهَا لن تُبالي .

حديثهم ؛ حديثهم الذِي دار قبل ست ساعات مِن لأن يُقلقهُ ، يظل يُفكر ماذا كانت تعني هي بِما قالتهُ ؟ لماذا قالت هذا الان ؟ كُل هذا يشغل تفكيرهُ بُجانب ما اخبرهَا بِهُ .

......

الساعة السادسة صباحًا
منزل عائلة جونغ

استيقظ يُطفئ المُنبه حتي لاَ يُقلقهَا فَمازال هُناك وقتًا علي مِيعاد العملية ، وجه نظرهُ ناحيتهَا يطمئن عليهَا ؛ هو يعلم انهَا مُتعبة و اليوم هو نهاية هذا التعب و اخيرًا .

عقد حاجبيهُ عِندما راهَا مُستيقظة ، هي خائفة مِن خِسارة ابنتهَا ، كُل ما تُريدهُ أن تخرج سالمة هي و الطِفلة التِي اخبرهَا الجميع أن مَصيرهَا الموت مِثل مَن سَبُقوهَا .

مسح علي رأسهَا يُهدأها و يُعطيهَا املًا أن كُل شئ سَيكون علي ما يُرام و لكن كيف ؟ كيف أن يكون كُل شئ علي ما يُرام و اخر مرة وضعت فِيهَا خَسرت طِفلًا مِن طِفليهَا ؟

استقام ذاهبًا الي غُرفة ابنهُ ذو الخمس سنوات يُقظهُ ، دخل الغُرفة لِيقابلهُ وجه هذا الصَغير النائم يبتسم ؛ يبدو انهُ رأي حُلمًا جميلًا لِيُظهر ابتسامتهُ اللطيفة هذه .

عاد مرة اُخري الي غُرفتهُ بعد أن تأكد أن طِفلهُ جاهز ، مازلت كما تركهَا مُتعبة خائفة واضعة يدهَا علي قلبهَا الذِي ينبض بِوحشية داخلهَا .

جلس بِجانبهَا صامتًا لاَ يعلم عن ماذا يتحدث معهَا و هي أيضًا تُشاطرهُ الصمت ، اقترب مِنهَا بِبطء يُزيه خُصلات شعرهَا عن عينهَا .

" لاَ تخافي أنا هُنا معاكِ "

اعتدلت فِي جلستهَا تنظر إلي عيناهُ مُباشرة ، فرقت فاههَا لِتتحدث بِصعوبة مُردفة

كَهْفُ الظَّلاَمِ ...!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن