الفصل الثالث و الثلاثون

70 7 4
                                    

الفصل الثالث و الثلاثون
فتح حمزة ووجد فارس و دموع يضحكون و كان يريد ان يخرج من المأزق التي اوقعته بها رحمة فقال بمرح: ايدا مش رحيم عملكم حظر يا رحمة
قالها بصوت عالي ..ثم أكمل: هقول لرحيم أنهم بيتقبلوا من وراه
فارس بمرح: تصدق خوفت احيه دا انا من كتر الخوف مش هطلع من بيتنا تاني
حمزة بمرح : ايوا كدا خاف علي نفسك
فارس بجراءة حضن دموع أمامهم و رد برخامة: مراااااتي اشوفها براحتي في الوقت اللي يعجبني
ضحك حمزة و رحمة ابتسمت أما اسما فهي خجلة من الموقف بأكمله و ان رحمة قالت ذلك أمامها و حمزة بضحك : حقك يا عم أنا من ساعات ما كتبت كتابي علي اية كنت لازقلها ليل نهار و اي حد يتكلم كنت اقوله مراتي اشوفها براحتي محدش ليه دعوة
كان يتحدث و هو مبتسم و اسما تنظر له بحزن نعم فهي لم تشعر بالسند غير عندما التقت به و ساعدها من دون أن يعرفها و لكنها ابتسمت و ردت: يا سيدي يا سيدي يارب اوعدنا كدا بحد يحبنا كدا
نظر لها حمزة نظرة جعلها تصمت و قال بعنف: انتي لسه صغيرة علي الكلام دا جواز اي و بتاع اي لما تخلصي كليتك يبقي لينا كلام تاني
نظرت له اسما ببلاها أما رحمة بخبث: مين دي اللي صغيرة يحمزة دي اسما مشاء الله عروسة و زي القمر انت ناسي أن اية اتجوزتك و انت و هي اد اسما
صمت و كل ذلك و فارس مبتسم لانه قرأ أفكار رحمة بينما دموع تحاول الإفلات من حضن فارس و لكنه لم يترك لها الفرصة و قال بجراءة و صوت هامس : اهدي و مقعديش تفركي عشان مبوسكيش قدامهم
نظرت له بصدمة و لم تنطق
( فارس ما بين فترة و التانية يقول كلام جريئة لدموع يحضنها كدا يعني بناءا علي كلام رحيم أن فارس يحسسها بالأمان و يعرفها أنه جوزها عشان لما يتجوزوا تبقي دموع مش خايفة منه)
______________
دهب و سليم جالسين و يضحكوا فقال سليم بحب: ياستي اللي يشوفك دلوقتي ميقولش انك العاقلة اللي هتحل مشاكل يوسف و شوق
دهب : الله أنا فعلا عاقلة بس دا مبيظهرش غير وقت الجد
ضحك سليم و بسعادة : طب قوليلي هتعملي اي
دهب بجدية: و لا حاجة و الله أنا هكلم شوق تقابلني و هخليها تسمع أن يوسف ملهوف أنهم يبقوا في بيت واحد و مش منتظر منها حاجة و أنه بيحبها و تفهم أن الغلط منهم متبادل لانهم مش بيتكلموا يتفاهم
سليم ترك كل الحديث و قال بحب: زي مانا ملهوف بيكي
نظرت له بخجل فأقترب منها هو فقالت بعنف: اي يا بابا في حاجة أبعد شوية هو انت هتسوق فيها و لا اي
سليم بقرف: هتسوق فيها بيئة! أنا هتجوز بيئة
ضحكت دهب و بحب: بيئة بس بتحبني
سليم بضحك: حصل
________________
تبكي فهو لم يتحدث معها من فترة رن هاتفها فامسكته بلهفة لعله يوسف لكن وجدت دهب  فردت و لكن صوتها كان باكي
دهب بهدوء: اي يا شوق مش عايزة تردي عليا ليه
شوق و هي تمسح دموعها: ابدا يا دهب بس مكنتش جنب التليفون مسمعتهوش
دهب : طب يلا البسي و تعالي علي مكانا عايزة اشوفك
شوق: و الله ما قادرة  انزل مصدعة جامد و مش قادرة
دهب بعد تفكير : هو انتي و يوسف .. هو كمان تعبان بقاله فترة كبيرة و مش بياكل و حاله يصعب علي الكافر
شوق بلهفة: ايدا ليه كدا ماله
دهب : تعبان و علي طول مصدع و اول امبارح كان سخن
شوق : و سايبينه كدا من غير دكتور
دهب بهدوء: مانتي عارفة يوسف لو بيموت بردوا مبيروحش لدكتور
شوق نست زعلها و حزنها من يوسف و أنه قال إنها بتتهرب منه و قالت بلهفة: طب انا هجيلك عشان اشوفك
