بليز فوت +قراءة ممتعة يا رب الرواية تعجبكم
------------------------
الفصل الرابع ....
كانوا في قاعة المحكمة في قضية المخدرات الخاصة بحسن نجيب و كان فارس يجلس في مكانه و مع أنه لا يملك دليل علي أن حسن نجيب بريئ و لكن هو تأكد من برائته و أصر أن يقف معه حتي لو بدون دليل ..كان حسن يجلس خلف القضبان لا حول له و لا قوة فهو يعلم دناءة طايع و تهديده لأهل حيهم علي عدم مساعدته و لكنه يأمل بالله عز وجل و أن الله سينجيه من هذا البلاء
أتي القاضي للقاعة فقال الحاجب:- محكمة
فوقف الموجودين إحتراما للقاضي...فأمرهم القاضي بالجلوس و أمر ببدء الجلسة
قال الحاجب :- المتهم الأول ..حسن نجيب
قامت نغم من مكانها و عرفت نفسها : نغم علام جاية مع المتهم ...أمرها القاضي بالتحدث فقالت : سيادة القاضي موكلي يعمل في شركة البترول و هي شركة تعطي مرتبات عالية للعاملين بها فهو ليس بحاجة للتاجرة بالمخدرات ليحصل علي المال و هذا تقرير من الطب الشرعي بأن موكلي لا يتعاطي المخدرات إذا ف لمن هذه المخدرات
قال القاضي موضحا:- المخدرات جايبنها من أوضة نومه
قالت نغم بوضوح: صح يا سيادة القاضي جايبين المخدرات من أوضة نومه بس موكلي له عداوة مع صاحب المقهي المدعي ب(طايع) و ذلك بسبب أسباب شخصية ...و هنا طلب فارس الحديث فأعطاه القاضي الإذن
فقال فارس بحكمة لإستعطاف القاضي :ليس هذا فقط بل حدث مع حسن و طايع مشاداه بالألفاظ و الأيدي و تعرض له طايع أكثر من مرة و هدده بأنه سيزجه في السجن
قال القاضي : انت مع المتهم و لا ضده
قال فارس بحكمة : انا مع الحق يا فندم كان في شاهدة أرادت الإدلال بشهادتها و لكنها أختفت و أيضا جميع الكاميرات الموجودة في المنطقة يوم الأحد من 5ل9 ممسوحة فهذا يدل علي أن في حد هو اللي مسحهم ..و أثناء حديثة دلف مالك و معه فتاة غمز لفارس ..فقال فارس بإبتسامة ظاهرة : و دي الشاهدة اللي كانت مختفية يا سيادة القاضي ..
قالت الفتاة بدموع و تلعثم :- أنا شوفت كل حاجة و حسن مظلوم و و.. ظلت تبكي لأنها كانت لا تستطيع الأتيان للإدلال علي شهادتها بسبب طايع و الذي خطفها
قال لها القاضي :- قولي والله العظيم أقول الحق
قالت هي بصدق و هي تضع يديها علي مصحف:- والله العظيم أقول الحق ..انا طايع كان في الرايحة و الجاية كان بيتعرضلي و محدش بيقدر يقف قصاده فحسن الله يكرمه رايح يتكلم معاه إنه يسبني في حالي بس هو شتمه و مد إيده عليه بس حسن مسكتلوش و من هنا بدأ طايع يتعرضلي و يقولي أنا هوريكي هعمل إيه في حبيب القلب اللي بيدافع عنك هدخلهولك السجن و هخليه يقول حقي برقبتي يوم الحد كنت راجعة من الشغل لاقيت رجالة طايع بيطلعوا بيت حسن خوفت و قولت أطلع وراهم لو حصله حاجة أصوت ألم الناس عليهم كنت لسه هتصل بالبوليس يلحقه بس لاقتهم بيحطه كيس ف حاجاته ونازلة عشان أقول لحسن كان طايع واقف تحت و أخدني غصب عني عشان مقولش اللي حصل بس من يومين كان واحد من رجالته جايبلي أكل أعدت اتزلل ليه عشان يديني التيليفون و هو عشان مش بيحب الظلم و بيحب حسن عطاني التيليفون و اتكلمت بالقسم عطوني ظابط حكتله كل حاجة و قولتله انا فين لما عرفت من الراجل اللي عطاني التيليفون و الباشا جبني انهاردة
فقال فارس :- و هذا يدل علي براءة حسن نجيب من القضية يا فندم فهو بالفعل بشهادة الشهود انه رجل يعمل في مكان كويس ولا يحتاج إلي الإتجار لكسب المال
أضافت نغم :- وأنا أطلب بالتعويض لموكلي من المدعو طايع و عدم التعرض لحسن مرة أخري
