كَهْفُ الظَّلاَمِ ...!

لِـقـاء الاِخـوَة

" كُنتِ أنتِ حظي الوحيد مِن هذا العالم و لَكِن الآن اتمني لو انني لم اُقابلكِ "

واقفٌ فِي الغُرفة يضع يداه الاثنان عَلي رأسهُ وَ فِي أحدي يداه يُمسك بِالسِلاح الذِي قام بِهُ لِتو بِقتل ابيهِ الذِي رباه لِاثنان وَ عشرون عامًا

ينظُر لهُ غيرُ مُصظق انهُ حقًا قتلهُ ، انهُ سمح لِغضبهُ بأن يتحكم بِهُ وَ قام بِقتلهُ بِدم بارد ، نعم هُوَ الي الان يترجف بعد كُل مرة يقتُل بِهَا ، نعم هُوَ يندم عَلي كُل روح تخرُج مِن جسد اي شخص عَلي يدهُ

كيف تلومونهُ وَ قد زُرع فِي قَلبهِ كراهية وَ حقد للجميع ، كيف تلومونهُ وَ هُوَ تربي وسط مُجرمين وَ لم يرى فِي حياتهُ يومًا خالي مِن المشاكل

المُجتمع أجمع مُحتم عَليهُ الاعتذار لهُ عَلي كّل شئ حدث لهُ فَشخصية الشخص تتكون مِن مَن حولهُ وَ إذا ترك لِذاتهُ التحكُم فَلاويجب عَليهِ أن يشتكي بعد ذلِكَ فَلقد سلمهَا لِاكبر عدوًا لهُ

استقام مُتجهًا نحو هذا المُلقئ فِي الأرض يُحيط بِهُ العديد مِن الدِماء مُغمض الاعيُن ، لون بشرتهُ شيئًا فشئ تحول الي لون فاتح باهت نتيجة لِنفاذ الدِماء مِنهَا

أخذ يُناظرهُ بِألم وَ مع كُل دقيقة تمرُ عَليهِ يتذكر كُل ذِكرياتهُ معهُ ، يتذكر ايامهُ الجيدة وَ السيئة التِي قرر أن ينساهَا لهُ هذِه المرة ، يتذكر هذِه الايام عِندما كان حياتهُ عُبارة عن اُمهُ ، ابيهِ وَ اختهُ

هل كان عَليهِ معرفة انهُ ليسَ مِن دمهم ؟ هل كان عَليهِ أن يكتشف انهُ مُجرد طِفلٌ تُرك فِي أحدي المَشافي وَ قامتَ عائلة بِتبنيهِ ؟ لِماذا لم يحظى بِحياة طبيعية مِثل جميع الأطفال ؟ لِماذا ؟

ماذا سَيكون رد فِعل ميونغ هي عِندما تعلم انهُ السبب فِي نوت ابيهَا ؟ هل سَتُسامحهُ ام سَتظل تُؤنبهُ عَلي ما فعلهُ ، هي كُل مَن يدور فِي عقلهُ الان

يُفكر فِيهَا وَ كيف سَتتقبل حقيقة انهَا خسرتَ اهم شخصًا فِي حياتهَا وَ مَن السبب فِي هذا ؟ هُوَ اهم شخصٌ فِي حياتهَا أيضًا أو كان وَ لن يَعود أبدًا

كيف سَتعيش الان بعد أن اضحتَ يتيمة الأبوين مِثلهُ ؟ ابتسم بِسُخرية عِندما تذكر انهَا الان لاَ تختلف عنهِ فِي أي شئ بل هي أصبحت نُسخة مُصغرة مِنهِ ؛ وَحِيدة بِدون مَن يحموهَا مِن شرور العالم

يَعلم جيدًا انهَا مُنذُ أن علمتَ بِانهُ ليسَ اخيهَا وَ تغيرتَ نظرتهَا نحوهُ وَ أصبحت عاشقة لهُ وَ حتي دون أن تدري وَ رُغمًا عن كُل مُحاولاتهَا بِان لاَ تقع لهُ وَ لَكِن هُوَ سَيظل يرى هذا الحُب مُجرد شفقة