دهب: طب تعالي أنا قاعدة في البيت جنبه بس كنت عايزة اشوفك فقولت انزل نتقابل
شوق و هي تقوم  : تمام نلبس ومسافة السكة
دهب: ماشي يا قلبي
________________
رأت دهب وصول شوق فدخلت ليوسف و بالفعل كان حزين و لم يتحدث كثيرا فقد يذهب للعمل و أحيانا للجامعة في أهم المحاضرات
دهب بخنقة: هتفضل كدا كتيير
كانت شوق وصلت لهم و سمعت يوسف يقول بضيق: اعمل اي يا دهب حاسس بخنقة
دهب: منا قولتلك اللي فيها و بصراحة وضعكم كدا مش هينفع مش هينفع تفضلوا متخاصمين مرااتك يا يوسف مينفعش كل دا متكلمهاش انت تعرف و انا بكلمها صوتها مش طالع من كتر العياط
يوسف بلهفة: ايدا انتي كلمتيها
دهب : اكيد طبعا يبني شوق دي مش صحبتي دي اختي
يوسف بضيق: اعمل اي يا دهب بحبها مراتي و بحبها و عايزاها و هي كل ما اقولها نتجوز مش بترضي و أنا بحبها
دهب : و هتفضلوا كدا
يوسف : لا أنا كنت رايحلها انهاردة اصلحها بس كنت مصدع مش قادر دا حتي مازن اللي وصلني من كتر الصداع مكنتش عارف افتح عيني و يا دهب أنا قايلها أننا هنعيش هنا مع ابويا عشان مينفعش اسيبه لوحده و في البيت كل حاجة أنا عايزها هي بس
شوق بالخارج تبكي و هي تحبه و لا تتهرب منه و لكن أهلها لن يوافقوا أنها تتزوج من دون ان يكتمل كافة جهازها و هي ايضا
دهب : و الحل
يوسف : هروح اتكلم مع عمي و أفهمه اني محتاج شوق معايا و نعمل فرح معاكي
دهب بتعقل: مينفعش انت اللي تقرر دا قرار مشترك لازم شوق توافق
يوسف بضيق : ما هي مش عايزة مش فاهم ليه مع انها عارفة اعمل حاجة عندنا و مش محتاجين حاجة
دهب : بردوا حاول تتكلم معاها عشان تتفهموا و مش كل حاجة انتوا الاتنين تتشبسوا برايكم و لو حد فيكم أتنازل مش عيب و لا غلط بالعكس دا بيثبت انكم بتحبوا بعض اكتر
يوسف : معاكي حق و الله و انا غلطت .. بصي أنا هقوم اروحلها
قام و فتح الباب وجد شوق أمامه و بالفعل يوسف كان مانع الاكل فنقص من وزنه و لكن ليس بالكثير راي شوق واقفة و عيونها منتفخة من كثرة البكاء و ارتمت من غير مقدمات في حضنه و بتتنفس بصعوبة فأخذها يوسف في حضنه كلها و دخل بيها داخل الغرفة و بيقول شوق اسمعيني كدا و بشويش اتنفسي  و دهب ذهبت الي كمود السرير و اخذت كوب الماء و ذهبت ليوسف الجالس علي الأريكة و جانبه شوق و اخذ يوسف الكوب منها و هو ينظر لها بتأنيب و شوق في حضنه و رأسها في رقبته فقالت دهب بصوت غير مسموع ليوسف: آسفة
فأشار لها يوسف بالموافقة وقال بمرح: يخربيتك انجزي البت تعبانة
أعطته دهب كوب الماءو بمرح: طيب لما اروح اعملكم عصير و اكل لأنكم تقريبا كدا و العيازو بالله مكنتوش بتدوقوا اللقمة و انتوا وشكم أصفر كدا كتكم نيلة
ابتسم يوسف و بعد خروج دهب عاتب شوق: ينفع كدا شكلك تعبان اوي
شوق بهدوء و صوت منخفض: مانت كمان شكلك تعبان
يوسف بحب : مش مهم أنا لكن بصي انتي شكلك دبلان خالص و كدا مينفعش
صمتت فأكمل يوسف بمرح: يابتي المفروض يبقي شكلك قمر مش مرهق عشان مبصش برة حافظي علي جوزك
نظرت له بشزر و بعنف: فكر بس تبص برة و شوف أنا هعمل اي
يوسف اقترب من وجهها فاجئة : هتعملي اي يا قلبي
شوق بتوتر : اي يعم مقرب كدا ليه أبعد
يوسف اقترب اكثر: و لو مبعدش شوق من التوتر كادت أن تبكي و لكن يوسف باطمئنان اخذها بين أحضانه : متتوتريش أنا لا يمكن هأذيكي أنا بحبك
ابتسمت بحب و شدتت ذراعيها حوله و بحب قالت: ربنا يخليك ليا و يبارك في حياتك عشاني
ابتسم يوسف ووقف و بحنان: يلا قومي نروح ناكل عشان أنا لما شوفتك نفسي اتفتحت ع الاكل