كانت كافة الأدلة أمام القاضي كاملة فقال :- حكمت المحكمة حضوريا علي المدعو حسن نجيب بالبراءة من قضية المخدرات و أستكمال القضية مع المتهم الفعلي طايع ابو النجي
أنتهت القضية ببراءة حسن الذي شكر كلا من فارس و نغم علي الوقوف معه و بعد ذهاب حسن قال فارس لنغم :- لما عرفت أنك انتي اللي هتمسكي القضية أرتحت
ردت نغم بإمتنان:- عيب عليك يباشا من غيرك مكنتش عرفت أكسبها و بعدين تعالي قولي ازاي واحد من رجالته تخونه
قال فارس بدهاء و هو ينظر للسقف:- لا مهو واحد من رجالتي أنا
ضحكت نغم و قالت :- والله كنت حاسة انك ورا الموضوع ..ثم أكملت بإستعجال :- سلام دلوقتي عشان عندي قضية مستعجلة بس هتصل بيك عشان الحفلة بتاعت السنادي قربت و انا عايزة أكلم باباك و مامتك أعزمهم و انت كمان هتيجي مش زي كل سنة تمام ..يلا سلام
قال لها فارس بإماءة :- سلام
******************************************************************
ذهبت دموع في اليوم التالي إلي الجمعية برغم الخوف الشديد فهي تخاف أن يكتشف زوجها خروجها من المنزل و ماهي قادمة عليه من رفع قضية ضده
ذهبت دموع و كانت رحمة بإنتظارها فرحمة تشعر تجاه دموع كانها ابنتها أبنتها فإبنتها كانت تمتلك نفس لون عيون دموع كانت تنتظرها رحمة علي أمل التغلب علي خوفها من زوجها و إرادتها في حياة جديدة هادئة ما أن وصلت دموع أستقبلتها رحمة بحنية بالغة فهي حزنت علي تلك الفتاة الجميلة و التي قاست من والدتها التي زجتها لهذا الزوج المغتصب و الذي ساقها المر خلال تلك السنتان أخذتها رحمة لدكتور نفسي الذي يعمل مجانا لتلك الجمعية و غيرها من الجمعيات ليساعد الفقراء و المحتاجين للعلاج ذهبت دموع و لا تدري أين هي ذاهبة و لكن تشعر بالأطمئنان لكلا من رحمة و نغم فهي تلقت الحنان منهم فقط و أحست من رحمة بعاطفة لم تشعر بها من والدتها الحقيقية فالحنان غير معهود عليها .
أخذتها رحمة إلي العيادة الطبيبة و قبل أن تسأل دموع لما جاءت هنا قالت لها رحمة : بصي يا دودو دي عيادة دكتور رحيم دكتور نفسي كويس جدا هيقدر إن شاء الله يساعدك و يخليكي مستعدة إنك تواجهي جوزك في المحكمة و كمان هو شاطر و بيساعد كل الناس اللي بتيجي عندنا و مش بياخد مقابل مادي بعد متخلصي هنروح عند دكتورة جارتي هتساعدنا نعالج جروح وشك و جسمك متقلقيش و الله ربنا يعلم أنا حساكي زي بنتي أد إيه
هنا ترقرقت الدموع من عين دموع لحنان تلك المراءة التي تتمني و لو ربع حنانها ان يزرع في قلب والدتها التي لم تعرف الرحمة
قابلتهم شوق بإبتسامة محببة : فين الأستاذة دموع
ردت دموع بصوت مبحوح : أنا
وقعت عين شوق عليها و ظلت تنظر لها علها تتذكر أين رأت تلك الملامح قبل سابق و لكنها لم تتذكر
فقالت لها بتلقائية : أنا شوفتك أبل كدا يا أستاذة دموع
نظرت لها دموع بحزن و حركت نظرها رأسها للاعلي و الاسفل علامة علي موافقتها
قالت لها شوق : فين
قالت لها دموع بحزن و خجل: في المدرسة انا علي ما أظن كنت أكبر منك بسانتين أبل كدا طلعنا الأول و حنا ف أعدادي أبل كدا عشان كدا فكراكي
نظرت لها شوق بتركيز ثم فتحت عينيها علي وسعهوما و قالت : دموع ..دموع السيد حسن أشطر بنت ف مدرستي و اللي كانت بتنجح من غير دروس لا مش مصدقة
ثم صمتت ونظرت لها و قالت : مين عمل فيكي كدا
قطعت رحمة كلامهما بقلق علي دموع فقالت :هو دكتور رحيم مستنيها
قالت شوق بحنان و هي تربت علي كتف دموع لتحثها علي المشي : اه مستنيها تعالي معايا يا دموع
ذهبت معاها دموع للداخل كان رحيم ينظر للأوراق نظرت له دموع نظرت له دموع فهي ظنت أنها أتت لدكتور مخضرم و ليس ذو سن صغير رفع رحيم نظره لها رأي وجهها مليئ بالكدمات و لكن لم يقلل جمالها و لا لون عينيها الرمادية الفاتحة المليئة بالحزن و الوجع كأنها قاست من الحياة كل أنواع العذاب و شعرها الناعم لدرجة لم يثبت بالمشبك الممسك به ظل يري ردود أفعالها و حركات جسدها فكان يدل عليها الأرتباك و الخجل و التوتر و عدم أتزان أفكارها فهي كانت تنظر لكل شئ في الغرفة إلا هو و كأنه سوف يعنفها لو فعلت ذلك هو يعلم معلومات عن حالتها فالسيدة رحمة حكت له و لكن ليس بالتفاصيل و يعلم حاليا أنها لا تعلم من أين تتحدث
فقال مبتسما بهدوء لعله يطمئنها : دموع سيد حسن أسمك غريب يعني انا طول عمري أسمع عن فرح ,فرحة , سعاد لكن دموع معداش عليا أبل كدا ها بقي قوليلي مين سماكي الأسم دا
قالت دموع بتوتر و خجل : ماما
كان يسجل رحيم أضطرابتها في الورق الذي أمامه و قال بهدوءه كالمعتاد : أكيد سألتيها عن السبب انا عارف البنات المصرية فضولية بس أنا فضولي أكتر منكم
أبتسمت دموع بسخرية و قالت : لما سألتها قالتلي أصلك من أول ما جيتي الدنيا و أنتي زنانة و بتسحي دموع قرفتيني في حياتي فسميتك دموع و كان نفسي أسممك لولا ستك أم أبوكي هي اللي ربيتك و انتي صغيرة كنت وديتك ف اي مكان بعيد عن هنا
نظر لها رحيم بصدمة تدراكها سريعا و هو يقول في نفسه : في حد يقول لبنته كدا
أبتسم رحيم لها و قال: بس من غير مبالغة أنا حبيت أسمك في تميز مش زي المعتاد
أبتسمت دموع بحزن و هي تقول: هو مش كل واحد ليه نصيب في أسمه أنا بقي كان ليا أكبر نصيب في أسمي
تركها رحيم تحكي و لم يرد مقاطعتها حتي لا يتشتت عقلها
أستكملت دموع كلامها: من وانا صغيرة ماما علي طول تضرب و تشخط فيا و بابا يبصلي نظرت حزن بس مش بيتكلم و لا بيمنعها من ضربي انا ونا صغيرة كنت عايشة مع جدتي أم أبويا و كانت بتحبني رغم كرهها لأمي بس لما أتوفت بابا خلاني أعيش معاهم و من ساعتها و انا حياتي كلها ضرب و شتيمة و إهانة دي ماما عمرها ما جبتلي هدوم جديد بابا لما كان يديها فلوس عشان تجبلي هدوم العيد كانت تنزل تجبلي هدوم مستعملة و تجيب لنفسها هدوم جديدة أينعم مش غالية بس جديدة كنت ببقي زعلانة نفسي يجيلي هدوم جديدة أبقي أنا أول واحدة لبستها كنت أعد أعيط طول الليل بس مكنش ينفع أتكلم و لا لما نجحت في الأبتدائية كانت مش عايزاني أكمل تعليمي بس أنا مرضتش فقالت لبابا اني لو عايزة أكمل مش هتديني دروس فطبيعي بابا وافق عشان أكمل تعليم و هو طبعا مش بيرفضلها طلب جت بليل و هي ماسكة معلقة لونها أحمر من كتر السخونية و بتقولي بتتحديني قدام أبوكي أقول مش هتتعلم تقولي لا أنا عايزة أكمل أنا هوريكي بقي أنا هعمل إيه مسكت المعلقة و فضلت تطبعها علي ضهري بابا فضل يعالجني منها 3شهور كانت حروق من الدرجة التانية بس سابت علامات في جسمي بعد ما خلصت أعدادي مكنتش بتسبني أعد أذاكر لأنها علي طول قومي نضفي قومي أطبخي قومي زفتي و لو ذاكرت تضرب فيا و تقولي مش كنت أولي بفلوس المدرسة
ضحكت بسخرية و قالت : مع أن مصاريف المدرسة مش غالية خالص بالعكس كانت رخيصة أوي و لا لما دخلت ثانوي اتكلمت مع بابا قبل ما نروح البيت أني أكمل تعليم و هو وافق بس من غير دروس خصوصية طبعا هي مكنتش راضية بس عشان بابا أعد يتحايل عليها وافقت بس كانت بعد ما اروق البيت كله تبهدل البيت تاني عشان اعمله تاني بس بابا كان بعد ما بخلص المدرسة يخليني أروح عند زمايلي عشان أذاكر من ورق الدروس بتاعتهم لحد ما خلصت ثانوي وا نا جايبة مجموع عالي هيدخلني الكلية اللي بحلم بيها بس يومها
ظلت تبكي و لم تستطيع الكلام نظر لها رحيم و يري كم عانت بسبب والدتها ووالدها السلبي أمام زوجته فطلب منها بهدوء و هو يقول : بصي كفاية كدا أنهاردة بس أنتي هتجيلي كل يوم و أكيد أستاذة رحمة عارفة مكان عيادتي التانية و انا مش هديكي مهدئات ولا أي أدوية حاليا بس عايز منك تصلي و تقربي من ربنا و تشتكي ليه كل اللي أنتي عايزاه ومش قادرة تقولي لأي حد و ادعيله
بسم الله الرحمن الرحيم [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ]صدق الله العظيم خرجت دموع إلي السيدة رحمة و ذهبت معها إلي الطبيبة و كتبت لها كورس علاج مكثف من كريمات الجروح و بلاسم للعلامات و متضادات حيوية للكدمات ثم رجعت دموع إلي بيتها مجهدة و أخذت نصيحة دكتور رحيم و أرادت التقرب من الله عز وجل و أخذت تصلي و تبكي و تناجي الله علي حياتها و فك كربها و ظلت هكذا حتي نامت من كثرة الأرهاق
******************************************************************
في اليوم التالي
كانت دهب تجلس مع يوسف و هي تقول: طب هنعمل إيه شكله حطها في دماغه و هي معملتلوش حاجة
قال لها يوسف بهدوء: طب هو حطتها في دماغه ليه مدام معملتلهوش حاجة
قالت دهب بضحك : أصل يوم ما جت عشان تقدم خبطت فيه فقالتله حاسب يا بغل
هنا ضحك يوسف و قال :- طب معندها حق هو زعل ليه
قالت دهب بنفس الضحك : ما دا اللي قولتهوله بس هو أتعصب أصلا محدش بيعرف يوقف عصبيته غير.....
صمتت بحزن ففهم يوسف قصدها و حزنها و لكنه حزن أكثر منها فلمح مازن ينظر لهم فقال لها ليخرجها من حزنها : الحقي البغل بيبص علينا ..أقصد مازن ببيبص علينا
كانت يقولها بطريقة كوميدية جعلتها تضحك فشاركها الضحك و أثناء ضحكها جاءت شوق إلي دهب و لم تأخذ بالها من يوسف فقالت لدهب : معلش يا دهب مش هعرف أحضر محااضرة علم النفس الثقافي لو ينفع يعني تجبيهالي لأني عندي شغل و مش هقدر أتاخر أكتر من كدا
قالت لها دهب بطيبة : تمام متقلقيش أنا أعرف واحدة في قسمك شاطرة هجبلك المحاضرة منها
أبتسمت لها شوق و جاءت لتذهب وقع نظرها علي يوسف فنظرت له بإستهزاءو ذهبت فقالت له دهب بإستغراب: هي بصتلك كدا ليه
قال لها يوسف بتذكر : أصل البت سيرين كانت أول يوم كلية واقفة ولازقة فيا و بتقولي وحشني و بقالي كتير مشفتكش هو انا موحشتكش و لا إيه و كالعادة كان أسلوبها أوفر فأعتقد كدا و الله أعلم هي فهمت غلط ولا حاجة أصلها كدا شكلها أستهزءت بينا و حنا واقفين
ضحكت دهب بشدة و قالت : لا شوق عدت بقا تتشاكل مع يوسف و مازن أول يوم كلية دي تاخد الأوسكر بقا
قال يوسف بحنق: بس أنا طيب و مش هعملها بس قوليلي هي بتشتغل فين
قالت له دهب : بتشتغل عند دكتور نفساني مساعدة و كدا
أومأ لها و ذهبوا إلي محاضرتهم
ملحوظة ( دهب و يوسف أخوات في الرضاعة و ولاد خالة و في نفس الكلية والقسم و هما أصحاب جدا وكمان طرفهم الثالث ...)
يتبع--
أنت تقرأ
دموع مؤلمة
Romanceفي تلك الأحياء الشعبية، تلك الأحياء التي توجد بها الكثير من الأسر الفقيرة التي تعتمد علي القليل من الدخل المادي منهم من يشكر الله علي هذه النعمة ومنهم من ينقم عليه لقلته ، ولكنهم لا يعلمون أن الله يعطي من يشاء بغير حساب فأنت تريد وأنا أريد والله يفع...