قامت معه و ذهبوا
__________________
بعد مرور شهر
تتألم جالسة تتألم و هي وحيدة في منزلها لا تستطيع الجلوس من كثرة الالم نعم انها نغم علي وشك الولادة و لكن رحيم في العمل فأمسكت هاتفها و هاتفت أخيها لأن رحيم قال لها انه في اجتماع عند مدير المشفي اتصلت علي سليم الذي يحضر لزفافه فرد مرح : اي يا غوغو اي اللي فكرك بينا
نغم بوجع : سليم تعلالي بسرعة الله يخليكي مش قادرة اقعد من الوجع شكلي بولد
سليم و هو يتحرك بسرعة و بقلق: حاضر جاي بس مش المفروض هتولدي كمان اسبوعين
نغم ببكاء: مش عارفة و الله ما عارفة بس هموت من الوجع
كان سليم ركب سيارته و اتجه لمنزلها فقال: طب متقلقيش ١٠دقايق و هبقي عندك استحملي يا حببتي معلش
نغم ببكاء و وجع:حاضر والله بس بسرعة لاني تعبانة
سليم بتوتر : حاضر
و بالفعل سليم وصل في اقل من عشر دقائق لانه كان قريب من بيت نغم و صعد الدرج و رن جرس الباب قامت بصعوبة و هي بكامل ملابسها حتي حجابها و فتحت الباب سليم بتوتر : فين شنطة البيبي
نغم: جوا في الصالة بسرعة يا سليم بالله عليك لاني تعبانة
سليم بسرعة دخل الصالة و اخذ الحقيبة و اسرع الي نغم التي تتألم و لكن بهدوء و ساندها بعد غلق باب المنزل و اجلسها بجانبه في السيارة و ساق بسرعة لأن شقيقته الأقرب لقلبه تتألم وصل للمشفي و ساندها للداخل و كان رحيم خارج من الاجتماع و كان سليم متوتر و يسير ذهابا و إيابا امام حجرة الطوارئ فذهب رحيم إليه و باهتمام : مالك يا سليم جاي ليه و قلقان كدا ليه
سليم بخوف : مش عارف يا رحيم نغم بقالها ١٠دقايق و محدش قالي حاجة و لا طمني عليها
رحيم بقلق و استغراب : نغم اي اللي جاب نغم هنا
قص سليم عليه ما حدث منذ حديثها له فازداد قلق رحيم فدلف لها وجد الطبيبة معها و هي تبكي من الالم فأسرع إليها فوجدها تتألم أكثر
رحيم بقلق: نغم بتتوجعي جامد
نغم بدموع : اوي اوي يا رحيم
طب صوتي اعملي اي حاجة طلعي الوجع دا
نغم: مش قادرة حاسة اني روحي بتروح مني لو صوت هموت
و بكت بوجع فقلق رحيم أكثر و قاس لها الضغط فوجده منخفض جدا
فالدكتورة التي أمامها علقت لها محلول ليرفع لها الضغط حتي تتم الولادة علي خير و رحيم يمسح لنغم العرق من جبينها و يحفزها
رحيم: نغم خدي نفسك براحة
و ظل يمليها في تعليمات و بالفعل ضغطها بدا في الارتفاع و بدأت اعراض الولادة تظهر و صوت صريخها عالي و ابتسم رحيم رغم تعبها ولكن هي حاليا استطاعت ان تتنفس بطريقة منتظمة و صوت صريخها عالي أكثر حتي سمعوا صوت بكاء صغير و نغم شعرت براحة نوعا ما رغم الالم
ابتسم لها رحيم و قبل جبينها و بحب: الحمد لله أن انتي كويسة يا قلبي
ابتسم نغم بارهاق : ربنا يخليك ليا يا رحيم
ابتسم لها و توجه إلي ابنته التي كان وجهها جميل و ابيض و عينيها مثل عين نغم و ملامحها جميلة ابتسم لها و بدأ يأذن لها و عندما أذن توقفت عن البكاء تستمع و خرج لسليم و هو يحمل ابنته و بحب و مرح قال: الواد القلقان دا يبقي خالك يا نور عيني
اقترب منه سليم و بقلق : نغم أخبارها اي
رحيم بإبتسامة هادئة: الحمد لله كويسة خارجة دلوقتي
سليم بفرحة : طب الحمد لله الحمد لله دا انا قلبي وقع في رجلي هات البت دي ابوسها
و اخذ الطفلة  و سمي الطفلة"كيان" كيان رحيم الاسيوطي
و كم خطفت قلب والديها
________________
        
       و بعد شهر من دلوقتي
 

دموع مؤلمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن